الصحف الصهيونية تحذر السيسي من مغبة التصعيد ضد "أبوتريكة" تحقيق جمعة الشوال
منذ يوم
عدد القراءات: 4526
قال محلل الشئون العربية بصحيفة هآارتس الصهيونية "تسفي برئيل" إن تفشل السلطات المصرية في تحطيم "معبود الجماهير" والنجم السابق للمنتخب المصري والنادي الأهلي "القاتل المبتسم" محمد أبو تريكة.
وذهب في مقال بعنوان "مصر تحاول هدم معبود الجماهير" أن مصادرة أموال أبو تريكة، وباقي الخطوات التي اتخذها النظام بحق "البطل القومي" الذي "لم يتعود على السكوت في مواجهة الظلم" يمكن أن ترتد بنتائج عكسية على النظام، مؤكدا أن تدمير نظام السيسي أبو تريكة أمر صعب للغاية.
إلى نص المقال..
ليس هناك شخص في مصر لم يسمع اسم محمد أبو تريكة - حتى إن كان هبط توا من المريخ. "القاتل الضاحك" و"الساحر" هما فقط بعض من الألقاب التي منحها المشجعون للرجل الذي فاز أربع مرات بلقب أفضل لاعب في إفريقيا.
عشرات آلاف الأطفال يرتدون قميصه الذي يحمل الرقم"22"، والذي رآه مكتوبا على إحدى بوابات الحرم المكي عندما كان يؤدي مناسك الحج.
أبو تريكة بطل قومي، تبرع بأموال طائلة للأغراض الخيرية، مول رحلات حج لأسر ضحايا ثورة يناير 2011، بينها أسر ضباط وجنود، ويعد حريصا للغاية على الأخلاق الرياضية.
لكن لم يتعود أبو تريكة على إمساك لسانه، عندما يرى أمام عينيه ظلما، فعلى سبيل المثال، رفض مصافحة قائد المجلس الأعلى للقوات المسلحة المشير حسين طنطاوي، خلال لقائه بعد الثورة مع لاعبي النادي الأهلي.
في 2012 رفض أيضا لقاء وزير الرياضة؛ حيث اعتبر قوات الأمن شريكا في المذبحة التي وقعت في استاد بورسعيد، وقضى على أثرها نحو 72 شخصا. وخلال إحدى المباريات التي شارك فيها رفع قميصه وكشف عن تي شيرت كتبت عليه عبارة"تعاطفا مع غزة"، بينما بعد قضية الرسوم المسيئة للنبي محمد ارتدى قميصا حمل عبارة "نحن فداك يارسول الله".
لا يخفي أبو تريكة التزامه الديني، لكنه أنكر بكل قوة انتمائه لـ"الإخوان المسلمين"، رغم ادعاء أحد قادة الجماعة قبل عامين أن نجم كرة القدم عضو مسجل بها. معبود الجماهير هذا يسعى النظام الآن إلى هدمه.
في صيف 2013 أطاح الجنرال عبد الفتاح السيسي بالرئيس محمد مرسي، وبعد ذلك بعام أجريت الانتخابات الرئاسية، التي أصبح السيسي على إثرها رئيسا للبلاد. في نهاية 2013 اعتزل أبو تريكة كرم القدم واتجه للأعمال. منذ أن بدأ النظام في اضطهاد الإخوان المسلمين، تم اعتقال الآلاف من نشطاء الجماعة، وحكم على المئات بالإعدام، الذي جرى استبداله بالسجن المؤبد، وتم حظر الجماعة وإعلانها تنظيما إرهابيا. ذروة المعركة جاءت نهاية الأسبوع الماضي؛ حيث قضت المحكمة بالإعدام على الرئيس السابق محمد مرسي، وهو الحكم الذي ينتظر تصديق مفتي الجمهورية.
شمل اضطهاد الإخوان المسلمين أيضا مصادرة ممتلكات الجماعة وكبار رموزها، وتجميد الحسابات البنكية والتحقيق في مصادر تمويل التنظيم، كل هذا تحت إدارة سلطة حكومية جديدة أنشأت خصيصا لهذا الغرض.(لجنة حصر وإدارة أموال الإخوان المسلمين).
في داخل هذا المرجل احترق أبو تريكة أيضا. في إبريل أعلمته السلطات بنيتها لمصادرة شركة السياحة التي يملكها، وتجميد أرصدته البنكية، والتحقق من الأموال التي بحوزته. طعن أبو تريكة على القرار، لكن السلطات رفضت الأسبوع الماضي طعنه وأعلنت أن قرار مصادرة ممتلكاته نهائي، بدعوى أن شركة السياحة "أصحاب تورز" التي يملكها أبو تريكة وشريك آخر، استخدمت كقناة لتمويل الإخوان المسلمين. واعتقل أحد شركائه السابقين، ويدعى أنس محمد القاضي بتهمة تنفيذ وتمويل أعمال إرهابية.
لم يعرف أبو تريكة تحديدا من أين آتته هذه الضربة. وبخلاف تأكيده أنه ليس عضوا في الإخوان المسلمين، يقول إن القاضي لم يعد شريكا في شركته منذ 3 سنوات، وهو بالتأكيد لا يشجع الإرهاب، لكن كلامه لم يلق آذانا مصغية من قبل السلطة.
انتشر الخبر كالنار في الهشيم واندلعت حركة احتجاج ضخمة على الشبكات الاجتماعية. مئات الآلاف من المشجعين أعلنوا دعمهم لأبو تريكة، زاعمين أن النظام يحاول تصفية الحساب مع البطل القومي؛ بسبب تصرفاته خلال الثورة وبعدها، وليس بسبب اتهام حقيقي بالتورط في تمويل الإخوان المسلمين.
”أبو تريكة خط أحمر" و"أبو تريكة ليس مجرما" هاشتاجان فقط من عشرات الأوسمة التي تم تدشينها على "تويتر" الأسبوع الماضي، وتفاعل معها آلاف المتابعين.
سارع مؤيدو النظام إلى شن الحرب ودشنوا هم أيضا هاشتاجات وحسابات على "تويتر" و"فيس بوك" تحدثوا فيها عن دعم أبو تريكة للإخوان المسلمين، وازدرائه لنظام السيسي، وميوله الدينية.
محكمة الاستئناف صبت هذا الأسبوع مزيدا من الزيت على نيران الاحتجاج المستعرة، عندما قررت اعتبار رابطة مشجعي الأولتراس التابعة للأهلي، نادي أبو تريكة، تنظيما إرهابيا، وحظرت نشاطاته.
ويشكل الأولتراس- المشجعون المتعصبون لفريق كرة القدم - منذ سنوات هدفا متهما من قبل النظام، الذي يخشى تدخله في نشاطات سياسية. في الماضي كان النظام يستخدم مثل هذه الروابط كأدوات لخدمته؛ حيث كان يتم تجنيدهم لتنظيم تظاهرات مؤيدة. لكن في ثورة 2011 خرجوا ضد قوات الأمن، وينظر إليهم اليوم على أنهم خزان الدعم للإخوان المسلمين.
الآن بقي الانتظار لخطوة النظام القادمة في المعركة التي أعلنها على أبو تريكة. تحطيم صورة معبود الجماهير ليس بالأمر السهل، ويمكن أن يرتد بنتائج عكسية، خاصة عندما يستعد نظام السيسي للانتخابات البرلمانية.
وذهب في مقال بعنوان "مصر تحاول هدم معبود الجماهير" أن مصادرة أموال أبو تريكة، وباقي الخطوات التي اتخذها النظام بحق "البطل القومي" الذي "لم يتعود على السكوت في مواجهة الظلم" يمكن أن ترتد بنتائج عكسية على النظام، مؤكدا أن تدمير نظام السيسي أبو تريكة أمر صعب للغاية.
إلى نص المقال..
ليس هناك شخص في مصر لم يسمع اسم محمد أبو تريكة - حتى إن كان هبط توا من المريخ. "القاتل الضاحك" و"الساحر" هما فقط بعض من الألقاب التي منحها المشجعون للرجل الذي فاز أربع مرات بلقب أفضل لاعب في إفريقيا.
عشرات آلاف الأطفال يرتدون قميصه الذي يحمل الرقم"22"، والذي رآه مكتوبا على إحدى بوابات الحرم المكي عندما كان يؤدي مناسك الحج.
أبو تريكة بطل قومي، تبرع بأموال طائلة للأغراض الخيرية، مول رحلات حج لأسر ضحايا ثورة يناير 2011، بينها أسر ضباط وجنود، ويعد حريصا للغاية على الأخلاق الرياضية.
لكن لم يتعود أبو تريكة على إمساك لسانه، عندما يرى أمام عينيه ظلما، فعلى سبيل المثال، رفض مصافحة قائد المجلس الأعلى للقوات المسلحة المشير حسين طنطاوي، خلال لقائه بعد الثورة مع لاعبي النادي الأهلي.
في 2012 رفض أيضا لقاء وزير الرياضة؛ حيث اعتبر قوات الأمن شريكا في المذبحة التي وقعت في استاد بورسعيد، وقضى على أثرها نحو 72 شخصا. وخلال إحدى المباريات التي شارك فيها رفع قميصه وكشف عن تي شيرت كتبت عليه عبارة"تعاطفا مع غزة"، بينما بعد قضية الرسوم المسيئة للنبي محمد ارتدى قميصا حمل عبارة "نحن فداك يارسول الله".
لا يخفي أبو تريكة التزامه الديني، لكنه أنكر بكل قوة انتمائه لـ"الإخوان المسلمين"، رغم ادعاء أحد قادة الجماعة قبل عامين أن نجم كرة القدم عضو مسجل بها. معبود الجماهير هذا يسعى النظام الآن إلى هدمه.
في صيف 2013 أطاح الجنرال عبد الفتاح السيسي بالرئيس محمد مرسي، وبعد ذلك بعام أجريت الانتخابات الرئاسية، التي أصبح السيسي على إثرها رئيسا للبلاد. في نهاية 2013 اعتزل أبو تريكة كرم القدم واتجه للأعمال. منذ أن بدأ النظام في اضطهاد الإخوان المسلمين، تم اعتقال الآلاف من نشطاء الجماعة، وحكم على المئات بالإعدام، الذي جرى استبداله بالسجن المؤبد، وتم حظر الجماعة وإعلانها تنظيما إرهابيا. ذروة المعركة جاءت نهاية الأسبوع الماضي؛ حيث قضت المحكمة بالإعدام على الرئيس السابق محمد مرسي، وهو الحكم الذي ينتظر تصديق مفتي الجمهورية.
شمل اضطهاد الإخوان المسلمين أيضا مصادرة ممتلكات الجماعة وكبار رموزها، وتجميد الحسابات البنكية والتحقيق في مصادر تمويل التنظيم، كل هذا تحت إدارة سلطة حكومية جديدة أنشأت خصيصا لهذا الغرض.(لجنة حصر وإدارة أموال الإخوان المسلمين).
في داخل هذا المرجل احترق أبو تريكة أيضا. في إبريل أعلمته السلطات بنيتها لمصادرة شركة السياحة التي يملكها، وتجميد أرصدته البنكية، والتحقق من الأموال التي بحوزته. طعن أبو تريكة على القرار، لكن السلطات رفضت الأسبوع الماضي طعنه وأعلنت أن قرار مصادرة ممتلكاته نهائي، بدعوى أن شركة السياحة "أصحاب تورز" التي يملكها أبو تريكة وشريك آخر، استخدمت كقناة لتمويل الإخوان المسلمين. واعتقل أحد شركائه السابقين، ويدعى أنس محمد القاضي بتهمة تنفيذ وتمويل أعمال إرهابية.
لم يعرف أبو تريكة تحديدا من أين آتته هذه الضربة. وبخلاف تأكيده أنه ليس عضوا في الإخوان المسلمين، يقول إن القاضي لم يعد شريكا في شركته منذ 3 سنوات، وهو بالتأكيد لا يشجع الإرهاب، لكن كلامه لم يلق آذانا مصغية من قبل السلطة.
انتشر الخبر كالنار في الهشيم واندلعت حركة احتجاج ضخمة على الشبكات الاجتماعية. مئات الآلاف من المشجعين أعلنوا دعمهم لأبو تريكة، زاعمين أن النظام يحاول تصفية الحساب مع البطل القومي؛ بسبب تصرفاته خلال الثورة وبعدها، وليس بسبب اتهام حقيقي بالتورط في تمويل الإخوان المسلمين.
”أبو تريكة خط أحمر" و"أبو تريكة ليس مجرما" هاشتاجان فقط من عشرات الأوسمة التي تم تدشينها على "تويتر" الأسبوع الماضي، وتفاعل معها آلاف المتابعين.
سارع مؤيدو النظام إلى شن الحرب ودشنوا هم أيضا هاشتاجات وحسابات على "تويتر" و"فيس بوك" تحدثوا فيها عن دعم أبو تريكة للإخوان المسلمين، وازدرائه لنظام السيسي، وميوله الدينية.
محكمة الاستئناف صبت هذا الأسبوع مزيدا من الزيت على نيران الاحتجاج المستعرة، عندما قررت اعتبار رابطة مشجعي الأولتراس التابعة للأهلي، نادي أبو تريكة، تنظيما إرهابيا، وحظرت نشاطاته.
ويشكل الأولتراس- المشجعون المتعصبون لفريق كرة القدم - منذ سنوات هدفا متهما من قبل النظام، الذي يخشى تدخله في نشاطات سياسية. في الماضي كان النظام يستخدم مثل هذه الروابط كأدوات لخدمته؛ حيث كان يتم تجنيدهم لتنظيم تظاهرات مؤيدة. لكن في ثورة 2011 خرجوا ضد قوات الأمن، وينظر إليهم اليوم على أنهم خزان الدعم للإخوان المسلمين.
الآن بقي الانتظار لخطوة النظام القادمة في المعركة التي أعلنها على أبو تريكة. تحطيم صورة معبود الجماهير ليس بالأمر السهل، ويمكن أن يرتد بنتائج عكسية، خاصة عندما يستعد نظام السيسي للانتخابات البرلمانية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق