الخيارات تضيق أمام السيسى.. مقتل العنكبوت السعودى.. ومحمد بن نايف ينتقم من الإمارات تحقيق جمعة الشوال
اكتمل الانقلاب فى القصر وتأمين الجيل الثانى لصالح "السديريين" الجدد
منذ 2 ساعة
عدد القراءات: 3648
وقد أصبح التقارب المحتمل مع تركيا وقطر، والعودة إلى الدور التقليدي الذي لعبته السعودية كوسيط بين حركتي فتح وحماس، وحدوث تغيير نوعي في دعم الرياض للحكام العسكريين في مصر، مطروحًا الآن. لكن القضاء على شبكة العنكبوت يعني أن عليك أيضًا التعامل مع العنكبوت نفسه.
وقال موقع الجمهور تم إعفاء الأمير بندر بن سلطان من الدور المتبقي له كرئيس لمجلس الأمن القومي، وهو ما يعد حقًا نهاية لنفوذ بندر، وبداية لاستقرار المنطقة. كما تم إعفاء نجلي عبد الله: الأمير مشعل بن عبد الله، حاكم مكة، والأمير تركي، الذي حكم العاصمة الرياض. وبقي فقط الأمير متعب من أبناء عبد الله، الذي ظل رئيسًا للحرس الوطني
المحافظون والليبراليون
كما أصبح رجل الدين المحافظ، سعد الشثري، الذي دعم الفصل بين الجنسين في التعليم العالي، مستشار سلمان الشخصي.
لكن تم تحقيق التوازن عن طريق تعيين وزير الإعلام الجديد الذي كان يشغل منصب الرئيس السابق لقناة العربية، وهو الليبرالي الشاب، عادل الطريفي.
بينما ظهرت سلطات رجلين آخرين في إدارة البلاد، وهما محمد بن نايف، نائب ولي العهد ومحمد بن سلمان، الذي يتقلد الآن ثلاثة مناصب: وزارة الدفاع، والأمين العام للديوان الملكي، ورئيس المجلس الذي تم تشكيله حديثًا لشؤون التنمية الاقتصادية. كما يشغل عبدالعزيز، الابن الثاني لسلمان، منصب نائب وزير البترول. وهكذا تم الآن تأمين الجيل الثاني لصالح عائلة السديري.
وقد بدأ سلمان عهده بشراء حب الناس له، وهو الشيء نفسه الذي حاول الملك عبد الله القيام به خلال الأشهر الأولى من الربيع العربي.
حيث سيتلقى جميع موظفي الدولة مكافأة بقيمة راتب شهرين، بالإضافة إلى مكافأة بقيمة شهرين لجميع موظفي الدولة المتقاعدين.
كما سيمنح الطلاب الذين يحصلون على منح الدولة أو معونات من الضمان الاجتماعي على مبالغ بقيمة شهرين أيضًا. وهو ما سيتكلف حوالي 30 مليار دولار.
وقال سلمان في تغريدة على موقع تويتر: "أيها الشعب أنت تستحق أكثر. ومهما فعلت فلن أستطيع إعطاءكم ما تستحقون".
جاء ذلك بعد بضعة أسابيع فقط من إعلان الرياض أنه سيتعين عليها تقليص الإنفاق العام لمواجهة انخفاض أسعار النفط، وتمت مشاركة تلك التغريدة 250 ألف مرة.
إنهاء الخلاف مع قطر وتركيا
لقد حظي سلمان بالمدح من معارضي الملك عبد الله السابقين، فقد اعتبر مراقبون أن الملك عبد الله قد أصبح متزمتًا في سنواته الأخيرة. لذا فإن سلمان يمثل بالنسبة لهم عودة إلى اعتدال الملك فهد.
وبرغم تأكيد الملك الجديد على استمراره على خطى سابقيه، إلا أن أيامه السبعة الأولى في السلطة لا تدل على ذلك، وسوف يلاحظ ذلك التغيير في الخارج أولًا.
ففي عالم تلعب فيه العلاقات الشخصية دورًا في السياسة، من المهم أن نتذكر من هم أصدقاء سلمان وبن نايف في الخارج.
فقد ظل الملك سلمان مقربًا من الشيخ تميم بن حمد، أمير قطر، وبالتالي فإن التهديد الذي كانت تمثله المملكة العربية السعودية في العام الماضي بفرض حصار على جارتها الصغيرة، أو أنها قد تتسبب في طرد من مجلس التعاون الخليجي؛ يبدو الآن وكأنه مجرد ذاكرة سيئة. وبالمثل، فإن ابن نايف مقرب من كبار المسؤولين الأتراك.
كما أن سلمان متألم من الصدع بين تركيا والمملكة العربية السعودية الذي حدث بعد الثورات العربية عام 2011، ليس فقط لكون القوتين الإقليميتين بحاجة إلى بعضهما البعض لاحتواء توسع النفوذ الإيراني في العراق واليمن ولبنان وسوريا، ولكن لأسباب شخصية أيضًا. ومن المرجح أنه سوف يعمل على إصلاح ذلك الصدع.
كما أن الوقت قد حان أيضًا لتصفية الحسابات مع أعداء ابن نايف الشخصيين. فهو ما زال لم ينس المحادثة التي استمرت لساعتين بين ولي عهد أبو ظبي "محمد بن زايد" و"ريتشارد هاس" قبل 12 عامًا. حين أشار الأمير الإماراتي إلى أن نظرية داروين بأن الإنسان أصله قرد كانت صحيحة، في معرض حديثه عن والد ابن نايف، الذي كان يشغل منصب وزير الداخلية السعودي في ذلك الوقت.
تصفية الحسابات مع ابن زايد
إن لدى ابن نايف المزيد من النقاط التي يحتاج لتسويتها مع حاكم أبو ظبي. حيث شككت شبكة أخبار إرم الإماراتية، التي تسيطر عليها الدولة في قرار تعيين ابن نايف كنائب لولي العهد؛ حيث قالت الشبكة إن سلمان لم يتشاور مع مجلس البيعة في ذلك القرار. وأضافت الشبكة الإماراتية قائلة: "وقد اجتذبت آلية اختيار محمد بن نايف من بين العديد من الأحفاد انتباه المراقبين".
ولم يكن ذلك أمرًا عارضًا. فقد حاول المذيع المصري يوسف الحسيني الشيء نفسه بمجرد إعلان مرض عبد الله. ووفقًا لموقع أسرار عربية كان هذا جزءًا من حملة كان العقل المدبر لها هو المخلوع خالد التويجري، المقرب من عبد الله، لضمان وصول الأمير متعب لمنصب نائب ولي العهد. فيما أكد الموقع أن ما قاله المذيع المصرى كان إملاءً من اللواء عباس كامل مدير مكتب السيسي؛ حيث سجلت له سرًا مكالمة هاتفية سابقة مع مسؤول سعودي في القصر الملكي لوقف برنامج باسم يوسف على قناة إم بي سي.
لكن الوقت لم يسعف التويجري وبندر وابن زايد، فقد مات الملك قبل أن يمكنهم تقديم منافس خطير لسلمان. والآن، أصبح اثنان منهم على الأقل خارج السلطة. وسنراقب باهتمام ما يحدث للثالث. فمن المرجح كسر هذه السلسلة من الدسائس بين الرياض والقاهرة.
قد يفقد السيسي شيكًا على بياض
لقد حققت التغيرات التي تحدث في القصر الملكي السعودي تأثيرها. فلم يحضر ابن زايد جنازة عبد الله، وكذلك فعل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. وفي الوقت الذي يحتاج فيه السيسي إلى دفعة جديدة من الأموال السعودية؛ حيث تموج مصر أكثر من أي وقت مضى بعدم الاستقرار، مع توسع العمليات العسكرية في سيناء والاحتجاجات الواسعة في جميع أنحاء البلاد والتي لا يبدو أنها ستخفت، ومع كون الجنيه المصري في أدنى مستوياته، يظهر أن الخيارات تضيق أمام السيسي.
وهو ليس وقتًا مناسبًا بالنسبة للجيش المصري لفقدان مموله الرئيس في الرياض، ولكن ذلك قد أصبح احتمالًا حقيقيًّا الآن.
فحتى إذا قرر ابن نايف الاستمرار في تقديم الأموال (وكان هناك دائمًا فرق بين ما يوعد به وما يقدم فعليًّا)، فقد تأتي تلك الأموال بشروط.
كما قد تكون سياسة إعلان جماعة الإخوان المسلمين كمنظمة إرهابية على وشك التغيير أيضًا. فقد استقبل سلمان نفسه الشيخ راشد الغنوشي، زعيم حزب النهضة، في عزاء الملك الراحل. وهو يعد أكبر شخصية إسلامية ترحب بها المملكة العربية السعودية. كما تشير إقالة سليمان أبا الخيل من منصب وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، الذي كان معارضًا لدودًا لجماعة الإخوان، إلى أن السياسة قد تكون على وشك التغيير.
وحتى إذا لم يحدث ذلك، فسوف تبعث نتائج هذا الزلزال في المملكة العربية السعودية ارتياحًا كبيرًا لدى كبار مسؤولي وزارة الخارجية البريطانية، الذين رفضوا طلب ديفيد كاميرون بالتحقيق في تورط جماعة الإخوان في بريطانيا في أعمال الإرهاب، والذي تم تحت ضغط من السعودية والإمارات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق