زلزال يضرب معسكر "30 يونيو" وأبو الغار يعلن أن "مصر تنهار"
منذ 12 ساعة
عدد القراءات: 6681
يبدو أن زلزالا قويا يضرب معسكر "30 يونيو" وأن أفراده الذين تربصوا لحكم الإسلاميين، وبذلوا كل جهد وحيلة ومكر لكي يسقطوا شرعية رئيس جاء عبر شرعية منتخبة، يتجرعون كأس الهزيمة والفشل وأنهم يعضون أنامل أصعابهم بخيبة سعيهم،
ويجسد مقال د. محمد أبوالغار، في جريدة المصري اليوم، بعنوان "حزين عليك يا وطنى "، ما آلت إليه الأمور وأن المسألة جد خطير وأن مصر تنهار في حكم السيسي، وأن العسكر أوصلوا مصر إلى الحضيض، بل إلى القاع، فكتب يقول:
مرتان شعرت فيهما باليأس فى إنقاذ بلدى من السقوط إلى الهاوية، الأولى فى يونيو 1967 بعد الهزيمة الفادحة التى قتلت وطنى ومعه عشرات الآلاف من جنوده وضباطه وأظلمت الدنيا فى وجهى وعشت فترة صعبة قررت فيها الهجرة وأخذت عزالى وسافرت وكانت أمامى كل الفرص ولكن قلقى على الوطن والأهل كان يضغط على. ورفضت الذهاب إلى أمريكا واشتغلت فى شمال أوروبا لأقنع نفسى أننى قريب من الوطن ولم يكن هناك بريد إلكترونى ولا محمول ولا حتى تليفون عادى تكلم فيه مصر. وأذهب إلى مكتبة المدينة لأقرأ الأهرام الذى يأتى بعد 4 أيام من صدوره، وقاومت العودة إلى الظروف الصعبة والجامعة المنهارة والمرتب الضئيل واليأس القاتل وفى النهاية لم أستطع فعدت بقدمى وأنا أقول لن أغادر بلدى وبلد أجدادى وأحبائى أبداً ولن أترك تراب هذا البلد مهما حدث.
ويجسد مقال د. محمد أبوالغار، في جريدة المصري اليوم، بعنوان "حزين عليك يا وطنى "، ما آلت إليه الأمور وأن المسألة جد خطير وأن مصر تنهار في حكم السيسي، وأن العسكر أوصلوا مصر إلى الحضيض، بل إلى القاع، فكتب يقول:
مرتان شعرت فيهما باليأس فى إنقاذ بلدى من السقوط إلى الهاوية، الأولى فى يونيو 1967 بعد الهزيمة الفادحة التى قتلت وطنى ومعه عشرات الآلاف من جنوده وضباطه وأظلمت الدنيا فى وجهى وعشت فترة صعبة قررت فيها الهجرة وأخذت عزالى وسافرت وكانت أمامى كل الفرص ولكن قلقى على الوطن والأهل كان يضغط على. ورفضت الذهاب إلى أمريكا واشتغلت فى شمال أوروبا لأقنع نفسى أننى قريب من الوطن ولم يكن هناك بريد إلكترونى ولا محمول ولا حتى تليفون عادى تكلم فيه مصر. وأذهب إلى مكتبة المدينة لأقرأ الأهرام الذى يأتى بعد 4 أيام من صدوره، وقاومت العودة إلى الظروف الصعبة والجامعة المنهارة والمرتب الضئيل واليأس القاتل وفى النهاية لم أستطع فعدت بقدمى وأنا أقول لن أغادر بلدى وبلد أجدادى وأحبائى أبداً ولن أترك تراب هذا البلد مهما حدث.
عشت سنوات مهموماً بعملى الأكاديمى وعملى الخاص والمشاركة فى العمل العام، وظهرت بادرة أمل بعد عبور 1973، ولكن تلاها أحداث جسام انتهت بعصر الركود والانحطاط ثلاثين عاماً وهى الفترة التى انتفضت فيها أقطار فى الشرق والغرب أخذوا حريتهم وحسنوا اقتصادهم وعلموا أبناءهم. وحاولت ما استطعت مع مجموعات من الوطنيين الدفاع عن هذا البلد ضد فساد استشرى وظلم وعذاب وسجون من ناحية وتفشى أفكار متخلفة أنعشها اليأس والفساد.
و فجأة أصبح عندى أمل يوم 25 يناير الذى انفجر فيه الشعب العظيم ليطلب حريته. كان عندى أمل ولكن عقلى كان واعياً بأن الحصار بين الجيش وجماعات دينية سوف يقضى على الثورة وعلى الأمل ودفعنى ذلك للاشتراك فى تكوين حزب مدنى ديمقراطى اجتماعى ربما يسهم فى إنقاذ مصر. ولكننى أيقنت الآن أن الفرص ضئيلة، وفى وسط ذلك كله أرى وطناً تفتت أوصاله، شرطة لا تحميه بل تضربه وتعذبه ووزراء وجودهم شرفى، واقتصاد منهار أصبح فيه الدولار ما يقارب العشرة جنيهات، وتقارير الهيئات الدولية مرعبة عن المستقبل والشركات والبنوك الأجنبية ترحل والاستدانة من الداخل فاقت كل الحدود وقروض الخارج تزيد وهى مرتبطة بمصاعب اقتصادية تزيد الفقراء فقراً. وأصبح أطفالنا فى الريف أقصر قامة وأقل كفاءة بدنية وعقلية من سوء التغذية. وسط كل ذلك الآلاف من أبناء الوطن يعانون من السجون والتعذيب والإهانة وسط هستيريا من العبث بين حبس أطفال ومبدعين وشتائم منحطة غير مسبوقة فى الإعلام والتحقيق مع محام لمجرد أنه اقترح قانوناً ضد التعذيب.
علاقتنا مع الجميع انهارت حتى إيطاليا الصديقة فقدناها والبلاد العربية لم نعد لنا قدرة ولا نفوذ عليها، ومياه النيل حياة مصر وهبته أصبحت فى خطر كبير وحقيقى وممنوع على الشعب أن يعرف الحقيقة وأبعادها. و هناك برلمان تم هندسته بقانون مناسب لهذا العصر وهو يؤدى الآن وظيفته المرسومة له بكفاءة منقطعة النظير. وحتى الرئيس الذى اعتبره الشعب فى فترة المخلص والمنقذ يعمل وحده ويأخذ قرارات مصيرية مع من لا يعرفهم أحد وينفذ مشروعات ضخمة بدون دراسة اقتصادية، وأخيراً يلقى بخطاب محبط يعلن فيه رمزياً بيع نفسه! نحن فى منحدر رهيب يراه بوضوح كل من يستطيع التفكير. فعلاً أنا يائس من عمل أى شىء لهذا البلد الجميل، الذى آراه ينهار أمامى ولا أستطيع أن أفعل شيئاً.
لن أختم مقالى بعبارة قوم يا مصرى لأنه من الصعب أن يقوم المصرى أو يجلس أو حتى ينام.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق