5 حقائق تفضح مسرحية "تفجيرات الكرنك" المخابراتية
13/06/2015 01:47 م
بعد نجاح فيلم الكرنك ف سبعينيات القرن الماضي والذي فضح أهوال ما يتعرض له المعتقلون في سجون العسكر، أصدر الانقلاب النسخة الجديدة "عملية الكرنك" على خلفية ما صدر عن داخلية البيادة حول إحباط محاولة تفجير انتحاري في محيط المعبد الأثري؛ أسفرت عن مقتل اثنين وإصابة 4 بادرت حكومة محلب بالتأكيد على أنه ليس من بينهم سياح أجانب، وإنما جميعهم من أصحاب الدم الرخيص!!.
وقبل أن ينزل المخرج الفاشل بـ"تتر النهاية" للفيلم الدرامي الهزلي، ظهر في "الكادر" محلب وعدد من وزرائه في حكومة العسكر الفاشلة يترجلون في أروقة المعبد الفرعوني، ويتبادلون الحديث الباسم مع السياح الذي رفضوا الرضوخ لابتزاز الإرهاب الأسود قبل أن يحمل بضاعته الفاسدة في رحلة إلى جنوب إفريقيا تاركًا خلفه حالة من الجدل في الشارع المصري من أجل الخروج بأكبر المكاسب.
زيارة جنوب إفريقيا تأتي العملية الهزلية التي أسفرت عن مقتل منفذيها وفقًا لرواية الداخلية في تفجير انتحاري في الفراغ، قبيل ساعات من زيارة رئيس حكومة العسكر إلى جوهانسبرج لحضور قمة "النيباد" والقمة الإفريقية الـ25، وهي الرحلة التي واكبها الكثير من اللغط على خلفية تقديم دعاوى قضائية أمام محاكم جنوب إفريقيا من أجل توقيف قائد الانقلاب بتهم ارتكابه جرائم حرب. طلب جمعية المحامين بجنوب إفريقيا باعتقال السيسي أجبر قائد الانقلاب على إلغاء الزيارة المرتقبة إلى جوهانسبرج معللاً ذلك لأسباب محلية في الوقت الذي أناب فيه محلب لإلقاء كلمة مصر، ولا يملك الانقلاب أفضل من حادث إرهابي في أحد أبرز المناطق الأثرية في العالم والذي حظي بتغطية دولية ربما سبقت المحلية، من أجل الرد على دعوى التوقيف وترديد ذات العبارات المستهلكة التي يمرر من خلالها الانقلاب "جرائم الحرب" التي يرتكبها بحق المصريين بـ"الحرب على الإرهاب".
تبريرات برلين
عاد السيسي يجر أذيال الخيبة من برلين بعد زيارة لم يحقق من ورائها سوى مزيد من الفشل على المستوي الدولي وكشف عورات الانقلاب أمام المجتمع الدولي، وكشف حجم الرفض المتنامي تجاه الحكم العسكري الفاشي في مصر، قبل أن يتلقي صفعة آخري بعد أيام قلائل في جنوب إفريقيا.
حرب السيسي على الإرهاب والحديث عن التوترات في المنطقة لم تجد لها آذن صاغية في ألمانيا، بل وصاحبها حالة من الغضب الشعبي تجاه استقبال الديكتاتور المصري وسخط سياسي وضح جليًّا على ملامح المستشارة أنجيلا ميركل، وهو ما استوجب وفقًا لعقلية العسكر البالية رداًّ عمليًّا يفند تلك المزاعم، فكان الحادث الانتحاري في الأقصر واستقبال مجموعة من السياح الألمان على وجه التحديد لتوجيه رسالة إلى الغرب على أن فاشية العسكر وإعدام المعارضة ليست سوى رد فعل على الإرهاب الذي يضرب استقرار الوطن في مقتل.
حصاد السيسي
وعلى وقع الفشل الذي كان العنوان الأبرز لعام من استيلاء السيسي وعصابته على السلطة في مصر على حساب الثورة المصرية، وعجز الأذرع الإعلامية عن الترويج لإنجازات ملموسة لقائد الانقلاب، والاكتفاء بترديد مطاطي لمشاريع الفنكوش التي لا أثر لها على المواطن، فضلاً عن تردي الأحوال المعيشية والحياتية والانهيار الذي عشش على كافة مناحي الحياة.
عمد العسكر إلى جذب الأنظار بعيدًا عن السيسي وحصاده وعامه الأسود، وإفراد مساحة واسعة لتناول العمل الإرهابي الغاشم لخلق حالة من الرأي العام تجاه أعداء الوطن، وتبرير حالة الموات التي تضرب مؤسسات الدولة بالإرهاب الذي يعرقل مسيرة النمو وعجلة النهضة.
داعش الصعيد
سيطرت حالة من التخبط على صحف الانقلاب حول هوية منفذ التفجير ما بين كونه إخوانيًّا أو ينتمي إلى بيت المقدس، أو أحد عناصر داعش الصعيد، وهو المنحى الذي يرغب الانقلاب في الاتجاه نحوه من أجل خلق فزاعة جديدة بعدما سخر الشعب من شماعة الإخوان وعدم جدوى الحديث عن التنظيم الناشط في سيناء في عمليات الصعيد، وهو ما استوجب اختراع كيان وهمي "طرف ثالث جديد" يتبنى التفجيرات المخابراتية في قادم الأيام لجذب الأنظار وتمرير الفشل المرتقب وتبرير تزايد وتيرة القمع.
وتنضم داعش الصعيد إلى بيت المقدس إلى كتائب حلوان إلى غيرها من الكيانات التي خرجت من أروقة المخابرات من أجل ترسيخ أركان حكم العسكر على أشلاء الشعب المصري وعبر مزيد من مظاهر العنف والدمار، وهو المخطط الذي يجيده الجنرالات منذ خمسينيات القرن الماضي ويستنسخه السيسي الآن دون ابتكار أو تصريف أو تجويد، وسط إيمان الجنرالات بأن عقلية لاعقي البيادة توقفت بدورها عن حدود 52 وتوابعها. وربما يحتاج الأمر إلى أن نعود بالذاكرة قليلاً من أجل إيجاد تأصيل لهذا المبدأ التفجيري المتعفن لدي الانقلاب وقواده، ولأن الحديث من الأصل عن الانقلاب يقودنا ولا شك إلى يوليو 52، عندما استولى العسكر على الحكم وبدؤوا في ترسيخه وتوريثه رتبة خلف رتبة.
في مذكرات خالد محيي الدين أحد الضباط الأحرار كشف أن قائد انقلاب يوليو 52، جمال عبد الناصر طلب من أعضاء مجلس الثورة تكوين تنظيم سري للتخلص من الإخوان والشيوعيين وطبقة الباشاوات "الرجعية".
واعترف محيي الدين في كتابه "الآن أتكلم" أن عبد الناصر هو الذي دبر الانفجارات الستة التي حدثت في الجامعة وجروبي ومخزن الصحافة بمحطة سكة حديد القاهرة، وهو الأمر الذي كشفه ناصر بنفسه في جلسة جمعته مع عبداللطيف البغدادي وكمال حسين وحسن إبراهيم، معللاً تفجيراته المصطنعة لإثارة مخاوف الناس من الديمقراطية وللإيحاء بأن الأمن سيهتز، وأن الفوضى ستسود إذا مضوا في طريق الديمقراطية، وأن تلك التفجيرات وما تبعها من أحداث مفتعلة كلفته 4 آلاف جنيه، وهي الرواية التي أكدها البغدادي في مذكراته، وتتكرر الآن في الكرنك.
السياحة في خطر
لم تشهد السياحة منذ دشن الفراعنة معابدهم شواهد على ضفاف النيل وحتى يومنا هذا تراجعًا حادًّا وملحوظًا، مثلما حدث في عهد السيسي، في ظل افتقاد الدولة عناصر الأمن والأمان وترسيخ الدولة القمعية وترويج الانقلاب لحربه المزعومة على الإرهاب والتي دفعت السياح إلى وجهات أخرى بعيدًا عن بؤر التوتر.
وفي محاولة لضرب كافة العصافير بحجر واحد، قرر الانقلاب تنفيذ تفجير محدود في الأقصر، وفي هذا التوقيت تحديدًا من العام من أجل توجيه رسائل بعينها والخروج بأقل الخسائر؛ حيث يمتص غضب العاملين في حقل السياحة باعتبار أن عدوهم هو الإرهاب وليس فشل حكم العسكر، ومن ثم وأد أي مطالب لهم تجاه الحكومة في مهدها، والترويج لفزاعة الإرهاب الغاشم أمام رأي العام العالمي، فضلاً عن الحفاظ على البقية المتبقية من السياح بتفجير محدود دون خسائر في أرواح الأجانب وفي توقيت يندر فيه السياح في تلك البقعة شديدة الحرارة في هذا التوقيت من العام، على أن يتبعها زيارات مسرحية من جانب الحكومة للتأكيد على يقظة الأمن الذي أبطل العملية قبل التفجير وأن الأمور تحت السيطرة.
الحادث الذي أثار سخرية الجميع داخل مصر وخارجها ينضم إلى لائحة طويلة من تفجيرات العسكر المصطنعة، والتي دشنها في مديريات أمن القاهرة والدقهلية وتفجيرات جامعة القاهرة، وغيرها من الحوادث المفتعلة التي يتبنها الانقلاب ويكررها على فترات زمنية متباينة من أجل الحفاظ على تلك الفزاعة المخابراتية واستخدام تلك الورقة المحترقة كلما احتاج سياق الأحداث.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق