الانهيار القادم لممالك الخليج.. الإمارات تفرد عضلاتها فى الشرق الأوسط.. وسجلها ملوث بانتهاكات حقوق الإنسان تحقيق جمعة الشوال
حاولت أن ترسم دورًا لها في مصر وليبيا وسوريا لكنها فشلت
منذ حوالى ساعة
عدد القراءات: 1289
- رغم توتر العلاقات بين الإمارات وواشنطن.. قاعدة الظفرة الجوية الملجأ الآمن للقوات الأمريكية بالخليج
مازالت الإمارات تمارس نفوذها في الشرق الأوسط من خلال تشكيل جبهات مؤيدة للانقلابات وضخ المليارات المساندة لها مثلما حدث في مصر وتحاول أن تكرره في ليبيا.
ورغم أنها اشتهرت بجاذبيتها المالية ورمزها ناطحات السحاب في دبي، إلا أنها بدأت باستعراض عضلاتها الدبلوماسية والعسكرية أيضًا.
في العام الماضي، ساعدت هذه الدولة في ترسيخ انقلاب الجيش المصري، ويقال إنها أرسلت طائرات لقصف الإسلاميين في ليبيا، وقامت كذلك بالانضمام إلى الحملة الأمريكية ضد داعش في سوريا.
وكما قال موقع الجمهور إنه مع غرق القوى العربية التقليدية بالحرب أو الاضطرابات السياسية، وانجراف الاهتمام الأمريكي إلى مكان آخر، بات هناك مساحة متاحة لدول الخليج الغنية بالنفط لممارسة المزيد من التأثير على منطقة الشرق الأوسط.
وتعلن الإمارات عن نفسها اليوم كمثال للنجاح الاقتصادي المبني على النموذج الاجتماعي الليبرالي، رغم أن الثروة النفطية والعدد الصغير من السكان قد يحد من أهميتها كنموذج إقليمي، ورغم تشكيك جماعات حقوق الإنسان بمدى التسامح المفروض من قبل الدولة.
يقول مشعل القرقاوي، وهو المدير التنفيذي لمعهد دلما للبحوث في أبو ظبي، إن الدور الذي تريد الإمارات أن تلعبه هو أن تكون قائدًا للأفكار. ودولة الإمارات هي اتحاد من سبع إمارات، تعد دبي مركزه التجاري وأبو ظبي عاصمته الرسمية.
من يحكم هذه البلاد؟
ولدى هذه الدولة حوالي 6 في المائة من احتياطيات النفط العالمية، واقتصادها المقدر بـ 420 مليار دولار هو أكبر ثاني اقتصاد في منطقة الشرق الأوسط، بعد المملكة العربية السعودية.
من يحكم البلاد؟
يقول مراقبون إن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبو ظبي، هو الشخص الذي يقف وراء الموقف الأكثر جرأة للدولة.
وكثيرًا ما تمت الإشارة إلى هذا الرجل كرئيس للدولة بحكم الأمر الواقع منذ عانى أخيه خليفة، وهو رئيس البلاد، من السكتة الدماغية العام الماضي.
ويقول عبد الخالق عبد الله، وهو أكاديمي إماراتي مقرب من محمد بن زايد، إنه من الواضح أن ولي العهد هو من يحكم البلاد.
وينظر القادة الإماراتيون إلى بلادهم كجزء من المحور الجديد الذي يضم السعودية، ومصر، والأردن.
وبعد أن بقي هؤلاء القادة وراء الكواليس في الماضي، هم الآن يظهرون على شاشات التلفزيون الأمريكي، ويكتبون مقالات الرأي في الصحف الدولية. والمنصوري، الطيار الأنثى، تتناسب تمامًا مع السرد المعلن حول هذه الدولة.
لا تسامح
السجل الأسود
وقال يوسف العتيبة، سفير الدولة لدى الولايات المتحدة: "إننا ماضون في تعزيز أيديولوجية أكثر حداثة، وتسامحًا، واعتدالًا، ويمكنك أن ترى هذا الفكر في الممارسة العملية في مكان مثل الإمارات العربية المتحدة".
لكن جماعات حقوق الإنسان تقوم بانتظام بانتقاد سجل الإمارات في ملاحقة الناشطين، وقمع الانتقادات، فضلًا عن فشلها في حماية حقوق العمال المهاجرين الذين يشكلون غالبية سكانها.
وقال كريستوفر ديفيدسون، أستاذ سياسات الشرق الأوسط في جامعة دورهام في المملكة المتحدة، ومؤلف كتاب "بعد الشيوخ: الانهيار القادم لممالك الخليج”، إنه "ليس هناك تسامح على الإطلاق إذا كنت لا تتفق مع نموذجهم في الاعتدال".
عتبة منخفضة
وكما تفعل جارتها وحليفتها المملكة العربية السعودية، تحظر الإمارات الأحزاب السياسية.
وتصنف كذلك منظمات مثل جماعة الإخوان المسلمين، كجماعات إرهابية مثلها مثل الجماعات المسلحة المتشددة على نمط "الدولة الإسلامية". وقال عبد الله بن زايد آل نهيان، وزير خارجية الإمارات، لفوكس نيوز الأمريكية في نوفمبر الثاني: "إن العتبة منخفضة جدًا لدينا عندما نتحدث عن التطرف".
وأضاف: "بالنسبة للعديد من الدول، تعريف الإرهاب هو أن تحمل السلاح وتروع الناس. بالنسبة لنا، إنه أبعد من ذلك. نحن لا يمكننا أن نتسامح حتى مع كمية أصغر وأصغر من الإرهاب".
وتعد الرغبة في هزيمة الجماعات الإسلامية، التي يقول المسؤولون إنها تهدد الاستقرار والقيم في دولة الإمارات، السبب وراء مشاريع السياسة الخارجية الأكثر طموحًا للبلاد.
وفي مصر، أيدت الإمارات الإطاحة بالزعيم الإسلامي المنتخب محمد مرسي من قبل الجيش عام 2013، وقدمت المساعدات لحكومة قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي، وهو الجنرال الذي حل محل مرسي.
أكبر قرار
وقال عبد الخالق عبد الله: "ربما كان هذا أكبر قرار سياسي يتخذ في الإمارات العربية المتحدة في السنوات الأخيرة".
الإمارات تقوم بتطوير مشاريع تقدر قيمتها بـ 10 مليار دولار في مصر، وتتراوح بين بناء المنازل، ومد الجسور، وتوسيع أساطيل الحافلات. ويقول مسؤولون أمريكيون إن الإمارات تعاونت أيضًا مع مصر لإطلاق الضربات الجوية ضد الإسلاميين في ليبيا في أغسطس، على الرغم من أن الحكومة لم تعترف بتنفيذ هذه الغارات.
ويأتي هذا الدور الخارجي للإمارات وسط غرق القوى العربية التقليدية في الاضطرابات، ومع انشغال مصر بشؤونها الداخلية، وانتشار الصراع الطائفي من سوريا إلى العراق.
ولدى الجيش الإماراتي علاقات وثيقة مع الولايات المتحدة، وتستضيف البلاد القوات الأمريكية في قاعدة الظفرة الجوية، وانضمت إلى ائتلاف القتال ضد "الدولة الإسلامية".
لكن رغم كل هذا، وكما هو الحال مع حلفاء الولايات المتحدة الآخرين في المنطقة، توترت العلاقات بين الإمارات وأمريكا في السنوات الأخيرة. وقال آدم إيرلي، سفير الولايات المتحدة لدى البحرين 2007-2011: "هذه البلدان ترى الولايات المتحدة مترددة بشأن ما كان يفترض أن يكون التزامًا لا يتزعزع بالشراكة معها".
ويلقي الإماراتيون، والقادة السعوديين، باللوم على الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، لقبوله سقوط حسني مبارك في مصر عام 2011 وصعود الإخوان المسلمين هناك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق