فهمي هويدي يكشف معاناة 11 قرية بالشرقية مع العطش
13/06/2016 01:39 ص
أحمدي البنهاويحذر الكاتب الصحفي فهمي هويدي من أن قرية إبراهيم حسن و11 قرية مجاورة لها بمحافظة الشرقية هي "نموذج لضحايا الانقطاع التام للمياه، إذ لم تصلها المياه منذ أكثر من شهرين حتى أصبح سكانها يتيممون للصلاة، فى حين انتشرت بينهم الأمراض الجلدية، وصاروا يستعينون بمياه الصرف للغسيل والنظافة".
وقال "هويدي"، في مقال له بصحيفة "الشروق"، بعنوان "شهران بلا مياه": "رسالة تلقيتها هذا الأسبوع، ووجدتها صعبة التصديق لأول وهلة، مفادها أن 25 ألفا على الأقل قرروا التوجه فى مسيرة، غدا الإثنين، إلى مقر مجلس مدينة أولا صقر، رافعين الأعلام السوداء احتجاجا، بعدما ضاقت بهم السبل وبلغ الكرب ذروته فقرر الناس إشهار الغضب والحزن".
وأضاف "انقطعت المياه لمدة تجاوزت شهرين، فمات الزرع وجفت الأرض، فى حين جفت الحلوق جراء كثرة الشكاوى والاستغاثات، قدموا طلبا للتصريح لهم بالاعتصام هناك لكى يوصلوا مظلمتهم إلى أولى الأمر، عساهم أن يضعوا حدا لمعاناتهم".
إعلام الحجب!
الأخطر في مقال هويدي قوله: "فهمت من الذين تحدثت إليهم فى الزقازيق أن أهالى القرى المنكوبة أرسلوا شكاواهم إلى بعض الصحف القومية التى تجاهلتها وحجبتها، وكان ذلك أحد العوامل التى دفعتهم إلى تنظيم مسيرتهم إلى مجلس المدينة غدا. كما أن حماسهم شديد لفكرة الاعتصام لإيصال صوتهم لمن يهمه الأمر".
وأضاف "المفارقة الأكبر تتمثل فى أن يحاصر الجفاف والعطش بعض قرى الدلتا والصعيد فى حين يشاهدون على شاشات التلفزيون إعلانات المدن والمنتجعات الجديدة التى تحفل بحمامات السباحة، وتتوزع نوافير المياه على جنباتها".
من المفارقات أيضا أن تجلجل الأصوات، والشكاوى تقرع الآذان فى فضاء القاهرة إذا ما انقطعت المياه لساعات محدودة فى بعض أحيائها، ولكن انقطاع المياه عن قرية إبراهيم حسن لأكثر من ستين يوما لا يسمع به أحد، ويظل خبرا منسيا يلتقطه المرء بمحض المصادفة.
"جركن" بـ8 جنيهات
واستعرض المقال بعض المعلومات عن الضحايا، "١١ قرية صغيرة يزيد عددهم على ٢٥ ألفا، تنتشر على أطراف مركز أولاد صقر، ومشكلتهم مزمنة مع انقطاع المياه، التى شحت وندرت فى بعضها وانقطعت تماما فى البعض الآخر".
وأوضح أن تلك القرى هي "العزايزة وأباظة وموسى عوض جعفر والحاج حسين وعبد النبى و١٥ مايو وحنورة واحد واثنين ومحمد محمد ومحمد حسين"، وكانت تصلهم المياه لفترات لا تتجاوز ساعتين فى اليوم". مضيفا أنهم "كانوا يعتمدون بصورة أساسية على مياه الترع.
وحين شحت مع تزايد أعداد السكان، فإنهم لجؤوا إلى شراء المياه، خصوصا فى مواسم الحصاد، حتى وصل سعر عبوة المياه (الجركن) إلى ثمانية جنيهات للواحدة".
وحين شحت مع تزايد أعداد السكان، فإنهم لجؤوا إلى شراء المياه، خصوصا فى مواسم الحصاد، حتى وصل سعر عبوة المياه (الجركن) إلى ثمانية جنيهات للواحدة".
وكشف عن أن "المياه إذا توافرت فإنها تأتيهم معبأة فى "فناطيس"، إما عن طريق مجلس المدينة أو بواسطة بعض الشركات مجهولة المصدر". لافتا إلى أن "مشكلة تلك القرى أنها تقع فى نهايات الترع، وفى السابق كان يطبق نظام المناوبة لإيصال المياه إليها بالتناوب مع ترع أخرى، إلا أن ذلك النظام فشل بسبب انخفاض منسوب المياه وانتشار الجفاف".
جهود غير مثمرة
وأشار فهمي هويدي إلى أنه "فى وقت سابق أقيمت محطة لرفع المياه التى أوصلتها ضعيفة إلى بعض المنازل دون غيرها. ثم توقفت تلك المحطة تماما، بسبب عطل أصابها وأعجزها عن العمل".
وتابع "لحل الإشكال تبرع الأهالى بقطعة أرض لإقامة محطة مياه عليها، إلا أن شركة المياه رفضت ذلك بدعوى أن المسافة بعيدة بين منطقة سحب المياه وبين تجمعات الأهالى".
واستعرض المقال مطالب واستغاثات السكان الذين يطالبون "برفع كفاءة محطا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق