حازم حسني لـ"السيسي": متى تعرف أنك تضيعنا؟
09/01/2016 09:54 م
انتقد الدكتور حازم حسني، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، تكرار قائد الإنقلاب العسكري عبدالفتاح السيسي عبارة أنه "لن يضيعنا" فى أكثر من خطاب خلال الايام الماضية.
وقال حسنى في تدوينة له على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك” معلقا على خطاب السيسي:”للمرة الثانية خلال أيام يؤكد السيسي أنه لن يضيعنا، لا أعرف لهذا التأكيد المتكرر سببا إلا أن "البطحة صارت ظاهرة للجميع،" جميل أن لا يضيعنا بسياساته ومسارات قراراته، لكن متى نعرف أن هذه السياسات وهذه القرارات ستضيعنا؟ هذا سؤال مشروع، ما هى العلامة التى نعرف عندها أننا نسير فى سكة الندامة، أو - لا قدر الله - فى سكة اللى يروح ما يرجعش؟ هل هى لحظة ما بعد الضياع؟".
وأضاف:”لم يتحدث السيسي عن مستقبل المفاوضات بعد رفض الجانب الإثيوبى للطلب المصرى بزيادة عدد فتحات السد، بافتراض أن هذه الزيادة المأمولة فى عدد الفتحات هى كل المراد، وهى - بالتأكيد ليست كذلك" ، متساءلا: من يحاسب السيسي على ما وقع عليه باسم الدولة المصرية التى لا يتوقف عن تأكيد أنه يدافع عن وجودها، خاصة بعد تأكيده فى نفس الخطاب على أن مصر هى النيل الخالد؟ ومن تراه سيطالب السيسي الذى حكمنا بحكمته وحدها دون معاكس بتحمل مسؤولية سياسة "الحب والرفق" التى أدار بها الأزمة منذ بدايتها؟ ".
وتابع قائلا:”جميل أن يرى السيسي فى "الرفق والحنو" - حسب تعبيره - أشد درجات البأس، وجميل أن يثق الرئيس فى حكمته تلك وفى حكمة أقرانه المقربين، وجميل أن يكتفى بهذه الحكمة دونما التفات لباقى مكونات الدولة المدنية التى اعتبروها زائدة دودية لابد من العمل على استئصالها أو إهمالها حتى تضمر فتريح وتستريح".
وتساءل حسنى عن ماهية هذا التحدى الكبير والهائل الذى يواجهه الوطن مما طالب السيسي الشباب بالانتباه إليه، وهل هو - كما قال - ينحصر فيمن يسميهم "أهل الشر"؟ وما هى معركة البقاء التى تحدث عنها؟ وما هو شكل هذا الوطن الذى طالب الشباب بعدم الكفر به؟ هل هو الوطن كما عرفناه، أم هو له شكل جديد ستفرضه علينا مسارات مزاجية يرفض الرئيس حتى هذه اللحظة أن يعترف بأنها ستضيعنا؟".
واختم حسني قائلا:”مرة أخرى، متى نعرف أن حكمتك وحكمة خبرائك ستضيعنا سيدى الرئيس؟ حدد لنا علامة كى نعرف بغيابها أنك بالفعل لم تضيعنا بعد !! ... أما أن تكتفى بتأكيدك كل فترة أنك لن تضيعنا فهو أمر يصعب على من لا يجيدون الطبل والزمر والجرى وراء "عربية الرش" القبول به ولو من باب الاحترام البروتوكولى الواجب لشخص رئيس الدولة".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق