فيديو.. 5 فوارق بين «ثورة مرسي» وعمالة السيسي في «احتفالات أكتوبر»
06/10/2015 11:36 ص
كتب - هيثم العابد
فارق فاضح بين احتفالات الرئيس المنتخب محمد مرسي بانتصار جيش مصر العظيم على العدو الصهيوني في ملحمة 6 أكتوبر 1973 واحتفاء ثورة 25 يناير بجنود مصر البواسل الذين جارت عليهم توابع كامب ديفيد وطردتهم "عقيدة المصالح" من جنة البيزنس، وإحياء قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي الباهت للذكرى الـ42 لحرب أكتوبر مكبلا بالعلاقات الحميمية التى تربطه بالكيان الصهيوني والانبطاح المخزي أمام المانحين.
رئيس الثورة تحرر من كافة القيود التي كبلت مصر على مدار 40 عاما وقرر الاحتفال بالنصر العظيم الذى تحقق بفضل تلاحم الشعب مع جيشه الباسل والمرابط طوال 6 سنوات على خط النار، وسط أبطال الملحمة الحقيقية، ليجسد التحول الذى أحدثته الثورة في الحياة المصرية وكيف أعادت اللحمة بين عناصر ومكونات الوطن، دون اعتبارات لمصالح الجنرالات أو تنسيق العسكر الاستراتيجي مع العدو الصهيوني.
وفي احتفالية تليق بحجم الحدث، احتشد قرابة 100 ألف مصري في جنبات استاد القاهرة لإحياء ذكري النصر على العدو الإسرائيلي، ودخل رئيس ثورة يناير في سيارة مكشوفة ليرد التحية إلى الشعب المصري على ما بذله ويبذله من أجل الوطن، على وقع هتافات الحضور «الله أكبر»، و«الجيش والشعب إيد واحدة»، و«ثوار أحرار هنكمل المشوار» وصخب الألعاب النارية.
وفي المشهد المقابل، ظهر السيسي باهتا بين أهله وعشيرته، مكبلا بتنسيق أمني واستراتيجي غير مسبوق مع الكيان الصهيوني تحول معه العدو إلى صديق وبات يشن غارات جوية على أرض سيناء بمباركة مصرية ضمن الحرب المزعومة على الإرهاب، ومقيدا باتفاقية كامب ديفيد ومصالح الجنرالات التى لا ترتبط مباشرة بالعلاقة الحميمية مع الدولة العبرية، فاكتفي بخطاب أجوف أثار سخرية مناصريه قبل معارضيه.
ولم تكن حفاوة مرسي بنصر أكتوبر، وانبطاح السيسي على عتبات كامب ديفيد، هي العلامة الوحيدة الفارقة بين نشوة الثورة وانهيار الانقلاب، وإنما كانت احتفالات رئيس 25 يناير بالنصر تأتي على وقع نصرة غزةوالوقوف بمنتهى القوة والحزم في وجه العدوان الصهيوني على القطاع المحاصر وإرسال رئيس الحكومة المصرية لتفقد الأوضاع المتردية للشعب الشقيق، فيما يتجاهل قائد الانقلاب الانتهاكات المتوالية للاحتلال في باحات الأقصي وساحات القدس وينتقد إرهاصات الانتفاضة الفسطينية الثالثة ويسهم بقوة في إحكام الحصار على قطاع غزة، ويعلن رسميا تبديل بوصلة العداء من الكيان الإسرائيلي إلى حركات المقاومة الفلسطينينة.
ولم تكن سيناء ذاتها بعيدة عن تلك الفوارق بين احتفالات مرسي وعمالة السيسي، حيث رصد الرئيس المنتخب قرابة 5 مليارات جنيه من أجل تنمية عاجلة لأرض الفيروز ترفع عنها حجاب الإهمال والتجاهل على مدار 60 عاما مع تدشين مشروع تطوير محور قناة السويس بما يضمن تنمية شاملة في شبه الجزيرة وتمنحها الأمن المفقود وتعيد أهالها إلى أحضان الوطن، فيما يشن قائد الانقلاب حربا شعواء ضد الأهالي في سيناء قضي خلالها على الأخضر واليابس وصنع عداوة معلنة مع القبائل تحت لافتة الحرب على الإرهاب، كما واصل تنفيذ المخطط الصهيوني بإخلاء الشريط الحدودي المتاخم لغزة وإحكام الحصار على القطاع واقتصر فنكوش التنمية على تفريعة قناة السويس التى أثبتت عدم جدواها.
وتأتي ذكرى أكتوبر لتعكس الفارق الشاسع بين توجهات مصر الثورة ومصر الانقلاب، حيث استغل الرئيس المنتخب احتفالات النصر لتأكيد نصرة الثورة السورية ضد السفاح بشار الأسد ورفع شعار "لبيك سوريا" لشحذ الهمم من أجل دعم الشعب المنكوب والملاحق بالبراميل المتفجيرة والمشرد على شواطئ أوروبا ومخيمات العراء، فيما يدعم قائد الانقلاب ذبح الشعب السوري ويبارك الغارات الروسية على رؤوس المدنيين ويدعم بقاء بشار في سدة الحكم متجاهلا الدماء التى أراقها في ربوع بلاد الشام.
واستغل مرسي احتفالات النصر لإعادة الحق لأصحابه والفضل لأهله بعدما أصر على تكريم ورموز الحرب المنسية والتى عمد العسكر إلى تجاهلهم وتشويههم على مدار سنوات طوال، وعلى رأسهم الفريق الراحل سعد الشاذلي مهندس الملحمة، بيما حاول السيسي استجداء عطف الشعب وتبرير الزيادات الفجة في رواتب ثالوث الانقلاب "الجيش والشرطة والقضاء" على حساب إفقار المواطن، بأن الجيش لم يحصل على راتبه كاملا منذ 20 عاما.. في مشهد كاشف وفاضح بين حكم الثورة وانبطاح الانقلاب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق