إندبندنت: الإجراءات الأمنية المشددة يعكس خوف النظام من التظاهرات
منذ دقيقة
عدد القراءات: 124
علقت صحيفة "إندبندنت" البريطانية، في تقرير أعده محررها السياسي كيم سينغوبتا، على الإجراءات الأمنية المشددة التي اتخذتها مصر حول ميدان التحرير، وأمام المنشآت العامة، بأنها تعكس مظاهر قلق الحكومة المصرية مما يتكشف أمامها من أحداث وتظاهرات يومية.
ويقول الكاتب إن القوات المصرية والشرطة المسلحة والسيارات المصفحة، كانت كلها في شوارع القاهرة، بعد اعتقال عشرات من الناشطين والعاملين في الإعلام، حيث يواجه عبد الفتاح السيسي احتجاجات مستمرة، وصفت بأنها الأخطر على نظامه منذ عامين.
ويضيف سينغوبتا أن هناك سخطا عاما يتزايد حول عدد من القضايا، في وقت يقول فيه السيسي إن معارضيه يهددون الأمن القومي، مستدركا بأن النقطة الرئيسة لاحتجاجات يوم الاثنين كانت تعبيرا عن الغضب الشعبي من تسليم مصر جزيرتين غير مأهولتين بالسكان في البحر الأحمر إلى السعودية.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن حجم العملية، التي قامت بإغلاق ميدان التحرير، وهو المركز الرمزي للاحتجاجات، واتحادات الصحافيين والأطباء، بالإضافة إلى حضور القوى الأمنية بالآلاف في شوارع العاصمة ومركزها، يلخص قلق السلطات من الأحداث المستمرة.
وتذكر الصحيفة أن يوم الاثنين كان يوم الاحتفال بتحرير سيناء، وانسحاب إسرائيل منها في عام 1982، مشيرة إلى أن وزارة الدفاع ووزارة الداخلية قالتا إنهما قررتا نشر القوات الأمنية لحماية المواطنين السلميين، الذين أرادوا الاحتفال بالمناسبة.
ويستدرك الكاتب قائلا إن "الاحتفالات كانت قليلة، وباستثناء عشرات كانوا يحملون الرايات في حي المهندسين الراقي، فقد كان المزاج كئيبا، وينذر بمشكلات قادمة".
ويلفت التقرير إلى أن مداهمات الشرطة لم تتوقف، حيث قامت باعتقال ثلاثة صحافيين، بحسب ما أكد عضو نقابة الصحافيين خالد البيلشي، وقالت جماعة ناشطة اسمها "الحرية للشجعان" إنه تم اعتقال أكثر من مئة شخص الأسبوع الماضي.
وتورد الصحيفة أنه في حاددث منفصل، قالت السلطات المصرية إنها تقوم بالتحقيق في تقرير نشرته وكالة أنباء "رويترز"، حول مقتل طالب الدراسات العليا جوليو ريجيني، الذي عثرت على جثته في شباط/ فبراير على قارعة الطريق الصحراوي في القاهرة وعليها آثار التعذيب، مبينة أن الوكالة أشارت إلى أن ستة من عناصر الشرطة والأمن قاموا باعتقال ريجيني قبل اختفائه، وهو الأمر الذي نفته السلطات المصرية بشدة.
ويفيد سينغوبتا بأن السيسي اتهم ببيع الأراضي الوطنية، بعدما قال إن جزيرتي صنافير وتيران سعوديتان، وإن السعودية قررت تسليمهما إلى مصر عام 1950؛ خشية أن تحتلهما إسرائيل.
ويعلق الكاتب بأنه "رغم (الحماية)، إلا أن إسرائيل احتلتهما في عام 1956 وعام 1982، حيث أعادتهما إلى مصر في كلا الحالتين، لافتا إلى أن إعلان السيسي عن اتفاق إعادتهما أثناء زيارة الملك سلمان بن عبد العزيز إلى القاهرة، كان في وقت أعلنت فيه السعودية عن استثمارات بالمليارات في مصر، وهو وقت تعاني منه البلاد من أزمة اقتصادية.
وينوه التقرير إلى أن السعوديين دعموا حكومة السيسي منذ إطاحته بنظام محمد مرسي، الذي كان نظامه يلقى دعما من قطر، مشيرا إلى أن المؤيدين لجماعة الإخوان المسلمين، التي ينتمي إليها مرسي، يرون أن ما تم كان انقلابا عسكريا، ومنذ ذلك الوقت تعرض عشرات الآلاف منهم للاعتقال، حيث تقول منظمة "أمنستي إنترناشونال" إن أكثر من 40 ألف شخص اعتقلوا، وتضيف المنظمة أن "مصر عادت مرة أخرى لتصبح دولة بوليسية".
وتختم "إندبندنت" تقريرها بالإشارة إلى أن المتظاهرين هتفوا في بداية الجولة الأولى من التظاهرات "الشعب يريد إسقاط النظام"، لافتة إلى أن هذا الهتاف هو ذاته الذي هتفه المحتجون في عام 2011 ضد نظام حسني مبارك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق