شاهد.. بعد اعتراف المرزوقي 3 مشاهد تفضح دور الإمارات فى وأد الربيع العربي
23/01/2016 12:44 م
كتب - هيثم العابد
عندما يتحدث منصف المرزوقي –أول رئيس لتونس عقب ثورة الياسمين و ورئيس حزب حراك تونس الإرادة- للتعليق عن المشهد المتوتر فى بلاده ومستقبل الربيع العربي وكيف آلت الأوضاع فى بلدان الثورات إلى تلك الحالة المزرية التى أعادت الشارع إلى المربع صفر، لينطلق من جديد مدويا شعار "الشعب يريد إسقاط النظام" بعد 5 سنوات من محاولات ترقيع الدولة والخروج من النفق المظلم عبر منحنيات لا نهائية افضت فى النهاية إلى ذات الميدان الذى خرج منه الثوار، فلابد هنا أن ينصت الجميع من أجل إلقاء نظرة خلف الستار والإطلاع على ما جري خلف الكواليس والحصول على روشتة وطنية لاستعادة مكتسبات الثورة كاملة غير منقوصة.
وعلى وقع الحراك المتنامي فى الشارع الثوري المتطابق فى مصر وتونس والاحتجاجات الشعبية الواسعة ضد قائد الانقلاب هنا وهناك، والتى انطلقت معها الدولة البوليسية لإعلان حالة الطوارئ والاستنفار العام فى الشوارع الغاضبة، فضح المرزوقي الدور الإماراتي فى وأد الربيع العربي وتسخير المال "القذر" من أجل دعم الثورة المضادة وعصابة الدولة العميقة.
المال القذرولم يتردد المرزوقي أو يركن إلى دبلوماسية لا تليق بالمقام التونسي الحالي والحراك المشتعل فى الشارع ليفضح أن الإمارات هى العدو الأول لثورات الربيع العربي ومتورطة فى تمويل كافة الانقلابات وتدعم الثورات المضادة، وتعمل بقوة على خلق أحزاب وكيانات تنفذ أجندة خاصة بعيدا عن أحلام الشعوب العربية فى الحرية.
وأكد الرئيس التونسي السابق على أنه لابد من الحذر من تلك القوي الخارجية التى تثير القلاقل فى الداخل باعتبار أن تونس ليست جزيرة منعزلة وإنما تمثل جزء من تآمر آل زايد وشركاه على الربيع العربي فى مصر وليبيا وسوريا واليمن، وهو ما يجب التوحد لمواجهته من قبل شعوب أرادت التحرر والديمقراطية والتنمية.
وحول الدور القطري المتهم بدوره فى بلدان الربيع العربي، كشف المرزوقي من موقع المسئولية عقب الثورة أنه يُشهد الله أن الدوحة وقفت بقوة إلى جانب إنجاح الثورة ودفعت أموالها من أجل تونس لا من أجل دعم جيوب التونسيين، بعكس الإمارات التى كانت حريصة على أن تذهب الأموال إلى خزانة بعض التونسيين لا إلى تونس.
وعرج المرزوقي إلى المشهد فى الداخل –والمشابه لم يحدث الآن فى مصر- مؤكدا أنه مع الاحتجاجات الحاشدة فى الشوارع ضد ممارسات السلطة العجوز ولكن مع التمسك بثوابت الثورة التونسية والحفاظ على السلمية وحماية الآمن العام والأرواح والممتلكات، والبحث عن مخرجات واضحة من معضلة "أزمة الحلول".
وأوضح المرزوقي –فى حواره عبر شبكة «فرانس 24»- مساء الجمعة، أن الرئيس التونسي الذى عبر إلى السلطة عبر الخزانة الإماراتية عجز عن تلبية احتياجات الشعب على مدار عام كامل وقفز فوق الأزمات الاقتصادية والسياسية والحياتية من خلال وعود كاذبة لا أثر لها على أرض الواقع، لذلك لم يصبح أمام الشعب خيارا سوي النزول مجددا إلى الميادين بعد أن يأس من الخطاب السياسي المزيف ولم يعد يحتمل مزيدا من الوعود.
ونكأ الرئيس التونسي السابق جرح الربيع العربي بعد السماح إلى الأنظمة القديمة بتصدر المشهد من جديد، مؤكدا أن من يتحدث عن فشل الثورة فى تونس فعليه أن يذكر أيضا أن الثورة المضادة فشلت هي الأخري، مشددا على أن السلطة فى تونس الآن هى استنساخ فج لدولة بن علي وإعادة لإنتاج نظام ثار عليه الشعب قبل خمس سنوات.
واعترف المرزوقي أن الحل لتلك الأزمة التى تحاصر مهد الربيع العربي لابد أن يترك الساسة والقابعين على رأس السلطة أنه من الضروري أن يمر عبر بوابة الديمقراطية عبر حزمة من القرارات الحاسمة، وإلا سيبحث الشعب عن الحل من خارج المنظومة الديمقراطية وهو الأمر الذي يرفضه تماما من تنامي العنف أو ركوب بعض الموتورين قافلة الاحتجاجات لتتوالي عمليات السلب والنهب فى مقدمة لانقلاب حاد فى المشهد السياسي، أو قد يصبح للإرهاب موطن قدم فى الدولة مدفوعا بحالة الغضب الشعبي قد تأول إلى تصلب السلطة وتفشي الدولة العسكرية.
ووصف السلطة الحالية المدعومة من الإمارات لا تتماشي مع طبيعة التحديات خاصة بعد أن فقد "نداء تونس" مصداقيته فى الشارع مع توالي الفضائح وانشطار مكونات الحركة، داعيا إلى مؤتمر إنقاذ وطني، وتشكيل حكومة وحدة وطنية قوية، حيث أن الحالية برهنت على أنها الأضعف وبلا مستقبل بعد أن تحول رئيسها إلى موظف لدى رئيس الدولة رغم صلاحياته الواسعة بحسب الدستور، محذرا من دخول أطراف خارجية أو غير مسئولة لتشعل النار فى البلاد.
التكامل الصهيونيحديث المرزوقي عن الدور الإماراتي ضد ثورات التحرر، جاء بالتزامن مع تصريحات كاشفة لوزير الدفاع الصهيوني موشيه يعالون، بتنامي حالة التكامل الاستراتيجي والاقتصادي مع أبو ظبي، والذى دخل مرحلة العلانية بعد عقود من العمل فى الخفاء.
وشدد المسئول العبري على التعاون غير المسبوق والقواسم المشتركة مع أبوظبي والذى بلغ ذروته فى الوقت الراهن من أجل مواجهة ثورات التحرر العربي، وهى العلاقة التى ترجمتها الإمارات علانية إلى فتح أول مكتب تمثيل دبلوماسي صهيوني فى الخليج.
وعرج يعالون للحديث عن العلاقة القوية التى تربط الكيان الصهيوني بـ الإمارات والسعودية والكويت، فى معرض حديثه عن التحول الإقليمي بعد رفع الحظر عن إيران، مشددا على أن طهران كانت وما زالت العدو الرئيسي لإسرائيل".
وأوضح -في كلمة أمام معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي- أنه إذا خُيّرت إسرائيل في التعامل بين داعش وإيران، سأختار التعامل مع داعش، معترفا أن معسكر المملكة العربية السعودية والإمارات والكويت بينهم وبين الاحتلال قواسم مشتركة، فى مواجهة إيران والإخوان المسلمين وقوى الجهاد العالمي.
وكشف عن توحد تلك الدول فى مواجهة الصعود الإيراني من جانب وتيارات الإسلام السياسي فى الجهة المقابلة، معتبرا إن المصالح والعلاقات اليوم أهم من الاتفاقات ومؤتمرات السلام، وعلى الغرب أن يستغل هذه الفرصة.
إرهاب آل زايدالمحلل السياسي المصري أسامة الصياد، كشف –بدوره- أن التدخل الإماراتي في تونس ليس وليد اليوم، وإنما بدأت منذ الأول بعد الإطاحة بنظام بن علي، وبدء صعود حركة النهضة الإسلامية التونسية كشريك في حكم البلاد، بداية من الحصول على الأغلبية في المجلس التأسيسي وتشكيل الحكومة التونسية، والبرلمان الذي حظى حزب نداء تونس بأغلبيته في الانتخابات، نهاية بصعود الباجي قايد السبسي رئيسًا للبلاد بدعم إماراتي.
وأوضح أن المتأمل فى الشأن التونسي يؤكد وضع الإمارات خطة لمواجهة نفوذ حركة النهضة الإسلامية في تونس بالاستعانة بأطراف داخلية وخارجية عدة، وهي ضمن خطة أوسع لمواجهة ثورات الربيع العربي وما أفرزته من حكومات الإسلام السياسي.
واعترف بخيبة الأمل التى أصابت الإمارات بعد أن دعمت الباجي قايد السبسي أمام منصف المرزوقي ليصل إلى منصب الرئاسة، لكن لم تكتمل الخطة الإماراتية لاستئصال النهضة من المشهد تمامًا، في ظل تنازلات الحركة التي قلبت الرأي العام التنظيمي المؤيد بداخلها بتهمة الانبطاح والتفريط في حقوقها.
مصادر داخلية بـ"النهضة" أكدت علمهم الكامل بالمخططات الإماراتية التي تحاك في الداخل التونسي، وقد ظهرت بصورة جلية في التظاهرات الأخيرة، بعدما قرروا استبدال السبسي حليفهم القديم بآخر جديد يعمل على أجندة إماراتية كاملة.
وفي ظل تأكيدات من مصادر داخلية تونسية كشفت عن تورط الإمارات في سلاسل العمليات الإرهابية التي تضرب تونس، لإفشاء حالة من الفوضى في البلاد تُمكنها من استكمال مخططها، وقد استشهدت هذه المصادر بعملية اغتيال السياسي شكري بلعيد التي تُشير دلائل عدة بأن الإمارات تقف خلفها، مما فتح بوابة الاغتيالات السياسية في تونس.
هذه العمليات الإرهابية –بحسب "نون بوست"- كانت أيضًا تستهدف بالأساس إنهاك الأمن التونسي وإثبات فشله في ظل الحكومة الحالية التي لا توالي الإمارات بشكل كامل، بالإضافة إلى استمرار محاولات الإمارات العبث بالجيش التونسي واستدراجه للساحة السياسية لتكرار الحالة المصرية في النهاية.
وأوضحت مصادر أخرى على معلومات تُشير إلى اجتماع لمحمد دحلان القيادي السابق بحركة فتح والمستشار الأمني لولي عهد أبوظبي بمجموعة من السياسيين ورجال الأعمال التونسيين خلال الاسابيع الماضي في منطقة البحيرة بقلب العاصمة التونسية تحت غطاء لقاءات اقتصادية وتجارية، من أجل مراجعة خطة الإمارات لتفجير الوضع التونسي الداخلي، ومن أبرز ملامح هذه الخطة الإماراتية هي تفجير حزب نداء تونس من الداخل الذي يقف كداعم رئيسي للرئيس الحالي السبسي بعد قبوله التحالف مع حركة النهضة، وقد تمت هذه الخطوة عن طريق جناح محسن مرزوق بالإنشقاق الذي حدث.
هذا الشقاق بين السبسي والإمارات واحتمالية استبداله أكدها حديث صحفي مقرب من السبسي يُدعى، سفيان بن فرحات، حيث أكد أن الإمارات حاولت الدفع بالسبسي للاستيلاء على السلطة حتى قبيل الانتخابات البرلمانية وتحويل تونس تجاه النموذج المصري، لكن الأمر لم يتم بالصورة التي أرادتها الإمارات لذلك بدأت عملية السخط عليه من الجانب الإماراتي.
وعليه فإن البعض يرى الدور الإماراتي يبرز في تونس في هذه الأحداث، من خلال خلية يُديرها محمد دحلان صاحب الدور المشبوه في ملفات المنطقة، في الوقت الذي يرى بعض المراقبين أن حركة النهضة التونسية والسبسي يقعان الآن في أخطاء مكررة أبرزها عدم مصارحة الشعب التونسي بما يدور في كواليس الأحداث، وهو ما ينذر بخطر شديد إذا ما تطورت الأحداث في الاتجاه التي تدفع الإمارات البلاد إليه.
هذه التحولات العنيفة التي أصابت الحركة الاحتجاجية الأخيرة تُشير إلى ضلوع الإماراتيين وحلفائهم في تونس بشكل واضح في عملية إشاعة الفوضى لإظهار عجز الحكومة الحالية، ومن ثم فتح الباب لما يُمسى "بثورة جديدة" على غرار أحداث الثلاثين من يونيو في مصر التي أطاح العسكر فيها بالرئيس الشرعي محمد مرسي.. وتبقي الكلمة فى النهاية للشعب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق