هل يفعلها السيسي ويكرر حماقة ناصر في سوريا؟!
01/10/2015 07:35 م
كتب: أسامة حمدان
كثير من الناس يشهق ويموت بحبة رز مثلاً، إن سوريا هي حبّة الرز التي سوف يشهق بها الانقلاب المصري، في منطقة على أعتاب حرب عالمية ثالثة.. بدأ الإحماء لها بالفعل، وليس مستبعدًا أن يجرّ "السيسي" عربة الجيش، ويقحمها في مغامرة حمقاء في سوريا، سيدفعه غباؤه وتشجيع "بوتين" له أن يقامر بالجيش الذي يواجه ضربات موجعة من عدو "غامض" ومجهول في سيناء.
ولو عاد بالتاريخ قليلاً حينما سُئل وزير الدفاع الصهيوني السابق في الستينيات من القرن الماضي عن لبنان قال: "يكفينا فرقة موسيقية لاحتلالها"، وكانت حماقة صهيونية دفع الكيان ثمنها، وعندما قام السلال بثورته في اليمن عام 1961م أرسل جمال عبد الناصر كتيبة رمزية فقط كغطاء سياسي فما الذي حصل بعد ذلك؟ أصبح واضحًا أن عبد الناصر علقت رجليه في اليمن غير المستعد للحرب، وأصبح وقتها حائرًا.. فلا هو يستطيع قطع قدميه، ولا هو بقادر على الخروج من الوحل وأي وحل!!.
وتطورت كتيبة عبد الناصر إلى كتائب وألوية وصنوف الصاعقة والحرب الكيماوية، وانتهت عام 1966م بمئات المعوقين والقتلى وهزيمة، صورها الإعلام بنصر مبين، في فيلم مفبرك مثل إعلام الصهاينة.
واليوم قد تبدو سوريا بما تبقى من شعبها -الذي لا يتجاوز عدة ملايين مواطن- لقمة سائغة للانقلاب العسكري في مصر، ولكنها ستكون اللقمة التي يغص بها السيسي، وستكون سوريا لعنة لا يستفيق منها الانقلاب إلا بانهياره وذهاب نظامه غير المأسوف عليها.
"السيسي" دخل أو سيدخل الفخ برجله.. وستتحول قرى وبلدات ومدن سوريا إلى حسرات بعضها فوق بعض، حتى إذا أراد الانقلاب أن يخرج منها ما استطاع ذلك، وبات واضحًا بعد تطوير الترسانة العسكرية وتحديثها لكل من روسيا وأمريكا بدأتا صراعًا ظاهرًا في سوريا.
ولأن الحرب التي قد تقع بينهما لن تكون مواجهة، فإن كلٍّ منهما بات يستعد للحرب الثالثة القادمة التي لا بد منه، وبعد افتضاح عداء عسكر مصر للثورة السورية، وهم العسكر التابعون للمرجعية الصهيوأمريكية المعادية للقضايا العربية، والحريصة على الكيان الصهيوني وأمنه، بات واضحاً أيضا أن اللعب على الحبلين (أمريكا وروسيا) بمثابة الدخول بين حجري رحى.
الحرب الثالثة التي يشم العالم رائحتها على أرض سوريا هي تسوية للحرب الأفغانية التي أنهكت الجميع ولم تكلّ ولم تملل، هي الجملة الناقصة في الإجابة الكونية عن سؤال المظلومين، فسارعوا أيها الروس، والأمريكان، والصينيون، والفرنسيون، والبريطانيون، والفرس، والصهاينة، وسارعوا يا عسكر مصر، ولكن أيها العملاء لا تنسوا قتلاكم خلفكم وأنتم تفرون من أتون الجحيم على أرض سوريا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق