بالفيديو.. بعد عامين من "رابعة" السيسي ينتقم من حسن الشافعي
25/08/2015 01:21 م
كتب - أنور خيري
يأتي قرار جامعة القاهرة اليوم الثلاثاء بفصل كل من الأستاذين د.حسن الشافعي ود.محمد حماسة، من عملهما كأستاذين بكلية دار العلوم، لمخالفتهما قانون العمل بالجامعة وعملهما بمجمع اللغة العربية، ليفاقم القمع الاستبدادي الذي يمارسه نظام السيسي بحق علماء مصر، الذين أسهموا في بناء حضارة ومكانة مصر العلمية عالميا.
وجاء قرار جابر نصار -رئيس الجامعة- مثيرا للاستهجان، حيث حاول القرار تشويه السمعة المالية للقامات العلمية، وادعى بـ"أنهما بجانب وظيفتهما الجامعية، كانا يعملان بمجمع اللغة العربية، دون إذن رسمي من الجامعة، وكان يتقاضيان رواتب مالية من وظيفتهما الثانية بالمخالفة للقانون"، الأمر الذي كذبه حماسة في تصريحات إعلامية، بتأكيده أنهما لم يأخذا رواتب من مجمع اللغة العربية، وإنما كان يتقاضى مكافاة سنوية لا تتجاوز الـ 3 آلاف جنيه! وعمل د.الشافعي رئيسا لمجمع للغة العربية، فيما تقلد محمد حماسة منصب نائب رئيس مجمع اللغة العربية.
رابعة التي لا ينساها السيسي
كما عمل الشافعي مستشارا لشيخ الأزهر، وقت حدوث مذبحة فض رابعة، يوم 14 أغسطس 2014، وأصدر بيانا شديد اللهجة ضد المذبحة، وقدم استقالته من المستشارية...
وعقب ذلك الموقف الفارق بين علماء الأمة، أحالت جامعة القاهرة الدكتور حسن الشافعى والدكتور محمد حماسة للتحقيق ووقف صرف راتب كل منهما، بدعوى الجمع بين وظيفتين بالمخالفة للقانون بدون إذن أو موافقة الجامعة، وطالبت برد جميع ما تقاضاه كل منهما من راتب وبدلات ومكافآت تم صرفها لهما خلال الفترة التي تم الجمع فيها بين الوظيفتين، على الرغم من عدم تقاضيهما أموالًا من وظيفتهما الثانية بمجمع اللغة العربية، وفق "حماسة" الذي عمل نائبا لرئيس المجمع، والذي أكد سابقا في تصريحات صحفية، أنه ورئيس المجمع د.الشافعي لا يتقاضيان رواتب من المجمع، إنما يتقاضيان مكافاة سنوية لا تتجاوز الـ3 آلاف جنيها، وهو ما لا يعد مخالفة للقوانين.
وكانت جامعة القاهرة فصلت عددًا من أساتذة الجامعات المقربين للإخوان المسلمين والمعارضين لنظام السيسي، مثل: د.باسم عودة ود. صلاح سللطان ود.أحمد عبد الباسط.
وأحال رئيس الجامعة معظم المشاركين بالفريق الرئاسي للرئيس محمد مرسي إلى النيابة العامة، ومجلس تأديب بالجامعة على إثر اتهامهم بالجمع بين وظيفتين، واتهام بعضهما بالتحريض على العنف بالمظاهرات، ومنهم الأستاذان بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية سيف عبد الفتاح، وباكينام الشرقاوي.
فيما فصلت جامعة الزقازيق كلا من د.محمد مرسي ومحمود غزلان، بجانب فصل 17 عضو هيئة تدريس من قيادات الإخوان لتغيبهم عن العمل، في ضوء المادة 117 من قانون الجامعات، التي تقضي بفصل أي عضو بهيئة التدريس ينقطع عن العمل لمدة شهر، ويعتبر الفصل نهائيا".
كما فصلت جامعة المنيا د.محمد سعد الكتاتني وعضوا بهيئة التدريس بكلية الطب، مصطفى عيسى الأستاذ بكلية الطب، ومحافظ المنيا الأسبق، وعبده اللبان أستاذ الروماتيزم، مدير مكتب الدعم الفني للمحافظ الأسبق، ومستشاره، بدعوى انقطاعهما عن العمل.
وفي الإسكندرية، تم فصل نائب المحافظ السابق حسن البرنس.
وفي الإسكندرية، تم فصل نائب المحافظ السابق حسن البرنس.
وفي أواخر إبريل الماضي، تم فصل المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، والأستاذ بكلية الطب البيطري، محمد بديع، من جامعة بني سويف، عقب صدور قرار من قبل رئيس الجامعة، بسبب صدور حكم قضائي ضده.
كما فصلت جامعة الأزهر، محمد البلتاجي من كلية الطب قسم الأنف والأذن والحنجرة، في 20 مايو 2015، بعد صدور أحكام قضائية بحقه.
الشافعي القيمة والمكانة
الدكتور حسن محمود عبداللطيف الشافعي، رئيس مجمع اللغة العربية في القاهرة منذ فبراير 2012..هو عالم قليل الظهور في الإعلام، له وضعه العلمي والفكري في الجامعة المصرية، يصمت كثيرًا، وحين يتحدث تجد لكلامه دويا كبيرا في الأوساط العلمية والفكرية، وهو أول أزهري يعتلي هذا المنصب.
الدكتور حسن محمود عبداللطيف الشافعي، رئيس مجمع اللغة العربية في القاهرة منذ فبراير 2012..هو عالم قليل الظهور في الإعلام، له وضعه العلمي والفكري في الجامعة المصرية، يصمت كثيرًا، وحين يتحدث تجد لكلامه دويا كبيرا في الأوساط العلمية والفكرية، وهو أول أزهري يعتلي هذا المنصب.
ولد الشيخ حسن الشافعي في عام 1930م، وحفظ القرآن الكريم صغيرًا،والتحق بمعهد القاهرة الديني الأزهري، ثم التحق في عام 1953م، بكليتي أصولِ الدّين بِجامعة الأزهر، ودار العلوم بجامعة القاهرة، وتخصص في دراسة الفلسفة الإسلامية، ليدرس في الكليتين في وقت واحد، وكان مسموحا به في ذلك الوقت.
اعتقاله
جرى اعتقاله عام 1954م وهو طالب بالفرقة الثانية بكلية دار العلوم وبالفرقة الثالثة بكلية أصول الدين في الوقت ذاته، وجرى تعذيبه وضربه بالكرابيج التي لا تزال آثارها التي تستعصي على الإحصاء خالدة على ظهره إلى اليوم.
جرى اعتقاله عام 1954م وهو طالب بالفرقة الثانية بكلية دار العلوم وبالفرقة الثالثة بكلية أصول الدين في الوقت ذاته، وجرى تعذيبه وضربه بالكرابيج التي لا تزال آثارها التي تستعصي على الإحصاء خالدة على ظهره إلى اليوم.
خرج الشافعي من معتقله الأول عام 1960م، بعد أن قضى في المعتقل ست سنوات، وأكمل دراسته في كليتي أصول الدين بالأزهر الشريف، ودار العلوم جامعة القاهرة وتخرج منهما معا سنة 1963م،وحصل على مرتبة الشرف الأولى في كلية دار العلوم،وتم تعيينه معيدا بقسم الفلسفة الإسلامية.
وكان الصدام الثاني له أثناء دراسته للماجستير، حيث تم اعتقاله سنة 1964م، وبعدها بعدة أعوام حصل على درجة الماجستير سنة 1969م، في الفلسفة الإسلامية من كلية دار العلوم.
الشافعي والإخوان
يحكى الدكتور حسن الشافعي، عن لقائه ببعض الإخوان في تصريحات سابقة قائلاً: ”لقد التقيت أول مرة بالدكتور العسال، أحد قيادات الإخوان المسلمين عام 1950م، في منطقة شبرا، وكان خارجًا لتوِّه من معتقل الطور، وكان بصحبة الشيخ يوسف القرضاوي، والدكتور علي عبد الحليم، وبعد فترة كان اللقاء مرةً أخرى في السيدة زينب، وعدت من هذا اللقاء ومعي أول نسخة من كتاب “التشريع الجنائي في الإسلام” للمستشار عبد القادر عودة، وتواصلت علاقتنا، وكان هو في كلية الشريعة وأنا في معهد القاهرة الديني أدرس، وكانت هذه الفترة أيامًا حافلة، وفترة حاسمة في حياة مصر”.
يحكى الدكتور حسن الشافعي، عن لقائه ببعض الإخوان في تصريحات سابقة قائلاً: ”لقد التقيت أول مرة بالدكتور العسال، أحد قيادات الإخوان المسلمين عام 1950م، في منطقة شبرا، وكان خارجًا لتوِّه من معتقل الطور، وكان بصحبة الشيخ يوسف القرضاوي، والدكتور علي عبد الحليم، وبعد فترة كان اللقاء مرةً أخرى في السيدة زينب، وعدت من هذا اللقاء ومعي أول نسخة من كتاب “التشريع الجنائي في الإسلام” للمستشار عبد القادر عودة، وتواصلت علاقتنا، وكان هو في كلية الشريعة وأنا في معهد القاهرة الديني أدرس، وكانت هذه الفترة أيامًا حافلة، وفترة حاسمة في حياة مصر”.
انتفاضة 1936
لم يكن حسن الشافعي، وهو في مقتبل الشباب بمعزل عن قضية مصر والجلاء والمقاومة في القناة، وشارك في اعمال المقاومة.
لم يكن حسن الشافعي، وهو في مقتبل الشباب بمعزل عن قضية مصر والجلاء والمقاومة في القناة، وشارك في اعمال المقاومة.
إنتاجه العلمي
للدكتور حسن الشافعي إنتاج علمي غزير؛حيث أصدر منذ عام 1971، عشرة كتب بالعربية في الفلسفة الإسلامية والتوحيد وعلم الكلام والتصوف، وأكثر من 30 بحثًا علميًّا في العديد من المجلات والدوريات العلمية في مصر والخارج، وخمسة نصوص تراثية محققة، وأربعة كتب مترجمة إلى الإنجليزية، هذا فضلاً عن الإشراف والحكم على عشرات من الرسائل الجامعية في مصر والعالم العربي وباكستان وماليزيا.
للدكتور حسن الشافعي إنتاج علمي غزير؛حيث أصدر منذ عام 1971، عشرة كتب بالعربية في الفلسفة الإسلامية والتوحيد وعلم الكلام والتصوف، وأكثر من 30 بحثًا علميًّا في العديد من المجلات والدوريات العلمية في مصر والخارج، وخمسة نصوص تراثية محققة، وأربعة كتب مترجمة إلى الإنجليزية، هذا فضلاً عن الإشراف والحكم على عشرات من الرسائل الجامعية في مصر والعالم العربي وباكستان وماليزيا.
ومن مؤلفاته وأبحاثه: الآمدي وآراؤه الكلامية، علم الكلام بين ماضيه وحاضره،فصول في التصوف، التيار المشائي في الفلسفة الإسلامية، أبو حامد الغزالي “دراسات في فكره وعصره وتأثيره”،الإمام محمد عبده وتجديد علم الكلام.
حصل الشافعي على بعثة لدراسة الدكتوراة في بريطانيا، أتقن خلالها اللغة الإنجليزية وتطلع على الثقافة الغربية وما يثار حول القضايا الفكرية التي يهاجم بها المفكرون الأوربيون الإسلام.
وأنجز رسالته للدكتوراةفي كلية الدراسات الشرقية والإفريقية بجامعة لندن سنة 1977م، ثم عاد ودرَّس الفلسفة الإسلامية بكلية دار العلوم.
ومن أهم المناصب التي تقلدها،عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بالقاهرة،عضو مركز الدراسات الإسلامية بجامعة القاهرة، عضو المجلس العلمي لكلية الدراسات العليا بمانشستر بإنجلترا،عضو مجلس أمناء الجامعة الإسلامية بإسلام أباد، عضو مجمع اللغة العربية بالقاهرة، عميد كلية الشريعة بالجامعة الإسلامية بإسلام أباد، مستشار شيخ الأزهر ورئيس الاتحاد العالمي لعلماء الصوفية.
براءة من قتل الأبرياء برابعة والنهضة
في أعقاب انقلاب 3 يوليو أدان الشيخ حسن الشافعي “مذبحة المنصة” في يوليو 2013، وفي أغسطس 2013،تلى الشافعي بيانا حادا أذاعته جميع الفضائيات المصرية في أعقاب فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة أنهاه بقوله “اللهم إني أبرأ إليك مما حدث، وأستنكره من كل قلبي،وأسأل الله لبني وطني العقل والحكمة، وأدعوهم إلى التوبة، وكلُّ الحَول والطَّول والقوة بيد الله رب العالمين”.
شهادته عن مصر الثورة
نُشر للشيخ حسن الشافعي مؤخرا كتابًا بعنوان “شهادة أزهري معاصر على مسار التحوّل الديمقراطي في مصر” يروي فيه شهادته على أحداث ثورة يناير وما اضطلع به من أدوار من خلال مشيخة الأزهر والجمعية التأسيسية، وحديثه عن هذا التحول الحضاري في الندوات والمحاضرات في الداخل والخارج.
نُشر للشيخ حسن الشافعي مؤخرا كتابًا بعنوان “شهادة أزهري معاصر على مسار التحوّل الديمقراطي في مصر” يروي فيه شهادته على أحداث ثورة يناير وما اضطلع به من أدوار من خلال مشيخة الأزهر والجمعية التأسيسية، وحديثه عن هذا التحول الحضاري في الندوات والمحاضرات في الداخل والخارج.
وصدر للشيخ مذكرات بعنوان “حياتي في حكاياتي” يروي فيه أبرز 40 حدثًا،وقصة أثرت في حياته طوال 7 عقود أو يزيد.
ويلقى الشيخ حسن الشفعي قبولاً كبيرًا سواء في الأوساط الأكاديمية أو لدى جموع الشاب المتدين، وكان يسعى للعب أدوارًا في في الوئام الوطني ، لفكرة الوئام الوطني بمشاركته في مبادرة البديل الحضاري، التي طرحها الإعلامي حسام عقل منذ عدة أشهر وطرح اسم الشيخ ليلعب هذا الدور في المستقبل.
مصر الخاسرة
يرى الشافعي كما يردد في مجالسه ودروسه في الجامعة بكلية دار العلوم، أنه "مسؤول عن الشباب المسلم الذي يعمل في نطاق العمل الإسلامي، ويبدأ رحلته الإيمانية، حتى لا ينحو كثير منهم للعنف والإرهاب بالتوعية وشرح صحيح الدين وذلك قبل أن تسيل الدماء وتنفق الأوقات والجهود، قد تضيع على الأمة إرادات ونوايا أعتقد أنها صادقة، كما أؤكد أن لدي إحساس بالذنب؛ لأن الله أعطاني لسانًا وقلمًا يمكن أن أصور بهما أعمال الآخرين أو مواقفهم"..هذه الكلمات تعبر عن حجم الكارثة بعزل الشافعي عن التواصل مع الطلاب والعلماء والساتذة، إلا إذا كان السيسي لا يريد إلا الانزلاق في مستنقع الدماء!!
يرى الشافعي كما يردد في مجالسه ودروسه في الجامعة بكلية دار العلوم، أنه "مسؤول عن الشباب المسلم الذي يعمل في نطاق العمل الإسلامي، ويبدأ رحلته الإيمانية، حتى لا ينحو كثير منهم للعنف والإرهاب بالتوعية وشرح صحيح الدين وذلك قبل أن تسيل الدماء وتنفق الأوقات والجهود، قد تضيع على الأمة إرادات ونوايا أعتقد أنها صادقة، كما أؤكد أن لدي إحساس بالذنب؛ لأن الله أعطاني لسانًا وقلمًا يمكن أن أصور بهما أعمال الآخرين أو مواقفهم"..هذه الكلمات تعبر عن حجم الكارثة بعزل الشافعي عن التواصل مع الطلاب والعلماء والساتذة، إلا إذا كان السيسي لا يريد إلا الانزلاق في مستنقع الدماء!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق