تركيا وقطر والسعودية يفجران أزمة بين المخابرات العامة و"السيسى"
بسبب اتهام "حماس" ودعوتها رسميًا إلى القاهرة
منذ 2 ساعة
عدد القراءات: 3175
تشهد الساحة السياسية عجائب فى ظل حكم العسكر وعلى رأسهم عبدالفتاح السيسى، الذى أمر وزير داخلية بإلصاق تهمة اغتيال النائب العام هشام بركات إلى جماعة الإخوان وحركة المقاومة الإسلامية حماس، دون أدله أو براهين، فقط للضغط وللتغطية على الفاعل الحقيقى لتعلن سلطات الانقلاب فى تصريحات وزير الداخلية أن "حماس" إرهابية.
لكن الواقع الذى فجرته المخابرات العامة فى وجه الجميع، جعل الأمر يزداد غموضًا ويكشف أيضًا صراع الأجهزة السيادية فى مصر، وخدمتها لمصالح الكيان الصهيونى الذى يؤكد على وقف المقاومة الإسلامية فى البلاد.
فبعد كل ما ذكرناه، وصل وفد رفيع المستوى من قيادات حركة المقاومة الإسلامية حماس، إلى القاهرة بدعوة رسمية من المخابرات العامة، التى عاودت الظهور على الساحة بعد صراع كبير مع المخابرات الحربية، وقالت مصادر مطلعة أن الوفد الذى دخل القاهرة أمس السبت، ضم عدد من أعضاء المكتب السياسي للحركة الفلسطينية, أبرزهم محمود الزهار وعماد العلمي وخليل الحية ونزار عوض الله، بجانب نائب رئيس المكتب السياسي لحماس موسى أبو مرزوق.
العجيب ان الزيارة التى لم يعلن عنها مسبقًا كما اقتضت العادة جائت عقب زيارة "السيسى" للسعودية، وهو ما رجحه خبراء أن الملك "سلمان" طلب من "السيسى" رفع ما نُسب إلى حركة "حماس" ، بجانب تأكيدهم أيضًا، أن اتصالات السعودية بالمخابرات العامة عجلت من تلك الزيارة، وهو ما لا يرضى عنه "السيسى" لكن حل أزماته فعليًا بيد المخابرات العامة التى استسلم على ما يبدوا لها مؤخرًا، لكن قضية اتهام "حماس" باغتيال النائب العام، قد خرجت من تحت يديه وتحدته المخابرات العامه فيها.
صراع أجهزة
اتهام وزير الداخلية حماس في مؤتمره الصحفي يوم 6 مارس الماضي بالمشاركة في قتل النائب العام، دفع أبواق النظام الإعلامية والحزبية للمطالبة بالانتقام من قطاع غزة وضرب القطاع، وعدم فتح المعبر تماما حتى يموت الفلسطينيون خنقا في أرضهم، لكن زيارة الوفد الحمساوي ولقائه مع مسؤولين بجهاز المخابرات تؤكد أن هناك ثمة صراع بين مؤسسات دولة السيسي، فما يطمح له الرئيس يخالف توجهات بعض الأجهزة السيادية التي تحرص على مد جسور العلاقات مع حماس وليس قطعها كما يسعى السيسي، فضلا عن أن استقبال المسؤولين الأمنيين لقادة حماس هو اعتراف ضمني منهم بقوة الحركة وسلامة سياساتها تجاه مصر.
المخابرات خارج قبضة السيسي
ثمة اتصالات جرت بين قادة حماس وجهاز المخابرات المصرية خلال الفترة الماضية عقب تزايد العداء للحركة في القاهرة وتحميلها بعض الخطايا السياسية، وقد رحبت المخابرات باستقبال وفد من حماس لإعادة المياه إلى مجاريها، وحين وجه وزير الداخلية المصري مجدي عبد الغفار الاتهام لحماس بالمسؤولية عن اغتيال النائب العام هشام بركات، تجددت الاتصالات لمعرفة الموقف النهائي من الزيارة فكان الرد بتأكيد الترحيب بها وعدم الاعتداد بما قاله عبد الغفار.
ما جرى من رد فعل بعد اتهام الداخلية لحماس باغتيال النائب العام السابق، وترحيب القيادات الأمنية بزيارة وفد حماس تؤكد أن بعض الأجهزة السيادية خارج قبضة السيسي، وليست كلها تعمل تحت طوعة، لا سيما وأن حسابات جهاز كالمخابرات تختلف كثيرا عن المراهنات السياسية.
أسباب ترحيب المخابرات بالوفد
هناك تطوران مهمان دفعا السلطات المصرية للمسارعة بالترحيب بوفد حماس أولهما المباحثات التي جرت بين قيادتي حماس وفتح بقيادة خالد مشعل وعزام الأحمد في الدوحة في الثامن والتاسع من فبراير الماضي لإتمام ملف المصالحة وهو ما يعني أن الملف سينتقل من اليد المصرية إلى اليد القطرية، ولا تريد مصر أن يفلت منها هذا الملف خصوصا لقطر، حتى لو لم تكن جادة في حسم الخلافات بين فتح وحماس حتى يظل الملف مفتوحا.
التطور المهم الثاني الذي مهد لهذه الزيارة هو تسرب أنباء عن مباحثات تركية إسرائيلية لإقامة ميناء بحري في غزة وفك الحصار عن القطاع، كشرط لإعادة تطبيع العلاقات مع إسرائيل، بعد حادثة اعتداء البحرية الإسرائيلية على قافلة “أسطول الحرية” وقتل تسعة نشطاء أتراك كانوا على متنها عام 2010، وفي حال نجاح هذه الجهود التركية فإن ذلك سيكسر الحصار المفروض على غزة والذي تشارك فيه السلطة المصرية عبر إغلاق معبر رفح بشكل شبه دائم، ولذا كانت المسارعة باستقبال الوفد الحمساوي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق