كتب: حامد عبدالجواد
حلقات إعلام الانقلاب، أصبحت ملتويه إلى أقصى حدود، فالغالب أنه كان يظهر عليها، طابع دعم السيسى المنقذ المخلص فقط، لكن منذ عزوف الناخبين عن الإدلاء بأصواتهم فى انتخابات برلمان الدم، ظهر اهتزاز اعلام الانقلاب(الذى دائماً ما يخدم مصالحة الشخصية)، وهم يحاولون اللعب فى كل الاتجاهات، كتنفيذ أمر "السيسى" بإنهم معارضين له، واكتساب الشعب المصرى لصفهم حال خروجهم واسقاطه.
وبدأو بالفعل فى تنفيذ مخططهم منذ بداية الاحتجاج على قائد الانقلاب العسكرى "عبدالفتاح السيسى"، خاصًة فى الاعتراض الصامت منذ بدأ الإعلان عن الانتخابات البرلمانية (الغير شرعية لأنها صادرة عن انقلاب عسكرى)، وتوعدوا الجميع، ووصل بهم الأمر إلى التهديد بتصدر الفلول المشهد، ووقوع غرامات ..إلخ من الأمور التى ادعو بها كعادتهم، وتحولت تلك الطريقة مرة آخرى ليحاولوا تشويه أى صورة لخروج تظاهرات جديدة على قائدهم بجانب استعطاف التيار الإسلامى، الذى هزمهم شر هزيمة بسلميته وعلى رأسهم "الإخوان المسلمين".
مخالفة "السيسى" وذهول رجاله
الإعلام الموالى للانقلاب العسكرى، عمرو أديب، خرج عن السيناريو المرسوم له ولزملائه من الإعلاميين،ليخالف قائده ، عبدالفتاح السيسى، صراحًا بوصف الإخوان المسلمين بإنهم "فرسان السلمية"، وهذا عكس ما يدعو إليه السيسى ورجاله، الذين أصيبوا بالذهول تقريبًا، من هذه الجملة الرنانة التى أطلقها أديب عبر برنامجه المذاع على فضائية اليوم، ليخاطب "المتظاهرين" قائلاً، أن الإخوان المسلمين "علمونا" أن الثورة فى البرلمان، مشيرًا إلى أن السلمية التى ينتهجها الإخوان المسلمين والتيار الإسلامى، هى المنهج الذى طالما اتبعوه فى مسارهم، مخالفًا اديب بذلك كل دعوات "الإخوان إرهابية"، التى تخرج من فم السيسى ومن حوله.
ويبدوا أن "أديب" لم يقصد التصريح بذلك على الهواء، إلا أنها تعد بمثابة السقطه التى لا رجعت فيها، خاصًة عندما خرج مؤيدى السيسى يوم أمس الأحد من حملة الدكتوراه والماجستير، مقتحمين ميدان التحرير، وهم يحملون صور "السيسى"، مما جعل أمن الانقلاب لا يتوقف ويقمع التظاهرة، بل ويعتقل بعضهم ويقتاده إلى مقاره الأمنية.
خلال حلقة أمس حاول "أديب" استدراك قوله بإن الإخوان المسلمين فرسان السلمية، إلا أنه لم يستطع ذلك، ووقع فى فخ "الصدق" الذى يبتعد عنه هو ومن معه من الإعلاميين الموالين للعسكر.
بلاش "ثورة" السنة دى خلوها السنة الجاية
وبين السخرية والاستعطاف، حاول أديب فعليًا الخروج من المأزق الشديد الذى وضع نفسه به بعدما خالف السيسى، بوصف حال الإخوان المسلمين، الحقيقى، وتبرأتهم مما نسبه إليهم العسكر من اتهامات، قائًلا لمن يطلقون دعوات الخروج فى تظاهرات اسقاط الانقلاب يناير المقبل، قائلاً: "بلاش ثورة السنة دى خلوها السنة الجاية"، محاولاً إظهار طريقته بإنها سخرية وأن لا أحد يستطيع الخروج إلى الميدان مرة آخرى وتناسى تمامًا ما فعله حاملوا الماجتسير والدكتوراة أمس.
ليتراجع مرة آخرى واصفًا متظاهرى ميدان التحرير بإنهم "إخوان مسلمين"، ويحملون صور لقائد الانقلاب "عبدالفتاح السيسى"، فى قناعه منه بإن ذلك قد يزيل الغضب الذى نزل عليه بعدما اعترف بسلميتهم واشتشهد به فى جزء كبير من حلقته.
