مصر بتفرح وولادها بيتألموا بقلم: ناصر البنهاوى

03/08/2015

مصر بتفرح وولادها بيتألموا  بقلم: ناصر البنهاوى السيسي أقنع بعض المصريين بأن الإخوان الذين تربوا وأكلوا ودرسوا وصلوا وتزاوروا معهم إرهابيون. كما أقنعهم بأن حماس عدوة وإسرائيل صديقة، وأهل سيناء يستحقون التهجير ونزع ملكيتهم. كما أقنعوهم بأن أهل رابعة بنسائهم وأطفالهم كانوا مسلحين بأسلحة دمار شامل، ويستحقون القتل بلا محاكمة والحرق بعد القتل؛ لأنهم نادوا بالديمقراطية ودافعوا عن أصواتهم وخيارهم السياسي. هذا الحاكم العسكرى أقنع المصريين بأن الأولوية هي عقد صفقات سلاح تتجاوز 13 مليار دولار وتوقف كل مشروعات التنمية، وتسخير كل موارد البلاد للحرب على الإرهاب في الداخل والخارج، سواء كان في مدارس الإخوان أو مستشفياتهم أو لجان الزكاة الخاصة بهم، أو كان في ليبيا أو سوريا أو الجزائر أو حتى القمر. السيسى أقنعهم بأنهم لا بد أن يحاربوا الإرهاب الإسلامي معه وأن يموتوا في سبيل الدفاع عن الإنسانية بكل أطيافها. لقد أقنعهم بأن حل مشكلة الدين العام هو مزيد من الديون، وأن حل مشكلة البطالة هو التوكتوك وعربات الخضار. كما أقنعهم بأن فيفى عبده هي أمهم المثالية، وأن العسكر والقضاة والإعلاميين والبلطجية هم أسياد البلد، وعلى بقية الشعب خدمتهم. أقنعهم بأن مصر شعبان.. شعب يقوده العسكر والبلطجية والقضاة والفسدة ومن والاهم، وشعب آخر يريد أن يتطهر، لذلك يجب سجنهم أو قتلهم أو إغراقهم أو نفيهم في الأرض. أقنعهم بسهولة بأن تفريعة قناة السويس هي قناة سويس جديدة سوف تجلب لمصر 100 مليار دولار. وأقنعهم أيضاً أنه ليس من حقهم السؤال عن دخل قناة السويس الجدية ولا القديمة. أقنعهم بأنها في يد خير أجناد الأرض. وأقنعهم أيضا بأن هذه التفريعة هي أفضل من تنمية سيناء، وسوف تدر دخلا أكبر من تنمية منطقة قناة السويس، وآثارها التنموية تفوق تنمية الساحل الشمالي، وأن الأغاني الوطنية تثبت أن فائدتها وجدواها تفوق جدوى تنمية حقول الطاقة في البحر المتوسط وغيرها. أقنعهم السيسى بكل هذا، ولا غرابة في ذلك، الغرابة تأتى عندما يحاول هو وعصبته أن يقنعوا المصريين بأن يفرحوا معه لأنه شق تفريعة جديدة لقناة السويس بنيت من عرق المصريين لصالح الإمارات والعسكر فقط!! ، كيف تفرح مصر بينما هناك 19 مليون فقير خارج منظومة الضمان الاجتماعى؟! كيف تفرح مصر وهناك 41 ألف معتقل ينتظر المئات منهم تنفيذ حكم الإعدام في أي لحظة؟ السيسى يريد أن يفرح مرضى الكلى والكبد والسرطان وضحايا وحوداث الطرق وضحايا الثورة وقمع الشرطة وهؤلاء عددهم ملايين. يريد أن يفرح سكان العشوائيات وعددهم يزيد عن 16 مليون نسمة. ويتوقع أن يفرح أطفال الشوارع وعددهم يزيد عن ثلاثة ملايين فقط لأنه فرحان. الغريب أيضا أنه يريد أن يقنع نفسه والعالم أنه فرحان بهذا المشروع الفاشل، ومن شدة الفرحة تجاهل خبر وفاة أمه حتى لا يفسد عليه فرحته، يريدهم أن يفرحوا لأنه سيوزع 22 ألف قطعة ذهبية ليس على المصريين ولكن على الضيوف الأجانب، السياسي سخر الإعلام والفنانين ليقنعوا 13 مليون عانس في مصر أن يفرحوا لأن حم العسكر أفضل من حكم الإخوان الذين حكموا مصر سنة وفشلوا في حل مشاكلها. هذا الحاكم العسكري يطالب 3.7 مليون عاطل أن يفرحوا بقناة السويس الجديدة لأن الــ100 مليار التي ستجلبها للبلد سوف تحل مشكلة البطالة، وأرجوا أن يطلب المصريين من السيسى، عن طريق هاشتاج أو غيره، أن يطلبوا منه وضع خطة وبرنامج لاستثمار عائد قناة السويس الذى يقدر بـ100 مليون دولار في حل مشاكل البطالة والرعاية الصحية وانقطاع الكهرباء وزحمة المواصلات وتحقيق العدالة الاجتماعية وتنمية العشوائيات وحل مشكلة العوانس وأطفال الشوارع وغيرها. أرجو أن يطالبوه فورا بأن يحل مشاكل المصريين خلال العام كما بنى قناة سويس جديدة خلال عام، قولوا له "من الصعب أن نفرح ونحن نتألم بسبب الجوع والمرض والبطالة والعنوسة وفقدان الأحبة في السجون. فرحتنا ستأتى فقط عندما تسخر عائد قناة السويس لحل مشاكلنا".