في دولة 30 يونيو.. السيسي أهدر حقوق مصر المائية ويبشر بـ"الجفاف"
29/06/2016 03:18 م
كتب- حسن الإسكندراني:
دولة 30 يونيو لا تأى بالخير، فقد تسبب تراخي قائد الانقلاب العسكرى، في الدفاع عن حقوقها وثرواتها في مزيد من فقدان الموارد الطبيعية، وهو ما تجسد بصورة حية في سيناء، حيث فقدت مصر خلال العقود الثلاثة الأخيرة ما يقرب من 20 مليار م3 تمكنت إسرائيل من سرقتها عبر السحب الجائر من خزان المياه الجوفية بسيناء، منهم ما يقرب من 30 مليون متر مكعب من مياه السيول على مدار الـ5 سنوات الماضية، بسبب عدم وجود خزانات معدة لتخزين مياه السيول، وأن إسرائيل قامت بحفر 80 بئرًا بعمق 800 متر بصحراء النقب لاستغلال المياه الجوفية المصرية، وفقًا لتقرير صادر عن معهد بحوث الصحراء.
ووفقًا لتقرير رسمى نشر عبر وسائل إعلامية ألكترونية، فقد تسبب هذا السحب في إحداث تغيرات في خواص المياه المتبقية لاسيما في شمال سيناء مما جعلها غير صالحة للزراعة أو الاستخدام الآدمي، لتفقد مصر موردًا جديدًا من موارد الحياة في سيناء بعدما فقدت الثروات المعدنية في السابق نتيجة تجاهل الحكومات المتعاقبة لهذه القطعة البارزة من أرض مصر منذ حرب 1967 وحتى الآن.
كما تسببت بعض المشروعات القومية غير المدروسة في إهدار مليارات الأمتار من مياه النيل، وهو ما تجسد بصورة أوضح في مشروع "توشكى" الذي تم الإعلان عنه أواخر تسعينات القرن الماضي، حيث جاء تلبية لرغبة بعض رجال الأعمال في الاستثمار، وأُنفق عليه المليارات دون أي عائد.
وبالرغم من الفشل الذريع الذي مني به هذا المشروع لازال هناك من يسعى لإحيائه مرة أخرى بعد 18عامًا من الإهدار المستمر للمال والمياه.
سد النهضة.. تهديد لمنظومة الزراعة والشرب والطاقة
حالة من الجدل سادت الأوساط المصرية منذ الإعلان عن بناء سد النهضة، ما بين التهويل بحجم المخاطر التي ستواجهها مصر جراء هذا السد وما يمكن أن يتسبب به في "تعطيش" ملايين المصريين،وهو ما دفع رئيس حكومة الانقلاب الأسبق حازم الببلاوي إلى الإعلان أن هذا السد سيكون "رخاءً" على مصر وشعبها، ومابين هذا وذاك تخرج التقارير والدراسات العلمية لتؤكد أن "سد النهضة" يمثل - بلا شك - كارثة حقيقية بكل المقاييس.
وبحسب الدراسات فإن السعة المائية لخزانات سد النهضة تبلغ 74 مليار متر مكعب، وحال بناء هذه الخزانات ستُحرم مصر والسودان على أقل تقدير من 15 مليار متر مكعب من حصتهم سنويًا، وطبقًا للتقديرات، يتطلب مليار متر مكعب من المياه سنويًا لري 200 ألف فدان بمصر، وبذلك مع كل مليار متر مكعب تخسرها مصر من حصتها المائية تفقد 200 ألف فدان.
هل يشرب المصريون مياه الصرف الصحي؟
ولم يكذب السيسى عندما قال أنه ستكون محطات الصرف الصحي هي نيل المصريين المستقبلي، إلا أن خبراء المياه والصحة أكدوا بما لا يدع مجالاً للشك أن هناك العديد من العقبات أمام هذا المشروع على أرض الواقع تجعل من تحقيقه أمرًا غاية في الصعوبة والتحقيق.
وكان قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسى ، اعترف بحجم الكارثة التي تنتظر البلاد من شح مائي بسبب قلة الفيضان السنوي وبناء سد النهضة الإثيوبي الذي أثر على حصة مصر المائية، ما أدى لبوار آلاف الفدانين من أراضي الفلاحين بالوجه البحري.
وقال صلاح بيومى، نائب رئيس الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحى، فى تصريحات سابقة ،إن مصر ستواجه أزمة فى المياه خلال الفترة المقبلة، وإن فيضان النيل العام الحالى كان الأقل على مدى 45 سنة مضت، موضحا خلال ورشة عمل عن جهود الدولة لتطوير مرفق المياه، أمس الثلاثاء، بمشاركة الاتحاد الأوروبى، أن خطة إدارة الموارد المائية خلال الفترة المقبلة، تعتمد على معالجة مياه الصرف الصحى وتغطية القرى بالصرف الصحى.
من جهته، أكد مصدر مسئول بوزارة الموارد المائية والرى،فى تصريحات صحفية ،إن انخفاض مياه النيل الواردة إلى مصر من الهضبة الإثيوبية خلال العام المائى الحالى «2015- 2016» إلى الثلث، والمقدرة بما يقرب من 60 مليار متر مكعب، موضحاً أن الجفاف الذى ضرب الهضبة الإثيوبية بفعل ظاهرة «النونو» تسبب فى العجز فى الوارد من المياه.
ونقلت صحيفة "الوطن" المؤيدة للانقلاب عن النائب في برلمان العسكر سلامة الجوهرى إهمال الحكومة ملف تلوث مياه الشرب، واستعان «الجوهرى»، خلال الجلسة العامة لمجلس النواب، ، بزجاجة مليئة بالمياه الملوثة، ملوحاً بها: هذه المياه الملوثة نشربها يوميًّا والحكومة لا تهتم.
خبير: مصر ستشهد حالة جفاف بمياه النيل
قال الدكتور مغاورى شحاتة خبير المياه، ورئيس جامعة المنوفية السابق، إن نصيب الفرد فى مصر فى الحصول على حصته من نهر النيل هو الأقل فى دول حوض النيل الـ9، مشيراً إلى أن مصر ماضية فى طريقها إلى الفقر المائى .
وأضاف، خلال كلمته التى ألقاها بالمؤتمر الصحفى الذى عقد بنقابة الصحفيين منذ 6 أشهر، تحت عنوان "سد النهضة وحلول بديلة"، أن المضيى في ترك إنشاء سد النهضة الإثيوبى سيسبب حالة من الجفاف خلال الـ6 سنوات القادمة لما سيحدثه من حجب نسبة 16 مليار متر مكعب ماء.
وقد وصل الجفاف أراضي الدقهلية والمنوفية وكفر الشيخ وقطع المواطنون الطرق السريعة من أجل وصول مياه الري للترع في محافظات الدلتا والبحيرة، وخرجت توربينات السد العالي من العمل بسبب تراجع مستويات المياه أمام بحيرة السد، وبعد أن تعطلت مئات المحطات المختصة بمياه الشرب بسبب انخفاض منسوب النيل، وبعد أن أكد برلمان الدم أن سد النهضة من حق الإثيوبيين وبعد أن انهالت القروض على إثيوبيا للانتهاء من مشروع السد الذي تجاوز الإنجاز فيه نحو 60%، بسبب توقيع قائد الانقلاب العسكري على وثيقة اتفاق المبادئ، ودخول إسرائيل على مسار التلاعب بمصر السيسي، وتصاعد الحديث عن توصيل مياه النيل لإسرائيل عبر مصر كحل بديل عقب بناء سد النهضة .
الجفاف أصبح واقعًا يحاصر مصر
الجفاف بدأت في الآونة الأخيرة، مشاهد جفاف الأراضي الزراعية في عدد من المحافظات المصرية، حتى أصبحت ظاهرة واضحة للعيان، وذلك في تأثير واضح لأزمة سد النهضة الاثيوبي، والذي تفاقمت آثاره خاصة بعد بدء إثيوبيا فعليا في حجز 14 مليار متر مكعب من حصة مصر والسودان في مياه النيل، لصالح سد "النهضة".
وكشف نظام السيسي عن معاناة مصر من الجفاف قريبا، حيث قال المهندس وليد حقيقي المتحدث باسم وزارة الري بحكومة الانقلاب، إن الوزارة طلبت تخصيص مبلغ 5 مليارات جنيه لحصتها هذا العام من الموازنة العامة للدول، وأن ما وفرته وزارة التخطيط هو 2.6 مليار فقط، لافتًا إلى أن العجز المقدر بـ2.4 مليار جنيه سيؤثر على خطط الوزارة في إدارة الموارد المائية للعام الجديد، في ظل توقعات انخفاض منسوب الفيضان في نهر النيل.
وأضاف حقيقي خلال مداخلة هاتفية لبرنامج "صباح دريم" المذاع عبر فضائية "دريم"، أن نهر النيل عانى من نقص الفيضان في العام الماضي، ما جاء على حساب المخزون الاستراتيجي للدولة من بحيرة ناصر خلف السد العالي، مشيرًا إلى تكرار أزمة نقص الفيضان العام المقبل، ما يهدد مصر بحالة من الجفاف، أو نقص في مخزون بحيرة ناصر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق