4 مشاهد تكشف فشل زيارة السيسي إلى "لندن"
07/11/2015 04:34 م
كتب - هيثم العابد:
حط قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي رحاله في لندن على أمل أن يعزز العلاقات المصرية البريطانية، ويكتسب مزيدًا من الشرعية المزيفة على عتبات أحد أهم الدول الداعمة لحكم العسكر، وتبديد مخاوف الملاحقة الدولية في ظل البلاغات التي تعجُّ بها مباني العدالة في إنجلترا بتهم تتعلق بجرائم الحرب والإبادة الجماعية، فضلاً عن الهروب من أزمات الوطن.
إلا أن السيسي لم يكد يصل عاصمة الضباب حتى توالت الصفعات على "قفاه"، ليحزم حقائبه من جديد في طريقه إلى دولة العسكر يجر أذيال الخيبة، ليطلق العنان للأذرع الإعلامية للحديث عن مؤامرة الإنجليز لإحراج قائد الانقلاب لتبرير الفشل والتعتيم على الاحتقار، وهي الحملة التي دشنها الصحفي المقرب من الأمن مصطفى بكري أردف: "الغرب يتآمر على مصر والسيسي من خلال شخص الرئيس بوتين".
وبعيدًا عن شطحات إعلام العسكر، يمكن تلخيص رحلة السيسي إلى بريطانيا في 4 مشاهد تكشف عن فشل الزيارة وتفضح المكانة التي وصلت إليها مصر في ظل الحكم العسكري، والتي يعاني معها رأس الدولة من المعاملة المهينة والاحتقار أينما حل وارتحل.
ساعة كاميرون
ديفيد كاميرون قرر أن يفرغ ساعة واحدة في جدوله المشحون من أجل الاجتماع بالسيسي والتعرف على مطالبه التي يحملها دائمًا في رحلاته الخارجية، والتي غالبًا ما تتجسد في توسل الدعم المادي بحجة الحرب على الإرهاب.
ولأن حجة الإرهاب باتت مستهلكة، ومزاعم القضاء عليه فضحتها حادث سقوط الطائرة الروسية، وضعت السيسي في مأزق حقيقي أمام كاميرون، الذي قرر في النهاية أن ينهي الجلسة المملة من أجل حضور حفل حكومي، ويترك قائد الانقلاب في حجرة الانتظار ممنيًا النفس باستئناف الحوار ومؤتمر صحفي يلتقط خلاله مجموعة من الصور إلى جوار رئيس الحكومة البريطانية.
احتقار كاميرون لضيفه الثقيل، كوميديا سوداء جسدها الكاتب الصحفي البريطاني مايكل ديكون- في مقال بصحيفة "التليجراف" العريقة- بعد وصلة من السخرية على حال قائد الانقلاب، قائلاً: "لا بد أن السيسي شعر بالفخر أن كاميرون قد منحه ساعة من جدوله المشحون، وبعد انقضاء تلك الساعة ترك كاميرون ضيفه وحده في المكتب ليحضر احتفالا حكوميا، ثم عاد له مرة أخرى"، معقبًا: "لا ندري كيف قضي السيسي ذلك الوقت الطويل بمفرده، ربما قد يكون أحضر معه كتابا يقرأه".
مؤتمر بلا صحفيين
ولأن القمة المصرية البريطانية - إن جاز التعبير- لم تتمخض عن جدير بالاهتمام، ولأن سمعة الوفد الإعلامي المصاحب للسيسي سبقته إلى لندن على وقع مشاهد "قفا نيويورك"، جاء المؤتمر الصحفي المشترك- مشابهًا تمامًا للجان العسكر الانتخابية- خاوية على عروشها بعدما تجاهلها الصحفيون البريطانيون وبقي فقط أذرع الجنرال.
ووصف ديكون المشهد: "المؤتمر الصحفي لرئيس الحكومة ديفيد كاميرون مع السيسي لم يحضره إلا صحفيون بريطانيون فقط، إلى جانب الصحفيين المصريين الذين أحضرهم قائد الانقلاب معه" معقبًا: "إن كاميرون ربما أراد حمايتنا من الجنرال الذي يحمل سجلاً حافلاً بسوء معاملة الإعلام الحر".
حظر السفر
ودون مراعاة لنزول السيسي ضيفًا في لندن، وعلى وقع مشهد مغادرة نحو عشرين ألف سائح بريطاني عالقين في مدينة شرم الشيخ، صدر القرار البريطاني موجعا بحظر السفر إلى مصر، واتخاذ كافة التدبير اللازمة من أجل عودة كافة الرعايا.
وعلى الفور طالبت شركات الطيران البريطانية بتسيير 29 رحلة أولية، لكن السلطات المصرية لم تسمح لها إلا بـ8 رحلات فى اليوم ليجد عمال المطار المصري أنفسهم أمام أطنان من أمتعة البريطانيين بعد قرار السلطات البريطانية نقلها منفصلة.
وعلقت الحكومة البريطانية –بحسب تقرير شبكة "الجزيرة" الإخبارية- الرحلات الجوية من وإلى مطار شرم الشيخ منذ الأربعاء الماضي، بعد ترجيح زرع قنبلة على متن الطائرة الروسية المنكوبة بناء على معلومات أجهزة الاستخبارات البريطانية.
وأوضح التقرير أن السيسي لم يعلم بالقرار البريطاني إلا بعد وصوله إلى لندن، ولم يتراجع كاميرون عن القرار أثناء لقاءه الوفد المصري، وهو الأمر الذي أثار غضب السلطات المصرية، لا سيما أن دول آخري عديدة اقتفت أثر البريطانيين في تعليق رحلاتها، لتوجه بذلك ضربة قوية لقطاع السياحة المصري.
إرهاب بلا سيناء
وفند الإعلام البريطاني أكاذيب السيسي التي عمل على ترويجها إلى العالم بأنه يحارب الإرهاب في سيناء، في الوقت الذي ترك فيه شبه الجزيرة مرتعا لتزايد نفوذ الحركات المسلحة وتفرغ لقمع المعارضين والمناهضين للحكم العسكري، وسخر إمكانيات الدولة لتأمين النظام المركزي، ليفقد الجنرال سيطرته على سيناء.
وأوضح الكاتب باتريك كوبرن- في تحليل بصحيفة الإندبندنت- بعنوان "قنبلة تخرج مزاعم السيسي أنه قضى على الإرهاب في مصر عن مسارها"، أن تدمير الطائرة الروسية بقنبلة يتماشى مع سياسة تنظيم الدولة، مشيرًا إلى أن عدم تبني التنظيم الهجوم بصورة رسمية، لا يعني أنه لم يشنه.
وأضاف كوبرن أن تحطم الطائرة مضر لكل من روسيا ومصر، فقد أراد السيسي أن يبدي للعالم الخارجي أنه قضى على "الإرهاب" في بلاده منذ وصوله إلى السلطة عام 2013، إلا أن أشد أحداث العنف التي شهدتها مصر كانت في سيناء، التي توجد فيها أعمال عنف مسلح منذ عشرات السنين، والتي تشهد تعتيمًا إعلاميًا للحفاظ على وهم أنه قد تمت السيطرة وأعيد استباب القانون والنظام.
وتابع أن دقة تخطيط هجوم الشيخ زويد ومدى تعقيده تشير إلى أن التنظيم قادر على تنفيذ عمليات صعبة قد تتضمن وضع قنبلة على متن طائرة، وهو ما يعني أن أكاذيب السيسي بالقضاء على الإرهاب لا تعدو كونها أوهام لا أساس لها على أرض الواقع.
السيسي أنهي رسميًا زيارته إلى لندن، وقد أخفق على ما يبدو، وبحسب المراقبين هنا في هدفه بتعزيز العلاقات المصرية البريطانية، التي يبدو أنها أصيبت بشظايا حادثة الطائرة الروسية المنكوبة.
إلا أن السيسي لم يكد يصل عاصمة الضباب حتى توالت الصفعات على "قفاه"، ليحزم حقائبه من جديد في طريقه إلى دولة العسكر يجر أذيال الخيبة، ليطلق العنان للأذرع الإعلامية للحديث عن مؤامرة الإنجليز لإحراج قائد الانقلاب لتبرير الفشل والتعتيم على الاحتقار، وهي الحملة التي دشنها الصحفي المقرب من الأمن مصطفى بكري أردف: "الغرب يتآمر على مصر والسيسي من خلال شخص الرئيس بوتين".
وبعيدًا عن شطحات إعلام العسكر، يمكن تلخيص رحلة السيسي إلى بريطانيا في 4 مشاهد تكشف عن فشل الزيارة وتفضح المكانة التي وصلت إليها مصر في ظل الحكم العسكري، والتي يعاني معها رأس الدولة من المعاملة المهينة والاحتقار أينما حل وارتحل.
ساعة كاميرون
ديفيد كاميرون قرر أن يفرغ ساعة واحدة في جدوله المشحون من أجل الاجتماع بالسيسي والتعرف على مطالبه التي يحملها دائمًا في رحلاته الخارجية، والتي غالبًا ما تتجسد في توسل الدعم المادي بحجة الحرب على الإرهاب.
ولأن حجة الإرهاب باتت مستهلكة، ومزاعم القضاء عليه فضحتها حادث سقوط الطائرة الروسية، وضعت السيسي في مأزق حقيقي أمام كاميرون، الذي قرر في النهاية أن ينهي الجلسة المملة من أجل حضور حفل حكومي، ويترك قائد الانقلاب في حجرة الانتظار ممنيًا النفس باستئناف الحوار ومؤتمر صحفي يلتقط خلاله مجموعة من الصور إلى جوار رئيس الحكومة البريطانية.
احتقار كاميرون لضيفه الثقيل، كوميديا سوداء جسدها الكاتب الصحفي البريطاني مايكل ديكون- في مقال بصحيفة "التليجراف" العريقة- بعد وصلة من السخرية على حال قائد الانقلاب، قائلاً: "لا بد أن السيسي شعر بالفخر أن كاميرون قد منحه ساعة من جدوله المشحون، وبعد انقضاء تلك الساعة ترك كاميرون ضيفه وحده في المكتب ليحضر احتفالا حكوميا، ثم عاد له مرة أخرى"، معقبًا: "لا ندري كيف قضي السيسي ذلك الوقت الطويل بمفرده، ربما قد يكون أحضر معه كتابا يقرأه".
مؤتمر بلا صحفيين
ولأن القمة المصرية البريطانية - إن جاز التعبير- لم تتمخض عن جدير بالاهتمام، ولأن سمعة الوفد الإعلامي المصاحب للسيسي سبقته إلى لندن على وقع مشاهد "قفا نيويورك"، جاء المؤتمر الصحفي المشترك- مشابهًا تمامًا للجان العسكر الانتخابية- خاوية على عروشها بعدما تجاهلها الصحفيون البريطانيون وبقي فقط أذرع الجنرال.
ووصف ديكون المشهد: "المؤتمر الصحفي لرئيس الحكومة ديفيد كاميرون مع السيسي لم يحضره إلا صحفيون بريطانيون فقط، إلى جانب الصحفيين المصريين الذين أحضرهم قائد الانقلاب معه" معقبًا: "إن كاميرون ربما أراد حمايتنا من الجنرال الذي يحمل سجلاً حافلاً بسوء معاملة الإعلام الحر".
حظر السفر
ودون مراعاة لنزول السيسي ضيفًا في لندن، وعلى وقع مشهد مغادرة نحو عشرين ألف سائح بريطاني عالقين في مدينة شرم الشيخ، صدر القرار البريطاني موجعا بحظر السفر إلى مصر، واتخاذ كافة التدبير اللازمة من أجل عودة كافة الرعايا.
وعلى الفور طالبت شركات الطيران البريطانية بتسيير 29 رحلة أولية، لكن السلطات المصرية لم تسمح لها إلا بـ8 رحلات فى اليوم ليجد عمال المطار المصري أنفسهم أمام أطنان من أمتعة البريطانيين بعد قرار السلطات البريطانية نقلها منفصلة.
وعلقت الحكومة البريطانية –بحسب تقرير شبكة "الجزيرة" الإخبارية- الرحلات الجوية من وإلى مطار شرم الشيخ منذ الأربعاء الماضي، بعد ترجيح زرع قنبلة على متن الطائرة الروسية المنكوبة بناء على معلومات أجهزة الاستخبارات البريطانية.
وأوضح التقرير أن السيسي لم يعلم بالقرار البريطاني إلا بعد وصوله إلى لندن، ولم يتراجع كاميرون عن القرار أثناء لقاءه الوفد المصري، وهو الأمر الذي أثار غضب السلطات المصرية، لا سيما أن دول آخري عديدة اقتفت أثر البريطانيين في تعليق رحلاتها، لتوجه بذلك ضربة قوية لقطاع السياحة المصري.
إرهاب بلا سيناء
وفند الإعلام البريطاني أكاذيب السيسي التي عمل على ترويجها إلى العالم بأنه يحارب الإرهاب في سيناء، في الوقت الذي ترك فيه شبه الجزيرة مرتعا لتزايد نفوذ الحركات المسلحة وتفرغ لقمع المعارضين والمناهضين للحكم العسكري، وسخر إمكانيات الدولة لتأمين النظام المركزي، ليفقد الجنرال سيطرته على سيناء.
وأوضح الكاتب باتريك كوبرن- في تحليل بصحيفة الإندبندنت- بعنوان "قنبلة تخرج مزاعم السيسي أنه قضى على الإرهاب في مصر عن مسارها"، أن تدمير الطائرة الروسية بقنبلة يتماشى مع سياسة تنظيم الدولة، مشيرًا إلى أن عدم تبني التنظيم الهجوم بصورة رسمية، لا يعني أنه لم يشنه.
وأضاف كوبرن أن تحطم الطائرة مضر لكل من روسيا ومصر، فقد أراد السيسي أن يبدي للعالم الخارجي أنه قضى على "الإرهاب" في بلاده منذ وصوله إلى السلطة عام 2013، إلا أن أشد أحداث العنف التي شهدتها مصر كانت في سيناء، التي توجد فيها أعمال عنف مسلح منذ عشرات السنين، والتي تشهد تعتيمًا إعلاميًا للحفاظ على وهم أنه قد تمت السيطرة وأعيد استباب القانون والنظام.
وتابع أن دقة تخطيط هجوم الشيخ زويد ومدى تعقيده تشير إلى أن التنظيم قادر على تنفيذ عمليات صعبة قد تتضمن وضع قنبلة على متن طائرة، وهو ما يعني أن أكاذيب السيسي بالقضاء على الإرهاب لا تعدو كونها أوهام لا أساس لها على أرض الواقع.
السيسي أنهي رسميًا زيارته إلى لندن، وقد أخفق على ما يبدو، وبحسب المراقبين هنا في هدفه بتعزيز العلاقات المصرية البريطانية، التي يبدو أنها أصيبت بشظايا حادثة الطائرة الروسية المنكوبة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق