صحف العسكر تفضح "السيسى" بدلاً من تفخيمة أمام المصريين بسبب المختطفين فى ليبيا
منذ 4 ساعة
عدد القراءات: 3882
بروباجندا كبرى في صحف اليوم الأربعاء، حول استقبال السيسي لواحد وعشرين عاملا مصريا قيل إنهم اختطفوا في ليبيا منذ 30 ديسمبر الماضي ثم أطلق سراحهم أمس. وبعد تحريرهم؛ راحت الصحف تتحدث عن دور مزعوم للسيسي والمخابرات والحكومة في هذا الشأن؛ رغم أن أهالي العمال المختطفين وهم من محافظة المنيا اتهموا الحكومة مرارا وتكرارا بتجاهل قضية أولادهم تماما!.
هو إذًا توظيف للحدث حتى يُخدِّم على أهداف سياسية؛ تحاول إبراز السيسي القاتل المستبد كإنسان شهم نبيل ورئيس بسيط لكل المصريين خصوصا إذا قارنا الاهتمام المبالغ فيه إزاء قضية خطف 21 قبطيا تم قتلهم بعد ذلك على يد داعش ليبيا ، واستخدام الطيران في هجوم عنتري على مواقع مدنية ليبية لا علاقة لها بداعش في ظل تغطية إعلامية واسعة جعلت من هذه الجريمة إنجازا وتعبيرا عن القوة المصرية القادرة على ردع الدواعش.
وأبرزت الصحف الصادرة الأربعاء الموضوع في 7 مانشيتات في كل من الأهرام والأخبار والجمهورية والوطن واليوم السابع والوفد والدستور، كما أبرزتها الصحف الأخرى في عناوين بارزة. وركزت الصحف على تصريحات السيسي ومنها: «لا يمكن نسيب أولادنا في خطر»، «مصر أولى بكم» و«عندنا فرص عمل بالمشروعات القومية» «لن نترك مواطنا مهددا بأي مكان في العالم».
أما اليوم السابع فتبرز موقفا تحاول من خلال رسم صورة للسيسي الذي قتل 3 آلاف مصري في يوم واحد بميدان رابعة وغيره على أنه شهم وابن بلد، وكتبت « السيسي يداعب الشباب: معاكم 50 جنيه كدا ولا حاجة ويوجه المسئولين: ادوهم الفين كدا ولا تلاتة علشان مايخشوش على أهاليهم كده»!.
وتم التأكيد في مضامين هذه المعالجات الإعلامية على شكر المخابرات والخارجية وخليفة حفتر وحكومة طبرق التي تعترف بها سلطات الانقلاب والمجتمع الدولي، وأن أسئلة الخاطفين تركزت على الجيش المصري مع ضرب المخطوفين وحرمانهم من الطعام بحسب صحيفة الأخبار.
غموض هوية الخاطفين!
أما عن الجهة الخاطفة للعمال فلم تشر إليها سوى الدستور ووصفتها بمليشيات متطرفة في ليبيا. فيما سكتت باقي الصحف تماما وليس هناك أي إشارة إلى أنها مليشيات تابعة لداعش أو حتى جماعات إرهابية مسلحة، وفي تقرير نشرته صحيفة الشروق يوم الجمعة 15 يناير الماضي تحت عنوان «أهالي المصريون «المختطفون في ليبيا»: لا معلومات مؤكدة عن ذوينا حتى الآن» نقلت عن بعض أهالي المخطوفين تأكيدهم على حالة الغموض بشأن الخاطفين ونشرت تصريحات شقيق أحد العمال المختطفين يدعى عمار حسن أشار فيها إلى أنه تم اختطافهم على يد مسلحين مجهولين دون إي إشارة إلى داعش أو إرهابيين.
«وأضاف «عمار»، لـ«الشروق»، أن عدد المختطفين 21 وهم جميعا من قرية ساقية داقوف بمركز سمالوط، محافظة المنيا، وأنهم جميعا من نفس العائلة، لافتا إلى أنهم حتى مساء أمس، كانوا يتواصلون مع أقارب لهم في ليبيا لمعرفة مصير زويهم، قائلا: «احنا في ليبيا أكتر من 25 سنه، ولينا ناس كتير هناك وليبيا مش غريبة علينا».
وتابع: «لا توجد معلومات مؤكدة عن ذويهم أو عن من قاموا باختطافهم، وهل هم محتجزين أم أنهم مختطفين»، لافتا إلى أن الروايات التي تقال حول اختفائهم كثيرة».
«وكان السفير أحمد أبو زيد، المتحدث باسم وزارة الخارجية، صرح بأن هناك روايات كثيرة حول ما حدث للمصريين في ليبيا، وهل العمال اختطفوا أم قبض عليهم، لافتا إلى أن وزارة الخارجية تتواصل مع القبائل الليبية لمعرفة حقيقة الأمر». وهو ما يؤكد حالة الغموض بشأن الخاطفين
بيان للخارجية: مقبوض عليهم لا مخطوفين
بالبحث والتحري، تتكشف المفاجأة؛ فإن بيانا رسميا صدر من الخارجية المصرية يوم السبت الموافق 9 يناير الماضي يؤكد فيه المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، المستشار أحمد أبوزيد ونشرته معظم الصحف والمواقع ومنها (CNN) بالعربي يحدد فيه هوية الخاطفين مؤكدا أن الجهة الخاطفة هي السلطات الليبية المعنية بالهجرة غير الشرعية. بحسب (CNN) بالعربي».
«ولفت البيان إلى أن المعلومات الأولية أشارت إلى أن السلطات الليبية المعنية بالهجرة غير الشرعية هي من قامت بالقبض على هؤلاء الشبان، واحتجاز العربات التي كانت تقلهم، وأنهم متواجدون في مدينة "زله"، ضمن منطقة "الجفرة" في وسط ليبيا. وأكد سليمان ذلك، السبت، إذ قال إن العمال احتجزوا بسبب اتهامهم بدخول الدولة بطريقة غير شرعية، حسبما نقلت "بوابة الأهرام"»!
فضيحة السيسي
هي إذا فضيحة من العيار الثقيل حيث تم القبض على العمال المصريين بصورة طبيعة جدا من جانب السلطات الليبية الموالية لحفتر والمدعومة من السيسي وسلطات الانقلاب وذلك لأسباب تتعلق بوجودهم داخل ليبيا بطريقة غير شرعية ثم تم إطلاق سراحهم بكل سهولة..
المشهد يعيد إلى الأذهان فضيحة السيسي والإعلام المصري في الأسبوع الأول من مايو الماضي 2015 عندما زعم السيسي وإعلامه أنه تمكن من تحرير عدد من المختطفين الأثيوبيين واستقبلهم في المطار واعتبرت الفضائيات والصحف ذلك «ضربة معلم» وسرعان ما تكشفت الحقيقة من جانب أثيوبيا التى أكدت أن السيسي لم يحرر الأثيوبيين وأنهم فقط كانوا مقيمين في ليبيا وتم ترحيلهم بتنسيق من السفير الأثيوبي وأن القاهرة مجرد ترانزيت وتوصيله. وهي الفضيحة المدوية التي تلاحق السيسي الذي لا يتعلم كيف يكون إنسانا محترما فضلا عن رئيس سفاح انقلب على الرئيس المنتخب.
لماذا إذُا كل هذه البروباجندا وتوظيف الحدث لأغراض سياسة تظهر السيسي بمظهر البطل الزعيم؟! إن ما يجري يعكس يقينا لدى السيسي وسلطات الانقلاب بتردي شعبيتهم إلى الحضيض؛ لذلك يتعلقون بأي شيء من شأنه أن يداري فشلهم ويغطي على ضعفهم يستطيعون من خلال الاستمرار في خداع الشعب وتضليله حتى لو بالبهتان والأكاذيب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق