هويدي يكشف حقيقة «حلف مصر وإسرائيل السري» لعزل تركيا وتهويد القدس
01/02/2016 08:40 ص
كتب- هيثم العابد
أعرب الكاتب الصحفي فهمي هويدي عن قلقه البالغ حيال التطور اللافت فى العلاقات "المصرية الإسرائيلية"، مؤكدا أن تشابك المصالح والانخراط في تحالفات سرية صلبة بات فى حاجة إلى تحرير يوضح خطوطها الصفراء والحمراء.
وأوضح هويدي –فى مقاله بصحيفة "الشروق"- اليوم الاثنين، أن الحيرة التى تخيم على أجواء العلاقة بين الانقلاب والاحتلال بدأت مع توصيت مصر لأول مرة في تاريخها لصالح ضم إسرائيل لعضوية إحدى لجان الأمم المتحدة في شهر أكتوبر من العام الماضي، مشددا على أن التبريرات التي ذكرت آنذاك لم تكن مقنعة على الإطلاق، والتي كان منها أن ما حدث كان نتيجة التباس وخطأ في تلقي التعليمات.
واعتبر الكاتب الصحفي البارز أن الحيرة المشوبة بالقلق حول تلك العلاقة المشبوهة تفاقمت، بعد الإطلاع على مقال افتتاحي نشرته صحيفة «يديعوت أحرونوت» الخميس الماضي، كتبه صحفي إسرائيلي مهم هو أليكس فيشمان المحلل العسكري المعروف بصلاته الوثيقة بأركان السلطة وأجهزة الأمن؛ إذ ذكر الرجل في مقاله أن هناك تحالفا أمنيا اقتصاديا نسج في الخفاء على أساس «استراتيجي صلب»، يضم كلا من اليونان وقبرص وإسرائيل ومصر، وبشكل غير مباشر الأردن.
وأضاف: "هو ما أطلق عليه وصف «حلف دول الحوض الشرقي للبحر المتوسط»، (تركيا مستبعدة منه لأسباب مفهومة)"، مشيرا إلى أن أنقرة تنظر إلى تحالف محور البحر المتوسط الجديد بأنه يهدف إلى عزل تركيا عسكريا واقتصاديا، في مقابل توطيد العلاقات بين أثينا وتل أبيب من جانب، وتصدي مصر لأى محاولة للتقارب بين إسرائيل والأتراك.
واستنكر هويدي حالة الصمت المخيب المسيطر على القاهرة حيال الأنباء المتداولة حول الحلف المشبوه، خاصة وأن اليونان وقبرص تقومان بدور مشبوه لصالح إسرائيل في الساحة الأوروبية، -حسبما ذكرت التقارير الإسرائيلية- حيث يعتمد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عليهما في مساعيه لتخفيف العقوبات التي كان يفترض أن يقررها وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، بخصوص تمييز منتجات المستوطنات في الأسواق الأوروبية بسبب عدم اعتراف القانون الدولي بشرعيتها.
ولفت إلى أن المجلس المركزي الأرثوذوكسي في فلسطين أدان –فى بيان رسمي- هذا الأسبوع سياسة الحكومتين اليونانية والقبرصية المنحازة لإسرائيل، وأصدر المجلس يوم الجمعة الماضي (29/1)، مشيرا إلى أنه ينظر باستغراب شديد إلى هذا التحول في المواقف السياسية والاقتصادية من جانب الحكومتين "الصديقتين"، الذي سيؤثر بصورة سلبية على حقوقنا الوطنية والسياسية والاقتصادية.
ونقل المحلل السياسي –عن تقرير نشرته صحيفة «الحياة» اللندنية- يكشف أن الكنيسة الأرثوذوكسية اليونانية تمتلك 15% من أراضي فلسطين التاريخية أغلبها فى القدس، وهو ما دفع المجلس الأرثوذكسي إلى التحذير من أن تجاهل أثينا ونيوقوصيا لاغتصاب الآراضي من المستوطنين الصهاينة، ولا يدعم «نضالنا ضد تسريب وتهويد العقارات والأوقاف والإرث التاريخي الأرثوذوكسي.. الأمر الذي يسهم في هجرة أبنائنا العرب المسيحيين عموما والأرثوذوكس خصوصا، مما يسهم في إفراغ الوطن من مكون أساسي من مكوناته».
واختتم هويدى مقاله: "تطول قائمة الأسئلة الحائرة والقلقة، بحيث تتجاوز مسألة الحلف الذي تحدث عنه المحلل العسكري أليكس فيشمان، لتشمل طبيعة وآفاق التعاون القائم بين مصر من جانب واليونان وقبرص من جانب آخر.. وأرجو ألا تطول حيرتنا بحيث نظل فريسة للبلبلة والشكوك".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق