الروس يتولون التحقيق في حادث الطائرة.. وقائد الانقلاب يطلب التنسيق
31/10/2015 11:48 م
أعلنت سلطات الانقلاب العسكري في مصر، التزامها بالتوصل إلى كافة ملابسات تحطم الطائرة الروسية في سيناء، وإعلان نتائج التحقيق للجهات المعنية، لكنها نفت في الوقت نفسه احتمال وجود عمل عدائي وراء الحادث.
وكانت طائرة روسية مدنية، وهي من طراز إيرباص A-321، قد أقلعت من مطار "شرم الشيخ" جنوبي سيناء في الساعة الخامسة و58 دقيقة صباحا بتوقيت القاهرة، متجهة إلى مدينة "سان بطرسبرج" الروسية وعلى متنها 224 شخصا بينهم طاقمها المكون من 7 أفراد، ثم فقد الاتصال بها بعد 23 دقيقة من إقلاعها، ليعثر عليها لاحقًا متحطمة في منطقة "الحسنة" بوسط سيناء.
وأمر قائد الانقلاب "عبد الفتاح السيسي" بتشكيل لجنة تحقيق على أعلى مستوى لإنجاز مهمتها بشكل جاد وسريع، وكلفها بالتنسيق المستمر مع السلطات الروسية للتعرف على أسباب سقوط الطائرة، بحسب بيان لرئاسة الانقلاب العسكري.
وقال "حسام القاويش"، المتحدث باسم مجلس الوزراء الانقلاب، إن فرق الإنقاذ المصرية انتشلت جثث وأشلاء ضحايا الطائرة، وكلهم من الروس عدا ثلاثة من الأوكرانيين، نافيًا العثور على أحياء من بين الركاب.
وأضاف "القاويش" أنه لا يمكن تحديد أسباب سقوط الطائرة في الوقت الحالي، مشيرا إلى فتح تحقيق لمعرفة ملابسات الحادث".
مصر تنفي فرضية العمل العدائي
وأكدت مصادر أمنية مصرية أنه لا يوجد أي دليل - حتى الآن - على سقوط الطائرة بسبب عمل إرهابي أو استهداف من الأرض، ورجحت أن يكون عطلا فنيا وراء الحادث.
وأكد "حسام كمال" وزير الطيران المدني المصري أنه من السابق لأوانه تحديد سبب وقوع الحادث، مشددا على أن فرق التحقيق المصرية تقوم بالإجراءات اللازمة.
وأشار "كمال" إلى أن فريق متخصص في التحقيق في حوادث الطيران تابع للوزارة بدأ إجراءات التحقيق وتقصى الحقائق بشأن الحادث في موقع سقوط الطائرة.
ونقلت شبكة "سي إن إن" الأمريكية عن "عادل المحجوب" رئيس الشركة المصرية للمطارات قوله إن الطائرة الروسية المنكوبة تم فحصها فنيا قبل إقلاعها وفقا للإجراءات الروتينية المتبعة، وأظهرت عمليات التفتيش الفحص سلامة الطائرة وصلاحيتها للطيران، مرجحا أن يكون سبب تحطم الطائرة "عطل فني" أصاب محركاتها.
وأكدت المصادر المصرية أن قائد الطائرة الروسية أبلغ طواقم المراقبة المصرية بوجود عطل فني في الطائرة وأنه يطلب الإذن بالهبوط الاضطراري في أقرب مطار، قبل أن تختفي من شاشات الرادار، مشيرا إلى أن منطقة سقوط الطائرة ليست منطقة عبور طائرات ما يدل على فقدان القائد للتحكم بها.
روسيا تقود التحقيق
إلى ذلك، كلف الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" بتشكيل لجنة حكومية على رأسها وزير النقل "ماكسيم سوكولوف" للمشاركة في التحقيقات المصرية، كما كلف وزارة الطوارئ الروسية بإرسال طائرات إنقاذ بشكل عاجل إلى مصر لنقل جثث الضحايا.
وقال "سوكولوف"، في تصريحات صحفية السبت، إن تفسير أسباب تحطم الطائرة سيكون ممكنا بعد إجراء تحقيق دولي في الحادث يكون الدور الأكبر فيه لروسيا وفقا لبنود اتفاقية "شيكاغو".
لكن "مايك فيفيان"، الرئيس السابق لعمليات الطيران في هيئة الطيران المدني الروسية، لم يستبعد وجود "عمل عدائي" أدى إلى سقوط الطائرة في سيناء.
وأضاف "فيفيان" في تصريحات نقلتها شبكة "سكاي نيوز" البريطانية أنه على الرغم من أن فرضية استهداف الطائرة مستبعدة، إلا أن المحققين على الأرض يجب أن يأخذوها في الحسبان كأحد محاور التحقيق.
كما استبعدت شركة "كوجاليمافيا" الروسية للطيران، المالكة للطائرة المنكوبة، فرضية سقوطها عن طريق الخطأ، مؤكدة أن قائد الطائرة لديه خبرة تصل إلى 12 ألف ساعة طيران وأن الطائرة خضعت لكل إجراءات الصيانة.
وكان تنظيم "ولاية سيناء" التابع لتنظيم "الدولة الإسلامية" قد أعلن في بيان له على الإنترنت مسئوليته عن إسقاط الطائرة الروسية بعد استهدافها بصاروخ، انتقاماً من التدخل الروسي في سوريا.
ونقلت وسائل إعلام محلية ودولية عن سكان محليين قولهم إنهم شاهدوا الطائرة مشتعلة في الجو قبل سقوطها بلحظات.
العثور على الصندوق الأسود
من جانبه، قال السفير الروسي في القاهرة "سيرجي كربيتشينكو"، إنه يتواصل مع مختلف الجهات الرسمية المصرية للوقوف على أسباب سقوط الطائرة.
وأعلن النائب العام المصري "نبيل صادق" موافقته على اشتراك لجنة حكومية روسية في التحقيقات التي تجريها النيابة العامة المصرية في الحادث.
وأشار "صادق" في بيان له، أنه أمر بالتحفظ على حطام الطائرة المنكوبة والصندوق الأسود الخاص بها لمراجعة الاتصالات التي تمت بين الطائرة وبرج المراقبة والمحادثات التي جرت في قمرة القيادة بين قائد الطائرة ومساعديه.
وانتقل فريق من محققي النيابة العامة، صباح السبت إلى موقع الحادث لمعاينة حطام الطائرة، كما انتقل فريق مختص من وزارة الطيران المدني لمباشرة الجانب الفني من التحقيقات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق