بالفيديو.. "الجدع جدع والجبان جبان".. أغاني الثورة سلاح ضد الانقلاب
07/10/2015 04:13 م
بعد نجاح ثورة الخامس والعشرين من يناير في مصر، عمت أجواء الفرح القاهرة ولم تقتصر على جموع الشباب الذين شاركوا فيها، أو جموع الشعب المصري، ولكنها امتدت لتشمل رموزًا وقيادات دينية عبرت عن فرحها وسعادتها بالغناء والأناشيد؛ لعل أبرزها الشيخ يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي ظهرت له لقطات فيديو بثت على موقع اليوتيوب.
وأنشد القرضاوي أبياتًا من الشعر نظمها في هذه المناسبة ألهب بها مشاعر الحاضرين الذين تجاوبوا معه بالغناء والتصفيق، وبدت على الشيخ القرضاوي الذي كان يجلس حاسر الرأس، دون عمامته الأزهرية الشهيرة، علامات السعادة والحيوية، وتفاعل بشدة مع الجمهور بتحريك يديه أثناء الإنشاد.
وكان من بين الحضور الذين شاركوا في الاحتفال الذي بث على "يوتيوب" الدكتور عصام البشير المفكّر الإسلامي ووزير الأوقاف السوداني السابق، الذي عقّب على إنشاد القرضاوي بأبيات شعرية احتفى فيها بنجاح الثورة، ومنها: "دعوة الحق نادت بنيها .. فاستجابوا لصوت النداء، طهروا أرضكم طهروها.. واكتبوا عزها بالدماء.. الكتاب المجيد في يمين الشعار.. العلا والخلود في طريق المنار.. لا نهاب الخيول .. إنها للدمار.. لا يفل الحديد.. غير عزم ونار.. آن يا شعب ألا تعاني.. أين منك ارتقاء الشعوب.. لم تنل حظها بالأماني- إنما طهرتها الخطوب.. النزال النزال يا ليوث الكفاح".
ما أنشده شباب الثورة المصرية قبل وأثناء وبعد ثورتهم في يناير، يعد من الحرب النفسية هي التي تستخدم فيها الأناشيد والأغاني؛ مثلها مثل أساليب الدعاية والوسائل السيكولوجية والمعنوية الأخرى للتأثير في معنويات الطرف الآخر واتجاهاته، لخلق حالة من الانشقاق والتذمر بين صفوفه، ويقصد بها المساعدة في كسب المعارك الحربية وإلحاق الهزيمة بالخصم.
وتوجه الأغاني والأناشيد للخصم كما توجه للحلفاء والموالين والمحايدين، لرفع الحالة المعنوية للثوار، وخفض الحالة المعنوية للانقلاب.
الجدع جدع:
أغنية "الجدع جدع" التي كتب كلماتها الشاعر أحمد فؤاد نجم وغناها الشيخ إمام، استلهمها ثوار التحرير قبل تنحي المخلوع مبارك، تقول الكلمات: "الجدع جدع.. والجبان جبان.. بينا يا جدع.. ننزل الميدان"، غناها الشباب مع الفتيات الكبار والصغار وهم يواجهون بلطجية الحزب الوطني المنحل والأجهزة السيادية الرافضة للثورة وتنحي مبارك.
كلمات الأغنية بثت حالة الحماس لدى الثوار للتمسك بقضيتهم وبحقوقهم التي نزلوا الميدان من أجلها، وبيان ضرورة كسب الشرعية، مع الاستعانة بإثارة المشاعر الوطنية والقيم الدينية والأخلاقية، وفكرة الشهادة في سبيل الله، والعودة للمفاخر التاريخية التي تزكي قيمة الدفاع عن الكرامة والحرية والحقوق وحمايتها.
هنا القاهرة:
أغنية أو أنشودة مثل "هنا القاهرة" تلخص لك ما جرى في 60 عامًا دفعة واحدة، دعك من دفقة الإحساس وجمال المشاعر ورونق الكلمات الرشيقة والصورة الشعرية التي توصف الواقع بدقة، ربما لا يستطيع الانقلاب أن يواجه مثل هذا اللون من الكلمات الصادقة، إلا بأغاني الرقص على أنغام التوكتوك من عينة "تسلم الأيادي" و"بشرة خير"!.
تقول الكلمات: إذا ما نظـرتَ من الطـائرة .....
ستعـرفُ أنّ هــنا القـاهرة
وأن الذي شقـها ليس نيــــلاً .....
ولكنها طـعنةٌ غـادرة
هنا ثورةٌ قد محـاها الغـــباء .....
ودنيا تُمـزقُ في الآخـرة
هنا مصــرُ تفقـــدُ أبناءَها .....
وفي عينــها نظـــــرةٌ حائـرة
هنا الدم يجري على الأرضِ ماءً ...
هنـا يُقصـفُ الفكرُ بالطائرة
هـنا المسـرحياتُ والمخرجون ......
قطــارٌ يســــير بلا قاطرة
وقــسٌّ تجلّــى وشيــخٌ تخلّـى ....
لتشــــرح ملتَنا العاهـرة
وشيـخٌ تحلّى بعقـــد الفتاوى ......
وشيخٌ تــدور به الـدائرة
وآخـرُ في الجب ثـــاروا عليه ......
وألقــوه في ليلةٍ غـابرة
وفـوق المــسـاجد راح الصليبُ ......
يبـوح بترنيمةٍ ماكــــرة
هــنا النـاسُ تصــنع ثوراتها ......
وتأكلـها عجـــوةً فـاخرة
هــنا الجنـدُ غـادر كل الحدودِ ......
ليضربَ في القلبِ والخاصرة
هـنا المـوتُ أقربُ من ناظريْك ......
يواتيك في البـرد والهاجرة
فإن شئت ذبحًا وإن شئت حرقًا ......
وإن شئت من طلقةٍ غادرة
وللأرض عطــرٌ من الراحـلين ......
بمسك دمائهم الطــاهرة
هـنا الثابتـون هنا الصامدون ......
وأحلامهم للـردى عـــابرة
فـإن عشـــتَ كنتَ مع الميتين ......
وتلك إذًا كـــرة خاسـرة
وإن شـئت فامض مع الخـالدين ......
إلى جنةٍ بالرضـــا عامرة..
ستعـرفُ أنّ هــنا القـاهرة
وأن الذي شقـها ليس نيــــلاً .....
ولكنها طـعنةٌ غـادرة
هنا ثورةٌ قد محـاها الغـــباء .....
ودنيا تُمـزقُ في الآخـرة
هنا مصــرُ تفقـــدُ أبناءَها .....
وفي عينــها نظـــــرةٌ حائـرة
هنا الدم يجري على الأرضِ ماءً ...
هنـا يُقصـفُ الفكرُ بالطائرة
هـنا المسـرحياتُ والمخرجون ......
قطــارٌ يســــير بلا قاطرة
وقــسٌّ تجلّــى وشيــخٌ تخلّـى ....
لتشــــرح ملتَنا العاهـرة
وشيـخٌ تحلّى بعقـــد الفتاوى ......
وشيخٌ تــدور به الـدائرة
وآخـرُ في الجب ثـــاروا عليه ......
وألقــوه في ليلةٍ غـابرة
وفـوق المــسـاجد راح الصليبُ ......
يبـوح بترنيمةٍ ماكــــرة
هــنا النـاسُ تصــنع ثوراتها ......
وتأكلـها عجـــوةً فـاخرة
هــنا الجنـدُ غـادر كل الحدودِ ......
ليضربَ في القلبِ والخاصرة
هـنا المـوتُ أقربُ من ناظريْك ......
يواتيك في البـرد والهاجرة
فإن شئت ذبحًا وإن شئت حرقًا ......
وإن شئت من طلقةٍ غادرة
وللأرض عطــرٌ من الراحـلين ......
بمسك دمائهم الطــاهرة
هـنا الثابتـون هنا الصامدون ......
وأحلامهم للـردى عـــابرة
فـإن عشـــتَ كنتَ مع الميتين ......
وتلك إذًا كـــرة خاسـرة
وإن شـئت فامض مع الخـالدين ......
إلى جنةٍ بالرضـــا عامرة..
مصر إسلامية:
"مصر إسلامية" أغنية اشتهرت في اعتصامي رابعة والنهضة، كانت ردًّا على الانقلاب العسكري، الذي قام به وزير الدفاع وقتها عبد الفتاح السيسي، ملأت جنبات الميدان بالحماسة والإصرار والرغبة في التضحية، لم يقتصر ترديد الأغنية على الملتحين والمحجبات، بل تخطاهم لكل ألوان وطيف النسيج المصري في الميدان.
ويتذكر الثوار ذلك الشاب الذي كان يقود "تروسيكل" عليه سماعات دي جي كبيرة، ويطوف الميدان مرددًا تلك الأغنية.
تقول المكلمات:
مصر إسلامية مصر إسلامية .. قولوا للعالم مصر إسلامية
لا علمانية لا علمانية .. قولوا للعالم مصر إسلامية
إلنا الشرعية إلنا الشرعية .. صاحت الأسود إلنا الشرعية
بالعدوية بالعدوية .. وفّت العهود بالعدوية
ارجع لقصرك ارجع لقصرك .. يا محمد مرسي ارجع لقصرك
من الله نصرك من الله نصرك .. على موسى وسيسى من الله نصرك
يا مصري اتحدى يا مصري اتحدى .. فلول الغدر يا مصري اتحدى
هالهجمة نصدها هالهجمة نصدها .. لعيونك مصر هالهجمة نصدها
لا حكم العسكر لا حكم العسكر .. بدنا ببلادي لا حكم العسكر
الله أكبر الله أكبر .. بالساحة ننادي الله أكبر
لا علمانية لا علمانية .. قولوا للعالم مصر إسلامية
إلنا الشرعية إلنا الشرعية .. صاحت الأسود إلنا الشرعية
بالعدوية بالعدوية .. وفّت العهود بالعدوية
ارجع لقصرك ارجع لقصرك .. يا محمد مرسي ارجع لقصرك
من الله نصرك من الله نصرك .. على موسى وسيسى من الله نصرك
يا مصري اتحدى يا مصري اتحدى .. فلول الغدر يا مصري اتحدى
هالهجمة نصدها هالهجمة نصدها .. لعيونك مصر هالهجمة نصدها
لا حكم العسكر لا حكم العسكر .. بدنا ببلادي لا حكم العسكر
الله أكبر الله أكبر .. بالساحة ننادي الله أكبر
ربما لم يكن مؤلف كلمات الأغنية يعلم أن اليوم سيأتي ويرد بها على وزير الثقافة في حكومة الانقلاب الكاتب حلمي النمنم، الذي يستميت ويكرر أن مصر علمانية بالفطرة، والتي أثارت جدلاً واسعًا حول هوية مصر التي اعتبرها علمانية، فيما يؤكد معارضوه أن مصر بلد عربي مسلم، وفقًا للدستور، مطالبين بمحاسبته وإقالته.
الوزير النمنم ﻻ يمثل ذاته وإنما يمثل معسكر الانقلاب الذي يسيطر على غالب المؤسسة الثقافية منذ عقود طويلة، ولذا لم يتركه المثقفون مؤيدي الانقلاب فوحيدًا في مواجهة كلمات "مصر إسلامية" ، مؤكدين أن مصر بلد علماني بالفطرة، بينما تظل الأنشودة أو الأغنية الثورية في الوعي الجمعي تقاوم..وتخوض حرب نفسية لا تقل عن حرب الدبابات والطائرات ورصاص البنادق.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق