وائل قنديل يكشف: لماذا الانقلاب مرتبك فى هذا الوقت ؟
منذ يوم
عدد القراءات: 8105
قال الكاتب الصحفي وائل قنديل: إن حالة من الارتباك تشهدها سلطة الانقلاب وعبر عنها بتشنّج، المذيع في الفضاء السيساوي محذرًا من "الكلاب الجربانة السعرانة" التي تتحدث باسم النظام، ويكاد نباحها يتسبب في سقوط "الدولة".
وأضاف قنديل -خلال مقاله بصحيفة "العربي الجديد" اليوم الثلاثاء- أن هذه العصبية الطافحة فوق الشاشات ليست إلا تعبيرًا عفويًّا عن حالة من الارتباك، المشوب بالرعب الذي يسيطر على أركان "نظام اللا دولة" الذي تغوص فيها مصر، منذ حطّت قافلة السيسي رحالها فوق جثة ثورةٍ مصرية، لم يستطيعوا تحمل مولودها الديمقراطي على قيد الحياة أشهرا معدودات.
وأوضح أنه منذ فترة الاستعداد لانتخابات برلمان السيسي، بدأت عمليات قطع رؤوس، ودارت ماكينة الإقصاء والاستبعاد، لمن لا يمتثل بالدرجة الكافية لتعاليم "المهابرة" ويحترم نصوص القافلة المقدسة، فكان مصير نفرٍ ممن تمرّدوا على قرار الاستبعاد من خوض الانتخابات النيابية، السجن في قضايا فساد مالي، تم تطبيخها على وجه السرعة، فيما وجد آخرون أنفسهم وليمةً للمتطرفين الغلاة ممن أسماهم المذيع السيساوي "الكلاب الجربانة السعرانة".
وأشار إلى تفسير حالة الهياج التي تنتاب مجموعات حراسة القافلة الكسيحة، هذه الأيام، في أنهم يتشمّمون رائحة موجات جديدة من الاستبعاد، في إطار منهجية التخفف من الأحمال الزائدة، ومنها حرق الصغار الممثلين في أمناء الشرطة لحماية الكبار، حين يشعرون بالخطر.
وقال قنديل: "في "عالم السيسي"، تجد شيئاً من ذلك يتصاعد، كلما تراكمت علامات تعثر القافلة، واتجاهها نحو العطب الكامل. فمن كان يتصور أن "بطل الجريمة المقدسة" الذي ادّعى أن فظائعه الأولى بحق معارضيه إنما كانت من أجل حماية البلاد من الاحتراب المجتمعي، والاقتتال الأهلي، يقف متفرجاً، بسعادةٍ غامرة، على صيرورة قانون الانتخاب الطبيعي التي تفضي إلى التخلص من الأصغر، ثم الصغير، توالياً، حتى تصل إلى عالم الكبار؟".
وتابع"من كان يتخيّل أن أمناء الشرطة "الحواتم الصغار" سيأتي عليهم اليوم الذي يهتفون فيه ضد الضباط "الحواتم الكبار"، ويعايرونهم بالعبارة اللطيفة "أبو خمسين في المية"، فيرد الكبار بالسخرية من "اللي ساقط إعدادية"؟ أو يأتي وقت يتلاشى فيه النائب البرلماني المعين، المثقف الأديب يوسف القعيد، فلا يُسمع له صوت، أو يراه أحد بالعين المجردة، تحت قبة البرلمان، بينما يصيح زميله المنتخب، المتمرد، توفيق عكاشة، مطالباً بانتخابات رئاسية مبكرة، ويُحدث شغباً يؤدي إلى طرده من تحت قبة البرلمان؟".
واختتم قنديل مقاله بأن النظام كله اصيب بخلل في الدماغ، أدّى إلى نوباتٍ من التشنّجات العصبية، تصل إلى حد الهلوسة، تتفاقم كلما غاصت القافلة في مستنقعات الفشل وقلة الحيلة، "فتجدهم يتناوشون ثم يتعاركون، وكلٌ يدّعي أنه الأنفع للحراسة، بينما الآخرون "كلاب سعرانة جربانة"، بينما الواقع ينطق بأن القافلة لا تسير، لكن العواء على أشدّه".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق