عبدالناصر سلامة: سياسة "النص نص" تعري السيسي وانتظروا فرض عقوبات دولية
منذ 19 ساعة
عدد القراءات: 2618
انتقد الكاتب الصحفي، عبدالناصر سلامة، رئيس تحرير "الأهرام" السابق، موقف مصر من القضايا العربية، كما أعرب عن استيائه، من سياسة وزارة الخارجية فى التعامل قضايا مصر الخارجية.
وتساءل "سلامة" فى مقال له تحت عنوان "سياسة النُص نُص الخارجية"، المنشور بصحيفة "المصري اليوم"، عن "أين الدولة المصرية التاريخية من كل ما يجرى، لماذا اعتدنا في الآونة الأخيرة سياسة النُص نص؟.. أين مصر من كل ما يجرى في المنطقة، ولماذا استسلمنا للأوضاع الراهنة، أو لضغوط من هنا وهناك"، حسب "بوابة القاهرة". وفيما يلي نص المقال كاملا:-
** خرائط كثيرة للجغرافيا المصرية، ظهرت في الآونة الأخيرة، بالشوارع، وعلى الكبارى، لم تتضمن حلايب وشلاتين، اعتذر المسؤولون عنها، بأنها غير مقصودة.. أيضاً قصر ثقافة كاملاً متكاملاً تم تشييده هناك، وأصبح جاهزاً للافتتاح، ولم يتم ذلك، دون أسباب واضحة، حيث كان مقرراً افتتاحه قبل شهر مضى.. التنمية في هذه البقعة التي قد تكون الأكثر ثراءً في مصر- إن كانت هناك إرادة- توقفت، مقارنة بما كان يجرى هناك قبل 25 يناير 2011، كل هذه الأمور وغيرها في حاجة إلى توضيح. ** سد النهضة، أصبح واقعاً، العمل يجرى على قدم وساق، الخبراء، وفى مقدمتهم وزراء الرى السابقون، يؤكدون أن العطش قادم لا محالة، الجفاف أصبح أمراً حتمياً، الدولة الرسمية «ودن من طين وأخرى من عجين» لا حياة لمن تنادى. مع حالة اللامبالاة هذه أعلنت إثيوبيا رسمياً نيتها في البدء ببناء سد آخر جديد، المعلومات القادمة من هناك تتحدث عن مجموعة سدود أخرى في الطريق، لم يعد الأمر يتعلق بإنتاج الكهرباء فقط، القضية أصبحت مرتبطة بتنمية شاملة، لا تراعى أبداً دول الجوار، ولا الاتفاقيات الدولية.
** سوريا الشقيقة أصبحت في مهب الريح، التقسيم أصبح أمراً واقعاً، نزولاً على خطط إسرائيلية غربية، وإرادة خليجية، خاصة بعد إعلان الانسحاب الروسى، ثم انفصال الأكراد، سوف يسجل التاريخ مستقبلاً أن مصر كانت الخاسر الأكبر من ضياع العراق، وسوريا، واليمن، وليبيا، في آن واحد، اعتقد بعض قصار النظر أن النيران بعيدة عنا، أننا خارج المخططات الشريرة، الحمد لله، لسنا كسوريا والعراق، هكذا يرددون، لم يفطن هؤلاء وأولئك إلى أننا أصبحنا عُراة دون سوريا والعراق وليبيا واليمن، وحتى السودان التي أصبحت في واد ونحن في واد آخر، أين مصر من كل ما يجرى في المنطقة، ولماذا استسلمنا للأوضاع الراهنة، أو لضغوط من هنا وهناك.
** قطاع غزة بمثابة الولاية أو المحافظة المصرية غير الرسمية، كان تحت سلطة الحاكم المصرى يوماً ما، هو العمق الاستراتيجى لمصر في الجبهة الشرقية، العلاقات مع القطاع رسمياً وشعبياً، لا يجب أبداً أن تكون من صلاحية الأمن الوطنى، أو حتى ضغوط محمد دحلان، القضية تتعلق بالسيادة المصرية، بالأمن القومى، بماضٍ، وحاضر، ومستقبل، لا يجب أبداً التفريط بها ولا فيها بسبب ترّهات من هنا، أو نزوات من هناك. الانسحاب المصرى من القطاع يملؤه على الفور آخرون، من العرب والعجم في آن واحد، ثم بعد ذلك نلطم الخدود، ونشق الجيوب، الإرهاب القادم من غزة، السلاح المُهرب من غزة، المخدرات، المتطرفون، إلى غير ذلك مما كنا في غنى عنه.
** العالم الغربى يتجه، من خلال توصيات البرلمان الأوروبى، إلى فرض عقوبات على مصر، أيضاً إلى وقف المساعدات، بسبب قضية كان يمكن التعامل معها بكثير من الفطنة. الأمر تحول، بقدرة قادر، إلى حقوق الإنسان في مصر، إلى أحوال السجون، إلى التعذيب في السجون، إلى القتل في أقسام الشرطة، إلى المعتقلين، إلى أحوال القضاء، إلى أحكام الإعدام، إلى قانون التظاهر، إلى اعتقال الصحفيين، إلى اضطهاد السياسيين، إلى قضية المنع من السفر وترقب الوصول، القائمة أصبحت طويلة وعسيرة الهضم، تتضمن 23 بنداً، المقابل لكل ذلك انحصر في بيانات الشجب والاستنكار، انتظاراً لما هو أسوأ.
** الإعلام الأجنبى، بدءاً من الولايات المتحدة الأمريكية، وحتى جنوب أفريقيا، مروراً بعواصم غربية عديدة، وحتى بعض العواصم العربية، أصبح لا يتناول الشأن المصرى، إلا بما هو مشين، لا حديث إلا عن الانقلاب على السلطةالمنتخبة، عن الفشل الاقتصادى، عن التدهور الاجتماعى، عن الديكتاتورية الظلم، عن رجال الأعمال الجدد من المتقاعدين اياهم، عن استحواذ جهة بعينها على معظم مقدرات الدولة، عن الفساد، عن الثورة المنتظرة.
السؤال هو: أين الدولة المصرية التاريخية من كل ما يجرى، لماذا اعتدنا في الآونة الأخيرة سياسة النُص نص؟ الموقف بدا باهتاً، كما هو واضح، في التعامل مع قضية حلايب وشلاتين، بدا مستسلماً في التعامل مع قصة السدود الإثيوبية، بدا تابعاً في الأزمة السورية، بدا متقوقعاً فيما يتعلق بقطاع غزة، بدا قزماً في التعامل مع الغرب، بدا فاشلاً في التعامل مع الإعلام لأجنبى بصفة عامة نتيجة فشل الإعلام الرسمى للدولة، جميعها أوضاع يأباها الشعب المصرى،ولا يجب أن تستمر أكثر من ذلك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق