شيزوفرنيا الإعلام الانقلابى: "حماس" إرهابية.. ومؤسسها مجاهد تحقيق جمعة الشوال
منذ 7 ساعة
عدد القراءات: 459
"ناقشنا بدقة كيف يُمكننا تنفيذ عملية فى عمق غزة للقضاء على الشيخ القعيد.. لقد كان رجلاً مشلولاً ولكنه أمتلك ذاكرة أنهكت إسرائيل، لقد تعلمنا منه الصبر، ولا ندرى ما إذا كنا قد اتخذنا القرار الحكيم بتصفيته، أم أننا ارتكبنا أكبر أخطائنا، وفى كل الأحوال كان لابد من اتخاذ قرار سريع".. عبارات موجزة لخصها، آفى ديختر وزير حماية الجبهة الداخلية، ورئيس "الشاباك" الإسرائيلي، عندما سئل عن تصفية الشيخ المجاهد أحمد ياسين، مؤسس حركة "حماس"، مضيفًا: "لقد شككت بالشيخ ياسين فى كثير من الأمور، أمر واحد لم أشك فيه أن يصبح معتدلاً.. إنه يعرفنا جيداً". فى ذكرى وفاته، يظل الشيخ ياسين، رمزاً للنضال والكفاح من أجل "فلسطين حرة" فقد تحمل ما لا يتحمله بشر، تحمل من الإهانات والضربات التى أودت بعينيه، وهو على قيد الحياة، تعرض للتعذيب فى السجون "المصرية" والإسرائيلية، وفى نهاية حياته استشهد قتيلاً يُلاقى ربه بأشلاء رجل، ضحى بجسده فى سبيل الله. توفى الشيخ القعيد، فجر يوم 22 مارس 2004، حيث قصفته طائرات الاحتلال الإسرائيلي، ومعه 6 من رجال "حماس" وحولتهم إلى أشلاء فى عملية انتقام وحشي، لن ينساها التاريخ للصهاينة.
تأسيس "حماس" فى عام 1987، طرأت فكرة مقاومة الاحتلال الصهيونى لأول مرة فى ذاكرة الشيخ، فأخذ على عاتقه المسئولية وتحمل عناء المطالبة بكيان يقضى على الوجود الصهيوني، فاجتمع برفاقه (محمود الزهار، وإبراهيم اليازوري، ومحمد شمعة، وعبد الفتاح دخان، وعبد العزيز الرنتيسي، وعيسى النشار، وصلاح شحادة، ومحمد الضيف)، وقرروا جميعًا إنشاء حركة للمقاومة الإسلامية تعرف اختصارًا باسم "حماس". وزعت الحركة بيانها التأسيسى فى 15 ديسمبر 1987، إبان الانتفاضة الأولى التى اندلعت فى الفترة من 1987 وحتى 1994، ثم صدر ميثاق الحركة فى أغسطس 1988، وتعتبر حماس امتدادًا لجماعة الإخوان المسلمين. ومنذ إنشائها، وتخوض "حماس" غمار المقاومة الفلسطينية، لتصبح صداعًا فى رأس الاحتلال يؤرقه ليلاً ونهاراً، حتى أن رئيس وزراء إسرائيل "نتنياهو" قد ربط بين خيار حل الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية وبين القضاء على حماس بشكل نهائي. مقتطفات من حياة الشهيد تعرض الشيخ أحمد ياسين، إلى حادثة فى سن الـ16 من عمره، كان لها تأثيرًا كبيرًا عليه، إذ أن تلك الحادثة خرج منها الشيخ وهو على يقين بأنه سيظل طوال حياته جليس كرسى متحرك ينقله من مكان إلى آخر، فقد أصابت تلك الحادثة مركز تحريك الأطراف فى الرقبة مباشرة، وعجز الأطباء حينها عن إيجاد حلاً لها، فكتب له أن يظل مشلولاً وهو لا يزال طفلاً. لكنه لم يستسلم لليأس، ولم يستسلم لكونه "طريح الفراش"، إذ استطاع أن ينُهى دراسته الثانوية، عام 1985 ونجح فى الحصول على فرصة عمل رغم الاعتراض عليه فى البداية بسبب حالته الصحية، وكان معظم دخله من مهنة التدريس يذهب لمساعدة أسرته. ثم ذهب إلى القاهرة ليُكمل دراسته بجامعة عين شمس، واختار دراسة اللغة الإنجليزية، ولكن النظام المصرى الحاكم آنذاك قد ضاق ذرعاً بجماعة الإخوان المسلمين التى كان ينتمى إليها الشيخ، فتم احتجازه عام 1965 فى سجون الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر، ولمدة شهر كامل وجد "الشيخ الضرير" ألواناً من العذاب فى السجون المصرية، قبل أن يُفرج عنه بدعوى "عدم وجود جهة تنظيمية بينه وبين الإخوان المسلمين". وهناك أيضًا موقفًا يسجله التاريخ للشيخ القعيد، فقد رفض ياسين نزع السلاح من المقاومة الفلسطينية فى عام 1948، عندما دخلت الجيوش العربية فلسطين وهزمت حينئذ، وتسببت هزيمتها فى استباحة العصابات الصهيونية للأراضى الفلسطينية واستباحت أعراض النساء وقتل الأطفال، وقال حينها الشيخ القعيد مقولته الشهيرة: "كنا نتمنى أن يكون السلاح بأيدينا.. والجيوش العربية ارتكبت خطأ كبيراً عندما نزعت منا السلاح كشرط لتدخلها.. فلو كان معنا السلاح لاختلف الأمر كثيراً". مقاومة الاحتلال الصهيوني انتقل الشيخ القعيد إلى موطنه، مرة أخرى ليبدأ عمليات المقاومة بإنشاء حركة حماس عام 1987، وقبل هذا العام أعتقل "ياسين" عام 1982 بتهمة تشكيل تنظيم عسكري، وحكم عليه بـ13 عامًا ثم أفرج عنه عام 1985 فى عملية تبادل الأسرى بين الاحتلال وجبهة تحرير فلسطين. فى 16 أكتوبر 1991، أصدرت إحدى المحاكم العسكرية الإسرائيلية، حكما بسجنه مدى الحياة إضافة إلى 15 عاما أخرى، وجاء فى لائحة الاتهام أن هذه التهم بسبب التحريض على اختطاف وقتل جنود إسرائيليين وتأسيس حركة حماس وجهازيها العسكرى والأمني. وبعد 6 أعوام من احتجازه، خرج "ياسين" مرة أخرى إلى النور، فى عملية تبادل الأسرى عام 1997 بين إسرائيل والأردن على خلفية محاول الدولة المحتلة اغتيال رئيس المكتب السياسى لحركة حماس، خالد مشعل، وتمكنت الأجهزة الأمنية الأردنية من الإمساك بـ 2 من عملاء الموساد، تم استبدالهم بالشيخ "ياسين". 11 عامًا على رحيله.. وحماس إرهابية وفى الذكرى الحادية عشرة، على رحيله، صنفت مصر- فى قرار مفاجئ وتاريخي، حركة حماس "كجماعة إرهابية"، وذلك على خلفية دعمها لجماعة الإخوان المسلمين، التى انقلبت عليها السلطة الحالية وأزاحتها من الحكم فى يونيو 2013، ومازال توابع هذا العزل حتى الآن. لكن سياسيين ومحللين اعتبروا أن حكم القضاء المصرى باعتبار حماس إرهابية هو حكم "سياسى ومسيس"، إذ أن الحركة التى تحمل على عاتقها وحدها مسئولية مقاومة الاحتلال، وصفت على مر العصور بالحركة المجاهدة، ففى الوقت الذى كان فيه رؤساء الدول العربية (المطاح بهم)، يضعون رؤوسهم فى الرمال أمام إسرائيل، كانت حماس تضحى بأبنائها وقيادتها، فى سبيل عدم اعترافها بكيان إسرائيلى محتل.
"شيزوفرنيا" الإعلام المصري
وتناول الإعلام المصري، ذكرى وفاة الشيخ أحمد ياسين، بالتمجيد فى الشيخ وفى إنجازاته التى سطرها التاريخ، والتى جسدتها حركة حماس – التى أسسها- على الأرض، والعجيب فى الأمر أن هذا الأعلام هو نفسه من يروج ليلاً ونهاراً على اعتبار "حماس" كيانًا إرهابيًا. ولعل الحكومة المصرية الحالية تحاول أن تعيد الأمور إلى نصابها الطبيعي، بعد تدخل القضاء المصرى وتصنيف حماس كجماعة إرهابية، إذ طعنت الحكومة المصرية على الحكم القضائي، مؤكدة أنه "يجب تصحيح الأمور"، فالعلاقات المصرية بقطاع غزة (معقل حماس) يجب أن تستمر على وتيرة المصالحة، وغلق صفحات الماضي.
تأسيس "حماس" فى عام 1987، طرأت فكرة مقاومة الاحتلال الصهيونى لأول مرة فى ذاكرة الشيخ، فأخذ على عاتقه المسئولية وتحمل عناء المطالبة بكيان يقضى على الوجود الصهيوني، فاجتمع برفاقه (محمود الزهار، وإبراهيم اليازوري، ومحمد شمعة، وعبد الفتاح دخان، وعبد العزيز الرنتيسي، وعيسى النشار، وصلاح شحادة، ومحمد الضيف)، وقرروا جميعًا إنشاء حركة للمقاومة الإسلامية تعرف اختصارًا باسم "حماس". وزعت الحركة بيانها التأسيسى فى 15 ديسمبر 1987، إبان الانتفاضة الأولى التى اندلعت فى الفترة من 1987 وحتى 1994، ثم صدر ميثاق الحركة فى أغسطس 1988، وتعتبر حماس امتدادًا لجماعة الإخوان المسلمين. ومنذ إنشائها، وتخوض "حماس" غمار المقاومة الفلسطينية، لتصبح صداعًا فى رأس الاحتلال يؤرقه ليلاً ونهاراً، حتى أن رئيس وزراء إسرائيل "نتنياهو" قد ربط بين خيار حل الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية وبين القضاء على حماس بشكل نهائي. مقتطفات من حياة الشهيد تعرض الشيخ أحمد ياسين، إلى حادثة فى سن الـ16 من عمره، كان لها تأثيرًا كبيرًا عليه، إذ أن تلك الحادثة خرج منها الشيخ وهو على يقين بأنه سيظل طوال حياته جليس كرسى متحرك ينقله من مكان إلى آخر، فقد أصابت تلك الحادثة مركز تحريك الأطراف فى الرقبة مباشرة، وعجز الأطباء حينها عن إيجاد حلاً لها، فكتب له أن يظل مشلولاً وهو لا يزال طفلاً. لكنه لم يستسلم لليأس، ولم يستسلم لكونه "طريح الفراش"، إذ استطاع أن ينُهى دراسته الثانوية، عام 1985 ونجح فى الحصول على فرصة عمل رغم الاعتراض عليه فى البداية بسبب حالته الصحية، وكان معظم دخله من مهنة التدريس يذهب لمساعدة أسرته. ثم ذهب إلى القاهرة ليُكمل دراسته بجامعة عين شمس، واختار دراسة اللغة الإنجليزية، ولكن النظام المصرى الحاكم آنذاك قد ضاق ذرعاً بجماعة الإخوان المسلمين التى كان ينتمى إليها الشيخ، فتم احتجازه عام 1965 فى سجون الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر، ولمدة شهر كامل وجد "الشيخ الضرير" ألواناً من العذاب فى السجون المصرية، قبل أن يُفرج عنه بدعوى "عدم وجود جهة تنظيمية بينه وبين الإخوان المسلمين". وهناك أيضًا موقفًا يسجله التاريخ للشيخ القعيد، فقد رفض ياسين نزع السلاح من المقاومة الفلسطينية فى عام 1948، عندما دخلت الجيوش العربية فلسطين وهزمت حينئذ، وتسببت هزيمتها فى استباحة العصابات الصهيونية للأراضى الفلسطينية واستباحت أعراض النساء وقتل الأطفال، وقال حينها الشيخ القعيد مقولته الشهيرة: "كنا نتمنى أن يكون السلاح بأيدينا.. والجيوش العربية ارتكبت خطأ كبيراً عندما نزعت منا السلاح كشرط لتدخلها.. فلو كان معنا السلاح لاختلف الأمر كثيراً". مقاومة الاحتلال الصهيوني انتقل الشيخ القعيد إلى موطنه، مرة أخرى ليبدأ عمليات المقاومة بإنشاء حركة حماس عام 1987، وقبل هذا العام أعتقل "ياسين" عام 1982 بتهمة تشكيل تنظيم عسكري، وحكم عليه بـ13 عامًا ثم أفرج عنه عام 1985 فى عملية تبادل الأسرى بين الاحتلال وجبهة تحرير فلسطين. فى 16 أكتوبر 1991، أصدرت إحدى المحاكم العسكرية الإسرائيلية، حكما بسجنه مدى الحياة إضافة إلى 15 عاما أخرى، وجاء فى لائحة الاتهام أن هذه التهم بسبب التحريض على اختطاف وقتل جنود إسرائيليين وتأسيس حركة حماس وجهازيها العسكرى والأمني. وبعد 6 أعوام من احتجازه، خرج "ياسين" مرة أخرى إلى النور، فى عملية تبادل الأسرى عام 1997 بين إسرائيل والأردن على خلفية محاول الدولة المحتلة اغتيال رئيس المكتب السياسى لحركة حماس، خالد مشعل، وتمكنت الأجهزة الأمنية الأردنية من الإمساك بـ 2 من عملاء الموساد، تم استبدالهم بالشيخ "ياسين". 11 عامًا على رحيله.. وحماس إرهابية وفى الذكرى الحادية عشرة، على رحيله، صنفت مصر- فى قرار مفاجئ وتاريخي، حركة حماس "كجماعة إرهابية"، وذلك على خلفية دعمها لجماعة الإخوان المسلمين، التى انقلبت عليها السلطة الحالية وأزاحتها من الحكم فى يونيو 2013، ومازال توابع هذا العزل حتى الآن. لكن سياسيين ومحللين اعتبروا أن حكم القضاء المصرى باعتبار حماس إرهابية هو حكم "سياسى ومسيس"، إذ أن الحركة التى تحمل على عاتقها وحدها مسئولية مقاومة الاحتلال، وصفت على مر العصور بالحركة المجاهدة، ففى الوقت الذى كان فيه رؤساء الدول العربية (المطاح بهم)، يضعون رؤوسهم فى الرمال أمام إسرائيل، كانت حماس تضحى بأبنائها وقيادتها، فى سبيل عدم اعترافها بكيان إسرائيلى محتل.
"شيزوفرنيا" الإعلام المصري
وتناول الإعلام المصري، ذكرى وفاة الشيخ أحمد ياسين، بالتمجيد فى الشيخ وفى إنجازاته التى سطرها التاريخ، والتى جسدتها حركة حماس – التى أسسها- على الأرض، والعجيب فى الأمر أن هذا الأعلام هو نفسه من يروج ليلاً ونهاراً على اعتبار "حماس" كيانًا إرهابيًا. ولعل الحكومة المصرية الحالية تحاول أن تعيد الأمور إلى نصابها الطبيعي، بعد تدخل القضاء المصرى وتصنيف حماس كجماعة إرهابية، إذ طعنت الحكومة المصرية على الحكم القضائي، مؤكدة أنه "يجب تصحيح الأمور"، فالعلاقات المصرية بقطاع غزة (معقل حماس) يجب أن تستمر على وتيرة المصالحة، وغلق صفحات الماضي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق