لماذا جعل "السيسى" مختار جمعة تحديدًا قائمًا على ثورتة الدينية المزعومة ؟
ولائه للعسكر وصراعه مع "الطيب" أبرز الأسباب
منذ 2 ساعة
عدد القراءات: 850
لم يكن الحضور الكبير لمحمد مختار جمعة وزير أوقاف نظام عبد الفتاح السيسى ، فى الأحتفال بذكرى المولد النبوى الشريف مؤخرا عفويا ، فقد أختاره السيسى من بين رؤساء المؤسسات الإسلامية الأخرى ومنها مؤسسة الأزهر الشريف ،ليكون بجواره فى الحفل الذى واصل فيه أكاذيبه حتى فى ذكرى مولد الصادق الأمين علية الصلاة والسلام ، مدعيا أنه مستعدا للرحيل اذا طلب الشعب ذلك ،كأن الشعب قد طالبه بالانقلاب على الشرعية وإغتصاب الحكم عبر دبابة .
مؤهلات مبعوث الثورة الدينية
وعودة لمختار جمعة الذى أستهدف السيسى من خلال هذا الحفل أن يفرضه على الجميع مبعوثا لتنفيذ ثورتة الدينية ؟وتمهيدا فى الوقت نفسه لازاحة شيخ الأزهر وتعيينه مكانه ، ولكن لماذا وقع أختار السيسى على هذا المختار ، ربما يكون السبب لان الأخير تربية أمنية بحتة ، أعتاد على تلقى الأمور وتنفيذها ،وهو دور قريب مما كان يفعله السيسى فى جهاز المخابرات العسكرية ، وباستعراض مراحل تدرج مختار جمعة نجد أنه بالفعل الرجل المناسب ليكون مبعوث السيسى لتنفيذ ثورتة ضد الثوابت الإسلامية ، فالغربان على أشكالها تقع !
مرشد من يومه
مختار جمعة منذ أن تدخل جهاز أمن الدولة لتعينة معيدا بكلية الدراسات العربية والاسلامية بجامعة الازهر ، وتحول الطالب الأمنجى بالتعبير العامى ،لمعيد لمرشد ثم مدرس مساعد ، وبعد حصوله على درجة الدكتواره ،أجبر الجهاز الأمنى إدارة الجمعية الرئيسية على تعينه مشرفا على الدعوة الإسلامية ، ليكون عين الجهاز فى كبرى الجمعيات الخيرية الاسلامية فى مصر والوطن العربى ، وبعد ثورة يناير تم طرده من الجمعية فى إطار ثورة الحريات التى حررت كافة مؤسسات مصر من المخبرين .
ولكن بعد الانقلاب على أول رئيس مدنى منتخب الدكتور محمد مرسى لم يجد أمن الدولة سابقا أو مايسمى الأمن الوطنى حاليا ، أخلص من مختار جمعة ليواصل دوره القديم فى تخريب المؤسسات الاسلامية حيث تم تعيينه وزيراً للأوقاف في 16 يوليو 2013م ضمن وزارة حازم الببلاوي التي تشكلت كأول وزارة تشكلت بعد انقلاب 3يوليو 2013
أنت وزير فى حكم عسكرى، إذن لا يهم كفاءتك ولا تخصصك بالوزارة التى تتولاها، كل ما يهم أن تكون كفؤا ومؤهلا لمهمتك الأمنية داخل هذه الوزارة، كل ما يهم هو رضا الجهاز الأمنى عنك بل وترشيحك للمنصب، كل ما يهم أن تكون وزير داخلية داخل وزارتك.
ولكن بعد الانقلاب على أول رئيس مدنى منتخب الدكتور محمد مرسى لم يجد أمن الدولة سابقا أو مايسمى الأمن الوطنى حاليا ، أخلص من مختار جمعة ليواصل دوره القديم فى تخريب المؤسسات الاسلامية حيث تم تعيينه وزيراً للأوقاف في 16 يوليو 2013م ضمن وزارة حازم الببلاوي التي تشكلت كأول وزارة تشكلت بعد انقلاب 3يوليو 2013
أنت وزير فى حكم عسكرى، إذن لا يهم كفاءتك ولا تخصصك بالوزارة التى تتولاها، كل ما يهم أن تكون كفؤا ومؤهلا لمهمتك الأمنية داخل هذه الوزارة، كل ما يهم هو رضا الجهاز الأمنى عنك بل وترشيحك للمنصب، كل ما يهم أن تكون وزير داخلية داخل وزارتك.
الولاء للعسكر
على هذا المعيار أقسم “محمد مختار جمعة” اليمين الدستورية فى ١٦ يوليو ٢٠١٣ وزيرا للأوقاف فى حكومة الدكتور استمر “جمعة” فى منصبه فى حكومة “إبراهيم محلب” ومن بعده حكومة “شريف إسماعيل”، وﺭﺣﺐ ﺑﺘﻌﻴﻴﻨﻪ حينئذ ﺣﺮﻛﺔ ” ﺃﺋﻤﺔ ﺑﻼ ﻗﻴﻮﺩ” ﻧﻈﺮﺍً ﻟﻜﻮﻧﻪ ﻣﺴﺘﻘﻞ ﺳﻴﺎﺳﻴﺎً ﻭﻛﻮﻧﻪ ﻋﻤﻴﺪﺍً ﻣﻨﺘﺨﺒﺎً ﻣﻦ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﻫﻴﺌﺔ ﺗﺪﺭﻳﺲ ﻛﻠﻴﺔ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ، ﻣﻄﺎﻟﺒﻴﻦ ﺇﻳﺎﻩ ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﻄﻬﻴﺮ ﺍﻟﻮﺯﺍﺭﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ، ﻛﻤﺎ ﺭﺣﺐ ﻧﻘﻴﺐ ﺍﻟﺪﻋﺎﺓ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺍﻟﺒﺴﻄﺎﻭﻳﺴﻲ ﺑﺎﺧﻴﺎﺭﻩ ﻣﺸﻴﺪﺍً ﺑﺎﻋﺘﺪﺍﻟﻪ ﻭﻭﺳﻄﻴﺘﻪ.
ﺻﺮﺍﻉٌ ﻣﻊ ﺍﻟﺴﻠﻔﻴﻴﻦ، أﺯﻣﺎﺕ ﻣﻊ ﺍﻷﺯﻫﺮ، ﺗﻈﺎﻫﺮﺍﺕ ﻟﻸﺋﻤﺔ، ﺳﻴﻄﺮﺓ ﻟﻠﺠﻤﺎﻋﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺎﺟﺪ ﺍﻟﺼﻌﻴﺪ، إنجازات وهمية للإستهلاك الإعلامى، فالرجل يبحث دوماً عن الأضواء وعدسات الكاميرات.
وبتعليمات من السيسى وتنفيذا لثورتة ضد الاسلاميين ﺍﺗﺨﺬ ﻣﺨﺘﺎﺭ ﺟﻤﻌﺔ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺕ زعم أﻧﻬﺎ ﺗﻬﺪﻑ ﻟﻤﻨﻊ ﺍﻟﺘﻮﻇﻴﻒ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺍﻟﺤﺰﺑﻲ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺬﻫﺒﻲ ﺃﻭ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻲ ﻟﻠﻤﻨﺒﺮ ﺃﻭ ﻟﻠﻤﺴﺠﺪ، ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﻣﺎ ﻗﺮﺭﻩ ﻓﻲ ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ 2013 ﺑﻤﻨﻊ ﺍﻗﺎﻣﺔ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺰﻭﺍﻳﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﻞ ﻣﺴﺎﺣﺘﻬﺎ ﻋﻦ ﺛﻤﺎﻧﻴﻦ ﻣﺘﺮﺍً ،ﺛﻢ ﺗﺒﻌﻪ ﺑﻤﻨﻊ ﻏﻴﺮ ﺍﻷﺯﻫﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻄﺎﺑﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ ﻭﺍﻷﻫﻠﻴﺔ.
ثم ﻗﺮﺭﺕ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻷﻭﻗﺎﻑ ﻓﻲ 26 ﻳﻨﺎﻳﺮ 2014 ﺗﻮﺣﻴﺪ ﺧﻄﺒﺔ ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﻣﺴﺎﺟﺪ ﻣﺼﺮ ﺍﺳﺘﻨﺎﺩًﺍ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻮﺯﺍﺭﺓ ﻣﺴﺌﻮﻟﺔ ﻋﻦ ﺇﻗﺎﻣﺔ ﺍﻟﺸﻌﺎﺋﺮ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻭﺣﺬﺭﺕ ﻣﻦ ﺿﻢ ﺃﻱ ﻣﺴﺠﺪ ﺗﺎﺑﻊ ﻷﻱ ﺟﻤﻌﻴﺔ ﻻ ﻳﻠﺘﺰﻡ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻭﻣﺤﺎﺳﺒﺔ ﺍﻻﺋﻤﺔ ﻭﺍﻟﺨﻄﺒﺎﺀ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﻠﺘﺰﻣﻴﻦ.
ﻭﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﻠﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ، ﺍﺳﺘﺒﻌﺪﺕ ﺍﻟﻮﺯﺍﺭﺓ ﻧﺤﻮ 12 ﺃﻟﻒ ﺇﻣﺎﻡ ﻭﺧﻄﻴﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ﺿﻤﻦ ﻣﺴﺎﻋﻴﻬﺎ ﻟﻠﺴﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﺍﻟﺪﻳﻨﻲ ﻭﻓﻖ ﺗﻘﺪﻳﺮﺍﺕ ﻭﻛﺎﻟﺔ ﺃﻧﺒﺎﺀ ﺍﻷﺳﻮﺷﻴﺘﺪ ﺑﺮﺱ.
وعلى الرغم من كل هذه القرارات إلا أن معظمها أصبح فيما بعد حبرٌ على ورق، فالزوايا ما زالت تعمل ويمارس فيها الشعائر، والمساجد خاصة فى الصعيد يسيطر عليها السلفيون والجماعة الإسلامية، فالرجل دخل فى صراع مع السلفيين مُقسِماً بعدم صعودهم إلى المنابر، ثم بعد أيام قليلة وعلى طريقة الريس حنفى “خلاص تنزل المرة دى”، منح ترخيصاً بالخطابة لكل أعضاء الدعوة السلفية.
صراع مع شيخ الازهر
صراع آخر مع الدكتور “أحمد الطيب” شيخ الأزهر ﺑﺴﺒﺐ ﺭﻓﻀﻪ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺸﻴﺨﺔ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﺠﺪﻳﺪ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﺍﻟﺪﻳﻨﻰ ﻭﺭﻓﻀﻪ ﺇﻃﻼﻉ ﺍﻟﻄﻴﺐ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﺨﺼﻪ، ﻭﺍﻟﺬﻯ ﻳﺮﻯ ﺃﻧﻪ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻰ ﻓﻲ ﺗﻌﻴﻴﻨﻪ ﻭﻭﺟﻮﺩﺓ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻧﻪ، ﻛﻤﺎ ﺗﺴﺒﺐ ﺭﻓﻀﻪ ﻭﺳﺎﻃﺔ ﺍﻟﻄﻴﺐ ﻟﺤﻞ الأﺯﻣﺔ مع ﺍﻟﺴﻠﻔﻴﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ لأﺯﻣﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻛﺎﻧﺖ ﺃﺭﻭﻗﺔ ﺍﻟﻮﺯﺍﺭﺓ ﻭﻣﺸﻴﺨﺔ ﺍﻻﺯﻫﺮ ﺷﺎﻫﺪﺓ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﻭﺻﻠﺖ ﺇﻟﻰ ﺃﻧﻪ ﻭﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺍﺣﻤﺪ ﺍﻟﻄﻴﺐ ﺭﻓﻀﺎ ﻣﺼﺎﻓﺤﺔ ﺑﻌﻀﻬﻢا البعض.
مبعوث السيسى فاسدا
لم يسلم إسم “جمعة” من الإرتباط بقضايا الفساد، فتواترت الأنباء عن تورطه فى قضية الفساد الكبرى بوزارة الزراعة، وأشيع منعه من السفر ورفع إسمه من قائمة بعثة الحاج الرسمية لهذا العام، بعدها خرج مدافعاً عن نفسه فى تصريحات إنفعالية غاضبة.
“ﺃﻗﺴﻢ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﻘﺎﻝ ﻋﻨﻰ ﻏﻴﺮ ﺻﺤﻴﺢ، ﻭﺗﺸﻮﻳﻪ ﻣﺘﻌﻤﺪ ﻟﻦ ﺃﺳﻜﺖ ﻋﻠﻴﻪ، ﺃﻧﺎ ﺑﻠﻐﺖ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ﻟﻮ ﻣﺎ ﻗﻌﺪﻧﺎﺵ ﺑﺎﺣﺘﺮﺍﻣﻨﺎ ﻣﺶ ﻋﺎﻭﺯﻳﻦ ﺍﻟﻮﺯﺍﺭﺓ ﺑﻼﺵ ﺗﺠﺮﻳﺲ ﻭﺗﺸﻮﻳﻪ”، ﺗﺼﺮﻳﺤﺎﺕ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ ﻟﻢ ﺗُﻨﻪِ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﺠﺪﻝ ﺍﻟﻤﺜﺎﺭﺓ ﺣﻮﻟﻪ فى ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻹﻋﻼﻡ، ﺣﺘﻰ ﻭﺻﻞ ﺍﻷﻣﺮ ﻟﻮﺟﻮﺩ ﺗﺸﺪﻳﺪﺍﺕ ﺃﻣﻨﻴﺔ ﺃﻣﺎﻡ ﻣﻜﺘﺐ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ، ولكن يبدو أن خدمته وولاءه للنظام وقائده أخرجاه من تلك الورطة بسهولة.
ففى اليوم التالى للحديث الذى أثير عن تورطه أصدر بياناً يرشح فيه “السيسى” لنيل جائزة نوبل للسلام لأنه أنقذ البلاد من الإرهاب -على حد وصفه-، وأنه ترشيح سيفخر به كل مصرى، ويبدو أن البيان كان فعالاً، فانتهى الحديث عن قضية الفساد الكبرى، ورحل محلب وبقى مختار جمعة وزيرًا للأوقاف كما هو، يمارس مهمته المقدسة التى جاء من أجلها، مهمة أمن الأوقاف.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق