الجمعة، 4 ديسمبر 2015

تنبؤاتهم لعام 2015 وتوقعاتنا - مراجعة سنوية

تنبؤاتهم لعام 2015 وتوقعاتنا - مراجعة سنوية

بقلم: د. فتحى نعينع
 منذ 19 ساعة
 عدد القراءات: 534
تنبؤاتهم لعام 2015 وتوقعاتنا - مراجعة سنوية
مع بداية عام 2015 كتبت مقالا بعنوان " تنبؤاتهم لعام 2015 وتوقعاتنا " توقعت فيه أن يكون هذا العام عاما حاسما ومبشرا وبالفعل كان كذلك لقد حدثت خلاله العديد من المتغييرات التى لها ما بعدها فلقد صححت الكثير من المفاهيم ووضعت الأقدام على الطريق الصحيح بل وسارت فيه قاطعة شوطا كبيرا وظهرت بعض العلامات التى تؤكد ان الأمور تسير وفق ما أنبئنا به نبينا عليه الصلاة والسلام مما زادنا يقينا فى توقع ما هو قادم.
 
اما لماذا المراجعة الآن  وليس بعد إنتهاء هذا الشهر وبداية عام 2016 فلسببين الأول هو ان الأعمار بيد الله ولا يضمن الإنسان ان يكون على قيد الحياة أو قادرا على الكتابة بعد شهر من الآن ولذلك فخير البر عاجله والسبب الثانى هو ان ما هو قادم من أحداث ستكون متوقعة كمن يسير فى الطريق الزراعى من الإسكندرية قاصدا القاهرة فيمر على دمنهور ثم طنطا فهل هذا شيئا إستثنائيا ام أنه امرا منطقيا ومتوقعا. اما
 الفترة الحرجة فكانت فترة التيه والإرتباك قبل الوصول لبداية الطريق وقد مضت وكل ما هو قادم سيكون فقط مثل العلامات على الطريق لنعرف كم قطعنا وكم تبقى من المسافة لبلوغ نهاية الطريق . لقد إنقضى الجزء الأصعب من الرحلة وهو البحث عن الطريق أما الجزء الباقى فهو السير فى الطريق نفسه ويمكننا تشبيه الفترة ماقبل 2015 بالجزء الأول وهو مرحلة التيه والبحث عن الطريق أما ما هو قادم متوقع ولا مفاجآت فيه فمثلا لو سمعنا ان الدب الروسى قد تاه فى سوريا وتم إصطياده وان الصفعات تتوالى عليه من هنا وهناك فلن يكون هذا مفاجئا لنا وإذا رأيناة يتدخل فى ليبيا او سيناء او اليمن او غير هذا فأيضا هذا ليس غريبا على دب فاجر ومتهور غدر بمن حوله.
 
اما لماذا كان عام 2015 
حاسما ومبشرا فدعونا نراجع الأحداث فعلى 
المستوى الإقليمى بدأ هذا العام بفقد الإنقلاب لداعميه بدول المنطقة وبالذات الخليج بعد ان تغيرت السياسات وتأكدوا ان الإخوان فى مصر وسوريا واليمن ليسوا هم العدو الحقيقى كما صور لهم وقبل أن ينتهى هذا العام فقد ايضا داعمية الدوليين بعد ما تبين فشله فى فرض الأمن وتأمين السياح على أرضه اما شعبيته الداخلية فقد فضحها مقاطعة الشعب للإنتخابات وكذلك الحراك الشعبى المستمر بالرغم من القمع والقتل ولاننسى تطور الأوضاع فى اليمن وما فرضه على الخليج من حرب "عاصفة الحزم" التى كشفت الكثير من الأوراق فعرف من هو الصديق ومن هو العدو.
 
أما على المستوى الدولى فلقد غدرت الروم غربا وشرقا بالمسلمين كافة وبشعب وأطفال سوريا خاصة فى حربا عالمية مجردة من الإنسانية وغاية فى الشراسة استخدمت فيها كل أدوات القتل الجماعى لدك سوريا وتفريغها من شعبها أما العلامة الفارقة فى هذه الحرب هو غدرة الروم الأرثوذوكس "روسيا" التى كنا نعتقدها صديقة وإعلان الكنيسة الشرقية بها ان ما يحدث هو حرب مقدسة ولا ندرى اى قداسة قى قتل المدنيين والنساء والأطفال وتخريب وطنا وتشريد أهله ان هذا هو الإرهاب بعينه ولا قداسة فيه على الإطلاق.
 
لقد نزل الروم بالأعماق كما أنبئنا نبينا عليه الصلاة والسلام وبدأت ملحمة الشام الكبرى نشاهدها جميعا بأم أعيننا ولعل هذه الحرب الضروس لم تكن لتبدأ لولا تأكدهم التام من ضعف وحتمية سقوط النظم الجبرية أمام إصرار الشعوب وهنا تكمن البشرى. اما الدب 
الروسى فقد فضح بغبائه تلك المؤامرة العالمية على إرادة وخيارات الشعوب وعلى التيارات الإسلامية حتى المعتدلة منها وذلك لأنه دب أهوج مغرور بحجمه ومخالبه فتهور بغباء لأته لا يملك الذكاء الأمريكى ليخدع به الآخرين.
 
وبمراجعة الأحداث والمستجدات خلال هذا العام تبين أنه فعلا عاما غنيا بالأحداث التى غيرت مسار العديد من القضايا وحسمت فيه العديد من الملفات الهامة مما ادى الى وضوح الرؤية وضبط البوصلة وبالتالى توجية المسار الى طريق ذو إتجاه واحد لاعودة منه وبالتالى لابد ان يصل الى نهايتة الحتمية والمحسومة سواء طال الوقت او قصر اى أنها أصبحت مسألة وقت فقط لنصل للمحصلة النهائية التى توقعناها وتمناها الجميع.
 
ولكى نزيل الغموض نعطى أمثلة للتوضيح فموقف الخليج من العديد من القضايا مثل العلاقة مع الإخوان والموقف من الإنقلاب فى مصر وعاصفة الحزم التى أعادت الرئيس الشرعى ومساعدة المعارضة السورية وهياج  الدب الروسى وغدره بالمنطقة وعدوانه المسلح السافر على سوريا بل واستفزازة لباقى الدول الإسلامية مثل تركيا وغيرها وما يحدث فى الأراضى الفلسطينية بإشتعال الإنتفاضة الجديدة التى تختلف عن سابقاتها والهجرة الجماعية المتزايدة لأوروبا  ونتائج الإنتخابات التركية وغير هذا الكثير جعل الرؤية واضحة كمن يرى فى ضوء النهار. وبناء عليه فكل
 هذه الأحداث المتفرقة قد تجمعت كلها فى مسار واحد ذو إتجاه واحد نهايته حتمية ومعروفة وأصبحت المسالة مسالة وقت فقط لتظهر النتائج لأنه لا عودة أبدا لنقطة البداية ولمزيد من التوضيح دعونا نشبه هذا الوضع بما يحدث عند روافد الأنهار حيث تاتى المياه من إتجاهات شتى لتتجمع وتصب فى المجرى الأساسى للنهر الذى يسير فى إتجاه واحد لا رجعة فيه ليصل حتما للمصب ولعل واقعنا يشير بأننا قد تجاوزنا مرحلة الروافد وأصبحت الأحداث تسير كلها الآن فى المجرى الأساسى فى إتجاه النصر والتمكين ان شاء الله او كما يقولون لقد إنطلق القطار الى وجهته النهائية وسرعته فى تزايد مستمر ومن لا يرى او غفل عن ذلك ولازال يقف فى المحطة نقول له سيطول إنتظارك ولن يأتى القطار لأن القطارات صممت لتنطلق للأمام وفق طريق معروف ومواعيد محددة.
ولعل الصورة تضح أكثر عندما نحاول إلقاء الضوء على بعض الأحداث التى تمت خلال هذا العام والتى نجملها فى الآتى:
أولا : غير الكثيرون مواقفهم كنتاج طبيعى لإدراك الحقائق بعيدا عن أحلام اليقظة والتمنيات الزائفة التى بددتها قسوة الأحداث وما آلت اليه الأمور على أرض الواقع من خراب وفوضى بعد العصف بالشرعية وبالتيار الإسلامى الاصلاحى المعتدل مما أحدث فراغا تمددت وتغولت فيه التيارات المتشددة المسلحة وذلك لان ما
 يجرى على أرض الواقع ما هو إلا ترجمة للافكار والمعتقدات التى تحملها الرؤؤس ولهذا فإن تغيير الأفكار هو ما يغير الواقع ولو كان المجتمع الدولى جادا فى محاربة الإرهاب كما يزعم لأعطى الفرصة كاملة للصراع الفكرى بإفساح المجال للعلماء لتصحيح الأفكار والمعتقدات بدلا من قتلهم وسجنهم والتضييق عليهم ولما سكت عن الإنقلاب على الديموقراطية الوليدة وإهدار حق وإرادة الشعوب مما فتح المجال على مصراعية للتيارات المتشددة لتجنيد الشباب المحبط من فشل النهج المعتدل ولعل بعض الأنظمة أدركت هذا فبدأت فى تغيير نهجها تجاة التيارات السلمية وهذا ما حدث بالفعل فى منطقة الخليج التى أدركت ان الإخوان ليسوا هم الخطر وإنما الخطر جاء من محاربتهم والتضييق عليهم فى مصر وسوريا واليمن ومن هنا بدأت المراجعات وتغيير السياسات.
 
ثانيا : ما حدث فى منطقة الخليج من تغيير كبير فى السياسات
 بعد ظهور التسريبات التى هتكت المستور وأسقطت الأقنعة وكشفت الوجه القبيح وكذلك 
بعد إستفحال خطر التيارات المسلحة المتشددة مثل ميليشيا الحوثى وعبد الله صالح التى باتت تهدد بالفعل الأمن والإستقرار بالمنطقة . حتى إسرائيل نفسها باتت لا تمانع من المفاوضة مع حماس مع صعوبتها لأن البديل الآخر وهو داعش أصعب كما قال رئيس الموساد السابق. يذكرنى هذا مع الفارق طبعا بموقف نصارى الشام الذين سارعوا بعقد الإتفاقيات والمعاهدات  مع ابو عبيدة بن الجراح  رضى الله عنه عندما علموا بتحرك خالد بن الوليد رضى الله عنه تجاه الشام لمساعدته فهم يعرفون جيدا مصير المواجهه مع خالد بن الوليد رضى الله عنه ولذلك فضلوا الخيار الآخر .
 
ثالثا : لنتدبر جيدا هذه الآية القرآنية فى قول الله تعالى: قد مكر الذين من قبلهم فأتى الله بنيانهم من القواعد فخر عليهم السقف من فوقهم وأتاهم العذاب من حيث لا يشعرون. ( 26 ) سورة النحل. ولو ربطنا هذا بما يحدث فى اليمن والشام ومصر والعراق وليبيا لوجدنا ان كل القواعد التى بنى عليها الإنقلاب والثورات المضادة تتداعى بالفعل فى تسلسل عجيب وسريع منذ بداية هذا العام 2015 ولم يبقى إلا ان ينهار السقف. وما يؤكد على هذا هو ذلك التدخل والهجوم الرومى العالمى المسعور على بلاد المسلمين بعد ان تأكدوا من ترنح هذه الأنظمة ولو تأملنا الوضع اليوم وقارناه بما سبق لوجدنا ان بشائر النصر بدأت تلوح فى الأفق وتحديدا مع بداية العام فبعد التغيير الذى حدث فى الوضع الأقليمي الداعم للثورات المضادة حدث ما يلى:
1- إنكشاف خديعة على عبد الله صالح الكبرى فى اليمن وتوريطه للحوثيين فى صراع طائفى لاىطائل من ورائه إلا تهديد الإستقرار بالمنطقة ومن هنا جائت عاصفة الحزم لتضع حدا لهذا التمدد والتمادى وبدأت بالقصف الجوى أما الشق البرى منها فكشف عن ظهور عنصر جديد على الساحة وهو المقاومة الشعبية فى عدن جنود عدن ابين وهذا الفصيل علامة جديدة لم تكن موجودة سابقا فهل هم النواة للمجاهدين المقصودين فى حديث الرسول عليه الصلاة والسلام حيث قال: يخرج من عدن أبين اثنا عشر ألفا ينصرون الله ورسوله هم خير من بيني وبينهم.  السلسلة الصحيحة للألبانى - إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين
 
2- وفى الشام توحدت كثير من الفصائل المختلفة فى جيش الفتح وغيره فأصبحوا أكثر قوة وأشد بأسا يهددون صرح الطاغية السفاح وبدأت أخبار إنتصاراتهم تتوالى وبصورة متسارعة فهل هم المقصودون فى حديث الرسول عليه الصلاة والسلام حيث قال: "لَا يَزَالُ مِنْ أُمَّتِي أُمَّةٌ قَائِمَةٌ بِأَمْرِ اللَّهِ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ وَلَا مَنْ خَالَفَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ عَلَى ذَلِكَ". قَالَ عُمَيْرٌ: فَقَالَ مَالِكُ بْنُ يُخَامِرَ: قَالَ مُعَاذٌ: وَهُمْ بِالشَّأْمِ. فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: هَذَا مَالِكٌ يَزْعُمُ أَنَّهُ سَمِعَ مُعَاذًا يَقُولُ: وَهُمْ بِالشَّأْمِ. البخاري (3641) ومسلم (1037). 
3- وفى ليبيا تجرع حفتر الهزيمة تلو الأخرى ولولا الدعم الخارجى لكان خبرا منسيا منذ أمدا طويلا والخوف الىن من تدخل الدب الروسى لإنقاذ الموقف كما فعل مع بشار
4- وفى العراق إحتدم الصراع ولم يعد المد من طرف واحد بلا كوابح وإشتدت الفتن وأصبح الهرج أو القتل هو ما تحدث به الأخبار ولا أخبار غيرها فى العراق وهذه من العلامات الدالة على قرب ظهور الإنفراجة الكبرى. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم: " يَتَقَارَبُ الزَّمَانُ وَيَنْقُصُ الْعَمَلُ وَيُلْقَى الشُّحُّ  وَيَكْثُرُ الْهَرْجُ " قَالُوا: وَمَا الْهَرْجُ؟ قَالَ: " الْقَتْلُ الْقَتْلُ ".  أخرجه البخاري - 6037 - عن أبى هريرة
5- وفى مصر 
نجد إستمرار الحراك وما يعنيه ذلك من إنتصار الإرادة ونرى قافلة الشهداء ويقابلها قافلة هلاك الظلمة فالموت واحد يحصد الجميع ولكن العبرة فى المصير فكل سيحصد ثمار ما زرع . ونرى 
الإنقلاب وقد بدأ يترنح ويفلس وهذا امرا منطقيا لأن أنفاسه ليست أطول من أنفاس الشعب وبديهيا ان الأطول نفسا هو من ينتصر فى النهاية.
 
ونلاحظ ان الجهاد والحراك فى كل بلد يتناسب مع خصوصيتها ولكن عندما ننظر للكل نجد ان كل الأدوار تتكامل لتصنع نصرا كبيرا لمجموع الأمة التى ستتوحد يوما ما على كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ومن هنا نقول ان النصر يقينا قد اقترب كثيرا  وكما قال الشهيد سيد قطب ان النصر فوق الرؤوس ينتظر كن فيكون وعلينا فقط ان نقف فى المكان الصحيح مع الحق لا الباطل.
 
رابعا : ظهور جنود الله التى لا يعلمها إلا هو مثل ما حدث مع فجر العادلى وأحمد منصور مما كان لها مردودا عالميا كبيرا وتمعنوا جيدا فى مدلولات هذه الأسماء بصرف النظر عن الأشخاص " فجر العادلى" و " أحمد منصور" وسبحان الله يتزامن هذا مع هلاك الظالمين تباعا ولعلها إستجابة ربانية لدعوة مظلوم سرت بليل غفل عنها الظالمون ولم يغفل عنها الله.
 
خامسا : التدخل الروسى فى سوريا  ولعل من سيهزم 
بوتين هو غرورة وجنون العظمة الذى يتلبسه فهو لم يأخذ العبرة من إنهيار الإتحاد السوفيتى بعد هزيمتة فى أفغانستان بالرغم من فارق القوة المادية الكبير بين ما كان يمتلكه الأفغان والإتحاد السوفيتى آنذاك كدولة عظمى. 
ولعل التدخل الصريح فى سوريا ممكن تفسيرة فى ثلاث احتمالات كالآتى: 
1- ان يكونوا هم فعلا الروم الذين ينزلون بالأعماق وان ما يحدث فى الشام هو احداث الملحمة الكبرى التى اشار فيها نبينا عليه الصلاة والسلام الى ان الناس سينقسمون الى اربعة فرق فرقة تنضم للعدو وتقاتل معه وفرقة تقتل لا يغفر الله لها وفرقة تستشهد وهم من خير شهداء الأرض أما الفرقة الباقية بعد هذا الصراع الدامى سيفتح الله عليها بالنصر المبين والمتأمل لما يحدث يرى فعلا هذا التصنيف الدقيق للغاية.
2- أو ان يكونوا متفقين مع روم الغرب علينا لإجهاض الثورة السورية إسوة بباقى بلدان الربيع العربى ولعل تصريحات كيرى الأخيرة بجنيف عن علمانية سوريا يفضح هذه النوايا تماما مثل ما حدث فى تركيا فى الحرب العالمية الأولى عندما تم العصف بالخلافة العثمانية وتمكين اتاتورك العلمانى ونحمد الله ان استعادت تركيا هويتها الحقيقية بعد عقودا طويلة من الحكم الجبرى العلمانى.
3- أو أنهم هم العدو المشترك الذى ابتلع الطعم ووقع فى الفخ السورى الذى نصبته له امريكا بعد ان عجزت عن مواجهته فى اوكرانيا وسينهزم هذا العدو المشترك ثم تغدر بنا روم الغرب تماما مثل سيناريو أفغانستان ولكن على ارض الشام بحجة مكافحة الإرهاب. 
ولعله من ضرورات هذه المرحلة ان تتوحد المعارضة السورية بكل فصائلها لمواجهه هذا العدو  الشرس الذى أدمن على سفك دماء الأبرياء.
 
سادسا : الإنتفاضة الفلسطينية الجديدة وملحمة القدس 
 التى أشعل نيرانها نتنياهو ولا يعرف كيف يطفئها لأنه لم يعد يملك اى حيلة لإطفائها غير القتل والردع الأمنى وهذا هو مبلغه من العلم حيث لا يملك حلولا اخرى ممكن خداع الشعب الفلسطينى بها ولعلنا نعرف أنه عندما تتدخل الأمم المتحدة أو امريكا لإيجاد حل فهذا معناه ان إسرائيل فى مازق وهذا ما نراه فعلا. ولعل تصريحات 
رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الأسبق أهارون زئيفي فركش إن التحولات التي تشهدها سوريا وسيناء وموجة عمليات المقاومة التي تجتاح الضفة الغربية تمثل أكبر تحد استراتيجي وأمني تعرضت له إسرائيل منذ العام 1948 تعكس مدى خوفهم من هذا الحراك الجديد الذى يتبناة جيل النصر والتحرير لا جيل النكبة والنكسة وهذا ما لم يستوعبة نتنياهو وهذا يفهم من مزاعم 
فركش حيث يقول أن تعاظم أنشطة الحركات الإسلامية المقاتلة في فلسطين وسوريا وسيناء والعراق أثر على توجهات الشباب الفلسطيني ودفعهم "لتقليد المقاتلين الإسلاميين الذين تحولوا بالنسبة لهم أمثلة للاقتداء".
 
سابعا : الهجرة الكثيفة على مدار الساعة الى أوروبا 
 ينبىء عن تغيير ديموغرافى حتمى وهذا ما سبق ان تحدث عنه الكثير من المفكريين الغربيين فى كتبهم وكتاباتهم وها نحن نراه واقعا الآن ولعل تفجيرات باريس قد تكون ذريعة للحد من تدفق اللاجئين مع حفظ ماء الوجه لأوروبا حتى لا تتهم بأنها قد تخلت عن واجبها الإنسانى بحجة انها تخشى من الإرهاب
 
ثامنا : فوز حزب العدالة والتنمية  بتركيا 
هو انتصار كبير لأردوغان الذى نصب رئيسا فى اغسطس 2014  وفى ذات الوقت هو مؤشر جديد يثبت ان إرادة الشعوب لا تهزم وأنها تواقة للنظم الإسلامية بعد ان صدمت واحبطت على مدار عقودا طويلة من الحكم العلمانى الجبرى الذى لم يجلب إلا الخراب والفقر والجهل والمرض ولعل الشعب التركى العظيم قد إستعاد هويتة وكان رائعا فى الحفاظ عليها فتحية لهذا الشعب الذى يعرف قيمة ما لديه من نعم يحسده عليها من فقدها .
 
تاسعا : ولقد تزامن هذا الحدث مع سقوط الطائرة الروسية 
التى افقدت الإنقلاب حلفائه االخارجيين بعد ان تيقنوا من ضعفه وعدم قدرته على السيطرة على عكس ما سوق به نفسه لهم وبما انه ليس له اصلا حاضنة شعبية داخلية فنعتقد أنه مسألة وقت لنرى سقوطه أما 
الخوف الحقيقى من وراء هذه الحادثة هو من ان تتدخل روسيا فى بلدان أخرى بحجة تعقب الإرهابيين كما فعلت فى سوريا لإنقاذ بشار. ولعلها تتذرع بالقانون رقم 
51 الذى يعطيها حق الدفاع عن أمنها فى اى مكان مما يمهد للتدخل فى مصر وليبيا ولا نستبعد اماكن أخرى كاليمن أو تفقد عقلها بالكامل وتعتدى على تركيا والخليج. إن ما نشاهده هو 
غدر الروم والدب الروسى بالمنطقة لمساندة الأنظمة الجبرية المتهاوية فى سوريا وربما فى مصر ضد ما يسمونه الإرهاب الذى حصر فى أهل السنة والجماعة. 
 
عاشرا : عملية تبادل الجنود اللبنانيين الأسرى لدى جبهه النصرة مع  السجناء فى لبنان تمت بسهولة وتنظيم رائع وما يهمنا هو تصريحات الجنود اللبنانيين بعد عودتهم لزويهم وفيهم النصارى حيث أشادوا بالمعاملة الحسنة التى عوملوا بها لأكثر من عام وهم فى الأسر مما يضحض صفة الإرهاب ويشكك فى  عمليات الحرق والذبح التى تبث ويفضح النوايا الحقيقية للدب الروسى وهى مساندة بشار ومحاربة معارضيه ومنع نشوء اى نظام إسلامى وليس الحرب داعش كما يصرح  ويجعلنا أكثر حرصا فى تناول 
ما يروج عن هذه التنظيمات لأغراض سياسية.
 
وقبل الختام دعونا نسترجع بعض عبارات المقال السابق: يا بشراك يا أمة الإسلام ويا بشراك يا قدس فلقد لاحت فى الأفق أضواء الفجر القادم ... وبالإجمال أعتقد يقينا أن هذا العام 2015  هو عام حاسم وفارق فى الصراع الدائر بين الحق والباطل فى كل بلاد الإسلام بل فى كل بقاع الأرض وأظن أنه سيشهد  "بداية الإنفراجة الكبرى" التى يتمناها الناس لأن سعادة البشرية وخلاصها الحقيقى هو فى ايقاف الفساد والظلم وإقامة العدل والحكم بما شرع الله تماما كما فعل عمر بن عبد العزيز رضى الله عنه ... والسبب فى هذا الإستنتاج هو أننا لو تأملنا المشهد كاملا فسنجد ان أصحاب الباطل يتسلطون على  أصحاب الحق مما يعطى إنطباعا كاذبا بأنهم هم الأقوى وهذا إحساس زائف لأن قوة الباطل ليست قوة حقيقية من داخله وإنما لضعف وتشرزم أهل الحق ... بمعنى آخر ان هذه الأمة لو تداركت عوامل ضعفها لتغيرت المعادلة تماما وإنقلبت الأمور رأسا على عقب وهذا ما نتوقع حدوثه هذا العام  فلقد ظهرت بوادر تشير الى أن هناك من يستطيع جمع شتات وتوحيد هذه الأمة والأمر الآخر هو ظهور رجال فى هذه الأمة لا يهابون الموت ولا يخشون أصحاب الباطل ولايضرهم من خذلهم أو خالفهم بل هم أحرص على الموت حرص أعدائهم على الحياة ولذلك نؤكد أن هذا العام إن شاء الله سيكون فارقا بل وحاسما. انتهى
 
فى النهاية هذا ما تيسر لنا جمعه من أحداث عام 2015 وهو نقطة فى بحر متلاطم الأمواج ونكرر إن توقعاتنا وإستنتاجاتنا فى المقال السابق لم تعتمد فقط على الرؤية السياسية بمنظور مادى بحت  فى تحليل ما يتم جمعه من معلومات وإنما إعتمدت على أصدق مصدر للأخبار على وجه الأرض وهو القرآن الكريم وما صح من أحاديث عن النبى عليه الصلاة والسلام الذى لا ينطق عن الهوى وإنما هو وحى يوحى من رب العالمين . وهذه المصادر فيها ما يكفى من أخبار آخر الزمان ولهذا فما تحقق من توقعاتنا هو ليس من باب العلم بالغيب وإنما من باب العلم بالسنن والقوانين الربانية ودراسة ما صح من أحاديث عن نبينا عليه الصلاة والسلام هذا والله أعلم 
 
والحمد لله رب العالمين
 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

عاجل | إذاعة الجيش الإسرائيلي: صفارات الإنذار دوت تحذيرا من صواريخ باليستية أطلقت من لبنان على منطقة تل أبيب

عاجل | إذاعة الجيش الإسرائيلي: صفارات الإنذار دوت تحذيرا من صواريخ باليستية أطلقت من لبنان على منطقة تل أبيب 14/10/2024|آخر تحديث: 14/10/20...