فيديو.. احتفالات أكتوبر.. بين «توسيع كامب ديفيد» و«الشهداء الصهاينة»
06/10/2015 11:13 ص
كتب - هيثم العابدبطعم مختلف وأجواء مغايرة وروح بائسة.. تأتي احتفالات ذكرى حرب أكتوبر الـ 42 لتعكس الواقع المرير الذى ضرب الوطن في جذوره، ويكشف بجلاء كيف انحرفت بوصلة العسكر في عهد الانقلاب لتضع ترسانة الأسلحة –أمريكية الصنع- في مواجهة مصيرة مع الشعب المصري على طول جبهة المعارضة من سيناء إلى أعالى الصعيد، فيما باتت العدو الصهيوني حليف استراتيجي يستجدي السيسي علاقات أفضل مع محرميه القابعين على رأس السلطة.
وتمر ذكرى النصر المجيد على وقع مطالب السيسي قبيل ساعات قليلة من «6 أكتوبر» بتوسيع معاهدة كامب ديفيد لتشمل أطرافا أخرى وتستوعب عملاء جددا، على الرغم من الانتهاكات المتوالية التى يمارسها الاحتلال الصهيوني في باحات المسجد الأقصي وساحات المدينة المقدسة، وهى الدعوات التى استقبلها الكيان العبري بحفاوة بالغة باعتبارها ذروة سنام التنسيق الأمني والاستراتيجي بين القاهرة وتل أبيب.
وقبل أن يطلق الإعلام المصري العنان لاحتفالات النصر وفتح «محبس» أغاني 73 على مصراعيه لتعبئة الأجواء بالنشوة للقائد الملهم الذى لما يشارك في أي قتال ضد العدو ولم يعرف الحرب إلا على أبناء شعبه تحت لافتة الإرهاب «المحتمل»، كان من الضروري أن تخرج الأذرع الإعلامية ابتداءً لتنعي «شهداء» المستوطنين الصهاينة وضحايا الانتفاضة الفلسطينية الثالثة، في تميع فج للصراع الأبدي بين العرب والاحتلال بعدما بات العدو صديقا وقتلاه شهداء.
إحداثيات جديدة رسمها العسكر على خارطة الصراع أزال بها رواسب الماضي وانحرف معاه بسلاحه قليلا جهة جنوب الكيان الصهيوني حيث الأرض التى كانت يوما ضمن الحدود المصرية وباتت اليوم قطاعا محاصرا وسجنا في الهواء الطلق، وهي الأضاع التى اعتبر معها المراقبون أن نكسة «السيسي» أعمق أثرا وأشد إيلاما من تلك التى وقعت غدرا في 67، حيث أسهمت الأولى في تطهير جيش عبدالحكيم عامر وشمس بدران وزرع عقيدة جديدة في نفوس جنود العبور، فيما جاءت الأخيرة لتجسد انبطاح عسكر كامب ديفيد وذبح ما تبقي من أمجاد النصر المجيد.
وبات الاحتفال بذكري أكتوبر يمر على استحياء، بعدما جرت في نهر العلاقات المصرية الإسرائيلية مياه كثيرة، فيما لازالت دماء المصريين تنزف على الضفة الشرقية في أرض سيناء في قتال مستعر بين العسكر والأهالي لدحر إرهاب "مصطنع" ومتهم "قديم جديد" هو غياب التنمية.
واعتبرت شبكة الجزيرة الإخبارية –فى تقرير لها- أن الذكري تمر بعد 42 عاما، ومن في قيادة الجيش المصري العظيم لا علاقة لهم بالحرب سوى تلك التى على الإرهاب، حيث لم يشارك أى منهم في تلك المعركة الفاصلة ولو برتبة مجند.
ورصد التقرير التغيرات الجوهرية التى طرأت على فكر الجنرالات، حيث أخذت سلطات العسكر الذى استراح بعد اتفاقية كامب ديفيد في الاتساع، حيث أكد خبراء أن المؤسسة العسكرية تهيمن اليوم على 40 % من الاقتصاد المصري، لتستحوذ عقيدة المصالح و"البيزنس" على توجهات أبناء الاتفاقية التى أبرمها السادات في غفلة من الزمان.
حركة 6 إبريل، اتهمت قيادة العسكر باستغلال نصر 6 أكتوبر للهيمنة على الدولة بأكملها والحفاظ على مكتسباتهم الاقتصادية، مشددة على أن شباب مصر هم من شاركوا في الحرب وحققوا النصر ولم ينتظروا مكافأة.
واعتبرت الحركة الشبابية –التى يقبع أغلب قياداتها خلف زنازين الانقلاب- أن العسكر سيطروا على الوطن على مدار 42 عاما، وخلقوا طبقة منتفعين من رجال الجيش والشرطة والقضاء، باتت اليوم تقف في وجه الشعب دفاعا عن مصالحها. –بحسب بيان الحركة-
اتساع رقعة الانتقادات ضد هيمنة العسكر الاقتصادية، دفعت قائد الانقلاب للتركيز خلال خطابه في احتفالات أكتوبر للزعم بأن ضباط الجيش لم يحصلوا على رواتبهم كاملة طوال 20 عاما، مضيفا بكلمات أقرب إلى الفحيح: «20 سنة.. عشان يحقق قدرة اقتصادية تساعده».
واستدعى التقرير، رصد المؤرخ جمال حمدان للواقع المصري، بعدما اعتبر أن منظومة القوة المصرية باتت تتجه إلى حل المشاكل الخارجية عبر نافذة التفاوض، فيما تعالج خلافاتها الداخلية بالقوة المفرطة، إلا أن الأكثر فاجعة أن الشعب المصري الذى احتضن جيشه المنكسر عقب هزيمة يونيو 67، انقسم بفعل انقلاب العسكر إلى شعبين، دون أن تلوح بادرة السلم الأهلي في الأفق المنظور.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق