قوات الاحتلال الدولية في سيناء.. مهام أمريكية غامضة!
تحدث الإعلام الأمريكي خلال شهر أغسطس الماضي عن ضرورة سحب قوات الاحتلال متعددة الجنسيات من شبه جزيرة سيناء، التى تشرف عليها قوات الاحتلال الأمريكية لا الأمم المتحدة.
إلا أنه وبعد استهداف هذه القوات الجمعة الماضي، وإصابة 6 من عناصرها؛ شرعت وسائل إعلام أمريكية في المطالبة بزيادة عديد هذه القوات وتزويدها بالسلاح؛ ما يفتح الباب واسعا أمام قراءة هذا التحول الدرامتيكي، الذي ربما يهدف إلى تعزيز وجود قوات الاحتلال الأمريكية في سيناء إلى أجل غير مسمى، وقيامها بمهام لم يكشف عنها النقاب بعد.
ونقلت أسوشيتدبرس ونيويورك تايمز ولوس أنجلوس تايمز عن مسئول في هذه القوات أن استهداف مركبات قوات "حفظ السلام الدولية" بعبوات ناسفة مزروعة على الطريق في شمال سيناء قد يكون مقصودا؛ لأنها مطلية بلون مختلف عن تلك التي يستخدمها الجيش المصري.
وأصيب أربعة جنود أمريكيين واثنين من فيجي عندما كانت مركبتهم تقوم بدورية روتينية بالقرب من قاعدتهم، وتم نقل الجنود إلى مرفق طبي يعالجون من إصابات غير مهددة للحياة، بحسب وزارة الدفاع الأمريكية.
تعزيز الاحتلال الأمريكي
أشارت صحيفة "فورين بوليسي" إلى أن مسئولين أمريكيين في وزارة الدفاع الأمريكية أكدوا أن الولايات المتحدة تدرس خيارات تعديل قوة حفظ السلام في سيناء "متعددة الجنسيات"، حيث تم نشر ما يقرب من 650 جنديا أمريكيا في الوقت الحاضر.
ونقلت الصحيفة عن الرائد روجر كابينيس "نحن ندرس ما إن كان هناك حاجة إلى تدابير إضافية لضمان حماية القوة، وهذا يشمل جلب معدات إضافية إذا لزم الأمر"، فالهجمات هي الأولى من نوعها في الموجة الأخيرة من العنف لاستهداف القوات المتعددة الجنسيات وقوات مراقبة حفظ السلام.
وأشار تقرير حديث لصحيفة واشنطن بوست إلى قلق المحللين من أن المنافسة بين الجماعات الجهادية داخل هذا التمرد المتزايد سوف تؤدي إلى تفاقم حجم ووتيرة الهجمات.
مخاطر متزايدة
أما "فوكس نيوز" فترى أن الهجوم الذي استهدف قوات حفظ السلام يؤكد المخاطر المتزايدة التي تواجهها الوحدة الأمريكية المتمركزة هناك، ومن المرجح أن تؤجج الجدل الداخلي حول ما إن كان ينبغي تعزيز تلك القوة بأسلحة ثقيلة لحمايتها ضد "الدولة الإسلامية".
واتفقت مع "فورين بوليسي" في التأكيد على أن مسئولين أمريكيين يؤكدون أن الإدارة تعيد دراسة خياراتها في سيناء في ضوء تهديد "داعش"، بما في ذلك إرسال المزيد من الأسلحة والمعدات لتعزيز القوات، وحتى إمكانية سحب القوات.
وتشير «ميليتاري تايمز» إلى أن الهجوم الذي استهدف هذه المرة "هدفا دوليا" يشكل "تحولا كبيرا" لفرع "الدولة الإسلامية" في سيناء، الذي كانت تقتصر هجماتها في السابق على الجيش المصري.
كذلك يثير الهجوم تساؤلات حول مستقبل مهمة القوة المتعددة الجنسيات، ويأتي في وقت يشهد توترا في العلاقات بين الولايات المتحدة ومصر.. حسب قول الصحيفة.
يشار إلى أن القوات متعددة الجنسيات في سيناء غير خاضعة للأمم المتحدة مثل قوات اليونيفيل في جنوب لبنان، بل تتبع الولايات المتحدة الأمريكية وتخضع لإدارتها، ويطلقون عليها ذو"القبعات البرتقالية" للتمييز بينها وبين قوات الأمم المتحدة ذو القبعات الزرقاء.
حيث نجحت أمريكا ودولة الاحتلال الإسرائيلي فى استبدال الدور الرقابي للأمم المتحدة المنصوص عليه فى معاهدة "السلام"، بقوات متعددة الجنسية، وقع بشأنها بروتوكول بين مصر والاحتلال فى 3 أغسطس 1981، وتتشكل القوة ذات القبعات البرتقالية من 11 دولة ولكن تحت قيادة مدنية أمريكية.. ولا يجوز لمصر -بنص المعاهدة- أن تطالب بانسحاب هذه القوات من أراضيها إلا بعد الموافقة الجماعية للأعضاء الدائمين بمجلس الأمن.
وتقوم القوة بمراقبة مصر، أما الكيان الصهيوني فتتم مراقبتها بعناصر مدنية فقط لرفضها وجود قوات أجنبية على الأراضي المحتلة، ولذلك يطلقون عليها «القوات متعددة الجنسية والمراقبون MFO"".
وكانت الإدارة الأمريكية قد تقدمت بطلب لسحب هذه القوات خوفا من هجمات "داعش" إلا أن السيسي رفض هذه الطلب، ما يثير تساؤلات عدة حول دور هذه القوات في ظل توجه أمريكي جديد نحو تعزيز وجود قواتها في سيناء.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق