"فرق الموت".. السيسي يستنسخ الاحتلال الأمريكي في سيناء
07/01/2016 10:03 ص
كتب: أسامة حمدان
أسس "نابليون بونابرت" مليشيات مسلحة؛ لخدمة قوات الاحتلال الفرنسي في مِصْر، وقاد تلك المليشيات ضد أبناء مِصْر، "يعقوب المصري" الذي نبذه المِصْريون واحتقروه، فطلب من نابليون أن يأخذه معه، حتى لو كان جثة هامدة!
ولبى نابليون رغبة العميل المِصْري، ووضع جثته داخل برميل، وأخذه معه إلى فرنسا ليدفن مع العملاء الذين باعوا أنفسهم وضمائرهم للمحتل.
الأمر نفسه أعاده قائد الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي، عبر مسلحين يتجولون في شوارع مدينة "الشيخ زويد" في سيناء وهم يحملون أسلحة زودهم بها الجيش المِصْري، ويقيمون نقاطًا للتفتيش، في ظاهرة تشبه "الصحوات" التي تشكلت في العراق أو "شبيحة" بشار الأسد في سوريا؛ لمساندة النظام ضد جماعات مسلحة.
وتقيم في سيناء نحو 26 قبيلة تتنوع في حجمها وقوتها؛ ففي الشمال حيث المواجهات الدامية، تقطن قبائل السواركة والعبايدة والرياشات والدواغرة والرميلات وبلي والبياضية والأخارسة والعقايلة والسماعنة، بينما تتمركز قبائل التياها والترابين واللحيوات والحويطات في وسط سيناء، وفي الجنوب تقطن قبائل العليقات ومزينة والقرارشة والجبالية والعوازمة وأولاد سعيد والصوالحة والحماضة.
وتركز المسلحون في مناطق جبل الحلال بوسط سيناء، طوال فترة حكم المخلوع مبارك وحتى ما قبل ثورة 25 يناير 2011، مستفيدين من طبيعتها الجبلية شديدة الوعورة، وارتفاعه الشاهق واحتوائه على كهوف متشابكة، وآبار مياه فضلا عن صعوبة اقتحامه لكونه محاطًا بسهل ممتد يمكّن القاطنون في أعلاه من رصد أي محاولات اقتحام عن بعد.
استنساخ تجربة
ويحاول "السيسي" استنساخ تجربة الصحوات والشبيحة، بعدما تزايدت العمليات التي ينفذها مسلحون تابعون لما يعرف بولاية سيناء التابعة لـ تنظيم الدولة الإسلامية، وبعد إسقاط طائرة مدنية روسية أقلعت من مطار شرم الشيخ العام الماضي، بوضع قنبلة بإحدى الحقائب ما أدى إلى مصرع 224 شخصا هما ركاب الطائرة وطاقمها.
ويحاول إخفاء حقيقة أن أكثر من يد تعبث بسيناء؛ منها الاحتلال الإسرائيلي ذاتها عن طريق عميلها "محمد دحلان"، إضافة أن ثمة حقيقة يعلمها أي باحث للشأن السيناوي أن ما تصفه حكومة السيسي بـ"الإرهاب" فى سيناء، هو في حقيقة الأمر له دوافع خارجية تورط فيها نظام السيسي، إضافة إلى عوامل داخلية متعددة من أهمها: غياب التنمية، ضعف مؤسسة العدالة، انتشار الفساد عبر التهريب والمخدرات، القمع الأمني وحرمان السكان من التمتع بالمواطنة الكاملة، تجاهل وتحقير عادات وتقاليد أهل سيناء.
ولا يجب أن يغيب عن ذاكرتنا أن قبائل وعشائر سيناء، هى التى رفضت أن تعلن استقلال سيناء إبان الاحتلال الإسرائيلي، الذى كان يرعى اهلها رعاية كاملة، ووفر لها البيئة الإعلامية العالمية لإعلان هذا الاستقلال.
فشل الاحتلال الإسرائيلي
وفشل الكيان الصهيوني قبل الانسحاب من سيناء في صناعة صحوات مؤيدة للاحتلال ضد الجيش المِصْري، ومن الأحاديث المتداولة بين أهل سيناء عن اهتمام الاحتلال بهم، عبر توفير جميع الخدمات المتميزة متضمنة الخدمات الصحية؛ فكان يرسل فورا طائرة هليكوبتر لنقل المريض الذى يحتاج إلى عناية إلى مستشفى عكا العسكرى.
وثمة دراسة متعمقة عمد العسكر إلى إهمالها، تمت فور انسحاب الاحتلال من سيناء، واضطلع بها مجلس الشورى، بقيادة الدكتور محمود محفوظ، نوه فى مقدمتها بضرورة العناية القصوى بأهل سيناء، الذى عمل الاحتلال جاهدا لتغيير نظرتهم إلى دولتهم الأم.
واتهم مواطنون وأصحاب محال تجارية بوسط "الشيخ زويد"، فرق الموت بإطلاق الرصاص لترويع المواطنين ومن يعترضهم يتم اعتقاله، ومن ثم أصبحوا كالجيش لا يستطيع أحد التصدي لهم خشية التنكيل به.
وتشير التقارير -التي تتحدّث عن تشكيل مجموعتين من أبناء قبائل سيناء لقتال تنظيم "الدولة الإسلامية"- إلى أن "السيسي" ينتهج تسليح رجال القبائل السيناوية الموالية له، في خطّة شبّهها بعض الخبراء بتجربة صحوات بغداد، وحذّروا من تداعياتها السلبية على المدى البعيد، تتخلص في انزلاق سيناء في مـأزق حرب أهلية بين القبائل.
فشل العسكر!
وفي هذا الصدد يقول الشيخ موسى الدلح -أحد شيوخ قبيلة "الترابين" الموالية للعسكر-: "إن الجيش لن يستطيع مواجهة تنظيم بيت المقدس"، وأن قبيلته استطاعت "تحرير" إحدى القرى التي تعتبر معقلاً للتنظيم.
أسس "نابليون بونابرت" مليشيات مسلحة؛ لخدمة قوات الاحتلال الفرنسي في مِصْر، وقاد تلك المليشيات ضد أبناء مِصْر، "يعقوب المصري" الذي نبذه المِصْريون واحتقروه، فطلب من نابليون أن يأخذه معه، حتى لو كان جثة هامدة!
ولبى نابليون رغبة العميل المِصْري، ووضع جثته داخل برميل، وأخذه معه إلى فرنسا ليدفن مع العملاء الذين باعوا أنفسهم وضمائرهم للمحتل.
الأمر نفسه أعاده قائد الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي، عبر مسلحين يتجولون في شوارع مدينة "الشيخ زويد" في سيناء وهم يحملون أسلحة زودهم بها الجيش المِصْري، ويقيمون نقاطًا للتفتيش، في ظاهرة تشبه "الصحوات" التي تشكلت في العراق أو "شبيحة" بشار الأسد في سوريا؛ لمساندة النظام ضد جماعات مسلحة.
وتقيم في سيناء نحو 26 قبيلة تتنوع في حجمها وقوتها؛ ففي الشمال حيث المواجهات الدامية، تقطن قبائل السواركة والعبايدة والرياشات والدواغرة والرميلات وبلي والبياضية والأخارسة والعقايلة والسماعنة، بينما تتمركز قبائل التياها والترابين واللحيوات والحويطات في وسط سيناء، وفي الجنوب تقطن قبائل العليقات ومزينة والقرارشة والجبالية والعوازمة وأولاد سعيد والصوالحة والحماضة.
وتركز المسلحون في مناطق جبل الحلال بوسط سيناء، طوال فترة حكم المخلوع مبارك وحتى ما قبل ثورة 25 يناير 2011، مستفيدين من طبيعتها الجبلية شديدة الوعورة، وارتفاعه الشاهق واحتوائه على كهوف متشابكة، وآبار مياه فضلا عن صعوبة اقتحامه لكونه محاطًا بسهل ممتد يمكّن القاطنون في أعلاه من رصد أي محاولات اقتحام عن بعد.
استنساخ تجربة
ويحاول "السيسي" استنساخ تجربة الصحوات والشبيحة، بعدما تزايدت العمليات التي ينفذها مسلحون تابعون لما يعرف بولاية سيناء التابعة لـ تنظيم الدولة الإسلامية، وبعد إسقاط طائرة مدنية روسية أقلعت من مطار شرم الشيخ العام الماضي، بوضع قنبلة بإحدى الحقائب ما أدى إلى مصرع 224 شخصا هما ركاب الطائرة وطاقمها.
ويحاول إخفاء حقيقة أن أكثر من يد تعبث بسيناء؛ منها الاحتلال الإسرائيلي ذاتها عن طريق عميلها "محمد دحلان"، إضافة أن ثمة حقيقة يعلمها أي باحث للشأن السيناوي أن ما تصفه حكومة السيسي بـ"الإرهاب" فى سيناء، هو في حقيقة الأمر له دوافع خارجية تورط فيها نظام السيسي، إضافة إلى عوامل داخلية متعددة من أهمها: غياب التنمية، ضعف مؤسسة العدالة، انتشار الفساد عبر التهريب والمخدرات، القمع الأمني وحرمان السكان من التمتع بالمواطنة الكاملة، تجاهل وتحقير عادات وتقاليد أهل سيناء.
ولا يجب أن يغيب عن ذاكرتنا أن قبائل وعشائر سيناء، هى التى رفضت أن تعلن استقلال سيناء إبان الاحتلال الإسرائيلي، الذى كان يرعى اهلها رعاية كاملة، ووفر لها البيئة الإعلامية العالمية لإعلان هذا الاستقلال.
فشل الاحتلال الإسرائيلي
وفشل الكيان الصهيوني قبل الانسحاب من سيناء في صناعة صحوات مؤيدة للاحتلال ضد الجيش المِصْري، ومن الأحاديث المتداولة بين أهل سيناء عن اهتمام الاحتلال بهم، عبر توفير جميع الخدمات المتميزة متضمنة الخدمات الصحية؛ فكان يرسل فورا طائرة هليكوبتر لنقل المريض الذى يحتاج إلى عناية إلى مستشفى عكا العسكرى.
وثمة دراسة متعمقة عمد العسكر إلى إهمالها، تمت فور انسحاب الاحتلال من سيناء، واضطلع بها مجلس الشورى، بقيادة الدكتور محمود محفوظ، نوه فى مقدمتها بضرورة العناية القصوى بأهل سيناء، الذى عمل الاحتلال جاهدا لتغيير نظرتهم إلى دولتهم الأم.
واتهم مواطنون وأصحاب محال تجارية بوسط "الشيخ زويد"، فرق الموت بإطلاق الرصاص لترويع المواطنين ومن يعترضهم يتم اعتقاله، ومن ثم أصبحوا كالجيش لا يستطيع أحد التصدي لهم خشية التنكيل به.
وتشير التقارير -التي تتحدّث عن تشكيل مجموعتين من أبناء قبائل سيناء لقتال تنظيم "الدولة الإسلامية"- إلى أن "السيسي" ينتهج تسليح رجال القبائل السيناوية الموالية له، في خطّة شبّهها بعض الخبراء بتجربة صحوات بغداد، وحذّروا من تداعياتها السلبية على المدى البعيد، تتخلص في انزلاق سيناء في مـأزق حرب أهلية بين القبائل.
فشل العسكر!
وفي هذا الصدد يقول الشيخ موسى الدلح -أحد شيوخ قبيلة "الترابين" الموالية للعسكر-: "إن الجيش لن يستطيع مواجهة تنظيم بيت المقدس"، وأن قبيلته استطاعت "تحرير" إحدى القرى التي تعتبر معقلاً للتنظيم.
وهو ما يعني أحد الاحتمالين: إما أن "الترابين" لا تتعاون مع الجيش وأخفت عنه كل هذه المعلومات، أو أنها تعاونت وقدمت له المعلومات، ومع ذلك ترك لها مهمة تحرير "العجرا"، غير أن شهادته بأن الجيش لا يستطيع مواجهة التنظيم، تظل ذا دلالة لا يمكن إغفالها بحال.
والمشهد اللافت هو تحرك القبائل المسلحة من جنوب سيناء إلى شمالها، ولم تتحدث الأخبار بأن قوات الأمن طبقت القانون وتصدت لها وصادرت أسلحتها، فالجيش وحده صاحب الحق في حمل "السلاح الشرعي".
الأخبار تقول إن القبائل الموالية للعسكر، اعتدت على قرى شمالية وأحرقت البيوت والممتلكات والمزارع وهجرت أهالي بعض القرى، وبالطبع لم يحدث ذلك في "الظلام" ولكن علانية تحت نظر وعيون قوات الأمن "المتوثبة" أربعًا وعشرين ساعة في تلك المناطق!.
ويبدو أن عسكر الانقلاب يعتقدون بأنه يمكن استنساخ «الصحوات» في التجربة العراقية، أو "شبيحة" بشار في سوريا، وهو اعتقاد شيطاني، سيلحق سيناء إلى النموذجين العراقي والسوري: حرب أهلية لا نهاية لها.
ويذكر التاريخ أن الرئيس محمد مرسي، أشار في كلمة عقب تحرير سبعة جنود تم اختطافهم في سيناء عام 2013، إلى أن "مَنْ يُجرم ويخالف يجب أن يحاسب"، وتابع قائلاً: "لسنا دعاة حرب، ولكننا قادرون على أن نحقق الأمن داخل وخارج حدودنا، ونحمي التنمية والاستقرار والسلام".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق