لواء سابق بالجيش يكشف: لماذا يتحايل "السيسى" على القضية بـ"السلام الدافئ ؟
ويؤكد: حرية الشعوب العربية أخطر على الكيان الصهيونى من الأسلحة الفتاكة.. وجميع الدول الكبرى تفضل التعاون ودعم الأنظمة الديكتاتورية لأنها تحقق مصالحها
منذ 2 ساعة
عدد القراءات: 944
واضاف "سليمان" فى تسائله، ما الجديد فى الموقف الذى جعل "السيسى" يتحرك ويدعو إلى السلام مع العدو المحتل، متابعًا، هل هناك حقًا سعى جاد لتحقيق السلام العادل بين الكيان والعرب، أم هناك دوافع آخرى حول العملية برمتها؟.
ليس هناك جديد فى القضية.. فما هى الدوافع الحقيقية إذًا ؟
وأوضح الخبير العسكر، فى مقاله المنشور، اليوم الخميس، بصحيفة "العربى الجديد" إن حقيقة الموقف أنه ليس هناك جديد في القضية الفلسطينية، ولا في مواقف أطرافها، سواء العدو، قائلا: "علينا أن نبحث عن أسباب ودوافع أخرى لتلك التحرّكات، التي تتخذ من قضية فلسطين، وهى القضية "المستدامة" عنوانًا أو ذريعة لتحركاتها، فنظم الحكم العربية، على اختلافها، تمر بحالة تصدّع واضطراب شديدة، لم تمر بها عقودًا، كانت فيها تلك النظم تُحكم قبضتها على مقدرات الشعوب، وتفرض عليها شكلاً من الاستقرار أقرب إلى الاستكانة، وتجعل من حكامها أباطرةً طغاة، ومن ثم، يصبح من السهل على القوى الكبرى، ذات المصالح الحيوية في المنطقة، أن تتعامل مع تلك النظم، وتحقق مصالحها؟ حتى وقع ما لم يكن في حسبان أحد، وهو انطلاق ثورات الربيع العربي من قلب العالم العربي لتسري في كل أوصاله بدرجاتٍ متفاوتة.
وأضاف"سليمان"، إنه على الرغم من تصدّي الثورات المضادة لهبات الشعوب، ونجاحها المرحلى والمؤقت في إيقاف حركة المد الثورى، إلا أن الأهم أن الشعوب نجحت فى كسر قيود الخوف والقهر، التي كانت تفرضها نُظم الحكم، وبدأت تمر بحالةٍ من استعادة الوعي، والاستعداد لمواجهة التحديات التي يمكن أن تواجه طموحاتها الوطنية، وهو إنجاز كبير وغير مسبوق، أدخل الشعوب في مرحلة مخاضٍ صعبة، قد تطول بعض الوقت، لكنها حتماً ستنتج نُظماً جديدة للحكم ذات سمات مدنية، ديموقراطية، حديثة، تحترم حرية الشعوب وحقوق الإنسان، والتداول السلمي للسلطة.
دعم الأنظمة الديكتاتورية ومساعدتها يسهل مهام الدول الكبرى حول العالم فى تنفيذ ما تريد !
وكشف "سليمان" فى مقاله أيضًا، أن للقوى الدولية والإقليمية ذات المصالح في المنطقة العربية، هي عديدة لا تنتهى عند الولايات المتحدة الأمريكية ودول الاتحاد الأوروبى، لكنها تمتد لتشمل روسيا والصين وغيرها من الدول الكبرى الصاعدة، وقبل كل تلك الدول، تأتي دولة العدو الإسرائيلى، فهي صاحبة المصلحة الأولى والأكبر، وتدرك كل تلك الدول والقوى جيداً أن التعامل مع النظم الديكتاتورية أيسر كثيراً من التعامل مع الشعوب والحكومات المنتخبة ديموقراطياً.
حرية الشعوب العربية أكبر خطر يهدد الكيان الصهيونى
وأشار الخبير الاستراتيجى والعسكرى فى نهاية مقاله، إلى نقطة غاية فى الأهمية وهى، استشعار العدو الإسرائيلى للخطر الحقيقي طالما استمرت الشعوب على حالة الغضب والرفض، والإصرار على استعادة حريتها وفرض إرادتها، على الرغم من كل ما تقدّمه من تضحيات، حتى التقت عند هذه النقطة، المصالح بين الغرب بكل قواه، ومعه العدو الإسرائيلى، ونظم الحكم في معظم العالم العربى، ورأت أن الحل لدرء هذا الخطر القادم من صحوة الشعوب هو إعادة إنتاج قضية الحرب والسلام بين العرب والعدو الإسرائيلى، وإحياء مشاعر القلق المصيرى لدى المواطن العربى، وإشغاله من جديد بمتاهات الصراع وعملية السلام "المستدامة"، والمبادرات والتحرّكات والاجتماعات الطارئة لتبقى الشعوب على حالها فى حظيرة الاستكانة بدعوى الاستقرار، والانشغال بالقضية، التي يجب ألاّ يعلو صوتٌ على صوتها إلى ما شاء الله.
***
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق