فيديو.. فضائح جهل قضاة العسكر.. ونشطاء يتساءلون: كيف وصلوا للمنصة؟
17/06/2015 09:25 ص
كشفت المقدمة السياسية التي تلاها قاضي الانقلاب العسكري "شبعان الشامي" قبل أن يصدر أحكامًا بالإعدام على الرئيس الشرعي محمد مرسي وعدد كبير من قيادات الإخوان ورموز ثورة يناير في القضيتين الهزليتين "التخابر" و"اقتحام السجون" عن أخطاء فادحة في اللغة العربية؛ وهو ما يؤشر إلى جهله المطبق بقواعد اللغة العربية.
كما أن المقدمة السياسية التي ألقاها الشامي، وصفها أيمن نور، رئيس حزب غد الثورة، بأنها أردأ مقدمة سياسية سمعها طوال حياته، ووصفها المستشار "محمد عوض" بأنه على الرغم من عمله 20 عامًا بالقضاء لم يسمع مثيلاً لمثل تلك الكلمات التي لا تمتُّ للقانون ولا للعدالة ولا للعمل القضائي من قريب ولا من بعيد، وأنها مقدمة سياسية محضة تهدم العدالة والقانون في مصر.
وقد أثارت الأخطاء اللغوية الفادحة سخرية النشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي وضحكات المواطن المصري في الشارع، على الرغم من مأساوية الأحكام، إلا أنها تبدو علامة فارقة على فشل منظومة الانقلاب العسكري الذريع وقضاته المستأجرين.
مشكلة قضاة العسكر مع اللغة العربية ليست فردية، بل هي ظاهرة عامة تكررت عشرات المرات، وبصور شتى.. أخطاء لغوية فاحشة، ونطق صادم لحروف اللغة العربية.. وقراءة مخجلة لآيات القرآن الكريم، وأخطاء بالنحو والتاريخ.
وهذا الجهل التام بقواعد اللغة العربية والصياغة والنحو والتراكيب لدى شيوخ القضاة في مصر، يمثل جهلاً مطبقًا بأمور أولية تمثل مهارات أساسية لا يستقيم عمل القاضي بدونها، وهو ما جعل النشطاء والسياسيين يتساءلون: "كيف أصبح هؤلاء قضاة ووصلوا للجلوس على المنصة؟
البداية مع قاضي محاكمة القرن
البداية في اكتشاف جهل القضاة بقواعد اللغة العربية ظهرت مع المستشار "أحمد رفعت" رئيس محاكمة القرن للمخلوع "حسني مبارك" في خطبته التي ألقاها لقراءة حيثيات الحكم قبل النطق به، وكانت من ورق مكتوب أمامه، فالقضية هي قضية القرن، وفضائيات العالم تنقل الحدث، ومع ذلك فالمستشار قد وقع في العديد من الأخطاء اللغوية والنحوية، وقد ظهرت في كلامه بوضوح، خاصةً الآيات القرآنية، وكذلك وقع ممثل النيابة بالقضية نفسها في أخطاء لغوية عديدة.
أخطاء رئيس اللجنة العليا للانتخابات
كانت وكالة الأناضول للأنباء قد رصدت في تقرير لها وقوع المستشار "نبيل صليب" رئيس اللجنة العليا للانتخابات المعينة من سلطة الانقلاب للإشراف على استفتاء دستور 2014 في 70 خطأ لغويًا خلال إعلانه نتيجة الاستفتاء خلال عشرين دقيقة هي مدة الكلمة التي كان يقرأها من ورق مكتوب أمامه لتكون الأخطاء بواقع ثلاثة أخطاء ونصف في الدقيقة.
كما كانت هناك أخطاء شنيعة في التاريخ؛ تمثلت في عدم معرفة القاضي بالقائد الإسلامي الشهير "سيف الدين قطز" والذي نطق به "سيف الدين قدس"، ونهر "دجلة" في العراق، والذي تحول عند القاضي إلى نهر "دلجة".
المستشار "نبيل صليب " هو رئيس محكمة استئناف القاهرة وعضو المجلس الأعلى للقضاء الجهة الرسمية المنوط بها إدارة شؤون القضاة في مصر، ورئيس اللجنة العليا للانتخابات.
صدمة في احتفالية الأعلى للقضاء
أما في احتفالية المجلس الأعلى للقضاء بحضور قائد الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي، في 10 يناير الماضي، فكانت كلمة رئيس المجلس الأعلى للقضاء المستشار "حسام عبدالرحيم" مثالاً صارخًا على أميَّة تامة بقواعد اللغة العربية وأحكام تلاوة القرآن الكريم، فبعد نطق عجيب للكلمات لا تتبين معه حقيقة أن القاضي يتحدث باللغة العربية، يختم المستشار كلمته بآيات قرآنية تقول: (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ) (سورة الشعراء)، فينطقها الذي ظلموا، ثم ألحقها بآية : (رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ) (سورة آل عمران)، وختم الآية بقوله: صدق رسول الله العظيم.
ويرى سياسيون ونشطاء أن هؤلاء القضاة الذين يجهلون بقواعد اللغة العربية والضعفاء، بل ومنهم من ارتكب جرائم مخلة بالشرف وجرائم فساد ورشوة؛ استغلهم الانقلاب العسكري الدموي ليصدروا أحكامًا جائرة وظالمة يستخدمها الانقلاب كسيف مصلت على رقاب شرفاء مصر ورموز ثورة يناير، وفي مقدمتهم الرئيس الشرعي المنتخب د. محمد مرسي، وهو ما دفع الكثيرين من أبناء الشعب المصري إلى المطالبة بالقصاص العادل من هؤلاء القضاة الذين أصدروا أحكامًا بالإعدام على الشرفاء دون ذنب أو جريمة.
كما طالبوا بضرورة تطهير منظومة العدالة في مصر لتعود إلى سابق عهدها؛ ملاذًا آمنًا للمظلومين ومحرابًا للعدل لجميع المصريين ليلجأوا له للفصل بينهم في جميع الخصومات والقضايا بحيادية تامة وعدل معصوب العينين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق