مصر
نص المقال بعنوان: “السيسيعودية”*.. مقال ناقص
كاتب يكشف مفاجأة حول دراسة لـ"السيسى" فى أمريكا وصف فيها السعودية بإنها غير جديرة بالإحترام
رئيس مجلس الادارة منذ 11 ساعة
عدد القراءات: 5029
نشر الكاتب "جمال الجمل" حوارا سابقا دار بينه وبين الكاتب الراحل "هيكل" استشعر خلاله سخط وانزعاج "هيكل" من التدخل السعودي في الإدارة المصرية بشكل ينذر بتأثيرات سلبية على مصر، كما كان غاضبا من الطريقة المبالغ فيها التي تم بها استقبال ولي ولي العهد ووزير الدفاع السعودي محمد بن سلمان.
وتساءل: "هل كان الأستاذ هيكل يعلم بما يدور في الكواليس بخصوص تيران وصنافير؟، وهل ساهم ذلك في تلك الغضبة النادرة في الألفاظ والأحكام التي قالها؟
للأسف لا توجد طريقة تتيح لي إجابة عن هذا السؤال، وأظن أن أحدا لم يكن ليجروء في حياة هيكل على توظيف كتابه “سنوات الغليان – حرب الثلاثين سنة” بما يناقض موقف الزعيم عبد الناصر من تيران، فقد تم نزع مقتطفات بعينها من السياق للإيحاء بأن الآراء الواردة في سياق ما، تعبر عن رأي هيكل في القضية".
للأسف لا توجد طريقة تتيح لي إجابة عن هذا السؤال، وأظن أن أحدا لم يكن ليجروء في حياة هيكل على توظيف كتابه “سنوات الغليان – حرب الثلاثين سنة” بما يناقض موقف الزعيم عبد الناصر من تيران، فقد تم نزع مقتطفات بعينها من السياق للإيحاء بأن الآراء الواردة في سياق ما، تعبر عن رأي هيكل في القضية".
وأضاف عبر مقاله الأخير بـ"البديل" أن من المفارقات الانقلابية التي تخص السعودية لم تكن من نصيب هيكل وحده، بل كانت من نصيب السيسي الذي وصف النظام السعودي بأنه “غير جدير بالاحترام”، وذلك في بحث استراتيجي انجزه عندما كان عميدا يدرس في كلية الحرب، ثكنة كارلايل العسكرية، بولاية بنسلفانيا الأمريكية".
كما أشار إلى علامات استفهام دور حول الكولونيل الأمريكي ستيفن جيراس الذي أشرف على بحث السيسي في كلية الحرب، وصاحب ودراسات: كيف نكذب على أنفسنا ونخون الأمانة في الجيش، تغيير العقول العسكرية وبين الرسائل الكامنة في بحث السيسي الاستراتيجي والتي أمتلأت بالتناقضات.
نص المقال بعنوان: “السيسيعودية”*.. مقال ناقص
(1)
ترددت كثيرا في كتابة هذه القصة، لأنني لم أستأذن الأستاذ هيكل في نشرها، وفي الأغلب لم يكن سيوافق، وهذا هو السبب الأهم في تأجيل نشر هذا المقال، بعد أن أعلنت عنه على صفحتي في “فيس بوك”، لكن الحروف المطبوعة تضعنا دائما أمام مسؤولية تاريخية وأخلاقية، وكنت قد حكيت لبعض الأصدقاء المقربين من الأستاذ تفاصيل الحوار الودي، فاستشرتهم مساء أمس، في مدى لياقة الإفصاح من عدمه، وبعد نقاش كان الرأي الغالب أن أكتب، لكنني ظللت أكتب وأشطب متحرجاً من وضع العبارات على لسان رجل ميت، لذلك أعتذر عن نشر المقال بنصه الأول، وأكتفي بأجزاء منه فقط، آملاً أن تتوصلوا أنتم إلى ما بين السطور.
ترددت كثيرا في كتابة هذه القصة، لأنني لم أستأذن الأستاذ هيكل في نشرها، وفي الأغلب لم يكن سيوافق، وهذا هو السبب الأهم في تأجيل نشر هذا المقال، بعد أن أعلنت عنه على صفحتي في “فيس بوك”، لكن الحروف المطبوعة تضعنا دائما أمام مسؤولية تاريخية وأخلاقية، وكنت قد حكيت لبعض الأصدقاء المقربين من الأستاذ تفاصيل الحوار الودي، فاستشرتهم مساء أمس، في مدى لياقة الإفصاح من عدمه، وبعد نقاش كان الرأي الغالب أن أكتب، لكنني ظللت أكتب وأشطب متحرجاً من وضع العبارات على لسان رجل ميت، لذلك أعتذر عن نشر المقال بنصه الأول، وأكتفي بأجزاء منه فقط، آملاً أن تتوصلوا أنتم إلى ما بين السطور.
(2)
كانت السعودية سبباً في انفعال هيكل، وخروجه عن التحفظ الكلاسيكي المعروف عنه، ولم يكن ذلك بسبب حملة الهجوم العنيفة ضده بعد حواره مع صحيفة “السفير” اللبنانية في يوليو الماضي، ولكن بسبب التغلل السعودي في الإدارة المصرية بشكل ينذر بتأثيرات سلبية على مصر، وكان غاضبا جدا من الطريقة المبالغ فيها التي تم بها استقبال ولي ولي العهد ووزير الدفاع السعودي محمد بن سلمان، ولما استرجعت الحوار الذي دار بيننا سألت نفسي: هل كان الأستاذ هيكل يعلم بما يدور في الكواليس بخصوص تيران وصنافير؟، وهل ساهم ذلك في تلك الغضبة النادرة في الألفاظ والأحكام التي قالها؟
للأسف لا توجد طريقة تتيح لي إجابة عن هذا السؤال، وأظن أن أحدا لم يكن ليجروء في حياة هيكل على توظيف كتابه “سنوات الغليان – حرب الثلاثين سنة” بما يناقض موقف الزعيم عبد الناصر من تيران، فقد تم نزع مقتطفات بعينها من السياق للإيحاء بأن الآراء الواردة في سياق ما، تعبر عن رأي هيكل في القضية.
كانت السعودية سبباً في انفعال هيكل، وخروجه عن التحفظ الكلاسيكي المعروف عنه، ولم يكن ذلك بسبب حملة الهجوم العنيفة ضده بعد حواره مع صحيفة “السفير” اللبنانية في يوليو الماضي، ولكن بسبب التغلل السعودي في الإدارة المصرية بشكل ينذر بتأثيرات سلبية على مصر، وكان غاضبا جدا من الطريقة المبالغ فيها التي تم بها استقبال ولي ولي العهد ووزير الدفاع السعودي محمد بن سلمان، ولما استرجعت الحوار الذي دار بيننا سألت نفسي: هل كان الأستاذ هيكل يعلم بما يدور في الكواليس بخصوص تيران وصنافير؟، وهل ساهم ذلك في تلك الغضبة النادرة في الألفاظ والأحكام التي قالها؟
للأسف لا توجد طريقة تتيح لي إجابة عن هذا السؤال، وأظن أن أحدا لم يكن ليجروء في حياة هيكل على توظيف كتابه “سنوات الغليان – حرب الثلاثين سنة” بما يناقض موقف الزعيم عبد الناصر من تيران، فقد تم نزع مقتطفات بعينها من السياق للإيحاء بأن الآراء الواردة في سياق ما، تعبر عن رأي هيكل في القضية.
(3)
كنت قبل لقائنا في الساحل الشمالي بأيام، قد كتبت مقالاً بعنوان “هيكل.. السيسي.. إيران”، وتصورت أنه سيعلق على ترتيب الأسماء في العنوان، فسألته: هل قرأت المقال؟، فقال بغير اهتمام: طبعوه، وبصيت فيه، ولم أقرأه.. يمكن زي ما قلت مافيش جديد.
قلت ضاحكا: في المقال وللا في الحوار؟
قال: للأسف في المرحلة كلها..!
وكان قد قال في حواره الصحفي الأخير: إن الرئيس السيسى يستمع ويهتم، ويسعى حتى للانفتاح على إيران وتحسين العلاقات معها، لكن القوى المهيمنة لن تقبل بذلك!..«مصر تمشى إلى مستقبل ما»، أما السعودية فلا أمل منها، والنظام هناك بلا كاريزما ومهدد بالزوال.!
وطبعا تعرض هيكل لحملة هجوم عنيفة تحت سمع وبصر السيسي، ووصفته الأقلام المغموسة في النفط أنه “مفلس” ومن ضياع الوقت متابعة ما يقول، لكن المفارقة العجيبة، أن يتم توظيف هيكل لصالح دعم حق السعودية في ملكية جزيرتي تيران وصنافير.!
كنت قبل لقائنا في الساحل الشمالي بأيام، قد كتبت مقالاً بعنوان “هيكل.. السيسي.. إيران”، وتصورت أنه سيعلق على ترتيب الأسماء في العنوان، فسألته: هل قرأت المقال؟، فقال بغير اهتمام: طبعوه، وبصيت فيه، ولم أقرأه.. يمكن زي ما قلت مافيش جديد.
قلت ضاحكا: في المقال وللا في الحوار؟
قال: للأسف في المرحلة كلها..!
وكان قد قال في حواره الصحفي الأخير: إن الرئيس السيسى يستمع ويهتم، ويسعى حتى للانفتاح على إيران وتحسين العلاقات معها، لكن القوى المهيمنة لن تقبل بذلك!..«مصر تمشى إلى مستقبل ما»، أما السعودية فلا أمل منها، والنظام هناك بلا كاريزما ومهدد بالزوال.!
وطبعا تعرض هيكل لحملة هجوم عنيفة تحت سمع وبصر السيسي، ووصفته الأقلام المغموسة في النفط أنه “مفلس” ومن ضياع الوقت متابعة ما يقول، لكن المفارقة العجيبة، أن يتم توظيف هيكل لصالح دعم حق السعودية في ملكية جزيرتي تيران وصنافير.!
(4)
المفارقات الانقلابية التي تخص السعودية لم تكن من نصيب هيكل وحده، بل كانت من نصيب السيسي أيضا، فالحاكم الذي أبدى مرونة كثيرة لتسليم الجزيرتين متجاوزا الشعب وكل المؤسسات، هو نفسه الذي وصف النظام السعودي بأنه “غير جدير بالاحترام”، وذلك في بحث استراتيجي انجزه عندما كان عميدا يدرس في كلية الحرب، ثكنة كارلايل العسكرية، بولاية بنسلفانيا الأمريكية..!
المفارقات الانقلابية التي تخص السعودية لم تكن من نصيب هيكل وحده، بل كانت من نصيب السيسي أيضا، فالحاكم الذي أبدى مرونة كثيرة لتسليم الجزيرتين متجاوزا الشعب وكل المؤسسات، هو نفسه الذي وصف النظام السعودي بأنه “غير جدير بالاحترام”، وذلك في بحث استراتيجي انجزه عندما كان عميدا يدرس في كلية الحرب، ثكنة كارلايل العسكرية، بولاية بنسلفانيا الأمريكية..!
(5)
ومن المفارقات أيضاً أن البحث الذي قدمه السيسي في ربيع 2006 كان بعنوان “الديمقراطية في الشرق الأوسط”، وكان في نفس الفترة التي فكر فيها مبارك في حسم سيطرة مصر على تيران وصنافير، بعدم التنازل بهما للسعودية، وكشف مسؤول في المخابرات المصرية العامة، أن هذا الاتجاه طرحه مبارك بالفعل على الأجهزة وتم بحثه على مدى عدة سنوات، لكن تدخلات عصمت عبد المجيد وزير الخارجية السابق وأمين الجامعة العربية حينذاك رجحت سيناريو تسليم الجزيرتين للسعودية، فلجأ مبارك إلى المماطلة حتى لايحدث ذلك في عهده!، وفي نفس الفترة كتب السيسي هذه الفقرة في بحثه مستندا على رأي الدكتور معتز سلامة رئيس وحدة دراسات الخليج بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية: “لقد دعمت أمريكا أنظمة غير ديمقراطية في الشرق الأوسط، وبعضها أنظمة لا تتمتع بأي احترام، مثل أنظمة الدول الخليجية، كالمملكة العربية السعودية، والعراق في بدايات حكم صدام حسين، والمغرب، والجزائر، وغيرها..
ومن المفارقات أيضاً أن البحث الذي قدمه السيسي في ربيع 2006 كان بعنوان “الديمقراطية في الشرق الأوسط”، وكان في نفس الفترة التي فكر فيها مبارك في حسم سيطرة مصر على تيران وصنافير، بعدم التنازل بهما للسعودية، وكشف مسؤول في المخابرات المصرية العامة، أن هذا الاتجاه طرحه مبارك بالفعل على الأجهزة وتم بحثه على مدى عدة سنوات، لكن تدخلات عصمت عبد المجيد وزير الخارجية السابق وأمين الجامعة العربية حينذاك رجحت سيناريو تسليم الجزيرتين للسعودية، فلجأ مبارك إلى المماطلة حتى لايحدث ذلك في عهده!، وفي نفس الفترة كتب السيسي هذه الفقرة في بحثه مستندا على رأي الدكتور معتز سلامة رئيس وحدة دراسات الخليج بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية: “لقد دعمت أمريكا أنظمة غير ديمقراطية في الشرق الأوسط، وبعضها أنظمة لا تتمتع بأي احترام، مثل أنظمة الدول الخليجية، كالمملكة العربية السعودية، والعراق في بدايات حكم صدام حسين، والمغرب، والجزائر، وغيرها..
(6)
البحث الاسترتيجي الذي قدمه السيسي لم يكن مهما من الناحية الفكرية والسياسية، بل كان مشوشاً واعتمد على مصادر ضعيفة من المقالات الصحفية السريعة والدراسات المنشورة على الانترنت ولم تتضمن المراجع أية كتب، مقارنة بالدراسة الرصينة التي قدمها قبل ذلك بعام واحد العميد صدقي صبحي حينذاك (حسب رأي عدد من الباحثين الاستراتيجيين الأمريكيين)، لكنها تظل مثيرة للدهشة، خاصة فيما يربط بين آراء السيسي الواردة فيها، وسياساته القمعية التي تتعارض مع آراءه عن الديموقراطية في البحث السري الذي استطاعت إحدى جمعيات الشفافية الأمريكية الحصول على حكم بنشره بعد شهر واحد وأيام قليلة من إعلان السيسي إسقاط نظام الإخوان.
البحث الاسترتيجي الذي قدمه السيسي لم يكن مهما من الناحية الفكرية والسياسية، بل كان مشوشاً واعتمد على مصادر ضعيفة من المقالات الصحفية السريعة والدراسات المنشورة على الانترنت ولم تتضمن المراجع أية كتب، مقارنة بالدراسة الرصينة التي قدمها قبل ذلك بعام واحد العميد صدقي صبحي حينذاك (حسب رأي عدد من الباحثين الاستراتيجيين الأمريكيين)، لكنها تظل مثيرة للدهشة، خاصة فيما يربط بين آراء السيسي الواردة فيها، وسياساته القمعية التي تتعارض مع آراءه عن الديموقراطية في البحث السري الذي استطاعت إحدى جمعيات الشفافية الأمريكية الحصول على حكم بنشره بعد شهر واحد وأيام قليلة من إعلان السيسي إسقاط نظام الإخوان.
(7)
المفارقة الأخيرة التي أختتم بها المقال هي بعض العناوين لمؤلفات الكولونيل الأمريكي ستيفن جيراس الذي أشرف على بحث السيسي في كلية الحرب، وهو حاصل على شهادات في علم النفس، وله كتب ودراسات مهمة في هذا المجال منها: كيف نكذب على أنفسنا ونخون الأمانة في الجيش، تغيير العقول العسكرية، باعتباره حل لكثير من المشاكل، ويبدو أن هذا ما نحتاج إلى قراءته تفصيلاً لنفهم شيئا عن العقول المزدوجة بين التحجر في قضايا بعينها والتحرر السهل والتغير السريع حسب اتجاه الريح في قضايا أخرى، لذلك قد نعود قريبا لتحليل الرسائل الكامنة في بحث السيسي الاستراتيجي، ربما نعثر على بعض التفسيرات لكل هذا العدد من الألغاز والمفارقات.
المفارقة الأخيرة التي أختتم بها المقال هي بعض العناوين لمؤلفات الكولونيل الأمريكي ستيفن جيراس الذي أشرف على بحث السيسي في كلية الحرب، وهو حاصل على شهادات في علم النفس، وله كتب ودراسات مهمة في هذا المجال منها: كيف نكذب على أنفسنا ونخون الأمانة في الجيش، تغيير العقول العسكرية، باعتباره حل لكثير من المشاكل، ويبدو أن هذا ما نحتاج إلى قراءته تفصيلاً لنفهم شيئا عن العقول المزدوجة بين التحجر في قضايا بعينها والتحرر السهل والتغير السريع حسب اتجاه الريح في قضايا أخرى، لذلك قد نعود قريبا لتحليل الرسائل الكامنة في بحث السيسي الاستراتيجي، ربما نعثر على بعض التفسيرات لكل هذا العدد من الألغاز والمفارقات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق