الشيطان يعظ | لك يوم يا ظالم "حلقة من مسلسل الدجل والشعوذة وامتصاص دماء الشعب الغلبان" !
منذ 3 ساعة
عدد القراءات: 1866
كتب الصحفي فاروق جويدة متسائلا: كيف تشعر بالسعادة وأنت تمتص دماء البسطاء من أبناء هذا الشعب الغلبان الذى سيطرت عليه عصابة استباحت عمره وماله ووطنه. .كيف تقبل على نفسك وأبنائك مالا حراما حين ترفع سعر الدولار من سبعة جنيهات إلى 11 جنيها ؟ وهل تنام مرتاح الضمير ؟ سوف يقول البعض إنها تجارة والتجارة حلال ولكن هل هى حلال ونصف الشعب الذى تتاجر به يعيش على الكفاف ؟ هل هى حلال والأسعار تقفز كل يوم مع كل جنيه بل كل قرش يرتفع فيه سعر الدولار..؟ هل هى حلال وأنت تعلم أن زيادة سعر الدولار ترفع حجم الديون وفوائدها وهى كارثة تنتظر الأجيال القادمة؟ هل هى حلال وأنت تعلم أنها مضاربات بين عدد قليل من التجار الذين فشلوا فى أن يمارسوا التجارة الصحيحة إنتاجا واستيرادا وعملا.. إن المضاربات فى سعر الدولار أقرب إلى موائد القمار حيث لا جهد ولا عمل . إنها استغلال فرصة فى وطن جريح وبدلا من أن نكون شركاء فى إنقاذه من هذه المحنة ؛ فإن الأيادى تمتد كل واحد يريد ان يأخذ شيئا من الغنيمة رغم أنها مسمومة.. إلخ.
لا يحدد جويدة المقصود بالعصابة ، ولا من يشعل نار الدولار ، واكتفى بالموعظة غير الحسنة بأن المضاربة في الدولار تشبه القمار . لم يقل لنا من هم غير المضاربين في الدولار الذين يمتصون دم الشعب الغلبان .. وأين يضع نفسه بين مصاصي دم الشعب الغلبان ؟.
فاروق جويدة في آخر عهد المخلوع اللامبارك كان يتقاضى خمسين ألفا من الجنيهات ( يساوي مرتب عشرة أساتذة في الجامعة ) مع تخصيص طاقم سكرتارية له كل مهمته نسخ مقاله اليومي أو الأسبوعي ، بالإضافة إلى سيارة فخمة لها سائقان يتبادلان الوردية ليلا ونهارا ( بعض الصحفيين يحصلون على خمسمائة جنيه من مرتباتهم كل ثلاثة شهور !) .
عند ما قامت الثورة وانتخب الرئيس محمد مرسي ضمه إلى قائمة مستشاريه ، ولكنه قفز من السفينة حين قام العسكر بالتجهيز للانقلاب الدموي وكان واضحا أنه على ارتباط وثيق بهم ، ثم إن هناك سببا آخر كان حافز له على القفز وهو أن جريدة الأهرام بقيادة ممدوح الولي قررت خفض الأجور وتقليص الديون بسبب الديون ، وبدأ الولي بنفسه ، وبعد أن كان رئيس التحرير ومجلس الإدارة يتقاضى ثلاثة ملايين في عهد نافع ومن بعده ، هبط الولي بالراتب إلى مستوى موظف متوسط في أحد البنوك ، وفي السياق تم سحب سيارة جويدة حيث لا مبرر لها لكاتب عمود يمكن أن يرسله من بيته .
جويدة يعلم أن مرتبه الضخم الذي لا يستحقه كله من دم الشعب الغلبان ، ولكنه استنكف أن يتنازل عن السيارة التي لا لزوم لها . وبعد أن كان يقول للامبارك : ارحل وعارك معه ، راح يطبل للانقلاب الدموي الذي قتل آلاف الأبرياء . لم يستنكر بكلمة واحدة سفك الدماء البريئة التي جرت أنهار . لم يغضب من أجل إهدار الحقوق وتكميم الأفواه وأخذ الناس بالشبهات ومطاردة الشرفاء وإيداع أكثر من ستين ألفا وراء الأسوار البشعة المظلمة . وواضح أنه لم يسمع بأخبار بناء السجن العاشر ووزارة الداخلية الجديدة والفيلات المخصصة لوزراء الداخلية الحاليين والسابقين .
جويدة كان مشغولا بهجاء الإخوان المسلمين والتشهير بهم ، وشيطنتهم ، والمطالبة بإبادتهم لأنهم سمحوا لأنفسهم أن يقللوا بعض امتيازاته المأخوذة من دم الشعب الغلبان .
طبعا ازداد مرتب فاروق جويدة بعد الانقلاب ، وتكاثرت امتيازاته المادية والمعنوية ، وإن لم يلحق بمستوى نعال البيادة الكبار مثل رؤساء التحرير ومجالس الإدارة ، والأذرع الإعلامية الضالة المضلة ، فهؤلاء يحصلون على الملايين ويسافرون في طائرة الرئاسة ، ويتقاضون بدلات خرافية بالدولار الملعون ، وكله من دم الشعب الغلبان .
هل يستطيع جويدة أن يتكلم عما يحصل عليه قضاة جهنم ، ووكلاء نيابة الزور وضباط جيش كامب ديفيد وبلطجية الداخلية من أكبر لواء إلى أصغر أمين شرطة ؟ هل يمكنه أن يطالب بإقالة ألوف المستشارين والخبراء ( العسكريين السابقين ) من الوزارات والمؤسسات والهيئات الذين يتقاضون مئات الملايين شهريا دون أن يقوموا بأدنى عمل ؟ هل يملك جويدة أن يتحدث عن السفه الذي يمارسه الحكام العسكر الطغاة على احتفالاتهم ومهارجهم ومسرحياتهم السياسية السخيفة ، وكله من دم الشعب المصري الغلبان ؟.
لا يستطيع جويدة أن يتناول مشروعات الفنكوش التي تستنزف ما تبقى من دم الشعب الغلبان ، ولم تضف إليه شيئا ، وهو متأكد أنها فنكوش بحكم عمله محررا اقتصاديا لفترة طويلة قبل أن ينشغل بالشعر ويقلد شاعره المفضل نزار قباني .
وبالمناسبة فنحن نذكره ببيت شهير لنزار قباني يقول فيه :
وإذا المفكر أصبح بوقا يستوى الفكر عنده والحذاء!
نحن نؤمن بأن للظالم يوما ، ونظن أن جويدة ظالم ، وله يوم أمام رب العباد الفقراء ، ولن يغني عنه شيئا الانقلابيون ولا أجهزة المخابرات ولا وزارة الداخلية وأجهزتها المخيفة . ولك يوم يا ظالم !.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق