في حواره مع قناة PBS.. ما هو السؤال الوحيد الذي أجاب عنه السيسي دون مواربة؟
السذاجة والكذب هما الطابع الغالب على اللقاء.. وتعامله مع الغرب يؤكد امتهانه للمصريين
منذ 3 ساعة
عدد القراءات: 1087
أجري عبدالفتاح السيسي عدة مقابلات صحفية أثناء تواجده في نيويورك، على هامش حضوره الدورة السبعين للأمم المتحدة، وسنستعرض على حلقات ما ورد في تصريحات قائد الانقلاب مع الصحافة والإعلام الامريكي، ونستهلها هنا بحواره مع برنامج Newshour (ساعة الأخبار) على قناة PBS أمس الموافق 29 سبتمبر 2015.
الحوار الذي ترجمه موقع مدى مصر، لم يأت بأى جديد، بل كشف عن مزيد من البلاهة والسذاجة المعروف بها السيسي، ومن يقرأ الحوار يشعر وكأن السيسي يحاور لميس الحديدي أو ريهام سعيد، لا إعلامية كبيرة وصحفية متمكنة بحجم مارجريت وارنر.
السيسي في الحوار الذي سننقله عن ترجمة مدى مصر، لم يرد على أي سؤال بإجابة تتعلق بهذا السؤال، ولا ندري مرجع ذلك إلى البلاهة أم إلى محاولة خداع الاعلامية التي تحاوره، فمثلا عند سؤاله عن بقاء بشار الأسد وهو السؤال الذي كررته المحاورة 3 مرات، يجيب في كل مرة بضرورة التصدي للارهاب الداعشي، وحين سألته عن سيناء وما يحدث فيها وسر تزايد نشاط المسلحين هناك، تراه يرد باتهام ليبيا بالتورط فيما يحدث في سيناء وانه يجب وقف تدفق السلاح والمقاتلين من ليبيا الى سيناء، وإجابته هذه تمثل أكبر تعبير عن فشله في مواجهة الارهاب المحتمل لاسيما ان المحاورة سألته نصا " بالنسبة للمسلحين في سيناء، أتذكر أنك عندما تقلدت الحكم بعد مرسي تعهدت أن تقضي على ذلك في شهور، وأنك رجل عسكري وتعرف كيف تتعامل مع ذلك. ولكن نشاطهم يزيد. لماذا؟"
الللافت في الحوار أن السؤال الوحيد الذي أجاب عنه السيسي دون مواربة هو ما يتعلق بعلاقة مصر بالولايات المتحدة الأمريكية، وكانت الاجابات قاطعة، حيث كانت كالتالي:
مدنيين أبرياء.
مدنيين أبرياء.
* دعنا نتحول إلى العلاقات الأمريكية المصرية، لأن واشنطن رفعت مؤخرا الحظر على المعدات العسكرية إلى مصر، هل تعود العلاقة إلى مسارها الطبيعي؟ هل تشعر أن العلاقة تحسنت؟
بالمقارنة بالشهور الماضية، نعم، لقد تحسنت العلاقة.
* ما هو المزيد الذي تحب أن تراه بشأن تلك العلاقات؟
لقد بدأنا حوارا استراتيجيا مع الولايات المتحدة لمراجعة استراتيجياتنا، ومحاولة إيجاد سبل أفضل للتعامل مع القضايا ذات الاهتمام المشترك.
* هل تثق في الولايات المتحدة كحليف يعتمد عليه؟
أنا؟ بلا شك، الأمر لا يحتاج إلى الحديث. فالولايات المتحدة لم تخذلنا أبدا خلال السنوات الماضية.
* يا له من تصريح!
أنا أريد فقط أن أخبرك أن السنتين الماضيتين كانتا بمثابة اختبار حقيقي لقوة وتحمل العلاقات بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية.
الاجابات السابقة تؤكد أن السيسي أوعى بكثير من ثوار الشرعية، فهو يعي أن امريكا هي من جاءت به إلى الكرسي، وهي من انقلب على الثورة المصرية، وبالتلي كلما قدم المزيد من فروض الولاء والخنوع والتبعية، ضمن البقاء في المنصب، وقولنا انه اوعى من ثوار الشرعية يعني انه عرف الحلقة المركزية في الصراع وهي التبعية ام الاستقلال، فثوار الشرعية للاسف يدركون تورط أمريكا في الانقلاب على مرسي وثورة مصر، ومع ذلك لم يجاهروا بالعداء لها، بل ويهرولون بين الحين والاخر على عتبات البيت الأبيض ويرفع بعضهم شعار رابعة على أبواب الكونجرس او وزارة الخارجية الامريكية.
السيسي كان صادقا وواضحا-وهي المرة الوحيدة في هذا الحوار- ولم يحاول أن يكرر ما يتفوه به المضللون من إعلامي الانقلاب من أن السيسي صفع أمريكا بزيارة روسيا، او ان شقيق اوباما عضو بجماعة الاخوان، او ان الاطاحة بمرسي دمرت مخطط امريكا للسيرطة على مصر، اجابات السيسي للغرب تؤكد انه لا يعبأ أو يهتم بشعب مصر الذي يصدر له أمثال ابراهيم عيسى ومحمود سعد وغيرهم من المضللين ليوهموا الشعب ان السيسي انقذ مصر من تحالف الاخوان مع امريكا.
باقي الحوار غلب عليه طابع السذاجة المعتادة من السيسي، ولم يخل بالطبع من الكذب لاسيما ما يخص حقوق الانسان وسجناء الرأي في مصر، والى نص الحوار الذي ترجمه موقع مدى مصر:
* مارجريت وارنر: في الأسبوع الماضي تصدرت الصحف أنباء عفوك عن ١٠٠ سجين منهم صحفيو الجزيرة المشهورين. هل كان توقيت ذلك مفروضاً بسبب مجيئك إلى الجمعية العاة للأمم المتحدة وكان الغرض منه إسكات كل النقد الدولي الذي تواجد حول ذلك؟
عبد الفتاح السيسي: الفكرة بمنتهى البساطة، متى انتهت الإجراءات القانونية وأصبحت هناك إمكانية لأن أتدخل لم أتردد في إتخاذ هذا الإجراء.
* في نظامكم، هل يعني العفو القانوني أنك توصلت إلى أنهم كانوا أبرياء من التهم الموجهة لهم؟
العفو القانوني هو إجراء يسمح للرئيس بالتدخل لإنهاء المشكلة والقضية القانونية.
* لا زال هناك ١٨ صحفياً رهن الاحتجاز وتشير الإحصائيات المحافظة على أقل تقدير إلى وجود ٢٠ ألف سجين سياسي آخرين يواجه العديد منهم ما يقال أنها تهم مفبركة بالإرهاب. هل تستطيع التصرف بنفس السرعة في هذه القضايا ما أن تنتهي الإجراءات القانونية؟ وهل ستفعل ذلك؟
من المهم جداً أن نقف عند كلمةاإعتقال. لا يوجد أحد في مصر قيد الاعتقال، لا يوجد إجراء قانوني يسمح بذلك.
* الموضوع الأكبر هنا في جلسة الجمعية العامة للأمم المتحدة سيكون المعركة ضد الدولة الإسلامية وبالأخص في سوريا حالياً. التحالف الدولي المناهص لداعش، والذي تنتمي له مصر يخوض هذا الصراع منذ عام إلا أن داعش قد ازدادت قوة. انضم حوالي ٣٠ ألف مقاتل أجنبي جدد لداعش في سوريا. لماذا يحدث ذلك في رأيك؟
الفكرة..محاربة داعش عسكرياً فقط هي استراتيجية منقوصة. نحن نحتاج استراتيجية شاملة بها شق أمني، بها شق إقتصادي وشق ثقافي واجتماعي.
* مصر لم تشارك إلا في قصف ليبيا حين قتلت داعش العديد من مسيحيي مصر. هل ستصعد مصر تدخلها العسكري؟
مصر ضمن التحالف، وهذا كان واضحاً من موقفنا منذ تشكيل التحالف. الدور المصري منحصر الآن في محاربة الإرهاب داخل سيناء وعلى حدودنا مع ليبيا التي تمتد ١٢٠٠ كم.
* إذن التركيز أكثر في منطقتكم؟
نعم. نعم.
* سؤال آخر عن الصورة الأكبر: هل تشارك روسيا وإيران الرأي أن الآن ليس الوقت المناسب للإطاحة بالرئيس بشار الأسد أوحكومته طالما المعركة الأساسية ضد داعش؟
نحن مع حل سياسي وليس عسكري لهذه المسألة. نحن مع وحدة الأراضي السورية. نحن مع الحفاظ على الجيش الوطني السوري. لا بد من مواجهة المجموعات المتطرفة وداعش في سوريا لإعادة الإستقرار. مهم جداً إعادة إعمار سوريا وعودة اللاجئين لوطنهم وهي الدولة السورية.
* هل تعتقد أن الرئيس الأسد من الممكن أن يكون طرفا في الانتقال السياسي؟
نحن يجب أن ننظر إلى الخطر الحقيقي وهو التطرف والإرهاب وتداعياته السلبية وعدم الاستقرار الهائل الذي يسببه في الشرق الأوسط والذي يمكن أن يمتد إلى مناطق أخرى.
* هناك تساؤل مهم حول ما إذا كان بشار الأسد واستمرار وجوده وطريقة معاملته لكل شعبه تساعد على وجود داعش. هل تتفق مع ذلك؟
أنا أتصور أن المفاوضات بين المعارضة السورية والنظام هي التي يجب أن تحدد ذلك، لا يجب أن نحكم على الأمر من الخارج.
* بالنسبة للمسلحين في سيناء، أتذكر أنك عندما تقلدت الحكم بعد مرسي تعهدت أن تقضي على ذلك في شهور، وأنك رجل عسكري وتعرف كيف تتعامل مع ذلك. ولكن نشاطهم يزيد. لماذا؟
هذا هو الإرهاب. وهو ليس مسألة من السهل مواجهتها. الولايات المتحدة لها تجارب سابقة في محاربة الإرهاب في بلدان مختلفة وبالرغم من كل إمكانياتها إلا أنها استغرقت سنوات في محاولة هزيمة هؤلاء الإرهابيين. ولكني أريد أن أقول بمقارنة الموقف الأمني منذ سنتين والموقف الحالي سنجد تحسن كبير. على الجانب الآخر، السؤال هو هل يتوقف تدفق الأسلحة والمقاتلين الأجانب من ليبيا؟ ونحن نتأذى من ذلك.
* قال [وزير الخارجية] جون كيري على الملأ في القاهرة، كما قال السيناتور جون ماكين، إن القمع المستخدم ضد الإخوان في بلدك، وسجن الكثير من المعارضين قد أدى لتفاقم هذه المشكلة وقد دفع بالبعض نحو التطرف. ما هو ردك على ذلك؟
لا تنسي أن مصر تعاني من حالة ثورة مستمرة منذ خمس سنوات وفي نفس الوقت المواطن المصري موارده محدودة والحالة التي مرت بها مصر...ثورتان في خمس سنوات..كانت هذه أوقاتاً صعبة جداً للمصريين ولدينا ٩٠ مليون مواطن، يجب أن يعيشوا. وفي النهاية يرغب المصريون في إيجاد احتياجاتهم الأساسية وفرصة أفضل للحياة، ولا يمكن تحقيق ذلك في حالة الفوضى. لا يشترط بالضرورة أن تكون معاييرنا هي نفس المعايير التي تعيشون بها، نحتاج بعض الوقت للوصول لذلك.
* أنا أفهم ذلك، ولكن سؤالي هو هل تسبب القمع الموحود منذ توليك السلطة والذي يتضمن الآن قانون الإرهاب، في زيادة النشاط المسلح في مصر؟
بدون شك الحملة ضد الإرهابيين قللت من النشاط الإرهابي.
* قللت منه؟
بدون شك. تناقص بشكل كبير. لا يستطيع الإرهاب أن يهزم بلدا توحد شعبها في مواجهته وهذا هو ما نراه في مصر.
* ولكن عدد الهجمات تزايد، أليس كذلك؟
لا، هذا ليس صحيحاً.
* إذاً أنت لا تعتقد أن المنتقدين قد يكونون على حق؟
من حق الجميع أن ينتقد ويجب أن يقدم كل شخص وجهة نظره، ولكني أقدم لك وجهة نظرنا من خلال الواقع الذي نعيشه. الحقيقة هي أننا إذا نظرنا لسوريا أو العراق أو ليبيا سنجد أن الموقف كان يمكن أن يكون أكثر خطرا بكثير على المنطقة وعلى أوروبا. من بين ٩٠ مليون فإن ٦٠ مليونا من شعبنا شباب، تصوري لو كنا نعاني من نفس الوضع الفوضوي، ماذا سيكون عليه الوضع؟
* ثمة مخاوف في الكونجرس من أن الأسلحة العسكرية المقدمة لمصر، سواء كانت طائرات أباتشي، أو صواريخ "هلفاير" والتي من المفترض أن تستخدم في عمليات مناهضة للإرهاب، أنها تستخدم فعلياً في إزالة قرى كاملة في سيناء مثل ما حدث مع السياح المكسيكيين. هل تستطيع أن تطمئن دافعي الضرائب الأمريكييين من أن هداياهم إلى مصر لن تستخدم بهذه الطريقة في المستقبل؟
دعيني أقول إن الحادث المؤسف الخاص بالسياح المكسيكيين كان خطأ. لقد كانوا في منطقة محظورة قريبة جداً من منطقة الحدود مع ليبيا. وهي منطقة خطرة يستخدمها المهربون لإدخال أسلحة ومحاربين أجانب. أما بالنسبة لسيناء، أريد أن أؤكد لكم أن مصر لا تستخدم أبدا أسلحة أو قوة ضد مدنيين أبرياء، لأننا لن نسمح لأنفسنا بقتل مدنيين أبرياء.
* دعنا نتحول إلى العلاقات الأمريكية المصرية، لأن واشنطن رفعت مؤخرا الحظر على المعدات العسكرية إلى مصر، هل تعود العلاقة إلى مسارها الطبيعي؟ هل تشعر أن العلاقة تحسنت؟
بالمقارنة بالشهور الماضية، نعم، لقد تحسنت العلاقة.
* ما هو المزيد الذي تحب أن تراه بشأن تلك العلاقات؟
لقد بدأنا حوارا استراتيجيا مع الولايات المتحدة لمراجعة استراتيجياتنا، ومحاولة إيجاد سبل أفضل للتعامل مع القضايا ذات الاهتمام المشترك.
* هل تثق في الولايات المتحدة كحليف يعتمد عليه؟
أنا؟ بلا شك، الأمر لا يحتاج إلى الحديث. فالولايات المتحدة لم تخذلنا أبدا خلال السنوات الماضية.
* يا له من تصريح!
أنا أريد فقط أن أخبرك أن السنتين الماضيتين كانتا بمثابة اختبار حقيقي لقوة وتحمل العلاقات بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية.
* عودة إلى الوضع الداخلي، هل يمكنك أن تشرح للشعب الأمريكي لماذا جرى القبض على العديد من النشطاء الشباب الموالين للديمقراطية، والزج بهم في السجون، بعضهم بسبب انتهاك القانون الذي لا يسمح لهم بالاحتجاج؟ من الصعب على الأمريكيين فهم ذلك.
صحيح لا يمكن للأمريكيين فهم ذلك بسهولة، لأنهم ينظرون إلينا من المنظور الأمريكي.
لكن دعيني أوضح أننا لم نمنع الاحتجاجات في مصر، بل ننظم فقط حق التظاهر مثلما تفعل العديد من البلدان. لم نحظر الاحتجاجات، ولن نقوم بذلك. فقط نظمنا الأمر. لماذا؟ لأننا نحتاج الاستقرار، لسنا دولة غنية، فهذه البلد لا يمكن أن تتحمل حالة عدم الاستقرار.
* إذا، فأنت تعتقد أن هؤلاء النشطاء الموالين للديمقراطية يمثلون تهديدا لذلك الاستقرار؟
ليسوا تهديداً للوطن، ولكنهم بحاجة إلى إدراك أننا لا نستطيع أن تعيش في مثل هذا الوضع للأبد.
نريد أن تتقدم بلدنا، ونحتاج إلى بناء وطننا بعد سنوات من المياه الراكدة. لدينا احترام كامل للشباب الليبرالي، لكن لا يمكن أن يكون ذلك السبيل الوحيد الذي يمكن من خلاله الحكم على مصر.
* هناك أشخاص من مختلف الأعمار والأطياف خرجوا إلى ميدان التحرير منذ 4 سنوات، وألهموا العالم، داعين إلى انفتاح أكبر، وحق أكبر للاحتجاج والمشاركة يقولون أن الوضع الآن أسوأ من أي وقت مضى. هل مات حلم التحرير؟
أبدا. ما زال حلم التحرير قائما. لا يوجد رئيس مصري يستطيع الاستمرار في القيادة السياسية ضد إرادة المصريين. ثمة تغيير جوهري الآن حيث لا تزيد فترات الرئاسة عن واحدة أو اثنتين ثم يتعين على الرئيس أن يرحل. إنه الأمر الطبيعي، وهذا يمثل تطورا جيدا للغاية تشهده مصر، وستضحي تجربة جديرة بالملاحظة. ذلك ما أحلم به، وهذه هي رؤيتي السياسية، وما أحلم به لبلدي، أن تُحكم عبر إرادة واختيار المصريين، وليس ضد إرادتهم.
* السيد الرئيس، شكرا جزيلاً.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق