07/07/2015
بل صراع بين شعب ولصوص
بقلم: عامر شماخ
سُئل السياسي المنبطح الذي تعلو مقر حزبه أكوام التراب، وتعلو وجهه: والإخوان؟ فأجاب الغبي: هذا الأمر لا يخرج عن صراع على الكرسي بين الطرفين.
وعلى هذه الطريقة نفسها وهذا القياس الخاطئ يدعي آخرون من أمثال هذا الفاسد أن ما تشهده أرض المحروسة إن هو إلا حرب من جانب جماعة الإخوان، تشنها على الشعب ومؤسسات الدولة من أجل استرداد الكرسي الذي (انتزع)!!.
الكآبة والكبر: ما رأيك فيما يجري بين السلطة - يقصد الانقلابيين - وحزبنا والقوى السياسية الأخرى ضحية لهذا الصراع منهم على يد (الدكر!!) في يوليو 2013.
ولا يلتفت أصحاب هذا الرأي – عامدين - إلى أسباب ما يحدث، ولا إلى (سيناريوهاته) على مدى عامين كاملين، ولا إلى النتائج الكارثية التي حلت على الوطن جراء ما قام به لصوص الوطن، إنما يصدرون هذه الآراء دعمًا للعسكر؛ ولتصبّ في صالح من فرطوا في ماء النيل وجهزوا سيناء لتسليمها للصهاينة، وغضوا الطرف عن حقول الغاز في البحر المتوسط، وغضوا الطرف كذلك عن قرب إجراء السلطات السودانية انتخاباتها البرلمانية في حلايب.
وما يعنينا في هذا المقام أن نؤكد أن الإخوان المسلمين ما كانوا يومًا طلاب سلطة، وليس في نهجهم ولا في دينهم ما يدعو إلى الصراع المزعوم الذي قال به السياسي الفاسد، وإنما يتحرك الإخوان بناءً على مصالح البلاد والعباد، وفي الدين فسحة للإحجام والإقدام، وتغيير المواقف، والتقديم.
قد يرد عليّ قارئ: وما الذي فعلتموه إذًا منذ ثورة يناير وحتى الآن؟ ألم يكن ذلك صراعًا على الحكم ومنافسة لقوى أخرى على السلطة؟!
أقول: هناك فرق كبير بين أن تنافس على السلطة متحليًا بروح إسلامية وأخلاق رياضية، أو أن تكون مثل الأحزاب والتيارات السياسية الأخرى التي تربط حياتها وموتها ببقائها أو عدم بقائها في السلطة، والتي لا تشغلها مصلحة.
ومن ثم فإن الإخوان يستوي عندهم أن يكونوا في السلطة أو أن يكونوا خارجها؛ الأمر لا يعنيهم، أما الذي يعنيهم فهو الوطن وأبناؤه، وأن صراعهم يبدأ من هذه النقطة، فإن كان الذي على رأس السلطة صالحًا أعانوه، ولو كان مخالفًا لهم في الرأي والمعتقد، وحملوا معه ودافعوا عنه، وإن كان غير ذلك ردوه إلى الصواب وذكروه بالواجب، فإن قبل فيها ونعمت.
هو إذًا صراع حقيقي، لكنه صراع بين حق وباطل، وصلاح وفساد، وشرفاء ولصوص، ليراجع تاريخ الإخوان من شاء، فإنهم تحملوا ما لم يحتملهُ أحدٌ من العالمين، ليس لأجل السلطة كما يقول السياسي الفاسد، إنما لكي لا تكون إن الجماعة التي قتل منها الآلاف، وسجن أضعافهم وطورد مثلهم وما زالت تقدم المزيد من التضحيات.. لو كانت تفعل ذلك لأجل السلطة لعاد أفرادها إلى بيوتهم مع أول طلقة أطلقت عليهم فأوقعت منهم فردًا أو اثنين، لكننا حتى الساعة وعلى مدى عامين نراهم لا تنفض جموعهم ولا يتوقف حراكهم ولا يخمد صوتهم، كل هذا لأجل استرداد وطن اغتصب، وافتداء دين يعتدى عليه، وإنقاذ حلايب وشلاتين باعتبارهما أرضًا سودانية.
والتأخير ما دام ذلك يصبّ في مصلحة الأوطان نافعًا للدعوة.
عامةً، إنما تجعل مصالحها الخاصة والشخصية في المرتبتين الأولى والأخيرة، وإلا كانوا له قدر الله في الظالمين فتنة ويكون الدين كله الله.
مقدرات بلد تهدى لأعدائه دون مقابل، وفي اعتقادي لو فني الإخوان واحدًا تلو الآخر ما ترددوا عن مقارعة هؤلاء المجرمين والتصدي لعمالتهم وخياناتهم، وإن عضو الجماعة الذي يخرج في مظاهرة وقد تمنى الشهادة لا يخطر بباله أبدًا ذلك الكرسي الذي يتحدثون عنه أو تلك السلطة التي يزعمون أن قادته يجاهدون من أجلها وأنه عضو صغير مغرر به، أبدًا والله؛ فمن يعرف الإخوان يدرك ألا فرق بين مرشد الجماعة وأحدث منتسب لها ما زال في أولى درجات العضوية، فإن تلك الفروق لا مكان لها في تلك الجماعة المباركة، إنما الفروق والألقاب والدرجات والمنازل عند أولئك.
إن الصراع الذي تشهده البلاد هو صراع بين شعب ذاق طعم الحرية ولن يرضى عنها بديلاً، ولصوص سرقوا نصيبه من تلك الحرية، ويوهمونه في الوقت ذاته الساعين إلى مصالحهم أمثال ذلك السياسي المأفون وحزبه ومذهبه بأن المعركة بينهم وبين الإخوان.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق