منذ 8 ساعة
بديع 1965 وبديع 2015.. بدلة الإعدام الحمراء نذير هلاك الأعداء ونجاة المرشد
عدد القراءات: 1617
كتب: نصر العشماوى
لم تكن تلك هي المرة الأولي التي ارتدي فيها مرشد الإخوان المسلمين د. محمد بديع بدلة الإعدام الحمراء، فقد سبق أن ارتداها بعد الحكم عليه بذات الحكم وهو الإعدام شنقا في قضية اشتهرت إعلاميا بقضية تنظيم 65 في محكمة جلس علي منصتها السادات وجمال سالم وحسين الشافعي في عهد عبد الناصر، لكن إرادة الله قد كتبت النجاة لبديع الشاب بعد أن تم تخفيف الحكم عليه إلي المؤبد، ثم خرج فيما بعد دون أن يكمل المدة بعد رحيل ناصر مهزوما مدحورا، وبعد نصف قرن من الزمان يقف بديع الشيخ المبتسم الوقور بنفس ابتسامة الرضا رسمت فوق ملامح الوجه في الستينيات، والتي حيرت جلاديه في العهدين البائسين عهد الناصر والانقلاب.
عادت الابتسامة المستسلمة لقضاء الله وقدره تقهر الطغاة الذين انتظروا وجها عابسا.. قلقا.. حائرا.. خائفا، فما وجدوا إلا ابتسامة هادئة ومطمئنة واثقة، ورجل يستدير للكاميرات كأنما يتيح وجهه للمصور لكي يمارس عمله بغير تعب!!
بديع الستينيات نجا من حبل المشنقة وعاش حتي حكم الإعدام الثاني بعد نصف قرن بالتمام والكمال!!
أما من حاكموه:
فقد مات عبد الناصر بعد أن سقي مصر كلها من نكسة 67 ومات مسموما بعد أعوام من قتله لصديقه ووزير دفاعه الذي كان يشرف علي محاكماته العسكرية عامر بالسم أيضا كما أكدت روايات عديدة.
أما منصة المحاكمة التي حاكمته مع أقرانه فقد مات جمال سالم بالسرطان ومات السادات مقتولا ورحل حسين الشافعي.
وهاهو الزمان يعيد نفسه بعد نصف قرن ليرتدي بديع البدلة الحمراء بعد أن أصبح مرشدا للجماعة، فهل يصبح الطريق إلي حبل المشنقة هو ذاته طريق النجاة كما كان في الأولي؟!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق