رسالة "السيسى" إلى المصريين بعد صفعة مقاطعة "برلمان الدم" تُظهر خوفه
الرسائل جائت عبرة نبرة موحده من رجاله فى الإعلام: لقد أجرمنا فى حق الشعب
منذ يوم
عدد القراءات: 12825
** المتحدثون باسم النظام فى الإعلام: لقد وصلت الرسالة وهناك مزايا قادمة
** الحرص فى توصيف واقع المقاطعة أظهر خوف النظام من رسالة الشعب ويحاول اثنائه عن طريقه
** أستاذ إعلام سياسى: بالطبع المربع الموالى للسلطة ينقل الرسالة التى يريدها النظام
** أحد المحامين: الرسالة مرفوضة تمامًا لقد تعلمنا مما سبق
شهدت مصر اليوم وأمس، حالة من العزوف الغير مسبوق عن انتخابات برلمان الدم، الذى كان قد دعى إليه قائد الانقلاب العسكرى "عبدالفتاح السيسى"، ليُكمل مخطط الانقلاب الذى عُرف بين مؤيدية بما يسمى خارطة الطريق.
وحسب خبراء ومحللون، فإن الشعب المصرى قد بدأ فى إرسال رأيه إلى السيسى ورجاله فى المجلس العسكرى، وهى المقاطعة، التى وجهت له صفعة قوية، حسب وصفهم، مما جعله يدُرك سريعًا الأمر ويصدر أوامره إلى رجاله فى الإعلام، ليسوقوا إلى الشعب أن رسالته قد وصلت، وأنه قد استوعبها تمامًا، وهناك اعتراف بذلك، حسب رجاله المقربين فى الإعلام.
رسالة أخر الليل
حديث الإعلاميين المقربين من السيسى شخصيًا يوم أمس أوضح العديد من النقاط، وأظهر خوفه الشديد من الرسالة التى وجهت إليه، ففى صباح أول أيام التصويت،توحدت نبرة رجال العسكر فى الإعلام، حول أن عدم المشاركة فيه اهدار لحقوق الشعب نفسه دون غيره، بينما اختلفت فى أخر اليوم، حيث توقفت نبرة التهديد والوعيد لتظهر رسائل "السيسى" وطريقته فى الحديث فى الفضائيات عبر هؤلاء الإعلاميين الذين قالوا أن الشباب وباقى الشعب المصرى قد "أجُرم" فى حقه، وأن الإصلاح قادم لا محالة.
وهى الرسالة التى لم يلقى لها أحد بال بالمرة، ولكن حملت رسائل خفية أظهرت مدى رعب سلطات الانقلاب من الأمر الذى لم يكن فى حساباته بالمرة، وأجبره على الإعتراف ببعض جرائمه بحق الشباب "المؤيدين" له فى طريق منه لاثنائهم عن طريق المقاطعة.
تامر أمين: الجزء الأول من الرسالة
بداية الرسالة كانت من عن طريق الإعلامى الموالى للانقلاب" تامر أمين" والمعروف عنه بنقل رسائل السلطة إلى الشعب المصرى فى بعض قراراته كما يظهر للمتابع، وقال أن الشباب المصرى يعُاقب النظام الحالى، بعد مقاطعته عن التصويت فى الانتخابات البرلمانية.
وأضاف فى برنامجه المذاع على فضائية "روتانا مصرية"، أن هذا عقاب الشباب للسلطة، والحياة السياسية الرديئة التى نعيشها حاليًا وتابع "نستاهله"، حسب وصفه.
يوسف الحسيني: الجزء الثانى
وكان الجزء الثانى من الرسالة عن طريق، صاحب واقعة "القفا فى أمريكا" يوسف الحسينى، مرافق السيسى فى كل رحلاته الخارجية تقريبًا، والمذيع بفضائية أون تى فى المملوكة لرجل الأعمال المسيحى "نجيب ساويرس"، وهى أيضًا القناة التى ثارت غاضبة فى برامجها الصباحية ضد عزوف الشباب والمصريين جميعًا عن التصويت فى الانتخابات، وهاجمتهم بشدة، وقالت أن بعدم المشاركة تلك ليتحمل الشعب وحده النتائج.
بينما سلك الحسينى فى نهاية اليوم إلى عكس ذلك، وقال أن حجج ضعف الإقبال، غير مقبولة، وتافهة للغاية، ويجب أن نواجه أنفسنا بالحقيقة وعدم تصدير للناس ادعاءات لا أساس لها، فالجميع يعانى وعلى رأسهم الشباب، حسب قوله.
عمرو أديب: الجزء الثالث
وفى الجزء الثالث من الرسالة جاء عن طريق "عمر أديب" المعروف بدفاعه الدائم عن السيسى شخصيًا، دون غيره من رجاله وقال أن اعطاء أجازة للناس اليوم الإثنين لن يجدى نفعًا ولن يشاركوا، لأنهم فقدوا الثقة فى الجميع، وألمح على أن هناك خطط لم تعرض على الشعب لأسباب كثيرة لم يذكرها.
وأضاف أن خلو اللجان من الناخبين هى رسالة اعتراض قد وصلت إلى الجميع"مشيراً إلى السلطة"، دون أن يتطرق إلى مزيد من التفاصيل، حسب الفيديو.
رسالة بعد فوات الأوان
من جانبه قال الدكتور صفوت العالم، أستاذ الإعلام السياسى، بكلية الإعلام جامعة القاهرة، أنه بات واضحًا أن النظام الحالى يبث رسائله عبر رجال الإعلام المقربين له، وأن المقاطعة قد أطاحت بكل الطموحات، رغم أنها كانت متوقعه ولكن ليس بتلك الطريقة.
وأضاف فى تصريحات خاصة، أن رسائل آخر الليل التى بثها رجال الإعلام "المقربون من النظام" تظهر طرق جديدة فى التعامل مع النظام الذى أخفق فى كل الملفات تقريبًا خاصًة الحقوقية والمتعلقة بالمعاش اليوم للمصريين.
رسالة غير مقبوله
وفى سياق متصل قال أحد المحامين، رفض ذكر اسمه، أن رسالة النظام التى بثها بالأمس للمصريين عبر اعلامه مرفوضة تمامًا، فقد تعلمنا جيداً من التجارب السابقة ووعودة التى لم ولن تنفذ فى يوم من الأيام.
مضيفًا، أن التحركات القادمة من المؤيدين للنظام والمعارضين ستكون فى طريق واحد بعد الاخفاقات الشديدة وخيبة الأمل التى تصدرت المشهد.
قراءة فى الرسالة
وفى سياق آخر قال الباحث السياسى علاء بيومى فى منشور له على صفحته الشخصية بموقع التواصل الإجتماعى "فيسبوك" أن المقاطعة تعني أن الناس تدرك طبيعة نظام السيسي، وأنه نظام ديكتاتوري مستبد لا مكان فيه لاختباراتهم، وأنه نظام كنظام مبارك ليس لهم دور فيه، وهم قبلوا بعدم المشاركة في انتظار عوائد النظام الجديد، مشيرا إلى أنه إذا تأخرت عوائد النظام سيستمر الناس في المقارنة، وسيفشل إعلام النظام، وسيزيد غضب الناس.
وأشار "بيومي"، عن الرسالة الخطيرة التى وجهها الشعب إلى أن السيسي الذى هو فى الغالب بحاجة لمؤسسات وهمية يلقي عليها مسئولية الفشل، وفي المقابل فإن الشعب يرفض المشاركة في اللعبة من البداية، حتى لا يتحمل مسئولياته، ويترك اللعبة كلها للسيسي ليتحمل تبعاتها وحده.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق