تقرير: هذا ما أسفر عنه تحليل مضمون هذيان السيسي
26/02/2016 08:23 ص
أثار خطاب قائد الانقلاب العسكري الأخير في مسرح الجلاء، ردود أفعال إعلامية واسعة، سواء على وسائل الإعلام أو مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة بعد العبارات الهزلية التي تفوه بها السيسي، ومنها "اسمعوا كلامي أنا بس" و"صبح على مصر ولو بجنيه"، في الوقت الذي زادت فيه تحليلات مضمون خطاب السيسي ورسائله التي أرسلها من خلال عباراته التي أظهرت غضبه وحالة الحرب غير المعلنة بين عدد من أجهزة الدولة الأمنية.
وقال تقرير لصحيفة "العربي الجديد" اليوم الجمعة: إن خطاب السيسي تضمن عددًا من الرسائل المبطنة لأجهزة الانقلاب، التي عكس الخطاب حالة الصراع الدائر بين دوائر عديدة فيها، تحديدًا فيما يتعلق بالنزاع على وضع الحكومة وتعديلها أو تغييرها بالكامل، وكذلك استمرار أو تغيير الأفكار الرئيسية في قانون الخدمة المدنية، الذي سقط بسبب رفض البرلمان استمرار تطبيقه.
وأوضح التقرير أن الرسالة الأولى وجهها قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي لهذه الدوائر المتصارعة، ومن بنها الدائرة المعبّرة عن جهاز أمن الدولة (الأمن الوطني)، التي تعاني التهميش والإبعاد حاليًا، ودائرة أجهزة الشرطة والأمن العام، التي تراجع اعتماد السيسي عليها في الآونة الأخيرة، والدوائر التابعة لبعض الشخصيات النافذة، التي غادرت مناصبها بالأجهزة الأمنية أو السيادية، لكنهم ما زالوا يمتلكون بعض الأذرع الإعلامية التي تثير من وقت لآخر الشكوك حول كفاءة السيسي ودائرته الاستخباراتية–الرقابية.
وأشار التقرير إلى أن السيسي وجه عبارات تظهر الغضب والحنق، وكذلك الخوف من سقوط نظامه من الداخل، والتأكيد على أنه فقط من يمتلك زمام الأمور، ووفقاً لمصادر بجهاز سيادي أمني، فإن "السيسي يعلم أيضاً أن بعض المسئولين الذين غادروا مناصبهم، وكانت لهم طموحات سياسية اصطدمت بالسيسي شخصيًّا، لديهم اتصالات بدول عربية وغربية، ويمكنهم إلحاق الأذى بنظامه.
وقال التقرير إن الرسالة الثانية فقد وجهها السيسي إلى الإعلام، حسب اعتقاده، انفلات الإعلام وعدم وجود قوة تحكّم مركزية في وسائله المختلفة، وغياب التواصل الدائم بين الدولة والإعلام، في الوقت الذي لم يبد الإعلاميون اعتراضًا على هذه الرسالة بالذات، إلاّ أن اليومين الماضيين شهدا تصعيدًا من قبل إعلاميين موالين للنظام ضد العديد من الرؤى والعبارات التي تضمنها خطاب السيسي، وعلى رأسهم كاتب خطاباته السابق إبراهيم عيسى، عبر صحيفته "المقال" وبرنامجه التلفزيوني، والمذيعة لميس الحديدي التي انتقدت مطالبة السيسي المستمرة للمواطنين بالتبرع للاقتصاد القومي، والإعلامي جابر القرموطي الذي قارب بين حديث السيسي وعبارات فرعون موسى بالقرآن الكريم، والإعلامي يوسف الحسيني الذي تحدث في برنامجه قائلاً للسيسي "نحن نعرف الحكومة وأداءها أكثر منك"، والكاتب الصحافي عبدالله السناوي الذي وصف الخطاب بأنه "مضرّ لمصر إقليمياً".
أما الرسالة الثالثة فكانت أشبه بمفاجأة، فهي المرة الأولى التي يتحدث فيها السيسي صراحة عن تنظيم إرهابي تكفيري مثل "ولاية سيناء"، المحسوب على تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، فقال: "نحن الآن نتكلم على مجابهة الإرهاب والمتواجد في مصر، خلوني أقول لكم باختصار، أنا كنت موجود وعارف جيداً وأنا مدير بالمخابرات ما يوجد في سيناء جيداً، وأعدادهم وأسلحتهم والشكل الذي كان موجود ما هو، والمجابهة بدأت بعد 30 يونيو 2013، لأن قبل ذلك كان لا يوجد مجابهة. بالمناسبة هم الذين بدأوا مش احنا، أنا أقول لكم كلام حقيقي هم الذين بدأوا، كان ممكن كلنا نعيش مع بعض وكل واحد بفكره، لكن لم يحدث".
وأوضح التقرير أن هذه الرسالة تحمل العديد من المفارقات؛ أولها إقرار السيسي بأنه كان على علم بوجود هذه المجموعات التكفيرية الخطيرة، كما يعتبرها النظام المصري حالياً، في سيناء منذ فترة إدارته للاستخبارات الحربية، قبل تعيينه وزيراً للدفاع في عهد الرئيس محمد مرسي، أي خلال فترة حكم الرئيس المخلوع حسني مبارك، وإدارة المجلس الأعلى للقوات المسلحة لشؤون البلاد. كما تكشف هذه العبارة أيضاً بعدم سعي السيسي من موقعه العسكري للقضاء على هذه المجموعات، بل تركها حتى أصبحت تابعة لأخطر تنظيم إرهابي عسكري حالياً وهو "داعش"، ما يعكس تقصيراً في الأداء والواجب العسكري.
والمفارقة الثانية هي إشارة السيسي إلى أنه "كان من الممكن أن يعيش أفراد هذه المجموعات مع باقي طوائف المجتمع في سلام"، وهو ما يتنافى مع الخطاب الرسمي الإعلامي الذي يقوم على شرعنة الانقلاب على الرئيس مرسي.
أما الرسالة الرابعة فكانت للشباب الذين تم قبولهم أخيرًا في برنامج السيسي لإعداد الشباب للقيادة، ووجّههم لتشغيلهم وتمكينهم من وظائف قيادية في البرلمان، وليس فقط في الحكومة كما كان يحصل سابقًا، ويعكس هذا الحديث تكرارًا لسياسة توظيف أبناء قيادات الحزب الوطني المنحل في البرلمان كباحثين أو مساعدين للنواب، في فترة صعود نجم جمال مبارك ومجموعة رجال الأعمال داخل الحزب الوطني.
وفي وقتٍ يولي فيه السيسي أهمية بالحديث المبطن والضمني عن هذه الرسائل، أهمل تمامًا الحديث عن موضوع الحفل الذي كان يلقي فيه خطابه وهو "إطلاق استراتيجية التنمية المستدامة حتى عام 2030"، وبدلاً من أن يتحدث عن خطط تطوير سياسات الدولة الاقتصادية أو مشروعاتها، قال إن "مصر تعيش حالياً أضعف حالاتها، وأنها تتعرض لمؤامرات داخلية وخارجية تهدد بناءها وبقاءها"، ثم أخذ في توجيه اللوم للإعلام على "إحباط المواطنين".
وقال تقرير لصحيفة "العربي الجديد" اليوم الجمعة: إن خطاب السيسي تضمن عددًا من الرسائل المبطنة لأجهزة الانقلاب، التي عكس الخطاب حالة الصراع الدائر بين دوائر عديدة فيها، تحديدًا فيما يتعلق بالنزاع على وضع الحكومة وتعديلها أو تغييرها بالكامل، وكذلك استمرار أو تغيير الأفكار الرئيسية في قانون الخدمة المدنية، الذي سقط بسبب رفض البرلمان استمرار تطبيقه.
وأوضح التقرير أن الرسالة الأولى وجهها قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي لهذه الدوائر المتصارعة، ومن بنها الدائرة المعبّرة عن جهاز أمن الدولة (الأمن الوطني)، التي تعاني التهميش والإبعاد حاليًا، ودائرة أجهزة الشرطة والأمن العام، التي تراجع اعتماد السيسي عليها في الآونة الأخيرة، والدوائر التابعة لبعض الشخصيات النافذة، التي غادرت مناصبها بالأجهزة الأمنية أو السيادية، لكنهم ما زالوا يمتلكون بعض الأذرع الإعلامية التي تثير من وقت لآخر الشكوك حول كفاءة السيسي ودائرته الاستخباراتية–الرقابية.
وأشار التقرير إلى أن السيسي وجه عبارات تظهر الغضب والحنق، وكذلك الخوف من سقوط نظامه من الداخل، والتأكيد على أنه فقط من يمتلك زمام الأمور، ووفقاً لمصادر بجهاز سيادي أمني، فإن "السيسي يعلم أيضاً أن بعض المسئولين الذين غادروا مناصبهم، وكانت لهم طموحات سياسية اصطدمت بالسيسي شخصيًّا، لديهم اتصالات بدول عربية وغربية، ويمكنهم إلحاق الأذى بنظامه.
وقال التقرير إن الرسالة الثانية فقد وجهها السيسي إلى الإعلام، حسب اعتقاده، انفلات الإعلام وعدم وجود قوة تحكّم مركزية في وسائله المختلفة، وغياب التواصل الدائم بين الدولة والإعلام، في الوقت الذي لم يبد الإعلاميون اعتراضًا على هذه الرسالة بالذات، إلاّ أن اليومين الماضيين شهدا تصعيدًا من قبل إعلاميين موالين للنظام ضد العديد من الرؤى والعبارات التي تضمنها خطاب السيسي، وعلى رأسهم كاتب خطاباته السابق إبراهيم عيسى، عبر صحيفته "المقال" وبرنامجه التلفزيوني، والمذيعة لميس الحديدي التي انتقدت مطالبة السيسي المستمرة للمواطنين بالتبرع للاقتصاد القومي، والإعلامي جابر القرموطي الذي قارب بين حديث السيسي وعبارات فرعون موسى بالقرآن الكريم، والإعلامي يوسف الحسيني الذي تحدث في برنامجه قائلاً للسيسي "نحن نعرف الحكومة وأداءها أكثر منك"، والكاتب الصحافي عبدالله السناوي الذي وصف الخطاب بأنه "مضرّ لمصر إقليمياً".
أما الرسالة الثالثة فكانت أشبه بمفاجأة، فهي المرة الأولى التي يتحدث فيها السيسي صراحة عن تنظيم إرهابي تكفيري مثل "ولاية سيناء"، المحسوب على تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، فقال: "نحن الآن نتكلم على مجابهة الإرهاب والمتواجد في مصر، خلوني أقول لكم باختصار، أنا كنت موجود وعارف جيداً وأنا مدير بالمخابرات ما يوجد في سيناء جيداً، وأعدادهم وأسلحتهم والشكل الذي كان موجود ما هو، والمجابهة بدأت بعد 30 يونيو 2013، لأن قبل ذلك كان لا يوجد مجابهة. بالمناسبة هم الذين بدأوا مش احنا، أنا أقول لكم كلام حقيقي هم الذين بدأوا، كان ممكن كلنا نعيش مع بعض وكل واحد بفكره، لكن لم يحدث".
وأوضح التقرير أن هذه الرسالة تحمل العديد من المفارقات؛ أولها إقرار السيسي بأنه كان على علم بوجود هذه المجموعات التكفيرية الخطيرة، كما يعتبرها النظام المصري حالياً، في سيناء منذ فترة إدارته للاستخبارات الحربية، قبل تعيينه وزيراً للدفاع في عهد الرئيس محمد مرسي، أي خلال فترة حكم الرئيس المخلوع حسني مبارك، وإدارة المجلس الأعلى للقوات المسلحة لشؤون البلاد. كما تكشف هذه العبارة أيضاً بعدم سعي السيسي من موقعه العسكري للقضاء على هذه المجموعات، بل تركها حتى أصبحت تابعة لأخطر تنظيم إرهابي عسكري حالياً وهو "داعش"، ما يعكس تقصيراً في الأداء والواجب العسكري.
والمفارقة الثانية هي إشارة السيسي إلى أنه "كان من الممكن أن يعيش أفراد هذه المجموعات مع باقي طوائف المجتمع في سلام"، وهو ما يتنافى مع الخطاب الرسمي الإعلامي الذي يقوم على شرعنة الانقلاب على الرئيس مرسي.
أما الرسالة الرابعة فكانت للشباب الذين تم قبولهم أخيرًا في برنامج السيسي لإعداد الشباب للقيادة، ووجّههم لتشغيلهم وتمكينهم من وظائف قيادية في البرلمان، وليس فقط في الحكومة كما كان يحصل سابقًا، ويعكس هذا الحديث تكرارًا لسياسة توظيف أبناء قيادات الحزب الوطني المنحل في البرلمان كباحثين أو مساعدين للنواب، في فترة صعود نجم جمال مبارك ومجموعة رجال الأعمال داخل الحزب الوطني.
وفي وقتٍ يولي فيه السيسي أهمية بالحديث المبطن والضمني عن هذه الرسائل، أهمل تمامًا الحديث عن موضوع الحفل الذي كان يلقي فيه خطابه وهو "إطلاق استراتيجية التنمية المستدامة حتى عام 2030"، وبدلاً من أن يتحدث عن خطط تطوير سياسات الدولة الاقتصادية أو مشروعاتها، قال إن "مصر تعيش حالياً أضعف حالاتها، وأنها تتعرض لمؤامرات داخلية وخارجية تهدد بناءها وبقاءها"، ثم أخذ في توجيه اللوم للإعلام على "إحباط المواطنين".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق