عبدالبارى عطوان يكشف العلاقة بين تفجير الطائرة المصرية وفشل مخطط السعودية فى سوريا
إذا ثبت أن العمل إرهابى فهذا سيعطى ذريعة لروسيا والأسد وغيرهم بالتضييق على المعارضة فى سوريا
منذ 10 ساعة
عدد القراءات: 6197
أزاح الكاتب الصحفى، عبدالبارى عطوان، عن علاقة تفجير الطائرة المصرية المنكوبة، والتى راح ضحيتها 69 شخصًا الخميس الماضى، والخطة "B" والتى كانت تعتزم المملكة العربية السعودية تطبيقها فى سوريا لولا الحادث الذى قد يأتى بنتائج عكسية عليها، أو يرجح نسفها، حسب قوله.
وأوضح "عطوان" فى مقاله، أن عملية تفجير الطائرة المصرية جاءت كمفاجأة "غير سارة"، وفى التوقيت الخطأ، بالنسبة الى المعارضة السورية المسلحة، والدول الداعمة لها، خاصة المملكة العربية السعودية وتركيا وقطر، لانها ستعمق قناعة الدول العظمى، بأن اعطاء الاولوية لمحاربة الارهاب وجماعاته يجب أن يتقدم على جميع الاولويات الاخرى، وأبرزها اطاحة نظام الرئيس السورى بشار الاسد.
وأضاف "عطوان" فى مقاله المنشور بصحيفة الرأى اليوم، كان لافتا ان هذه العملية التفجيرية شبه الغامضة حتى الآن، لعدم اعلان اي جهة المسؤولية عن تنفيذها، وهزت صناعة الطيران المدني العالمية، جاءت في الوقت الذي باتت تشعر فيه المملكة العربية السعودية حالة من الاحباط واليأس، بسبب فشل اجتماع فيينا الاخير لمجموعة دول مساندة سورية (22 دولة بقيادة أمريكا وروسيا) في تحديد أى موعد جدي لاستئناف المفاوضات بين أطراف الازمة السورية.
وأشار "عطوان" إلى أنه الوقت الذي أكد فيه البيان الختامي لهذا الاجتماع الصادر يوم الثلاثاء الماضى على ضرورة اعطاء الاولوية للسلام، وتجنب اي تصعيد عسكري، خرج السيد عادل الجبير، وزير الخارجية السعودي على الصحافيين، مؤكدا ان الوقت قد حان "لتطبيق (الخطة B) فى سورية"، مكررا تصريحاته الاثيرة الى قلبه، وباتت حقوق ملكيتها الفكرية له، وهي "ان الرئيس السورى بشار الاسد بات امام خيارين لا ثالث لهما، اما الذهاب من خلال عملية سياسية، او بالقوة العسكرية".
وتابع "عطوان" أن السيد أسعد الزعبي، رئيس الوفد السوري المفاوض في جنيف، الذي يمثل ما بات يعرف بـ "معارضة الرياض" قال "إن تحالفا عسكريا سوريا جديدا جرت اقامته في الشمال السورى على غرار نظيره الجنوبى، وستكون مهمته تطبيق (الخطة B)" التي اشار اليها السيد عادل الجبير، في حال فشل عملية جنيف التفاوضية، لانقاذ الشعب السوري، وان الجهود مستمرة لتوحيد الفصائل الاخرى، التي بقيت خارج التحالف الجديد، وازالة الخلافات التي ادت، وتؤدي، الى الصادمات الاخيرة بين فصائل الغوطة الشرقية.
وأوضح "عطوان" فى مقاله أن تصريحات السيدين الجبير والزعبي (ادلى بها الى صحيفة الشرق الاوسط)، تؤكد مجددا ان مستقبل الرئيس الاسد ما زال العقبة الرئيسية التي تقف في طريق اي تقدم في العملية السياسية، فروسيا ما زالت تعارض بقوة اي محاولة للتوصل الى تسوية سياسية تقوم على اساس رحيل الأسد، وقال سيرغي لافروف وزير خارجيتها أول أمس "نحن لا نؤيد شخصا بعينه.. نحن نؤيد الحرب ضد الارهاب، ولا نرى ان هناك بديل افضل لتحقيق هذا الهدف غير الجيش العربي السوري".
وتابع"عطوان" أنه لا يخامرنا أى شك أن "لافروف" سيقول، وبعد تفجير الطائرة المدنية المصرية، الم أقل لكم لأن رؤيتنا صحيحة منذ البداية، وأن اولوياتنا في مكانها الحقيقى، وهذه الأقوال ستكون موجهة إلى المثلث السعودى التركي القطري، وراعيه الأمريكى أيضا.
حديث السيد الجبير حول (الخطة B) جاء في الوقت الخطأ في رأي الكثيرين من حلفاء بلاده، وعلى رأسهم النظام المصرى، الذي قدمت السعودية أكثر من 25 مليار دولار لشراء ولائه، وابعاده عن المحور السوري الايرانى، فالخطة التي يتحدث عنها، تتضمن تزويد المعارضة السورية المسلحة، ومن ضمنها فصائل اسلامية متشددة بالصواريخ المضادة للطائرات والدبابات، الأمر الذي قد يواجه بمعارضة أمريكية شرسة، ورد فعل روسي غاضب جدا، قد يترجم على شكل تزويد الجيش السوري بصواريخ "اس 300? المضادة للطائرات الامريكية والسعودية والتركية ايضا، وتعيد القصف الجوي "النوعي" لفصائل المعارضة السورية، اي تغول روسي اكبر، واعمق، في الازمة السورية.
وتابع "عطوان" نستغرب تصريحات السيد الجبير هذه وتوقيتها، ولماذا جاءت (الخطة B) التى يتحدث عنها منذ خمس سنوات الان، ولماذا لم يطبقها عندما كانت اجهزة اعلام بلاده تتحدث عن حرق مدينة حلب وأهلها احياء من جراء قصف الطائرات السورية؟
جميع هذه التصريحات حول (الخطة B)هي لتضليل الشعب السوري وخداعه، ولا اكثر ولا اقل، فالسعودية غارقة حتى اذنيها في ملفات شائكة، ابتداء من قضاياها الامنية الداخلية المتفاقمة، ومرورا بحرب في اليمن، وانتهاء بالملاحقات القانونية الامريكية التي يجري تحضيرها لها في ملف تفجيرات سبتمبر، وهي قادمة لا محالة.
واختتم "عطوان" مقاله ، بإن هناك مثل شعبي يقول "لو بدها تشتي لغيمت"، وهذا المثل ينطبق على السعودية وحلفائها في سورية، فقد سمع الشعب السوري، الضحية، الكثير من هذه الخطط بكل احرف اللغة العربية، وما زال الملايين منه، اما في المقابر، او مخيمات اللجوء، او بين البينين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق