حاخام صهيونى يكشف مفاجأت حول مخططات إسرائيل بتفكيك الجيش المصرى والجيوش العربية تحقيق جمعة الشوال
منذ 3 دقيقة
عدد القراءات: 28
كشف الحاخام والمحلل العسكري الإسرائيلي" أيبشاي أفرجون" قائلاً إن ما تشهده المنطقة العربية من فوضى وانهيار الجيوش القوية، والحروب الأهلية، والاقتتال الداخلي إضافة لعملية عاصفة الحزم، ووقوف إسرائيل لتتابع المشهد من بعيد دون أن يمسها أذى ليس سوى تجسيد لنبوءة توراتية، تحققت في مصر، وتتكرر حاليا
واعتبر في مقاله المطول بموقع القناة السابعة "عاروتس شيفع" أن الرب ضرب "كارهي إسرائيل" بعضهم ببعض، فمصر تناصب حماس العداء، وتشهد تصاعدا تدريجيا للحرب الأهلية، على حد زعمه، والجيش العراقي والسوري انتهيا تمامًا، وأصبح البلدان ساحة لحروب أهلية دامية، وسط ظهور تنظيمات متطرفة وعلى رأسها" داعش".
وكذلك اصطف العرب السنة، لمواجهة المد الشيعي بشكل يسهل معه التكهن باندلاع حروب مذهبية مدمرة في القريب، كل هذا فيما تنعم إسرائيل بالأمن وتتحالف مع أعدائها" مصر" ضد أعدائها" حماس" على حد قوله.
"أفرجون" زعم أن ما يحدث هو تكرار لما حدث في مصر، عندما سمع الأبكار أنهم سيموتون إذا لم يطلق فرعون بني إسرائيل، فقرروا رفع السلاح ضد الجيش المصري، في محاولة لتغيير مصيرهم.
إلى نص المقال..
بدء الهجوم الجوي المشترك لـ 10 دول عربية بينها مصر والسعودية، على القوات الموالية لإيران في اليمن، يشكل ذروة جديدة في المواجهة الداخلية العربية- الإسلامية، بعد نظرة عامة على الأحداث في اليمن، والتحالف ضد داعش، والحرب في سوريا وغير ذلك.
قبل نحو شهرين سيطر المتمردون في اليمن على القصر الرئاسي، فر الرئيس نفسه من القصر، وانهار النظام تماما، بعد أن تكبدت خسائره خلال الفترة الأخيرة خسائر فادحة وفقدت معسكرات كبيرة تابعة للجيش وقواعد بحرية وجوية هامة.
نتيجة لذلك، وخوفا على الاستقرار الإقليمي وتحسبا لسيطرة المتمردين الحوثيين الموالين لإيران على اليمن ( الذي يعد الفناء الخلفي للسعودية ويطل أيضا على مضيق باب المندب) بدأ الهجوم الجوي الكبير لـ 10 دول عربية وإسلامية، في مقدمتها السعودية ومصر، بالتنسيق مع الوﻻيات المتحدة الأمريكية على أهداف مختلفة في اليمن.
بدا أن السعودية وحلفائها ركزوا خلال المرحلة الأولى من الهجمات على قصف المطارات والبطاريات المضادرة للطائرات، لتحقيق تفوق جوي، وحرية عمل للهجمات الجوية، كذلك تم تنفيذ الكثير من الغارات الهجومية على مواقع إتصالات رئيسية ومخازن صواريخ طويلة المدى ( من نوع سكود)، يمكن أن تهدد التجمعات السكنية، والأهداف الاستراتيجية بالسعودية.
مع النجاح النسبي للمرحلة الأول، بدا أن التحالف العربي انتقل في هذه الأيام للمرحلة الثانية من الهجوم، والتي يجرى خلالها قصف تجمعات القوات الحوثية والقوات التابعة للجيش اليمني ( بعض وحداته توالي الرئيس السابق صالح، الذي أطيح به من الحكم في إطار موجة الثورات بالمنطقة، وهو متهم بالتعاون مع الحوثيين وإيران)، كذلك يتم قصف قواعد الجيش، ومعسكرات التدريب، ومواكب عسكرية، والبنية التحتية للاتصالات، ومخازن الذخيرة الرئيسية، وقيادات ورموز الحوثيين، وكذلك الموانئ والبنى التحتية لشبكة المواصلات ( كالجسور وما شابه).
من تحليل الهجمات يظهر أن للسعوديين خطة منظمة، تسمح لهم بالانتقال للمرحلة الثالثة- حرب برية واسعة ( تتضمن احتمالات إنزال قوات بحرية)، أو بدلا من ذلك التسبب في ضرر بالغ بالقدرة العسكرية للمتمردين لإجبارهم على الجلوس على مائدة المفاوضات، بشروط غير جيدة بالنسبة لهم. كذلك يتضح تمتع السعوديين باستخبارات نوعية تمدهم بالمعلومات المحدثة في الوقت المناسب، وعلى ما يبدو يتم تزويدهم أيضا بهذه المعلومات الاستخبارية من قبل الوﻻيات المتحدة الأمريكية، وعناصر أخرى بالمنطقة.
بعض القبائل في اليمن انضمت هي الأخرى للحرب على الحوثيين، بالإضافة لتنظيم القاعدة، الذي يقاتلهم منذ وقت طويل ( كما يقاتل أيضا النظام اليمني). وتدور معارك واسعة وضارية خلال الأيام الماضية في مدينة عدن الساحلية في الجنوب ( ثاني أكبر مدينة يمنية)، وهناك يحاول المتمردون طرد وحدات الجيش ومقاتلي القبائل المؤيدة للرئيس هادي.
يقصف التحالف العربي الكثير من الأهداف في أرجاء المدينة، وكذلك يزود المقاتلين بالكثير من السلاح والعتاد الحربي، لكن يبدو ان المتمردين يحظون مع ذلك بإنجازات معينة. وتدور معارك طاحنة أيضا في المنطقة الحدودية بين السعودية واليمن، حيث يرابض هناك عشرات الآلاف من الجنود ومئات العربات المصفحة، استعدادا لهجوم بري كبير، يمكن أن ينطلق ضد المتمردين.
تجدر الإشارة إلى أن المتمردين الحوثيين يرفعون ايضا شعار الصراع ضد الشعب اليهودي وإسرائيل، كما يؤيدون النظام السوري وحزب الله، ويرسلون لسوريا الكثير من المتطوعين.
تدرس دول أخرى ( كماليزيا ودول إفريقية) الانضمام للتحالف، الموجه بالأساس ضد إيران. وتدرس باكستان التي لديها سلاح نووي وصواريخ طويلة المدى، المشاركة في القتال بشكل حقيقي، بل هددت بـ"رد قوي" ضد كل من يلحق الأذى بالسعودية. هذا التهديد يقصد به إيران، وجاء مصحوبا أيضا بتصريحات هجومية من قبل الأتراك أيضا، وبحضور مصري بحري وجوي مكثف بمنطقة خليج باب المندب، موجه أيضا ضد إيران ( التي لديها قطع بحرية في المنطقة).
التنسيق مع الوﻻيات المتحدة جاء أيضا بهدف ردع إيران عن التدخل عسكريا. وحتى الآن تمنع السعودية ومصر، مرور طائرات وسفن من إيران ، خوفا من أن تحمل على متنها متطوعين إيرانيين وسلاح للحوثيين. لكن يبدو أن إيران لن تتنازل بسهولة عن دعم المتمردين، وإمكانية السيطرة على أجزاء من اليمن ( أون حركة الملاحة البحرية ومرور البضائع والنفط في المنطقة)، ويمكن الافتراض أن التكهن بالمزيد من التطورات على هذه الجبهة، هو بالفعل جزء من المواجهة الداخلية الإسلامية بين السنة والشيعة.
واعتبر في مقاله المطول بموقع القناة السابعة "عاروتس شيفع" أن الرب ضرب "كارهي إسرائيل" بعضهم ببعض، فمصر تناصب حماس العداء، وتشهد تصاعدا تدريجيا للحرب الأهلية، على حد زعمه، والجيش العراقي والسوري انتهيا تمامًا، وأصبح البلدان ساحة لحروب أهلية دامية، وسط ظهور تنظيمات متطرفة وعلى رأسها" داعش".
وكذلك اصطف العرب السنة، لمواجهة المد الشيعي بشكل يسهل معه التكهن باندلاع حروب مذهبية مدمرة في القريب، كل هذا فيما تنعم إسرائيل بالأمن وتتحالف مع أعدائها" مصر" ضد أعدائها" حماس" على حد قوله.
"أفرجون" زعم أن ما يحدث هو تكرار لما حدث في مصر، عندما سمع الأبكار أنهم سيموتون إذا لم يطلق فرعون بني إسرائيل، فقرروا رفع السلاح ضد الجيش المصري، في محاولة لتغيير مصيرهم.
إلى نص المقال..
بدء الهجوم الجوي المشترك لـ 10 دول عربية بينها مصر والسعودية، على القوات الموالية لإيران في اليمن، يشكل ذروة جديدة في المواجهة الداخلية العربية- الإسلامية، بعد نظرة عامة على الأحداث في اليمن، والتحالف ضد داعش، والحرب في سوريا وغير ذلك.
قبل نحو شهرين سيطر المتمردون في اليمن على القصر الرئاسي، فر الرئيس نفسه من القصر، وانهار النظام تماما، بعد أن تكبدت خسائره خلال الفترة الأخيرة خسائر فادحة وفقدت معسكرات كبيرة تابعة للجيش وقواعد بحرية وجوية هامة.
نتيجة لذلك، وخوفا على الاستقرار الإقليمي وتحسبا لسيطرة المتمردين الحوثيين الموالين لإيران على اليمن ( الذي يعد الفناء الخلفي للسعودية ويطل أيضا على مضيق باب المندب) بدأ الهجوم الجوي الكبير لـ 10 دول عربية وإسلامية، في مقدمتها السعودية ومصر، بالتنسيق مع الوﻻيات المتحدة الأمريكية على أهداف مختلفة في اليمن.
بدا أن السعودية وحلفائها ركزوا خلال المرحلة الأولى من الهجمات على قصف المطارات والبطاريات المضادرة للطائرات، لتحقيق تفوق جوي، وحرية عمل للهجمات الجوية، كذلك تم تنفيذ الكثير من الغارات الهجومية على مواقع إتصالات رئيسية ومخازن صواريخ طويلة المدى ( من نوع سكود)، يمكن أن تهدد التجمعات السكنية، والأهداف الاستراتيجية بالسعودية.
مع النجاح النسبي للمرحلة الأول، بدا أن التحالف العربي انتقل في هذه الأيام للمرحلة الثانية من الهجوم، والتي يجرى خلالها قصف تجمعات القوات الحوثية والقوات التابعة للجيش اليمني ( بعض وحداته توالي الرئيس السابق صالح، الذي أطيح به من الحكم في إطار موجة الثورات بالمنطقة، وهو متهم بالتعاون مع الحوثيين وإيران)، كذلك يتم قصف قواعد الجيش، ومعسكرات التدريب، ومواكب عسكرية، والبنية التحتية للاتصالات، ومخازن الذخيرة الرئيسية، وقيادات ورموز الحوثيين، وكذلك الموانئ والبنى التحتية لشبكة المواصلات ( كالجسور وما شابه).
من تحليل الهجمات يظهر أن للسعوديين خطة منظمة، تسمح لهم بالانتقال للمرحلة الثالثة- حرب برية واسعة ( تتضمن احتمالات إنزال قوات بحرية)، أو بدلا من ذلك التسبب في ضرر بالغ بالقدرة العسكرية للمتمردين لإجبارهم على الجلوس على مائدة المفاوضات، بشروط غير جيدة بالنسبة لهم. كذلك يتضح تمتع السعوديين باستخبارات نوعية تمدهم بالمعلومات المحدثة في الوقت المناسب، وعلى ما يبدو يتم تزويدهم أيضا بهذه المعلومات الاستخبارية من قبل الوﻻيات المتحدة الأمريكية، وعناصر أخرى بالمنطقة.
بعض القبائل في اليمن انضمت هي الأخرى للحرب على الحوثيين، بالإضافة لتنظيم القاعدة، الذي يقاتلهم منذ وقت طويل ( كما يقاتل أيضا النظام اليمني). وتدور معارك واسعة وضارية خلال الأيام الماضية في مدينة عدن الساحلية في الجنوب ( ثاني أكبر مدينة يمنية)، وهناك يحاول المتمردون طرد وحدات الجيش ومقاتلي القبائل المؤيدة للرئيس هادي.
يقصف التحالف العربي الكثير من الأهداف في أرجاء المدينة، وكذلك يزود المقاتلين بالكثير من السلاح والعتاد الحربي، لكن يبدو ان المتمردين يحظون مع ذلك بإنجازات معينة. وتدور معارك طاحنة أيضا في المنطقة الحدودية بين السعودية واليمن، حيث يرابض هناك عشرات الآلاف من الجنود ومئات العربات المصفحة، استعدادا لهجوم بري كبير، يمكن أن ينطلق ضد المتمردين.
تجدر الإشارة إلى أن المتمردين الحوثيين يرفعون ايضا شعار الصراع ضد الشعب اليهودي وإسرائيل، كما يؤيدون النظام السوري وحزب الله، ويرسلون لسوريا الكثير من المتطوعين.
تدرس دول أخرى ( كماليزيا ودول إفريقية) الانضمام للتحالف، الموجه بالأساس ضد إيران. وتدرس باكستان التي لديها سلاح نووي وصواريخ طويلة المدى، المشاركة في القتال بشكل حقيقي، بل هددت بـ"رد قوي" ضد كل من يلحق الأذى بالسعودية. هذا التهديد يقصد به إيران، وجاء مصحوبا أيضا بتصريحات هجومية من قبل الأتراك أيضا، وبحضور مصري بحري وجوي مكثف بمنطقة خليج باب المندب، موجه أيضا ضد إيران ( التي لديها قطع بحرية في المنطقة).
التنسيق مع الوﻻيات المتحدة جاء أيضا بهدف ردع إيران عن التدخل عسكريا. وحتى الآن تمنع السعودية ومصر، مرور طائرات وسفن من إيران ، خوفا من أن تحمل على متنها متطوعين إيرانيين وسلاح للحوثيين. لكن يبدو أن إيران لن تتنازل بسهولة عن دعم المتمردين، وإمكانية السيطرة على أجزاء من اليمن ( أون حركة الملاحة البحرية ومرور البضائع والنفط في المنطقة)، ويمكن الافتراض أن التكهن بالمزيد من التطورات على هذه الجبهة، هو بالفعل جزء من المواجهة الداخلية الإسلامية بين السنة والشيعة.
انهيار العراق والحرب على داعش
كان تنظيم الدولة الإسلامية ( داعش) في البداية ذراع للقاعدة، بعد ذلك انفصل عنه، وبدا العمل لإقامة "خلافة إسلامية". كان الهدف المعلن الأول هو سوريا، والعراق، وافغانستان. الهدف الثاني هو الدول الإسلامية "الكافرة التي حادت عن الطريق" ( بينها مصر وإيران). الهدف الثالث هو دول الغرب. علاوة على ذلك يحاول التنظيم العمل بشكل مقلص، على كل الأهداف، ودفعت عملياته الوحشية إضافة لاستخدامه الكثيف لوسائل الاتصالات الحديثة للغاية، الكثير من الدول للعمل ضده في إطار ائتلاف من الحلفاء ( مثلما حدث في الحرب العالمية وحرب الخليج)، وهو ما تجلى في الهجمات الجوية.
بعد عمليات متواصلة على أرض العراق، بدأ التنظيم العمل أيضا في سوريا بهدف احتلال مساحات واسعة وتأسيس حكمه هناك. تفكك الجيش السوري منح التنظيم نجاحات كثيرة، وبدا في التعاون مع الأكراد والقبائل السنية بالعراق. في يونيو 2014 شن التنظيم وحلفاؤه هجوما كبيرا واحتلوا الموصل، المدينة الكبيرة بالعراق. انهار جزء كبير من الجيش العراقي تماما خلال القتال. وبعد سلسلة نجاحات أولية، قادت للسيطرة أيضا على مصادر التمويل ( النفط والبنوك)، وقع التنظيم في خطأ استراتيجي خطير، وبدأ في قتال الأكراد الذين أصبحوا العدو اللدود لداعش، بعد دعمهم من قبل التحالف الدولي بشكل مكثف، وذلك بالتدريب، والمال والكثير من السلاح، والاستخبارات الدقيقة، والهجمات الجوية الواسعة، ما أدى لهزيمة داعش في الصراع على مدينة كوباني الكبيرة.
وتواصلت الهزيمة خلال الأسابيع الماضية، واضطر داعش التخلي عن أكثر من 400 مدينة وقرية كانت تحت سيطرته. كذلك أعاد الجيش العراقي تنظيم صفوفه، وبمساعدة التحالف احتل عدد من المدن الهامة من يد التنظيم. حاليا يواجه التنظيم هجوما من الجيش العراقي، مدعوما بمليشيات شيعية، وكذلك مقاتلي حزب الله ومئات المقاتلين الإيرانيين التابعين لـ" الحرس الثوري"، وتحاول هذه الوحدات استعادة مدينة تكريت من يد التنظيم، وبدا أن داعش فقد السيطرة على الجزء الأكبر من المدينة بعد قتال ضار، وتكبد الطرفان خسائر فادحة.
الآن، يتضح أن نجاحات داعش الأولية قد توقفت، وبحسب تقديرات الاستخبارات الأمريكية سقط نحو 8500 من عناصره في عمليات قصف جوي، وقتل آلاف المخربين الآخرين في معارك مع الأكراد، ومواجهات مع جيوش العراق وسوريا، وكذلك مع المتمردين السوريين ( كلهم ضد التنظيم). كذلك يتقلص تجنيد المتطوعين بشكل كبير، وتتعرض آبار النفط التي يسيطر عليها للقصف، ويعتبره معظم العالم الإسلامي والعربي تهديد ويعمل ضده بأشكال مختلفة.
لا يجب التقليل من قوة التنظيم، وكذلك المبالغة في قوته، إذ يبدو أنه بصدد الاستمرار في تلقي ضربات قوية من الأعداء الكثر الذين توحدوا ضده، في وقت بدا أنه تقريبا بلا حليف. يمكن التقدير أن العدد غير الكبير لمقاتلي التنظيم ( يترواح بين 30 إلى 40 ألف نصفهم في سوريا) لن يمكنه من تحقيق انجازات حقيقية ( كاحتلال دول أو مدن كبرى)، علاوة على أنه من المرجح أنه لا مفر من الهجوم عليه بريا. بحسب المعلومات المختلفة من المتوقع أن تشهر شهور الصيف اندلاع حرب برية كبيرة ضد داعش من قبل الجيش العراقي والكردي بتدريب أمريكي وتغطية جوية كثيفة. لكن أيضا حتى إذا ما أثمر ذلك الهجوم عن نتائج جيدة، فمن السابق لأوانه تأكيد تحييد نهائي للتنظيم، لأن أيدلوجيته قد انتشرت، لكن يمكن إلحاق ضرر فادح بقدراته العسكرية والاقتصادية، وتقليص مدى تأثيره.
بعد عمليات متواصلة على أرض العراق، بدأ التنظيم العمل أيضا في سوريا بهدف احتلال مساحات واسعة وتأسيس حكمه هناك. تفكك الجيش السوري منح التنظيم نجاحات كثيرة، وبدا في التعاون مع الأكراد والقبائل السنية بالعراق. في يونيو 2014 شن التنظيم وحلفاؤه هجوما كبيرا واحتلوا الموصل، المدينة الكبيرة بالعراق. انهار جزء كبير من الجيش العراقي تماما خلال القتال. وبعد سلسلة نجاحات أولية، قادت للسيطرة أيضا على مصادر التمويل ( النفط والبنوك)، وقع التنظيم في خطأ استراتيجي خطير، وبدأ في قتال الأكراد الذين أصبحوا العدو اللدود لداعش، بعد دعمهم من قبل التحالف الدولي بشكل مكثف، وذلك بالتدريب، والمال والكثير من السلاح، والاستخبارات الدقيقة، والهجمات الجوية الواسعة، ما أدى لهزيمة داعش في الصراع على مدينة كوباني الكبيرة.
وتواصلت الهزيمة خلال الأسابيع الماضية، واضطر داعش التخلي عن أكثر من 400 مدينة وقرية كانت تحت سيطرته. كذلك أعاد الجيش العراقي تنظيم صفوفه، وبمساعدة التحالف احتل عدد من المدن الهامة من يد التنظيم. حاليا يواجه التنظيم هجوما من الجيش العراقي، مدعوما بمليشيات شيعية، وكذلك مقاتلي حزب الله ومئات المقاتلين الإيرانيين التابعين لـ" الحرس الثوري"، وتحاول هذه الوحدات استعادة مدينة تكريت من يد التنظيم، وبدا أن داعش فقد السيطرة على الجزء الأكبر من المدينة بعد قتال ضار، وتكبد الطرفان خسائر فادحة.
الآن، يتضح أن نجاحات داعش الأولية قد توقفت، وبحسب تقديرات الاستخبارات الأمريكية سقط نحو 8500 من عناصره في عمليات قصف جوي، وقتل آلاف المخربين الآخرين في معارك مع الأكراد، ومواجهات مع جيوش العراق وسوريا، وكذلك مع المتمردين السوريين ( كلهم ضد التنظيم). كذلك يتقلص تجنيد المتطوعين بشكل كبير، وتتعرض آبار النفط التي يسيطر عليها للقصف، ويعتبره معظم العالم الإسلامي والعربي تهديد ويعمل ضده بأشكال مختلفة.
لا يجب التقليل من قوة التنظيم، وكذلك المبالغة في قوته، إذ يبدو أنه بصدد الاستمرار في تلقي ضربات قوية من الأعداء الكثر الذين توحدوا ضده، في وقت بدا أنه تقريبا بلا حليف. يمكن التقدير أن العدد غير الكبير لمقاتلي التنظيم ( يترواح بين 30 إلى 40 ألف نصفهم في سوريا) لن يمكنه من تحقيق انجازات حقيقية ( كاحتلال دول أو مدن كبرى)، علاوة على أنه من المرجح أنه لا مفر من الهجوم عليه بريا. بحسب المعلومات المختلفة من المتوقع أن تشهر شهور الصيف اندلاع حرب برية كبيرة ضد داعش من قبل الجيش العراقي والكردي بتدريب أمريكي وتغطية جوية كثيفة. لكن أيضا حتى إذا ما أثمر ذلك الهجوم عن نتائج جيدة، فمن السابق لأوانه تأكيد تحييد نهائي للتنظيم، لأن أيدلوجيته قد انتشرت، لكن يمكن إلحاق ضرر فادح بقدراته العسكرية والاقتصادية، وتقليص مدى تأثيره.
استمرار تفكك الجيش السوري
كانت سوريا على مدى سنوات طوال تهديدا رئيسا لإسرائيل، بسبب الحجم الكبير للجيش السوري، وحقيقة كونه جيشا نظاميا مستعدا للقتال في معظمه، وانتشاره العملياتي الخطير، وقربه من التجمعات السكنية، وترسانة الصواريخ، والسلاح الكيماوي الضخم الذي كان بحوزته.
وفقا لما قاله الرئيس السابق للاستخبارات العسكرية ( امان)، كان عدد الجيش السوري قبل الثورة نحو 380 ألف جندي، اليوم يمكن التقدير أن نحو 60% من قوة الجيش السوري قد سُحقت. نحو 120 ألف جندي انشق عن الجيش حتى اليوم، وعدد مماثل من الجنود أصيبوا في المعارك. ومن بين 5000 دبابة كانت لدى الجيش، لم يبق سوى ما يترواح بين 1500- 2000 دبابة.تم تدمير الآلاف من ناقلات الجند وقطع المدفعية ( جزء صغير غنمه المتمردون). ودُمرت معظم الطائرات والمروحيات، ونحو نصف المطارات تم احتلالها على يد المتمردين أو تحت حصار فاعل يحيد نشاطها.
القوة التي تبقت من الجيش السوري، بعيدة عن حدود إسرائيل، ومنهمكة في حرب ضارية مع التنظيمات المتمردة، تعاني من مشاكل لوجيستية ومعنويات منخفضة، ولا تشكل تهديدا حقيقيا على إسرائيل. بحسب التقديرات الإسرائيلية، معظم صواريخ سكود التي كانت بحوزة الجيش تم غطلاقها على مدن سورية(!) ونحو 98% من مستودعات السلاح الكيماوي السوري جرى تفكيكها على يد منظمة OPCW. التفكك المستمر للجيش السوري سيؤدي في النهاية لسقوط نهائي للنظام
"الذي ضرب مصر مع أبكارها لأن إلى الأبد رحمته"
أحد الأسباب وراء تسمية" السبت الكبير" وهو السبت الذي يسبق الفصح بهذا الاسم، لأنه شهد حدوث معجزة " ضرب مصر مع أبكارها"، وبحسب تفسير الحكماء الأية في المزمور 136 "الذي ضرب مصر مع أبكارها لأن إلى الأبد رحمته": فإن أبكار مصر نفسهم- الذين سمعوا أن لعنة الأبكار قد اقتربت- حاربوا الجيش المصري، حتى يتمكن بنو إسرائيل من الخروج من مصر، الحرب الأهلية التي اندلعت بين كارهي إسرائيل وبين أنفسهم، كانت في صالح بني إسرائيل، واندلعت دون أن يكونوا مضطرين لخوضها ( راجع تفسير المزامير للآية السابقة).
ويشير تفسير الحكماء كما ورد في الزوهار المقدس ( وهو تعليق صوفي مكتوب بالآرامية على المعنى الباطني للعهد القديم) فإن معجزات الخروج من مصر سوف تكرر نفسها في زمن الخلاص، وبالفعل في السنوات الماضية تتحقق المعجزة السابقة مرة أخرى بشكل مذهل يتزايد من يوم إلى آخر، وذلك في سلسلة الثورات والأحداث التي تضرب العالم العربي والإسلامي.
في كل الثورات بالعالم العربي بدأت مسيرة الثورة من الشعب نفسه، بما في ذلك رموز في الأنظمة وأحيانا بمساعدة الجيش نفسه، وأسقطوا بانفسهم النظام ( من الأهمية التذكير أن الجيوش العربية كانت دائما الدعامة الرئيسية للأنظمة بالشرق الأوسط، وبشكل غير متوقع بالمرة، أدارت لها ظهرها وقادت الثورات). الأمر يبرز بشكل كبير في مصر- هناك كان" الجذرط الأول للمعجزة خروج بني إسرائيل من مصر- عندما كان الجيش نفسه هو الذي أسقط مبارك ( بضغط أمريكي). بعد ذلك وصل الإخوان المسلمون للحكم، وبعد عام أطيح بهم منه بضغط من الشعب المصري الذي ضاق ذرعا بحكمهم.
مع تغيير النظام، تكبد الجيش المصري عدد من الضربات الموجعة بسيناء، لذلك أعلن عن صراع صارم ضد تنظيمات الجهاد العالمي. هذه التنظيمات ترسخت على مدى سنوات في سيناء، مع غض الطرف من نظام مبارك، الذي رأي فيها أداة لإضعاف إسرائيل. برحمة ومعجزات الرب، وكجزء من مسيرة الخلاص ومعجزة " ضرب مصر مع أبكارها" يواجه الجيش المصري اليوم هذه التنظيمات الإرهابية، وحتى اليوم قتل أو اعتقل من 1500 إلى 2000 مخرب ( نحو نصف قوة التنظيمات الإرهابية التي هددت شعب إسرائيل أيضا).
كذلك اتهمت مصر حركة حماس ( والتي هي بالفعل جناح الإخوان المسلمين من الناحية الأيدلوجية) بالمساعدة في تنفيذ عملات ضدها، وخلال العام ونصف العام الماضي يعمل الجيش المصري على هدم أنفاق التهريب التابعة للتنظيم ( التي منة خلالها هرب الكثير من الصواريخ والسلاح من إيران). حتى اليوم جرى تدمير نحو 1500 نفق وتضررت القدرات الاقتصادية والعسكرية للتنظيم.
هكذا تعودنا على الوضع الجديد، حتى نسينا تقريبا أن مصر كانت على مدى سنوات طويلة تدعم حماس بلا حدود، بل وحذرت إسرائيل من المساس بها. لذلك فإن الصراع المصري الصارم ضد التنظيم، الذي أعرب عن نفسه أيضا في الدعم المصري لإسرائيل خلال عملية الجرف الصامد ( للمرة الأولى منذ سنوات طوال)، هو معجزة واضحة، وجزء من معجزة " ضرب مصر مع أبكارها"، لأن المصريين أنفسهم هم من يتصارعون مع هذا التنظيم الإرهابي، بعد أن كانوا لسنوات يرعونه. في الأسابيع الأخيرة كان يمكن أن نرى ترسيخ تلك المعجزة بإعلان مصر رسميا حركة حماس كتنظيم إرهابي. بل إن المحكمة المصرية صدقت بشكل قانوني أن بإمكان الجيش المصري ضرب هذا التنظيم الإرهابي.
مصر الآن في وضع صعب في ظل الصراع الداخلي، فهناك عشرات الملايين المؤيدين لـ" الإخوان المسلمين"، تظاهرات كبيرة في المدن، اضطرابات، انفجارات يومية تقربا، تفجير أنابيب الغاز والنفط، هجمات على مراكز للشرطة، ومؤسسات الحكم. الصراع بين عناصر القوة المصرية هو استمرار وتطور مباشر لمعجزة "ضرب مصر مع أبكارها"، حيث يضعف مصر بشدة سواء عسكريا أو اقتصاديا ( بسبب الأضرار الفادحة التي لحقت بالتزود بالنفط والغاز، والضرر الكبير بالسياحة، وهروب الكثير من المستثمرين والشركات الأجنبية خوفا على حياتهم). كذلك قادت الثورة إلى مواجهة مع تركيا ( الداعمة للإخوان المسلمين) ومع سوريا وإيران.
كذلك في سوريا- الشعب نفسه الذي بدأ في النضال ضد النظام، ويواجه الجيش السوري اليوم الكثير من الجنود والقادة الذي قام بنفسه بإعدادهم وتدريبهم، ولحق بهم عشرات الآلاف من المتطوعين من كل أنحاء سوريا، وآلاف المتطوعين من العالم كله. إنه تحقق مذهل لمعجزة "الذي ضرب مصر مع أبكارها لأن إلى الأبد رحمته"، هذا علاوة على القتال العنيف بين التنظيمات الإرهابية في سوريا:
أعلن تنظيم القاعدة في سوريا ( جبهة النصرة) بشكل فعلي الحرب على تنظيم حزب الله المؤيد للأسد ( ويستهدف المواطنين المسلمين)، ومنذ وقت طويل يكبد كل من التنظيمين الآخر خسائرا فادحة. أيضا باق تنظيمات المتمردين، من بينها التنظيم الإرهابي الوحشي داعش تقاتل حزب الله، وتشل جزء كبير من قوته على الجبهة السورية، وتنفذ عمليات ضد قادته في لبنان، وخلال الأسابيع الماضية بدأت في إدارة معركة عنيفة ضده في مناطق الحدود السورية اللبنانية، بهدف اختراق عمق الأراضي اللبنانية وضربه في مقتل.
تجدر الإشارة إلى أن الوضع الضعب الذي وصل إليه حزب الله، هو السبب الرئيس في أنه بات غير متحمس للانجرار لحرب ضد إسرائيل، حتى بعد أن هاجم الجيش الإسرائيلي ( وفقا لتقارير أجنبية) قافلة أسلحة أو مخازن أسلحة خاصة بالتنظيم. كذلك من تجدر الإشارة إلى أن هناك مواجهات داخلية في سورية- "ضرب مصر مع أبكارها"- أيضا بين التنظيمات الفلسطينية المختلفة، وبين الكثير من مئات التنظيمات المتمردة وبعضها البعض، وكذلك بين تنظيم داعش والأكراد، وكل التنظيمات المتمردة تقريبا.
وفقا لما قاله الرئيس السابق للاستخبارات العسكرية ( امان)، كان عدد الجيش السوري قبل الثورة نحو 380 ألف جندي، اليوم يمكن التقدير أن نحو 60% من قوة الجيش السوري قد سُحقت. نحو 120 ألف جندي انشق عن الجيش حتى اليوم، وعدد مماثل من الجنود أصيبوا في المعارك. ومن بين 5000 دبابة كانت لدى الجيش، لم يبق سوى ما يترواح بين 1500- 2000 دبابة.تم تدمير الآلاف من ناقلات الجند وقطع المدفعية ( جزء صغير غنمه المتمردون). ودُمرت معظم الطائرات والمروحيات، ونحو نصف المطارات تم احتلالها على يد المتمردين أو تحت حصار فاعل يحيد نشاطها.
القوة التي تبقت من الجيش السوري، بعيدة عن حدود إسرائيل، ومنهمكة في حرب ضارية مع التنظيمات المتمردة، تعاني من مشاكل لوجيستية ومعنويات منخفضة، ولا تشكل تهديدا حقيقيا على إسرائيل. بحسب التقديرات الإسرائيلية، معظم صواريخ سكود التي كانت بحوزة الجيش تم غطلاقها على مدن سورية(!) ونحو 98% من مستودعات السلاح الكيماوي السوري جرى تفكيكها على يد منظمة OPCW. التفكك المستمر للجيش السوري سيؤدي في النهاية لسقوط نهائي للنظام
"الذي ضرب مصر مع أبكارها لأن إلى الأبد رحمته"
أحد الأسباب وراء تسمية" السبت الكبير" وهو السبت الذي يسبق الفصح بهذا الاسم، لأنه شهد حدوث معجزة " ضرب مصر مع أبكارها"، وبحسب تفسير الحكماء الأية في المزمور 136 "الذي ضرب مصر مع أبكارها لأن إلى الأبد رحمته": فإن أبكار مصر نفسهم- الذين سمعوا أن لعنة الأبكار قد اقتربت- حاربوا الجيش المصري، حتى يتمكن بنو إسرائيل من الخروج من مصر، الحرب الأهلية التي اندلعت بين كارهي إسرائيل وبين أنفسهم، كانت في صالح بني إسرائيل، واندلعت دون أن يكونوا مضطرين لخوضها ( راجع تفسير المزامير للآية السابقة).
ويشير تفسير الحكماء كما ورد في الزوهار المقدس ( وهو تعليق صوفي مكتوب بالآرامية على المعنى الباطني للعهد القديم) فإن معجزات الخروج من مصر سوف تكرر نفسها في زمن الخلاص، وبالفعل في السنوات الماضية تتحقق المعجزة السابقة مرة أخرى بشكل مذهل يتزايد من يوم إلى آخر، وذلك في سلسلة الثورات والأحداث التي تضرب العالم العربي والإسلامي.
في كل الثورات بالعالم العربي بدأت مسيرة الثورة من الشعب نفسه، بما في ذلك رموز في الأنظمة وأحيانا بمساعدة الجيش نفسه، وأسقطوا بانفسهم النظام ( من الأهمية التذكير أن الجيوش العربية كانت دائما الدعامة الرئيسية للأنظمة بالشرق الأوسط، وبشكل غير متوقع بالمرة، أدارت لها ظهرها وقادت الثورات). الأمر يبرز بشكل كبير في مصر- هناك كان" الجذرط الأول للمعجزة خروج بني إسرائيل من مصر- عندما كان الجيش نفسه هو الذي أسقط مبارك ( بضغط أمريكي). بعد ذلك وصل الإخوان المسلمون للحكم، وبعد عام أطيح بهم منه بضغط من الشعب المصري الذي ضاق ذرعا بحكمهم.
مع تغيير النظام، تكبد الجيش المصري عدد من الضربات الموجعة بسيناء، لذلك أعلن عن صراع صارم ضد تنظيمات الجهاد العالمي. هذه التنظيمات ترسخت على مدى سنوات في سيناء، مع غض الطرف من نظام مبارك، الذي رأي فيها أداة لإضعاف إسرائيل. برحمة ومعجزات الرب، وكجزء من مسيرة الخلاص ومعجزة " ضرب مصر مع أبكارها" يواجه الجيش المصري اليوم هذه التنظيمات الإرهابية، وحتى اليوم قتل أو اعتقل من 1500 إلى 2000 مخرب ( نحو نصف قوة التنظيمات الإرهابية التي هددت شعب إسرائيل أيضا).
كذلك اتهمت مصر حركة حماس ( والتي هي بالفعل جناح الإخوان المسلمين من الناحية الأيدلوجية) بالمساعدة في تنفيذ عملات ضدها، وخلال العام ونصف العام الماضي يعمل الجيش المصري على هدم أنفاق التهريب التابعة للتنظيم ( التي منة خلالها هرب الكثير من الصواريخ والسلاح من إيران). حتى اليوم جرى تدمير نحو 1500 نفق وتضررت القدرات الاقتصادية والعسكرية للتنظيم.
هكذا تعودنا على الوضع الجديد، حتى نسينا تقريبا أن مصر كانت على مدى سنوات طويلة تدعم حماس بلا حدود، بل وحذرت إسرائيل من المساس بها. لذلك فإن الصراع المصري الصارم ضد التنظيم، الذي أعرب عن نفسه أيضا في الدعم المصري لإسرائيل خلال عملية الجرف الصامد ( للمرة الأولى منذ سنوات طوال)، هو معجزة واضحة، وجزء من معجزة " ضرب مصر مع أبكارها"، لأن المصريين أنفسهم هم من يتصارعون مع هذا التنظيم الإرهابي، بعد أن كانوا لسنوات يرعونه. في الأسابيع الأخيرة كان يمكن أن نرى ترسيخ تلك المعجزة بإعلان مصر رسميا حركة حماس كتنظيم إرهابي. بل إن المحكمة المصرية صدقت بشكل قانوني أن بإمكان الجيش المصري ضرب هذا التنظيم الإرهابي.
مصر الآن في وضع صعب في ظل الصراع الداخلي، فهناك عشرات الملايين المؤيدين لـ" الإخوان المسلمين"، تظاهرات كبيرة في المدن، اضطرابات، انفجارات يومية تقربا، تفجير أنابيب الغاز والنفط، هجمات على مراكز للشرطة، ومؤسسات الحكم. الصراع بين عناصر القوة المصرية هو استمرار وتطور مباشر لمعجزة "ضرب مصر مع أبكارها"، حيث يضعف مصر بشدة سواء عسكريا أو اقتصاديا ( بسبب الأضرار الفادحة التي لحقت بالتزود بالنفط والغاز، والضرر الكبير بالسياحة، وهروب الكثير من المستثمرين والشركات الأجنبية خوفا على حياتهم). كذلك قادت الثورة إلى مواجهة مع تركيا ( الداعمة للإخوان المسلمين) ومع سوريا وإيران.
كذلك في سوريا- الشعب نفسه الذي بدأ في النضال ضد النظام، ويواجه الجيش السوري اليوم الكثير من الجنود والقادة الذي قام بنفسه بإعدادهم وتدريبهم، ولحق بهم عشرات الآلاف من المتطوعين من كل أنحاء سوريا، وآلاف المتطوعين من العالم كله. إنه تحقق مذهل لمعجزة "الذي ضرب مصر مع أبكارها لأن إلى الأبد رحمته"، هذا علاوة على القتال العنيف بين التنظيمات الإرهابية في سوريا:
أعلن تنظيم القاعدة في سوريا ( جبهة النصرة) بشكل فعلي الحرب على تنظيم حزب الله المؤيد للأسد ( ويستهدف المواطنين المسلمين)، ومنذ وقت طويل يكبد كل من التنظيمين الآخر خسائرا فادحة. أيضا باق تنظيمات المتمردين، من بينها التنظيم الإرهابي الوحشي داعش تقاتل حزب الله، وتشل جزء كبير من قوته على الجبهة السورية، وتنفذ عمليات ضد قادته في لبنان، وخلال الأسابيع الماضية بدأت في إدارة معركة عنيفة ضده في مناطق الحدود السورية اللبنانية، بهدف اختراق عمق الأراضي اللبنانية وضربه في مقتل.
تجدر الإشارة إلى أن الوضع الضعب الذي وصل إليه حزب الله، هو السبب الرئيس في أنه بات غير متحمس للانجرار لحرب ضد إسرائيل، حتى بعد أن هاجم الجيش الإسرائيلي ( وفقا لتقارير أجنبية) قافلة أسلحة أو مخازن أسلحة خاصة بالتنظيم. كذلك من تجدر الإشارة إلى أن هناك مواجهات داخلية في سورية- "ضرب مصر مع أبكارها"- أيضا بين التنظيمات الفلسطينية المختلفة، وبين الكثير من مئات التنظيمات المتمردة وبعضها البعض، وكذلك بين تنظيم داعش والأكراد، وكل التنظيمات المتمردة تقريبا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق