مفاجأة.. إيطاليا تحصل على أدلة تثبت قتل الأمن "ريجيني"
13/02/2016 05:12 م
أعلنت الشرطة الإيطالية أنها حصلت على أدلة تؤكد تورط ضباط أمن مصريين كانوا يرتدون ملابس مدنية في قتل الباحث الإيطالي جيوليو ريجيني والذي تم العثور على جثته يوم الأربعاء 3 فبراير الجاري.
جاء ذلك في تقرير نشرته صحيفة إندبندنتالبريطانية اليوم السبت 13 فبراير، وأوضحت الشرطة الإيطالية أن هذه المعلومات حصلت عليها من شاهد موثوق فيه، رأى بنفسه واقعة توقيف ريجيني من جانب ضباط أمن يرتدون ملابس مدنية بالقرب من منزله ليلة اختفائه، في إشارة إلى ضباط الأمن الوطني.
وأشار تقرير "إندبندنت" إلى أن السلطات المصرية نفت تدخلها في اختطاف وتعذيب ريجيني البالغ من العمر 28 عامًا، والذي وُجد مقتولًا على جانب أحد الطرق في القاهرة في 3 فبراير الجاري، بعد تسعة أيام من اختفائه.
وظهر أن المحققين من روما تحدثوا مع شخص منحهم ما وصفته الصحف الإيطالية بـ"تفاصيل ملموسة" بتوقيف ريجيني خارج محطة مترو البحوث التي تقع على بعد دقائق من شقته، وذلك يوم 25 يناير الماضي، بحسب الصحيفة، فعلى ما يبدو كان ريجيني في طريقه لزيارة "حسنين كشك"، الذي يُعتبر مثقفًا بارزًا مناهضًا لحكم الجنرال "عبدالفتاح السيسي".
كما ظهر أن الطالب الإيطالي لاحظ تصوير مراقب مجهول له أثناء حضوره اجتماع للمعارضين السياسيين في 11 ديسمبر الماضي.
وهناك تقارير أيضًا تشير إلى أن ضابط الشرطة المسؤول عن التحقيق في جريمة القتل أدين مسبقًا بالتورط في تعذيب وقتل أحد المحتجزين.
اعترافات مثيرة لـ3 قيادات أمنية باحتجاز ريجيني
وفي تقرير لصحيفة نيويورك تايمز كبرى الصحف الأمريكية وأوسعها انتشار قالت إن "ثلاثة مسؤولين أمنيين اعترفوا أن ريجيني كان قد تم احتجازه بالفعل، وهو ما يعزز شكوك روما بشأن وجود يد رسمية في مقتل الطالب الإيطالي"، بحسب الصحيفة الأمريكية.
وأضافت نيويورك تايمز أن المسئولين الثلاثة، الذين حاورتهم، كلٌّ على حدة، ذكروا أنه كان يجري بحثًا عن الحركات العمالية في مصر، وأثار الشكوك جراء جهات الاتصال على هاتفه؛ حيث رأت السلطات أن بعضها يتضمن أشخاصا يرتبطون بجماعة الإخوان المسلمين، وحركة شباب 6 أبريل اللتين يعتبرهما السيسي من أعداء الدولة".
تفاصيل الحادثة
وذكر التقرير تفاصيل مثيرة حول توقيف الباحث الإيطالي عبر ضباط مصريين حيث يقول التقرير: "في ليلة اختفائه، غادر جيوليو ريجيني شقته، ومر بجوار أربعة متاجر لديها كاميرات مراقبة أظهرت رجلين يقتادان ريجيني يعتقد أنهما ضابطا شرطة".
وذكر العديد من الشهود أن عنصرين أمنيين بملابس مدنية كانا يفتشان العديد من الشباب في الشارع حوالي الساعة السابعة مساء، الوقت الأخير الذي سمع فيه صوت ريجيني.
وقال شاهد، طلب عدم الكشف عن هويته: إنه رأى الضابطين يستوقفان الطالب الإيطالي.
وتابع: "أحدهما فتش حقيبته، والآخر جواز سفره، قبل أن يقتاده الضابطان بعيدا"، واستطرد الشاهد أن أحد الضابطين كان موجودًا في هذا الحي في أوقات سابقة، وسأل الناس عن ريجيني.
فيما قال ثلاثة مسؤولين أمنيين إن ريجيني كان قد تم احتجازه بالفعل، وهو ما يعزز الشكوك الإيطالية بشأن وجود يد رسمية في مقتل الطالب الإيطالي، لكن الشرطة المصرية لم تطلب بعد تلك اللقطات، وفقًا لأصحاب تلك المحال، في هفوة يصفها محامون حقوقيون بأنها سمة التحقيقات الأمنية هنا، بما يشير إلى إهمال أو تستر محتمل.
ويؤكد تقرير نيويورك تايمز "لو كان ريجيني مصريا، كانت قضيته ستدخل طي النسيان.. كان سيكون مجرد واحد من المصريين الذين اختفوا داخل أماكن الاحتجاز خلال العام المنصرم. لكن مصير ريجيني، طالب الدكتوراه بجامعة كامبريدج، جذب اهتمام الإعلام الدولي، علاوة على تحقيق رسمي تجريه الحكومة الإيطالية بشأن الظروف المحيطة الغامضة، واحتمالية حدوث انتهاكات من الشرطة".
ويشير التقرير إلى أن وفاة ريجيني ألقت الضوء على عدم اكتراث القاهرة بشعبها. وأن قضية التعذيب الذي تمارسه الشرطة كان محركا رئيسيا لانتفاضة 2011 التي أطاحت بحسني مبارك.
وبالرغم من ذلك، بات التعذيب، والاختفاء القسري على يد الأجهزة الأمنية أكثر شيوعا خلال العامين الأخيرين، وفقا لحقوقيين، بينما يواصل السيسي حملة قمعية كاسحة ضد المناهضين السياسيين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق