"فينانشيال تايمز" ترصد الوضع المأساوى بعد الانقلاب بعيون "بواب"
منذ 5 ساعة
عدد القراءات: 1207
نقلت مراسلة صحيفة "فينانشيال تايمز" الأميركية، معاناة أحد البوابين بإحدى العقارات فى القاهرة، والذي أبهرها بمستوى ثقافته الراقي.
حيث قالت المراسلة "ماجي فك": إن معاني الثورة تختلف باختلاف الأشخاص، لكن بالنسبة للأغلبية تعني التفاؤل، فبعد الانتفاضة الشعبية التي أدت إلى استقالة الديكتاتور الذي حكم لفترة طويلة، بدأ الناس يطمحون في أن تكون هناك حياة كريمة، وبالنسبة لرجل تعرفت عليه منذ عامين فإن الثورة أعطته الكثير من الطموحات حتى قدوم عبدالفتاح السيسي إلى السلطة، ومنذ ذلك الوقت أصبحت كآبة الحياة أمر واضح.
يقول الرجل للكاتبة عن صديقه الذي يعمل كبواب في إحدى العمارات التي كان يسكنها في السابق القول: "ليس هناك أي أمل بعد، فالمستقبل قاتم".
ويعرف الرجل البواب بأنه جزء أساسي من الحياة في العديد من شوارع القاهرة، ويعيش في أعلى المبنى أو في شقة صغيرة تحت المصعد، ويرصد الحياة الشخصية لساكني المبنى، ويراقب الداخل والخارج إليهم ويستمع إلى مشاحناتهم، ويرى تعابير وجوههم طوال اليوم، وهذا ما يجعلهم ملائمين للعمل كمخبرين لصالح الحكومة، لكن ليس هذا الرجل؛ فهو يحتقر الأجهزة الأمنية في البلاد وغاضب منها لما ارتكبته في عهد الأسيق حسني مبارك.
ويضيف "عندما توقفت لإلقاء السلام عليه ووجدته يقوم بغسيل الدرج لم يرغب في الحديث في بهو المبنى، لكنه على انفراد أخبرني أنه بعد الثورة كان لديه آمال في تحسن الاقتصاد في منطقته الريفية في جنوب البلاد، ومن ثم سيكون لديه المقدرة على أن يجد عملًا هناك بدلًا من العمل في العاصمة بعيدًا عن زوجته وأولاده، لكن الحياة الآن أسوأ من ما قبل انتفاضة 2011".
ويتابع: "خلال الخمس سنوات الماضية لم يكن هناك عمل في مدينته الأم، ولذلك ربت زوجته أولاده الأطفال دونه، ومنذ ستة أشهر لم ير زوجته ولا يتوقع أن يزور زوجته قبل نهاية الصيف عندما يحصل على أسبوعين خلال شهر رمضان".
ويؤكد الرجل للكاتبة، نقلًا عن صديقه البواب "أن الوضع الآن أسوأ بكثير من قبل يناير 2011؛ فالناس لا تستطيع أن تعبر عن آرائها في الشوارع والمقاهي والمحلات والمدارس وأماكن العمل.. السجون ممتلئة والجميع خائف، وأنا مجرد "بواب" ولست ناشطًا.. لو أن السيسي قد اتخذ المسار الصحيح فإنه سيكون هناك تنمية، وسيتحرك الاقتصاد، وسيكون هناك استقرار".
وذكرت الكاتبة أن القائد السابق للجيش الذي انقلب على الرئيس المنتخب محمد مرسي، قد نصب من نفسه الحارس الوحيد للاستقرار داخليًا وخارجيًا، وقام بحبس عشرات الآلاف من المصريين المعارضين للانقلاب العسكري في 2013، موضحة أنها تركت الرجل دون صورة لتسجيل هذا اللقاء القصير والكئيب في الوقت ذاته؛ خوفًا من ملاحقة الشرطة له.
وأشارت الكاتبة إلى أن نهج السيسي تجاه الإسلاميين ليس مبتكرًا، فقد قام مبارك بسجن الإسلاميين بشكل جماعي في الفترة ما بين عامي 1980 و1990، لكن ذلك لم يثبت النجاح في مواجهة الإرهاب.
وختمت الكاتبة بالقول: "الحياة في القاهرة ليست فقط مشجعة هذه الأيام بل أقل متعة أيضًا".
وختمت الكاتبة بالقول: "الحياة في القاهرة ليست فقط مشجعة هذه الأيام بل أقل متعة أيضًا".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق