فيديو.. فضيحة برلمانية.. انتخابات بلا ناخبين وأمن يحرس الفراغ
28/10/2015 01:20 م
كتب - هيثم العابد:
لا تزال أصداء فضيحة الانتخابات البرلمانية تردد في الأوساط العالمية لتكشف عورة نظام فاقد للشرعية بعدما تجلت الصورة في لجان الاقتراع خاوية على عروشها إلا من وجوه الجنود الملثمة وأشباه قضاة يغالبون حالة الملل في انتظار ناخب لن يأتي بالنوم، وشعب حاول أن يخرج من قمم الصمت والخوف من آلة القتل الانقلابية عبر صمت إيجابي ومقاطعة كاشفة.
وأوضحت شبكة "الجزيرة" الإخبارية، في تقرير لها، أن جولة الإعادة للمرحلة الأولي في أول انتخابات تشريعية لمصر بعد الانقلاب العسكري كشأن سابقتها بل أضعف بدأت في صمت، حيث غاب الناخبون كما فعلوا قبل أسبوع وربما أكثر، وخلت اللجان من المسجلين بها؛ "لتلتقط بعض العدسات حضورًا ولكن من نوع مختلف".
وأضاف التقرير: "المشهد تكرر تقريبًا وبشكل متطابق في 14 محافظة تجري فيها جولة الإعادة على 209 مقاعد فردية داخل 99 دائرة انتخابية، واقع العزوف الشعبي غير المسبوق عن الانتخابات الحالية لم تنجح في حجبه حتى الشاشات الرسمية، بل إن حملات السخرية الحادة التي رافقت الجولة الأولي تبدو أصعب أيضًا".
وأشار التقرير إلى أن إقبال المصريين يتراجع نسبيا على جولات الإعادة في كل الانتخابات تقريبا، لكن هذه المرة قد لا يستطيع المتابع التمييز بين الأصل والإعادة، مشددا على أنه ليس هناك في المشهد سوى الصمت المطبق.
وتابع: "سواء أكان العزوف زهدًا أو عقابًا شعبيًا للنظام الجديد أو إحباطًا أو حتى خوفا على السيسي نفسه من برلمان قد يعارضه، فإن كافة تفاصيل المشهد تستدعي رغما عنك المقارنة مع ملامح واقع كان قريبًا".
ولفت التقرير إلى أن: "هذه الصناديق كانت تمتلئ بأوراق الاقتراع في الساعات الأولي من أيام التصويت في أي استحقاق تم بعد ثورة 25 يناير، حالها الآن يغني عن أي بيان، وحتى التعزيزات الأمنية وخاصة من قوات الجيش أمام اللجان الانتخابية كانت تضفي على الأجواء ما بعد يناير مذاقا خاصا بعدم الاعتقاد السائد آنذاك بأن الجيش حمي الثورة".
واستطرد: "لكن الواقع الآن وبحكم معارضين لذات الجيش أنه انقلب قادته على كل الانتخابات السابقة حتى يوليو 2013، ولعل وجوده اليوم يكسب المشهد مفارقة قد لا يشعر بها إلا من يري فيما جرى انقلاب على الديمقراطية التي يحرسها هؤلاء".
واختتم التقرير أنه على كل حال سيكون على هذه المشاهد أن تكرر نفسها غالبا فيما تبقي من فصول العملية الانتخابية، حتى منتصف ديسمبر المقبل، وحتى ذلك الحين قد تبقي اللجان هكذا وقد يبقي الواقفون على أبوابها لا يحرسون سوي الفراغ".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق