شاهد.. دراج يحدد بوصلة "الربيع العربي" ويحذر الثورات المضادة
24/01/2016 11:01 ص
* الربيع العربي يشكل تهديدا وجوديا لمنظومة الهيمنة.. والتحرر بات "ظاهرة عالمية"
* "حصر الثورة" الخطأ الأكبر .. و"التيار الجامع" نقطة فاصلة لنجاح الحراك الشعبي
كتب - هيثم العابد:
أكد د. عمرو دراج، وزير التخطيط والتعاون الدولي في حكومة د. هشام قنديل، أن ثورات الربيع العربي التى اندلعت شرارتها قبل نحو 5 سنوات ولا زالت تجسد النضال الشعبي فى الشارع حتى الآن، شكلت تهديدًا وجوديًّا للمنظومة المهيمنة ليس على الصعيد الإقليمي فحسب، وإنما الحديث ينسحب على حركة التحرر فى العالم.
وأوضح دراج- في كلمته خلال مؤتمر ائتلاف الجمعيات من أجل الديمقراطية والحريات، الذي عقد في باريس أمس السبت- أن شعوب العالم سواء في المجتمعات الغربية أو الشرق تشارك بشكل أو بآخر في الهم ذاته الذي أشعل فتيل الثورات، مشيرًا إلى أن هذا يظهر جليًّا في المناقشات التي تتم على نطاق واسع مع العديد من الشخصيات المهمة في العديد من البلدان والتي تشتكي بدورها من التهميش وسيطرت بعض النخب على عالم السياسة والمال والإعلام.
وكشف القيادي الإخواني- في مؤتمر "الربيع العربي.. الأمل والعدالة والازدهار"- عن ظهور العديد من حركات التحرر بالفعل في أوروبا وأمريكا للتخلص من منظومة الهيمنة التي يرون أنها مستبدة، وهي النقطة الجوهرية التي يجب أن يتوقف عندها الجميع حيث بات الربيع العربي جزءًا من ظاهرة عالمية تريد أن تحرر الإنسان.
وأوضح وزير التخطيط فى حكومة الشرعية أن الربيع العربي وحركات التحرر بوجه عام، جاءت من أجل تمكين المهمشين من الشباب والنساء وسائر فئات المجتمع لأداء أدوار أكبر فى المنظومة الحياتية، كل وفقًا لقدراته وبالكيفية التي تعبر عنه دون إقصاء أو هيمنة، وبالتالي ظهرت فى مواجهة تلك الحالة الثورية الثورات المضادة.
وأشار إلى أن الخوف من حركات التحرر يبرر لماذا تم دعم الثورات المضادة على نطاق واسع ليس فقط من المنتفعين فى الداخل وإنما على المستوي الإقليمي والدولي وحتى هذه اللحظة؛ باعتبارها منظومة مضادة لحالة الحراك الثوري الذى ينشد التغيير، إلا أن هذا التغيير قادم لا محالة وتلوح بوادره فى الأفق المنظور.
وشدد دراج على أن الربيع العربي يمر الآن بمرحلة فاصلة وبدايات تحول تاريخية، يقودها إرادة هائلة للتغير يستشعرها الجميع لا تقتصر على الشباب وإنما تعتمل فى داخل الكل من أجل تغيير منظومة الظلم، مشيرًا إلى أنه حان الوقت لصناعة منظومة عادلة يتشارك فيها الجميع من أجل تحقيق مفهوم الإنسانية فى أرفع درجاته.
وأضاف أنه مع حلول الذكرى الخامسة لثورات الربيع العربي التى انطلقت شرارتها من تونس لتعبر إلى مصر ومنها إلى سائر أقطار الوطن المنكوب، لا بد من تحديد البوصلة على وقع بلورة المشهد إلى تيار موحد يجمعه هدف وحيد هو الانتصار للثورة وليس فقط انهاء انقلاب أو التخلص من طاغية أو حاكم ظالم.
واعتبر السياسي البارز أنه من الخطأ حصر الثورة فى تحقيق أهداف سياسية أو فئوية أو أيدولوجية محدودة، بل ينبغي فى إطار هذا التيار الجامع أن يدرك الكافة أن هناك عملاً شاقًّا بانتظار الثوار من أجل تحرير حقيقي لإرادة الإنسان العربي وعندما نصل إلى تلك النقطة تصبح باقي الأمور سهلة وفي المتناول.
واختتم دراج كلمته بالتأكيد على أنه لا بديل عن هذا التوجه؛ حتى تصبح متجمعاتنا العربية صحية وصحيحة وقدوة يمكن فيها الإنسان من أداء دوره على الوجه الأمثل، وهو ملخص ما يرنو إليه الثوار، وينبغي بالتبعية أن تُبصر الشعوب بتلك الحقائق حتى يدركوا جيدًا ما يجب أن يفعلوه في تلك المرحلة الفاصلة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق