30 يونيو .. وطن ملَّ من "فناكيش العسكر"
29/06/2016 02:06 م جمعة الشوال
كتب- عبد الله سلامة:
"سنصبح أضحوكة العالم" مقولة أطلقها الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل، قبيل وقوع جريمة الإنقلاب العسكري في 3 يوليو 2013، ويومًا بعد يوم باتت تلك المقولة واقعًا يعيشه المصريون في ظل حكم العسكر ومشروعاتة الوهمية التي جلبت السخرية للوطن من كل حدب وصوب.
جهاز "العلاج بالكفتة"
ففي عام 2014، استيقظ المصريون والعالم أجمع على "فنكوش عسكري" فريد من نوعه، يتمثل في اختراع "علاج بالكفتة" لعلاج أمراض الإيدز وفيروس"سي"، وسط حالة من التحدي من جانب حكومة وجيش وإعلام الانقلاب ، الا انه ومع اقتراب الموعد المحدد لبدء العلاج بالجهاز الذي عرف بإسم "جهاز كفتة عبد العاطي" تراجع كل هولاء مطالبين بتاجيل العلاج بالجهاز 3 اشهر آخري ثم 3 اشهر آخري، الا انه ومع إصرار النشطاء علي مواقع التواصل الاجتماعي علي المتابعة اليومية للموعد المحدد للعلاج بالجهاز ، لم يجد نظام الإنقلاب ، بدا من الاعتراف ب"فنكوش" الجهاز ، وانه لم يكن سوي خدعة اراد قائد الإنقلاب عبد الفتاح السيسي تقديم نفسه للمصريين من خلالها قبل استيلائه علي كرسي الحكم في مصر.
المؤتمر الاقتصادي
مارس 2015 ، كان شهر الآمال العريضة والوعود بمئات المليارات من الدولارات للمصريين ، في إطار الترويج ل"المؤتمر الإقتصادي" بشرم الشيخ ، والذي تم دعوة الدول الداعمة والراعية للانقلاب له ، خاصة بعد أن أعلن إبراهيم محلب رئيس وزراء الانقلاب وقتها أن الحصيلة النهائية للاستثمارات والقروض التى حصلت عليها مصر فى المؤتمر بلغت 60 مليار دولار، فضلا عن تعهدات بدعم خليجى قدره 12.5 مليار دولار، مشيرا إلى أنه جرى توقيع عقود بقيمة 36.2 مليار دولار فى المؤتمر وتم الاتفاق على مشروعات ممولة بقيمة 18.6 مليار دولار والسداد على سنوات طويلة، بالإضافة إلى 5.2 مليار دولار من صناديق ومؤسسات دولية كقروض مع وزارة التعاون الدولى.
وبالرغم من مرور عام ونصف على المؤتمر الاقتصادى، إلا أنه وحتى هذه اللحظة لم ينفذ مشروعا واحدا من المشروعات ، الامر الذي جعل عدد من الاذرع الاعلامية للانقلاب ، امثال : جابر القرموطي وعمر اديب ولميس الحديدي، يعترفون بان المؤتمر كان خدعة كبيرة لم تجن مصر منه اي شئ.
العاصمة الاداية الجديدة
وكان مشروع العاصمة الجديدة من أهم المشروعات التى أعلنت عنها حكومة الإنقلاب خلال المؤتمر، بتكلفة تصل إلى 45 مليار دولار، على أن يتم إنجاز المشروع خلال 5 إلى 7 أعوام ، مبشرة بتوفير بناؤها أكثر من مليون فرصة عمل، وسعتها لـ5 ملايين ساكن، إلا أن السيسي خرج بعد ذلك و صدم الجميع حينما ، قائلا: إن ميزانية الدولة لا تتحمل إنشاء العاصمة الجديدة، وذلك بعد أن انسحبت الشركة الإماراتية من تمويل المشروع.
محور قناة السويس
هلل الاعلام المؤيد للانقلاب "تحيا مصر.. هنعمل قناة سويس جديدة" ، وبدءت اكبر حملة في تاريخ مصر للاستيلاء علي اموال المصريين من خلال ما عرف ب"شهادات استثمار القناة" ، وبدء عدد من المصريين المخدوعين في وضع تحويشة عمرهم في المشروع بعد ان وعدهم إعلام العسكر بعوائد مغرية بعد افتتاح المشروع ؛ حيث تم جمع 64 مليار جنيه في إنشاء "تفريعة" وليس "قناة".
وبعد ايام من افتتاح التفريعة ، بدءت سحرة "إعلام العسكر" في صدم المصريين بالواقع المآساوي الذي حذر من خبراء محليين ودوليين من عدم جدوي التفريعة الجديدة ، خاصة في ظل تراجع حركة النقل البحري عالميا جراء بض العوامل الاقتصادية والسياسية.
وبعد شهر من إفتتاح التفريعة بدءت تتوالي الخسائر علي "قناة السويس" لدرجة ان إدارة القناة اتخذت قرارا – لاول مرة – بحجب ارقام عوائد القناة ، منعا لافتضاح امر "تفريعة السيسي" والتي لم تاتي "بمليم واحد" وإنما امتد شئومها للتاثير سلبا علي عوائد "قناة السويس"، وسط تاكيد خبراء إقتصاد علي تمويل فوائد شهادات الاستثمار التي دفعها المصريين من "الموازنة العامة للدولة" ، اي دفعها لهم من جيوبهم.
فنكوش "المليون ونصف فدان
انضم مشروع "المليون ونصف فدان" الي مشروعات السيسي الوهمية ، حيث تم وعد المصريين ، حينها، بتوفير المشروع 75 ألف فرصة عمل، فضلا عن بناء 85 ألف وحدة سكنية خلال المشروع ؛ الامر الذي اكد خبراء استحالتة في ظل قرب إنتهاء اثيوبيا من بناء "سد النهضة"، فضلا عن وجود ازمة مياة في مصر قبل بناء "السد" الذي سيفاقم تلك الازمة بشكل كبير.
وكشف الدكتور علاء النهرى، نائب رئيس المركز الإقليمى لعلوم الفضاء بالأمم المتحدة، عن أن 2 مليون فدان مهددة بالبوار في مصر، خلال فترة ملء خزان سد النهضة الإثيوبى.
وقال النهرى: إن الهيئة القومية للاستشعار عن بعد بدأت منذ عامين فى إجراء دراسة حول مخاطر سد النهضة على مصر تحت عنوان: "الآثار السلبية لسد النهضة على مصر"، وأوشكت على الانتهاء منها، مؤكدا أن الدراسة أعدت لحظة بلحظة باستخدام صور الأقمار الصناعية وحسابات دقيقة للغاية، مشيرا إلى أن النتائج الأولية للدراسة تؤكد أنه لو تم تخزين المياه خلال العامين الأوليين ستفقد مِصْر 20 مليار متر مكعب مياه بسبب التخزين.
وأضاف النهري: "لو تم ملء السد خلال العاميين الأوليين سيتم تبوير 2 مليون فدان، ومن ثم يفقد الكثير من الفلاحين عملهم، وستتدهور الأرض الزراعية لزيادة نسبة الملوحة".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق