«اقتحام الصحفيين».. السيسي في ورطة وسيناريوهان للأزمة
03/05/2016 12:10 ص
بكار النوبيتباينت معالجات كتاب المقالات في الصحف والمواقع تجاه جريمة اقتحام نقابة الصحفيين، مساء الأحد، فالكاتب الصحفي جمال سلطان حلل المشهد من زاوية موقف السيسي، وكيف سيعالج الأزمة، وهل يطفئ نيرانها أم يزيد اشتعالها بعناده المعروف، ومن الذي يتعمد توريط السيسي عالميا في ملف حقوق الإنسان!.
أما رئيس التحرير التنفيذي لصحيفة الشروق، فيرى أن "فرامل" السيسي لا تعمل، وأنه يمضي بسرعة كبيرة نحو المجهول. فيما يؤكد الباحث عمرو الشوبكي أن وزارة الداخلية انتهكت القانون باقتحامها مقر النقابة، مستدلا على ذلك بقانون النقابة.
سيناريوهان أمام السيسي
في مقاله «على هامش العدوان غير المسبوق على نقابة الصحفيين»، يؤكد جمال سلطان في صحيفة "المصريون"، أن هذه السابقة التاريخية الخطيرة سوف تظل ملاصقة لاسم عبد الفتاح السيسي على مدار السنين؛ باعتباره أول حاكم مصري يتم في عهده اقتحام نقابة الصحفيين.
ويضيف سلطان «الذي ينتظره الجميع الآن هو رد فعل السيسي على ما حدث، لم تكن تعلم بما حدث؟ حسنا.. الآن علمت، والناس ينتظرون ما تفعله».
ويوضح الكاتب أن «الناس هنا منقسمون إلى فريقين، فريق متفائل باتخاذ السيسي قرارا يعيد للصحفيين كرامتهم ويضبط الأداء الأمني بما يحمي سمعة الدولة والنظام، ويصحح موقف الدولة من أهم رموزها في مجال الحريات، ويمحو عار التاريخ أن يلصق باسم السيسي على النحو الذي أشرنا إليه سابقا، وفي هذا الإطار تتمسك نقابة الصحفيين بمطلب إقالة وزير الداخلية، وللأمانة.. فأنا لست من هذا الفريق المتفائل".
ويتابع "وهناك فريق آخر يرى أن المسافة بين منطق القائد العسكري ومنطق الرئيس السياسي لم تنضج بعد في فكر السيسي، وأن سوء التقدير للموقف السياسي أصبح ملازما لأدائه خلال العام الأخير بصورة منتظمة ومدهشة، ودائما يختار الاختيار الأسوأ في علاج أي موقف، كما أن العناد الأزلي الذي هدم نظما قبله تسلل إلى نفسيته بسرعة عجيبة، وأغراه بها تصوره أن بعض معسول الكلام يمكن أن يغسل الموقف أو يخدر الناس، وتنتهي الأمور أو يتم ترحيلها، والمتضرر يخبط رأسه بالحيط".
ويختم سلطان مقاله "أخشى أن تكون واقعة العدوان الأخير على نقابة الصحفيين واستباحتها بهذا الشكل المستهتر قد وصلت بالعلاقة بين السيسي والصحافة إلى مرحلة اللا عودة، وهذا ما سوف تكشف عنه وقائع الأيام القليلة المقبلة".
مبارك لم يفعل ذلك
أما عمرو الشوبكي، الباحث في مركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية، فيؤكد في مقاله، غدا الثلاثاء، بـ"الشروق" أن مبارك حافظ على حد أدنى من القواعد في التعامل مع الخصوم لم ينزل عنه سوى في انتخابات 2010 المزورة، لافتا في مقاله الذي جاء تحت عنوان "من استباحوا النقابة"، أنه «لم يحدث على مدار 40 عاما أن اقتحمت قوات الأمن نقابة مهنية واحدة فى مصر، ولا اعتقلت مطلوبا ولا فضت مؤتمرا ولا ندوة».
ويشدد الشوبكي على أن «اعتقال صحفيين من قلب نقابة الصحفيين جريمة قانونية وخطيئة سياسية مكتملة الأركان، فقانون نقابة الصحفيين الذى صدر عام 1970 فى بلد لم يكن وقتها ديمقراطيا (ولم يصبح بعد)، وتنص المادة 70 منه على: «لا يجوز تفتيش مقار نقابة الصحفيين ونقابتها الفرعية أو وضع أختام عليها إلا بحضور أحد أعضاء النيابة العامة، وبحضور نقيب الصحفيين أو النقابة الفرعية أو من يمثلها». هذا النص الذى احترم ما يقرب من نصف قرن، أى فى نهاية عمر عبد الناصر، وفى عصرى السادات ومبارك، جاءت وزارة الداخلية فى 2016 لتنتهكه انتهاكا صارخاً وصادماً».
ويختم مقاله بالشك في تراجع الدولة عن هذه الجريمة القانونية، معربا عن تمنيه التراجع الفوري والاعتذار السريع، منددا بقمع حرية الرأي والتعبير في ظل نظام الحكم الحالي.
«سيارة مندفعة إلى طريق مجهول»
كان هذا هو عنوان مقال عماد الدين حسين، رئيس التحرير التنفيذي لصحيفة الشروق، والذي سينشر في عدد الشروق، غدا الثلاثاء، منتقدا طريقة تعامل الداخلية مع الواقعة، وأنه لو تواصل أحدٌ من قيادات الوزارة مع نقيب الصحفيين وتم التنسيق بين الطرفين لتم حل الموضوع في هدوء وبدون "شوشرة"، بحسب الكاتب، مبديا تحسره من أن الذي حدث هو عكس ذلك تماما، بحسب المقال.
يقول حسين: «القانون يلزم الشرطة بالحصول على إذن النائب العام لدخول نقابة الصحفيين وليس فقط إذن النيابة للقبض على أى زميل أو متهم. والقانون يلزم بوجود وكيل نيابة ونقيب الصحفيين خلال عملية الدخول للنقابة. كل ذلك لم يحدث ودخلت قوات الأمن النقابة، وكأنها تدخل مثلث المخدرات الشهير فى القليوبية أو أى بؤرة إرهابية».
ويؤكد الكاتب أن الداخلية والنظام خسرا كثيرا جراء هذا السلوك، قائلا: «تعالوا الآن نحسبها بالورقة والقلم أو حساب المكاسب والخسائر.. ربما يكون ما حدث قد أرضى غرور بعض المسؤولين بأن هذا الأمر سيؤدب الصحفيين ويكسر شوكتهم. لكن للأسف فإن أصحاب هذا المنطق لا يفهمون "ألف باء" سياسة، ولم يقرؤوا التاريخ القريب والبعيد». مضيفا «ربما هناك كثيرون من الصحفيين لا يتفقون مع أفكار أو مواقف عمرو بدر، لكن المؤكد أن غالبية الصحفيين صاروا الآن ضد وزارة الداخلية والحكومة، ليس فقط تعاطفا مع بدر والسقا، ولكن رفضا منهم لمحاولة الداخلية تركيعهم وإذلال نقابتهم».
ويصف حسين قرار اقتحام النقابة بالأحمق، وأن متخذ هذا القرار «أساء بصورة لا يتخيلها إلى وزارته وإلى الحكومة والرئاسة وكل مؤسسات الدولة، وسيجعل الحكومة تدفع ثمنا باهظا ومجانيا لهذا الاقتحام، ويستحق جائزة نوبل وكل الجوائز العالمية فى الحماقة وسوء التقدير و«تلبيس البلد فى الحيط»!.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق