"فورين أفيرز": أيام بوتين في السلطة معدودة
منذ 4 ساعة
عدد القراءات: 1003
قالت مجلة "فورين آفيرز" الأمريكية، إنه كلما طال أمد الحرب الروسية ضد أوكرانيا، كلما أوشك نظام الرئيس فلاديمير بوتين على الانهيار، مشيرة إلى أنه على الرغم من ضجيجه وصخبه، فإن النظام الاستبدادي الذي أقامه هش للغاية، بحسب وصفها. وذكرت أن "بوتين يحيط نفسه بأكثر الموالين تعطشًا للسلطة ضمن دائرته الداخلية، بعضهم، ويُطلق عليهم "الحرس القديم"، ينتمي إلى مؤسسات قوية مثل الشرطة السرية أو الجيش، في حين يرتبط الآخرون بمختلف الوكالات الحكومية وهم من الموالين لبوتين لا غير". وأشارت إلى أنه "في مثل هذا النظام، فإن عملية بناء إمبراطورية تُدار بشكل غير منضبط ومن دون رادع، والسياسة تفتقد للفعالية، والفساد يصبح اعتياديا". ولفتت إلى أن ما حاول بوتين إطلاقه من فكر قيصري إمبريالي روسي جديد، إحياء الأرثوذكسية وإثارة النزعة السلافية المعادية للغرب، اقتصر تأثيره المحدود على المجموعة التي تساعده في حكم روسيا. لذلك، كما تقول المجلة، فإن قدرة بوتين على الاحتفاظ بولائهم تستند في المقام الأول لسيطرته على الموارد المالية للبلاد. وبفضل ارتفاع أسعار الطاقة إلى مستويات قياسية، الذي رافق توليه السلطة في العام 1999، استطاع بوتين نهب نحو 45مليار دولار، وكان يملك ما يكفي من المال لرفع مستوى البلاد المعيشة وتعزيز الجيش الروسي والإغداق على رفاقه. لكنَ هذا ما عاد قائما، فأسعار النفط انهارت، ومن المرجح أن تظل منخفضة، كما إن ضربات العقوبات الاقتصادية موجعة، مما أدى إلى تراجع الاقتصاد الروسي. وخلصت إلى أن "بوتين سيضطر، عاجلا أم آجلا، إلى تخفيض بعض النفقات، ولكن من الصعب أن نعرف من أين سيأتي بهذه الأموال". وتابعت "بالنظر إلى الحرب الجارية في أوكرانيا وحملته الإيديولوجية المعادية للغرب، فإن الحد من التمويل العسكري ستكون غير مجدية. وقد تتلقى شعبية بوتين ضربة خطيرة لو رفع الدعم عن محدودي الدخل. وعلى هذا، فإن الخيار الوحيد قد يكون وقف رفاقه من نهب خزائن الدولة، حتى لو أفضى ذلك إلى حالة من النفور". لمدة 15عامًا، وفقا للمجلة، مكن سجل النجاح بوتين من الظفر بالدعم الشعبي الكبير، فقد سحق المقاومة الشيشانية، أشرف على الإصلاحات العسكرية، طور البنية التحتية، حسَن حياة المواطنين الروس العاديين واحتال بانتظام على الغرب، لكن بعد دورة الألعاب الاولمبية في سوتشي، فجر كل شيء. إذ رأت أن "عملية ضم القرم كانت كارثة اقتصادية حقيقية، وقد قُتل في الحرب الروسية على شرق أوكرانيا من الجنود الروس بالآلاف، وتحولت أوكرانيا، التي كانت في طريقها إلى أن تصبح دولة تابعة لروسيا في عهد الرئيس السابق فيكتور يانوكوفيتش، ضد الكرملين. الروبل يشهد هبوطا مستمرا، كما الاقتصاد الروسي، بتأثير من العقوبات الغربية". وما وراء سياسته الخاطئة، قالت المجلة الأمريكية إن "بوتين يعاني أيضا من مشكلة الصورة. من حوالي خمسة عشر عاما، كان يمكن لبوتين أن يسوق نفسه باعتباره قائدا بطلا يلاحق المقاومين الشيشان في كل مكان. وصورة الرجل الصارم هذه كانت ضرورية بالنسبة لبوتين الذي ادعى أنه يمكن إعادة مجد روسيا الإمبراطورية. الآن يبلغ بوتين من العمر 62 عاما، يبدو متعبا ووجهه منتفخ"، بحسب ما نقل موقع "مجلة العصر". وذكرت أن "بوتين يعرف أنه في وضعية صعبة. بدأ الحرب على أوكرانيا، والآن الأمر متروك له لإحداث بعض النتائج المرضية، رغم أنه يتضح من اضطراب تصرفاته أنه يفتقر إلى إستراتيجية. إذ ليس لديه أي وسيلة لسحق أوكرانيا من دون إطلاق العنان لصراع عالمي. كما إنه ليس لديه أي وسيلة لتقويض الاقتصاد الأوكراني من دون تدمير روسيا في وقت واحد". واعتبرت أنه "من المفارقات، أن الشيء الوحيد الذي يمكن لبوتين القيام به بسهولة، إعلان النصر في دونباس، شرق أوكرانيا، وسحب قواته- يبدو فوق طاقته، ليس لأنه غير مجد من الناحية السياسية (فمعظم الروس سيكونون سعداء بالخروج من هذه الفوضى)، ولكن لأن عبادته لشخصه وذاته تحرم عليه اتخاذ مثل هذه الخطوة". وخلصت إلى كل الدلائل تشير إلى انهيار نظام بوتين في نهاية المطاف: على الرغم من أن 85 في المائة من الروس يدعمون حاليا الرئيس، فإن الثورة البرتقالية في موسكو، المدينة التي شهدت سلسلة من المظاهرات الجماهيرية المناهضة لبوتين في السنوات القليلة الماضية، لا تبدو غير واردة. فمثل هذه الحركة لا تحتاج أن تشمل البلاد كلها لتكون فعالة. المظاهرات في العاصمة، مثل التي شهدتها القاهرة، كييف ومانيلا، يمكن أن تؤثر في تغيير النظام. انقلاب عسكري هو احتمال آخر. فالحرس القديم، كما ترى المجلة، مثل كل حراس الإمبراطورية، هم نعمة ونقمة. إذ يمكن أن يبقوه في السلطة من خلال سحق المعارضة السياسية، ولكن يمكنهم أيضا القيام بانقلاب لخوفهم من سياسات بوتين تقوض أمنهم وثروتهم. وحتى لو لم يتم خلع بوتين بثورة شعبية أو انقلاب، فإنه سيُشل بسبب الاضطرابات في المناطق غير الروسية التي احتلتها روسيا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق