مجازر بشعة بحق السنة فى الفلوجة العراقية بشروط وأوامر أمريكية
تستخدم النزعة الطائفية لاستمرار سيطرتها على العرب والمسلمين تحديدًا
منذ 2 ساعة
عدد القراءات: 906
** المدينة استعصت على المحتل الأمريكى منذ بدأ الحرب على العراق فأراد الانتقام منها
** مئة قتيل فى ثلاثة أيام فقط بينهم نساء وأطفال ومشايخ فى قصف ميلشيات الحشد الشعبى
** وائل قنديل: تنظيم الدولة فى الفلوجة مجرد طعم لتنفيذ الغاية الحقيقية للأمريكان وحلفائها
يدعون إلى الديمقراطية واعلاء حقوق الإنسان حول العالم، لكن المسلمين ليس لهم هذا الحق فى العقول السياسية والعسكرية الأمريكية، فنزاع المسلمين حول العالم وفرقتهم، هو الضامن الوحيد لاستمرار سيطرة الأمريكان على بلادنا ومحاربة الدين الإسلامى، بجانب أنه يضمن عدم تكاتفهم ضد الصهاينة، ويبقى الوضع دائمًا كما هو عليه "الكيان الصهيونى آمن" فالمسلمين والعرب يقتتلون فيما بينهم.
المخطط الأمريكى الذى بدأ منذ أعوام كثيرة مضت لم يتوقف عند هذا الحد، بل وصل إلى ارتكابها مجازر بأسلحتها الفتاكة بحق المسلمين فى كل مكان، وسط صمت وخزى الجميع من الحكام العرب الذين يجدون فى التبعية الصهيو أمريكية ملاذ آمن للبقاء فى الحكم والحفاظ على مناصبهم.
فهذه هى اللعبة التى بدأها الأمريكان منذ احتلال العراق والحرص على عدم اتفاق الفرقاء هناك القوى الإسلامية مشتته ولا تفكر لحظة فى العداء الأمريكى الصهيونى، مستغله النزعه الطائفية فى بغداد وما حولها، خاصًة المدن ذات التكتل السنى الصامد فى وجه تنظيم الدولة وغيره، إلا أن الأمريكان يخروجون بتصريحاتهم حول انقاذ السنة من تنظيم الدولة، وتعطى الأسلحة والمخططات وتهيئ الأجواء لباقى الطوائف للهجوم على تلك المدن ذات الأغلبية السنية وتوصيف الأمر أنه لمحاربة تنظيم الدولة، وكل من يُقتل هو تابع لتنظيم الدولة والسلميين منهم آمنين.
لكن هذا مغاير للحقائق، فأمريكا التى استخدمت الأكراد ببادئ الأمر وأعطتهم الأسلحة والمساندة السياسية فى ارتكاب مجازر بحق السنة على أنهم تابعين لتنظيم الدولة وغيرها، من التنظيمات المسلحة، أعطت لهم قطعة من العراق وتفتت جزء من البلد العربى الإسلامى، لكنها تعمل الآن على تفتييت ما تبقى من العراق، ليكون كل دويلة منهم ذات طائفة متعنته كارهه لغيرها، وينسوا مع الوقت أنهم جميعًا مسلمين.فهذا هو الحال الذى يتم فى الفلوجة العراقية ذات الأغلبية السنية التى يشهد لها التاريخ فى الصمود بوجه الغرب وحربه المزعومة، والتنظيمات المسلحة التى لا تنتسب إلى الإسلام بالمرة، مستخدمة فى تلك العمليات قوات الحشد الشعبى "الشيعية" التى تتسم بالهمجية، بحق السنه فى الفلوجة والمجازر التى يرتكبونها ضدهم بمساعدة وشروط تنظيمية لتلك المجازر من واشنطن.
فمجازر الفلوجة لها طابع خاص أمام الإعلام، فالظاهر أن قوات الجيش العراقى، والعشائر السنية، هى من تقود الأمر، لكن أمريكا تفرض عليهم مشاركة الحشد الشعبى بعد دعمه بالسلاح، ليقوم بمجازرة خلف الكواليس وخلف القوات المشاركة، فالعديد من المعارك الماضية كشفت ذلك.
فلليوم الثالث على التوالى، يستمر الحشد الشعبى، بقصف المدنيين فى الفلوجة من جهاتها الأربعة، ويزعم أمام الشاشات أنه لم يدخلها بعد، ويأتى ذلك مع قصف جوى للميلشيات مما خلف اليوم فقط، 11 قتيلاً بينهم أربعة أطفال وامرأتان، فيما أصيب 17 آخرين لترتفع حصيلة الضحايا منذ بدء الهجوم على الفلوجة لأكثر من 100 قتيل وجريح بين المدنيين.بدوره قال المحلل السياسي العراقي ـ صفاء الموصلي إن الفلوجة مدينة المآذن تعرضت لكثير من الحملات العسكرية بدءا من الأمريكان وحتى مشاريع الحشد الشعبى الشيعية، العسكرية والسياسية، مشيراً إلى أن ما يحدث للفلوجه اليوم هى عملية انتقامية من المدنين وليس تحريريها من داعش.
وأضاف أن تلك المدينة التي دفعت جورج بوش الابن الرئيس الأمريكي السابق يعترف أنها خارج سيطرة قواته على العراق نظرا للصمود الأسطوري لأبنائها في وجه الغزو الأمريكي، الآن بضوء من أمريكا أبنائها سيفرمون بين نيران قوات الحشد وتنظيم داعش.
الكاتب الصحفى وائل قنديل قال، أن الأحدث تتشابه من "عراق المنشية" في فالوجة فلسطين إلى "عراق الفلوجة"، وإن اختلف الفاعل الرئيسي أو الوجوه، غير أن الممارسات تكاد تتطابق، فما فعلته عصابات المستعمرين الصهاينة بأصحاب الأرض والحق، العرب الفلسطينيين، في العام 1948، لا يختلف كثيراً عما تقوم به مليشيات الحشد الطائفي "الشيعية"، في أهل المدينة الصامدة الباسلة، العرب العراقيين، فالدافع في الحالتين واحد، وكذلك، وبالضرورة، المنهج واحد: استئصال السكان الأصليين، وتغيير الطبيعة الديموغرافية للمكان، والعبث بالتاريخ والجغرافيا، معاً.
وأكد قنديل أن الشيعة وداعش حليفان وشريكان، يتقاسمان لحمنا العربي، برعاية أميركية، وتواطؤ أممي، موضحا أنهم جاؤوا ا للانتقام من تلك المدينة التي استعصت على الغزاة العابرين إلى شرفنا العربي المستباح من البوابة الإيرانية، الفارسية و واشنطن وتل أبيب، لتأديب المدينة التي بقيت ترفع أعلام العراق العربي القديم، لا العراق الشرق أوسطي الجديد.
وتابع: "داعش" هنا هي الشجرة التي تخفي وراءها الغابة الكثيفة، أو الغاية الأهم، وهي الإجهاز على آخر ما تبقى نابضاً بمقاومة المشروع الإيراني، في العراق، بتكرارٍ سخيفٍ ومملٍّ للعبة الوضيعة التي تدور فصولها في سورية. وفي الحالين، هم الذين زرعوا شجرة "داعش" ورعوها ورووها، حتى ارتفعت وتغوّلت، وبدت، في عيون المخدوعين، هدفاً ثميناً للحطابين والصيادين، لكن الواقع يقول إنها ليست أكثر من أداة للصيد ووسيلة للقنص، والانقضاض على الهدف المطلوب".
مقالات ممكن أن تعجبك
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق