الحصاد المر لمؤتمر الشحاتة الدولى من أسياد الانقلاب
منذ حوالى ساعة
عدد القراءات: 963
كتب: نصر العشماوي
شتان بين مصر التى تغنى بكرامتها وعزتها الشعراء، ومصر التى لا تتوارى خجلا أمام المعطاءات ومد الأيادي.. شتان بين مصر التى قيل فيها: وقف الخلق ينظرون جميعا كيف أبنى قواعد المجد وحدي، التى كتبها حافظ إبراهيم؛ ونشدت بها أم كلثوم، ومصر الانقلاب الذى تجلى فى شرم الشيخ ويقود غناءها شعبان عبد الرحيم؛ مطرب الانقلاب؛ والمعبر عن أسوأ المراحل التى تمر بها مصر.
تختصر هذه التفاصيل والملاحظات الصغيرة دوما ما تفصح عنه الأحداث الجسام. فقد جاء المؤتمر الاقتصادى بشرم الشيخ لينال على الهواء مباشرة من كرامة مصر والمصريين بينما هؤلاء المهرجين يصفقون ويفرحون بما أتاهم به أسيادهم ليلقوه فى حجرهم الذى هو بوسع الصحراء الغربية.
قام أمير الكويت بفتح باب المن والأذى، وأعلن عن كيفية مساعدة بلاده لمصر، وكيف منحنا وكيف أعطينا، وأعلن عن منح الانقلاب أربعة مليارات دولار. ثم تلاه مقرن ولى عهد السعودية ليعلن هو الآخر عن منحة قدرها أربعة مليارات؛ منها مليار دولار وديعة بالبنك المركزي؛ والباقى لدعم بترولى وغيره.
كما أعلن حاكم دبى محمد بن زايد عن مبلغ مماثل على أن يكون مليارى دولار وديعة بالبنك؛ ومليارى دولار أخرى كدعم عيني، ولم ينس أن يقول أن الإمارات قد منحت الانقلاب منذ 3 يوليو حتى الآن مبلغ أربعة عشر مليار دولار.
وبعد كلمات الوفود التى أقيم المؤتمر من أجلها فيما يبدو تحديدا لدول الكويت والسعودية والإمارات تشعر أن المؤتمر بعد أن ألقوا خطاباتهم ومنحهم قد انتهي. فماذا يقول "الكحيان" "عمر البشير" و"الصدمان" رئيس الصومال ورئيس مالى وعباس فلسطين؟ فقد بدا عليهم أنهم قد أوتى بهم ولم يأتوا من تلقاء أنفسهم، فهم لا وجود ولا مكان لهم ولا أهمية لوجودهم فى مؤتمر يدعو للاستثمار، وهم ليس لديهم أى سيولة تمكنهم من الاستثمار فى بلادهم؛ فكيف يستثمرون خارجها؟!
لقد أقيم هذا المؤتمر كمؤتمر دعائى إعلامى بينه وبين الاقتصاد الحقيقى أمد بعيد، ولم يجنى أحد سوى الانقلاب لحصاده المر المغلف وقلة القيمة وفقع مرارة المصريين على كرامتهم المهدرة فى الظهور بمظهر الأهبل الفرح بالشحاتة القادمة له على الهواء مباشرة.. ولا أعتقد أن دولة فى العالم رضيت على نفسها بمثل ما رضى به قادة الانقلاب لشعب مصر العظيم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق