محكوم بالإعدام وزوجته يرويان أبشع صور التعذيب في سجون "السيسي"
21/05/2016 11:52 م
سماح إبراهيم• جردوا زوجي من ملابسه وسكبوا البنزين عليه ليكون الصعق أكثر إيلاما
• الرائد أحمد السكران وعدد من المخبرين عذبوا المعتقلين حتى النزيف
• "الشواية والتعليق" أشهر أساليب التعذيب بمقر أمن الدولة بكفر الشيخ
• حكم الإعدام باطل ولا يوجد دليل واحد ضد زوجي وإخوانه
• الرائد أحمد السكران وعدد من المخبرين عذبوا المعتقلين حتى النزيف
• "الشواية والتعليق" أشهر أساليب التعذيب بمقر أمن الدولة بكفر الشيخ
• حكم الإعدام باطل ولا يوجد دليل واحد ضد زوجي وإخوانه
في يوم 2 مارس 2016، أصدرت المحكمة العسكرية بالإسكندرية قرارها بالقضية رقم 22 لسنة 2015 جنايات عسكرية طنطا، والمعروفة إعلاميًّا بقضية "إستاد كفر الشيخ", على 7 متهمين بالإعدام، و5 بالمؤبد، و2 بالسجن 15 سنة، و2 بالسجن 3 سنوات، منهم 10 حضوريا و6 غيابيا؛ حيث أمرت النيابة العامة في 19 أبريل 2015 بإحالة قضية إستاد كفر الشيخ إلى النيابة العسكرية, وقد اتهمت 16 شخصًا- وفقًا ﻷمر الإحالة في القضية- بدعوى القتل العمد لثلاثة طلاب بالكلية الحربية.
وأيد مفتي العسكر حكم الإعدام على السبعة، والمتهمون الـ16 هم "صلاح عطية محمد أحمد الفقى، وفرحات فؤاد فرحات الديب، ومصطفى كامل علي عفيفى، وعزب عبد الحميد عزب السيد، وعمار أسامة الحسينى، ولطفى إبراهيم خليل، وأحمد عبد المنعم سلامة، وسامح أحمد أبو شعير، وأحمد عبد الهادى محمد، وسامح عبد الله محمد، وفكيه عبد اللطيف العجمى، ونبوى عز الدين عبد الواحد، وأيمن السيد محمد عبد الفتاح، وأشرف عبد الصمد عبد السلام، ومحمد علي عب اللطيف، وأحمد السيد عبد الحميد منصور.
أدلة بطلان القضية
وتقدم ممثلون عن هيئة الدفاع أمام هيئة محكمة النقض بأدلة الفساد في الاستدلال والقصور في الأدلة، وما يثبت بطلان القضية وانعدام الحكم؛ لاعتماد هيئة محكمة جنايات كفر الشيخ على تحريات جهاز الأمن الوطني، ورغم أن التحريات العسكرية التي أجرتها المنطقة الشمالية العسكرية بخصوص الواقعة، أقرت بأنها "لم تتوصل لمرتكب الواقعة؛ نظرًا لعدم وجود كاميرات بمكان الحادث، وأن الكاميرا رقم (1) يصعب من خلالها تحديد مرتكبي الواقعة؛ نظرًا لبعد المسافة ووجود عوائق رؤية".
ورغم تقدم أحد المحكوم عليهم بالإعدام "فكيه عبد اللطيف"، الذي يعمل مدرسا للعلوم بمدرسة الشهيد أحمد سعد الديهي الإعدادية، ما يثبت أنه كان بالمدرسة يوم الحادث 15 أبريل 2015، وأنه قام بجميع أعماله المدرسية ولم يغادر المدرسة في ذلك اليوم، وهو ما يخالف ما جاء بقرار الاتهام من نيابة طنطا العسكرية، إلا أن القرارات الصادرة قضائيا بقرارات مسبقة لا يجوز مراجعتها أو استبدالها.
بداية الاعتقال
"هبة علي"، زوجة أحمد عبد المنعم سلامة، أحد المحكوم عليهم بالإعدام في القضية، تروي لنا تفاصيل مهمة عن ملابسات اعتقال زوجها وما تعرض له من تعذيب, وتطلعنا على رسالة مسربة من زوجها، تكشف بالأسماء عددا من الانتهاكات الجسدية التي مورست ضدهم من قبل ميليشيات الداخلية للاعتراف بجرائم لم يرتكبوها.
تقول الزوجة: "هاجمت قوات الأمن الخاصة شركة زوجي الخاصة بشارع الخليفة المأمون بكفر الشيخ، ظهر يوم 20 أبريل 2015، وسارعوا بتعصيب عينيه، وأبلغنا بما حدث معه عميل كان بالشركة، تم إلقاء القبض عليه مع زوجي، وبعد 3 ساعات احتجاز بقسم أول كفر الشيخ، تم الإفراج عن العميل عقب تهديده باغتصاب زوجته".
وتابعت "توجهت لقسم الشرطة وأبلغني أفراد الشرطة بعدم وجود زوجي بالداخل، وانتقلت للبحث عنه بمحكمة كفر الشيخ ومعسكر الأمن المركزى، وأرسلت تلغرافات للمحامى العام بطنطا، كما توجهت للمحامى العام بطنطا يوم 23 أبريل، قدمت له محضرا يثبت أن زوجى مختف، ومحضرا آخر فى نيابة كفر الشيخ، حيث قام رئيس النيابة بتدوين أقوالنا فى أحد هذه المحاضر, وبعد 75 يوما بلغني اليأس، فتقدمت بمحضر اتهمت فيه الشرطة بقتله".
وتضيف "كان الرد قاسيا بمداهمة منزلنا للمرة الثانية وتكسير باب الشقة، واستولوا على كافة متعلقاتنا، ولم يتركوا شيئا سليما بمنزلنا، ومكثنا في تعذيب نفسي نعيش كأموات، حتى ظهر يوم 2 يوليو بالنيابة العسكرية فى الإسكندرية".
وتروي زوجة "سلامة" الانتهاكات التي تعرض لها الزوج قائلة: "زوجي تعرض لأسوأ أنواع التعذيب في مقرات الأمن، وطالب رئيس النيابة بالكشف الطبى وإثبات وقائع التعذيب، ولكنه رفض, ثم انتقل من قسم أول كفر الشيخ إلى معسكر الأمن المركزى، ومن كفر الشيخ إلى مقر أمن الدولة، ومن كفر الشيخ إلى لاظوغلى بالقاهرة".
وتوضح أن "القضية كان يحاكم فيها 63 شخصا, ثم تقلص العدد إلى 16 فقط, وتعقد الجلسات كل سبت وثلاثاء، كانوا يحضرون الجلسات بالإسكندرية وهم محتجزون بسجن طنطا، من كفر الشيخ إلى الإسكندرية ومنها إلى طنطا، في عربة ترحيلات يعيشون فيها طوال الأسبوع".
رسالة مسربة
وكشفت عن رسالة زوجها التي يوثق فيها ما حدث له منذ أول يوم اعتقال، والتي قال خلالها: "تم اقتيادي ودفعي نحو سيارة ملاكي بيضاء, كان مع الكمين ضابط اسمه هاني أعرفه منذ أن كان طالبا، حيث كان يتردد على المغسلة التي كانت بجوار المحل القديم الذي كنت أعمل به, عندما وصلت السيارة تم وضع عصابة سوداء على وجهي، وتم اقتيادي إلى مكان لم أعرفه إلا بعد فترة، وكان هذا المكان هو بندر كفر الشيخ، وقام أحمد السكران وعدد من المخبرين بضربي حتي أصبت بحالة من الإغماء، ونزيف من فمي، ثم تركوني حوالي ساعتين".
ويتابع سلامة "ظللت واقفا معصوب العينين مقيد اليدين حتى فجر اليوم التالي، وبعد صلاة الفجر جاءت المرحلة الثانية من التعذيب".
ويتابع سلامة "ظللت واقفا معصوب العينين مقيد اليدين حتى فجر اليوم التالي، وبعد صلاة الفجر جاءت المرحلة الثانية من التعذيب".
صعق وتعليق
ويستطرد الزوج المحكوم عليه عسكريا بالإعدام في رسالته "أخذوني في فجر هذا اليوم إلى مقر أمن الدولة بكفر الشيخ، حيث بدؤوا في استخدام الصعق بالكهرباء في كل أنحاء جسمي، حيث جردوني من ملابسي تماما، ولم ينج من جسدي أي جزء من الصعق بالكهرباء، واستخدموا أبشع أنواع العذاب من الكهرباء، حتى القبل والدبر، حيث كان التركيز على هاتين المنطقتين تحديدا".
ويضيف "من كثرة استخدام الصعق بالكهرباء احترق جسدي, كانوا يستخدمون الجاز والبنزين أثناء الصعق بالكهرباء، حتى يكون تأثير الصعق بالكهرباء أشد ألما، وكنت أصرخ ولا أحد يرحمني من شدة التعذيب".
ويتابع سلامة "استمر التعذيب بالصعق بالكهرباء حوالي خمسة أيام متواصلة، لم تنقطع فيها أشكال التعذيب, واصفا طريقة الصعق بالكهرباء كالتالي.. ربط القدمين في الكراسي، كل قدم مربوطة في كرسي, اليدان مثل القدمين، كل يد في كرسي، ويجلس على الكرسي أحد الضباط أو المخبرين، واحد يقوم بوضع البنزين والجاز، والآخر يستخدم صاعق الكهرباء، ويتبادلون علي واحدا تلو الآخر.. حيث كنت عاريا تماما من الملابس، وبعد خمسة أيام من التعذيب بالكهرباء تم استخدام أسلوب جديد مع الصعق، وهو التعليق بالباب".
ويشرح تلك الطريقة قائلا: "تُربط اليدان خلف الظهر وبحبال ترفع الإنسان إلى أعلى، حتى تكون اليدان عند حافة الباب العلوي، وهو في وضع الفتح، ويتم وضع اليدين المربوطتين على حافة الباب، ويتم سحب الكرسي من تحتك، فتبقى معلقا على الباب، وتكون اليدان خلف الظهر، وكنت أصرخ، وكلما صرخت يطالني التعذيب بالصاعق الكهربائي، وأنا معلق على الباب، وقد استمر الحال حوالي يومين من التعليق، ولا أحد يسمع لك، وكان كل همهم أن أعترف على نفسي بالحادثة ولم يحدث ذلك".
ويضيف "كانت نتيجة التعذيب بهذه الطريقة أني فقدت الإحساس بالجزء العلوي من جسدي، وهو ذراعي اليمنى وذراعي اليسرى ورقبتي، وكانوا يقومون بنزع ملابسي تماما من على جسدي حتى العورة".
"الشواية" أكثر إهانة
ويشرح الزوج أحمد عبد المنعم سلامة طريقة التعذيب بالشواية قائلا: "أما عن "الشواية" فهي وسيلة تعذيب أكثر إهانة، حيث تُربط القدمان واليدان وتوضع اليدان أمام الركبة، ليتم وضع قطعة من الخشب من تحت الركبتين وأعلى اليدين، وتعلق على مجموعة من الكراسي، وتبقى رأسك الى أسفل، والقطعة الخشبية معلقة على الكراسي، ويتم هزك كما لو كنت أرجوحة، ويُستخدم الصعق الكهربائي خلال ذلك".
ويضيف "استمر التعذيب بهذه الطريقة حتى كدت أن أموت مرتين، ما اضطرهم إلى إحضار طبيب، وتم حقني بمواد لا أعرفها، ونتيجة التعذيب الشديد أصابتني حالة من الإعياء، مع العلم أني كنت عاريا من ملابسي طوال فترة التعذيب".
ويتابع سلامة "كان من آثار التعذيب أيضا كسر بالأنف وقطع في اليد اليسرى والذراع اليمنى، ومفصل الكوع لا أستطيع أن أحمل به أي شيء، وفقرات العنق، وقطع في الأنف بين الحاجبين، وفقرات في الظهر، وتهتك في عضلات الذراعين"، مؤكدا أن "التعذيب استمر بمقر أمن الدولة بكفر الشيخ حوالي 13 يوما على نفس الوتيرة، وبعدها تم اقتيادي وأنا معصوب العينين إلى القاهرة إلى مقر أمن الدولة بلاظوغلي، الذي ظللت أعذب فيه لمدة 3 أيام، كنت خلالها معصوب العينين ومقيد اليدين من الخلف، خلف الظهر".
في معسكر قوات الأمن
وبعد أن قضى بلاظوغلي 3 أيام من التعذيب، تم ترحيل "سلامة" إلى معسكر قوات أمن كفر الشيخ مرة أخرى. ويضيف "جلست في مقر قوات الأمن حوالي عشرة أيام في مكان تحت الأرض؛ حتى لا يعرف أحد مكان اختفائي، وطلبت منهم علاجا فلا مجيب، وهو أشبه بالمقبرة".
ويكمل "وفي صباح يوم الخميس الساعة السادسة صباحا، إذا بباب الزنزانة يفتح ويتم اقتيادي إلى مكان لا أعرفه، وإذا بي أفاجأ بوقوفي أمام أحمد السكران ومعه رجل آخر ذو لهجة صعيدية، وبدأت حفلة الاستقبال المعروفة من الضرب والسحل والشتم ووضع الرأس على الأرض والضرب فيها، وكنت مقيد اليدين ومعصوب العينين، وقالوا لي: أنت عارف أنت فين؟ قلت لهم لا أعرف، فقالوا لي: أنت في مقر المخابرات الحربية".
ويكمل "وفي صباح يوم الخميس الساعة السادسة صباحا، إذا بباب الزنزانة يفتح ويتم اقتيادي إلى مكان لا أعرفه، وإذا بي أفاجأ بوقوفي أمام أحمد السكران ومعه رجل آخر ذو لهجة صعيدية، وبدأت حفلة الاستقبال المعروفة من الضرب والسحل والشتم ووضع الرأس على الأرض والضرب فيها، وكنت مقيد اليدين ومعصوب العينين، وقالوا لي: أنت عارف أنت فين؟ قلت لهم لا أعرف، فقالوا لي: أنت في مقر المخابرات الحربية".
ويقول الزوج المحكوم عليه بالإعدام: كنت أجلس على كرسي بلاستيك ذي قاعدة حديدية، ويدي مقيدة ومربوطة في الكرسي، ومعصوب العينين، حيث كنت أقضي يومي على هذا الكرسي من نوم وشرب، وغير مسموح لي بدخول دورة المياه إلا مرتين في اليوم والليلة.
وتابع "لم يسمح لى أيضا بتغيير الملابس طيلة 50 يوما تقريبا، وغير مسموح بالاستحمام أو استخدام الصابون, كل ذلك من المحرمات على الإنسان في نظر هؤلاء، كان الغرض منه أن تضيق بك الحياة وتنتحر، أو تغير من أقوالك وتعترف بجرائم لم ترتكب بعد".
واختتم شهادته قائلا: "من أسماء أفراد الأمن الذين تناوبوا عليَّ في الحبس "محمد صلاح حميدة، مصطفى الرفاعي، "الجوهري" رجب، محمد فاروق، وليد البنا، محمد"، كما كنت أسمع أسماء أخرى منها "وجيه، عبد الشافي، إيهاب".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق